الأزد سيفي على الأعداء كلهم
الأَزْدُ سَيْفِي عَلَى الأَعْدَاءِ كُلِّهِمُ
-
-
- وسبق أَحْمَدَ مَنْ دَانَتْ لَهُ العَرَبُ
-
قَوْمٌ إذا فاجأوا أَبْلَوا وإن غُلِبُوا
-
-
- لا يحجمون ولا يدرون ما الهربُ
-
قوم لبوسهم في كل معترك
-
-
- بيضٌ رقاقٌ وداوُدية ٌ سُلَبُ
-
البيضُ فوق رؤوس تحتها اليلبُ
-
-
- وفي الأنامل سمر الخطَّ والقضب
-
وأَيُّ يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ لَيْسَ لَهُم
-
-
- فيهِ مِنَ الفِعْلِ ما مِنْ دُونِهِ العَجَبُ
-
الأَزْدُ أزيَدُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمٍ
-
-
- فضلاً وأعلاهم قدراً إذا ركبوا
-
يَا مَعْشَر الأَزْدِ أَنْتُمْ مَعْشَرٌ أُنُفٌ
-
-
- لا يضعفون إذا ما اشتدت الحقب
-
وفيتم ووفاء العهد شيمتكم
-
-
- وَلَمْ يُخالِطْ قديما صِدْقَكُمْ كَذِبُ
-
إذا غَضِبْتُمُ يَهَابُ الخَلْقُ سَطْوَتَكُم
-
-
- وقد يهون عليكم منهم الغضب
-
يا مَعْشَر الأزْدِ إِنِّي مِنْ جَمِيْعِكُمُ
-
-
- راضٍ وأنتم رؤوس الأمر لا الذنب
-
لَنْ يَيْأَسَ الأَزْدُ مِنْ رُوْحٍ ومغفرة
-
-
- وَاللُه يَكْلأُهُم مِنْ حَيْثُ ما ذَهَبُوا
-
طِبْتُم حَدِيثا كما قَدْ طابَ أَوَّلُكُمْ
-
-
- والشَّوْكُ لا يُجْتَنَى مِنْ فَرْعِهِ العِنَبُ
-
والأزد جرثومة إن سوبقوا وسبقوا
-
-
- أو فوخروا فخروا أو غولبوا اغلبوا
-
أَو كُوثروا كَثروا أو صُوبرُوا صبروا
-
-
- أو سُوهِموا سَهَموا أو سُولِبوا سَلَبوا
-
صفوا فأصفاهم الباري ولايته
-
-
- فلم يشب صفوهم لهو ولا لعب
-
من حسن أخلاقهم طابت مجالسهم
-
-
- لا الجَهْلُ يَعْرُوْهُمْ فيها ولا الصَّخَبُ
-
الغَيْثُ ما رُوِّضُوا مِنْ دُوْنِ نائِلِهِمْ
-
-
- والأسد ترهبهم يوماً إذا غضبوا
-
أندى الأنام أكفّاً حين تسألهم
-
-
- وَأَرْبَطُ النَّاسِ جَأْشا إنْ هُمُ نُدِبوا
-
فَاللُه يَجْزِيْهِمُ عَمَّا أَتَوا وَحَبَوا
-
-
- بِهِ الرَّسولَ وَمَا مِنْ صَالِحٍ كَسَبُوا
-
تغيرت المودّة والإخاء
يقول علي رضي الله عنه عن خيانة الأصدقاء:
تغيرتِ المودة والإخاء
-
-
- وقلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ
-
وأسلمني الزمانُ إلى صديقٍ
-
-
- كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ
-
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ
-
-
- ولكن لا يدومُ له وفاءُ
-
أَخِلاَّءٌ إذا استَغْنَيْتُ عَنْهُمْ
-
-
- وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ
-
يديمونَ المودة ما رأوني
-
-
- ويبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ
-
وان غنيت عن أحد قلاني
-
-
- وَعَاقَبَنِي بمِا فيهِ اكتِفَاءُ
-
سَيُغْنِيْنِي الَّذي أَغْنَاهُ عَنِّي
-
-
- فَلاَ فَقْرٌ يَدُومُ وَلاَ ثَرَاءُ
-
وَكُلُّ مودة للِه تَصْفُو
-
-
- وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ
-
وكل جراحة فلها دواءٌ
-
-
- وَسُوْءُ الخُلْقِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ
-
ولَيْسَ بِدَائِمٍ أَبَدا نعِيْمٌ
-
-
- كَذَاكَ البُؤْسُ لَيْسَ لهُ بَقَاءُ
-
إذا نكرتُ عهداً من حميمٍ
-
-
- ففي نفسي التكرُّم والحَيَاءُ
-
إذَا مَا رَأْسُ أَهْلِ البَيْتِ وَلَّى
-
-
- بَدَا لَهُمُ مِنَ النَّاسِ الجَفَاءُ
-
أحسين إنّي واعظٌ ومؤدِّب
ويقول رضي الله عنه واعظاً ابنه الحسن ومؤدباً له:
أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ
-
-
- فَافْهَمْ فَأَنْتَ العَاقِلُ المُتَأَدِّبُ
-
واحفظ وصية والد متحنن
-
-
- يغذوك بالآداب كيلا تعطب
-
أبنيَّ إن الرزق مكفول به
-
-
- فعليكَ بالإجمال فيما تطلب
-
لا تَجْعَلَنَّ المالَ كَسْبَكَ مُفْرَدا
-
-
- واتقى إلهك فاجعلن ما تكسبُ
-
كفلَ الإله برزق كل برية
-
-
- والمال عارية تجيء وتذهب
-
والرِّزْقُ أَسْرَعُ مِنْ تَلَفُّتِ ناظِرٍ
-
-
- سبباً إلى الإنسان حين يسبب
-
ومن السيول إلى مقر قرارها
-
-
- والطير لِلأَوْكارِ حينَ تَصَوَّبُ
-
أبنيَ إن الذكرَ فيه مواعظٌ
-
-
- فَمَنِ الَّذِي بِعِظاتِهِ يَتأَدَّبُ
-
اقرأ كِتَابَ اللِه جُهْدَكَ وَاتْلُهُ
-
-
- فيمَنْ يَقومُ بِهِ هناكَ ويَنْصِبُ
-
بِتَّفَكُّرٍ وتخشُّعٍ وتَقَرُّبٍ
-
-
- إن المقرب هنده المتقرب
-
واعْبُدْ إلَهَكَ ذا المَعارِجِ مخلصا
-
-
- وأنصت إلى الأَمْثَالِ فِيْمَا تُضْرَبُ
-
وإذا مَرَرْتَ بآية وَعْظِيَّة ٍ
-
-
- تَصِفُ العَذَابَ فَقِفْ ودَمْعُك يُسْكَبُ
-
يا مَنْ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ بِعَدْلِه
-
-
- لا تجعلني في الذين تعذب
-
إِنِّي أبوءُ بِعَثْرَتِي وَخَطِيْئَتِي
-
-
- هَرَبا إِلَيْكَ وَلَيْس دُوْنَكَ مَهْرَبُ
-
وإذا مَرَرْتَ بآية في ذِكْرِها
-
-
- وَصْفُ الوسيلة والنعيمُ المُعْجِبُ
-
فاسأل إلهك بالإنابة مخلصاً
-
-
- دار الخلود سؤال من يتقرب
-
واجْهَدْ لَعَلَّكَ أنْ تَحِلَّ بأَرضِهَا
-
-
- وَتَنَالَ رُوْحَ مَساكِنٍ لا تُخْرَبُ
-
وتنال عَيْشا لا انقِطَاعَ لوَقْتِهِ
-
-
- وَتَنَالَ مُلْكَ كرامة لاَ تُسْلَبُ
-
بَادِرْ هَوَاكَ إذا هَمَمْتَ بِصَالِحٍ
-
-
- خَوْفَ الغَوَالِبِ أنْ تَجيء وتُغْلَبُ
-
وإذا هَمَمْتَ بسيئ ٍ فاغْمُضْ لهُ
-
-
- وتجنب الأمر الذي يتجنب
-
واخفض جناحك للصديق وكن له
-
-
- كَأَبٍ على أولاده يَتَحَدَّبُ
-
وَالضَّيْفَ أَكْرِمْ ما اسْتَطَعْتَ جِوَارَهُ
-
-
- حَتّى يَعُدَّكَ وارِثا يَتَنَسَّبُ
-
وَاجْعَلْ صَدِيَقَكَ مَنْ إذا آخَيْتَهُ
-
-
- حَفِظَ الإِخَاْءَ وَكَانَ دُوْنَكَ يَضْرِبُ
-
وَاطْلُبْهُمُ طَلَبَ المَرِيْض شِفَاءَهُ
-
-
- ودع الكذوب فليس ممن يصحب
-
واحفظ صديقك في المواطن كلها
-
-
- وَعَلَيْكَ بالمَرْءِ الَّذي لاَ يَكْذِبُ
-
وأقل الكَذُوْبَ وَقُرْبَهُ وَجِوَارَهُ
-
-
- إِنَّ الكَذُوْبَ مُلَطِّخٌ مَنْ يَصْحَبُ
-
يعطيك ما فوق المنى بلسانه
-
-
- وَيَرُوْغُ مِنكَ كما يروغ الثَّعْلَبُ
-
وَاحْذَرْ ذَوِي المَلَقِ اللِّئَامَ فَإِنَّهُمْ
-
-
- في النائبات عليك ممن يخطب
-
يَسْعَوْنَ حَوْلَ المَرْءِ ما طَمِعُوا بِهِ
-
-
- وإذا نبا دهرٌ جفوا وتغيبوا
-
ولقد نصحتك إن قبلت نصيحتي
-
-
- والنُّصْحُ أَرْخَصُ ما يُبَاعُ وَيُوْهَبُ
-
صرمت حبالك بعد وصلك زينب
صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبُ
-
-
- والدهر فيه تصرّم وتقلب
-
نشرت ذوائبها التي تزهو بها
-
-
- سوداً ورأسك كالنعامة أشيب
-
واستنفرت لما رأتك وطالما
-
-
- كانت تحنُّ إلى لقاك وترهب
-
وكذلك وصل الغانيات فإنه
-
-
- آل ببلقعة ٍ وبرق خلب
-
فَدَعِ الصِّبا فَلَقَد عَدَاكَ زَمَانُهُ
-
-
- وازْهَدْ فَعُمْرُكَ منه ولّى الأَطْيَبُ
-
ذهب الشباب فما له من عودة
-
-
- وأتى المشيب فأين منه المهرب
-
ضيفٌ ألمَّ إليك لم تحفل به
-
-
- فَتَرى له أَسَفا وَدَمْعا يسْكُبُ
-
دَعْ عَنْكَ ما قَدْ فات في زَمَنِ الصِّبا
-
-
- واذكر ذنوبكَ وابكها يا مذنب
-
واخْشَ مناقشة الحِسَابِ فإِنَّه
-
-
- لا بدّ يحصى ما جنيت ويكتب
-
لم يَنْسَهُ المَلِكانِ حين نَسِيْتَه
-
-
- بَلْ أَثْبَتَاهُ وَأَنْتَ لاهٍ تَلْعَبُ
-
والروح فيك وديعة أودعتها
-
-
- سنردّها بالرغم منك وتسلب
-
وَغُرورُ دُنْياكَ التي تَسْعَى لها
-
-
- دارٌ حَقِيقَتُها متاعٌ يَذْهَبُ
-
والليل فاعلم والنهار كلاهما
-
-
- أَنْفَاسُنا فيها تُعَدُّ وَتُحْسَبُ
-
وجميعُ ما حَصَّلْتَهُ وَجَمَعْتَهُ
-
-
- حَقًّا يَقِينا بَعْدَ مَوْتِكَ يُنْهَبُ
-
تَبًّا لدارٍ لا يَدُومُ نَعيمُها
-
-
- ومشيدها عما قليلُ يخرب
-
فاسمعْ ، هُديتَ ، نصائحا أَوْلاكها
-
-
- برٌ لبيبٌ عاقلٌ متأدب
-
صَحِبَ الزَّمانَ وَأَهْلَه مستبصرا
-
-
- ورأى الأمورَ بما تؤوب وتُعْقَبُ
-
أَهْدى النَّصيحة َ فاتَّعظ بمقالة
-
-
- فهو التقيُّ اللوذعيُّ الأدرب
-
لا تأمن الدهر الصروف فإنه
-
-
- لا زال قدماً للرحال يهذب
-
وكذلك الأيام في غدواتها
-
-
- مرت يذلُّ لهاالأعزُّ الأنجب
-
فعليك تقوى الله فالزمها تفزْ
-
-
- إِنَّ التّقِيَّ هو البهيُّ الأَهْيَبُ
-
واعْمَلْ لطاعته تَنَلْ مِنْهُ الرِّضا
-
-
- إنَّ المطيع لربه لمقرب
-
فاقْنَعْ ففي بَعضِ القناعة راحة
-
-
- واليَأْسُ ممّا فات فهو المَطْلَبُ
-
وَتَوَقَّ من غَدْرِ النِّساءِ خيانة
-
-
- فجميعهن مكائد لكّ تنصب
-
لا تأمن الأنثى حياتك إنها
-
-
- كالأُفْعُوانِ يُراعُ منه الأَنْيُبُ
-
لا تأمن الأنثى زمانك كله
-
-
- يوما وَلَوْ حَلَفْتْ يَمينا تَكْذِبُ
-
تُغري بطيب حَديْثِها وَكَلامِها
-
-
- وإذا سطت فهي الثقيل الأشطب
-
والْقَ عَدُوَّكَ بالتحية لا تكنْ
-
-
- مِنْهُ زمانَك خائفا تترقَّبُ
-
واحْذَرْهُ يوما إِنْ أتى لك باسما
-
-
- فاللَّيْثُ يَبْدو نابُه إذْ يَغْضَبُ
-
وإذا الحقود وإن تقادمَ عهده
-
-
- فالحقْدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَيَّبُ
-
إن الصديق رأيته متعلقاً
-
-
- فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنَّبُ
-
لا خير في ودِّ امرئ متملقٍ
-
-
- حلو اللسان وقلبه يتلهب
-
يلقاه يحلف أنه بك واثقٌ
-
-
- وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ
-
يعطيك من طرف اللسان حلاوة
-
-
- وَيَرُوغُ مِنْكَ كما يَروغُ الثَّعْلَبُ
-
واختَرْ قَرِيْنَك واصْطَفِيهِ مُفَاخِرا
-
-
- إِنّ القَرِيْنَ إلى المقْارَنِ يُنْسَبُ
-
إنَّ الغنيَّ من الرجال مكرمٌ
-
-
- وتراه يرجى مالديه ويرهب
-
وَيُبَشُّ بالتَّرْحِيْبِ عِندَ قُدومِهِ
-
-
- ويقام عند سلامه ويقرب
-
والفَقْرُ شَيْنٌ للرِّجالِ فإِنَّهُ
-
-
- يزرى به الشهم الأديب الأنسب
-
واخفض جناحك للأقارب كلهم
-
-
- بتذللٍ واسمح لهم إن أذنبوا
-
ودع الكذب فلا يكن لك صاحباً
-
-
- إِنّ الكذوب لَبِئْسَ خِلٌّ يُصْحَبُ
-
وَذَرِ الحَسُودَ ولو صفا لَكَ مرة
-
-
- أبْعِدْهُ عَنْ رُؤْيَاكَ لا يُسْتجْلَبُ
-
وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن
-
-
- ثرثارة في كلِّ نادٍ تَخْطُبُ
-
واحفظ لسانك واحترز من لفظه
-
-
- فالمرء يسلم باللسان ويعطب
-
والسِّرُّ فاكُتُمْهُ ولا تَنطِق به
-
-
- فهو الأسير لديك اذ لا ينشب
-
وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى
-
-
- فرجوعها بعد التنافر يصعب
-
إِنّ القُلوبَ إذا تنافر ودُّها
-
-
- شِبْهُ الزجاجة كسْرُها لا يُشْعَبُ
-
وكذاك سِرُّ المَرْءِ إنْ لَمْ يَطْوِهِ
-
-
- نشرته ألسنة تزيد وتكذب
-
لاْ تَحْرَصَنَ فالحِرْصُ ليسَ بِزَائدٍ
-
-
- في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب
-
وَيَظَلُّ مَلْهُوفا يَرُوْمُ تَحَيُّلاً
-
-
- والرِّزْقُ ليس بحيلة يُسْتَجْلَبُ
-
كم عاجزٍ في الناس يؤتى رزقهُ
-
-
- رغداًو يحرم كيس ويخيب
-
أَدِّ الأمانة والخيانة فاجْتَنِبْ
-
-
- وَاعْدُلْ ولا تَظْلِمْ ، يَطِبْ لك مَكْسَبُ
-
وإذا بُلِيْتَ بنكبة فاصْبِرْ لها
-
-
- من ذا رأيت مسلّماً لا ينكب
-
وإذا أصابك في زمانك شدة
-
-
- وأصابك الخطب الكريه الأصعب
-
فَادْعُ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدْنَى لِمَنْ
-
-
- يدعوه من حبل الوريد وأقرب
-
كن ما استطعت عن الأنام بمعزلٍ
-
-
- إِنَّ الكَّثِيْرَ مِنَ الوَرَى لا يُصْحَبُ
-
واجعل جليسك سيداً تحظى به
-
-
- حَبْرٌ لَبِيْبٌ عاقِلٌ مِتَأَدِّبُ
-
واحْذَرْ مِنَ المَظْلُومِ سَهْما صائبا
-
-
- واعلم بأن دعاءه لا يحجب
-
وإذا رَأَيْتَ الرِّزْقَ ضاق بِبَلْدَة ٍ
-
-
- وخشيت فيها أن يضيق المكسب
-
فارْحَلْ فأَرْضُ اللِه واسعة الفَضَا
-
-
- طُولاً وعِرْضا شَرْقُها والمَغْرِبُ
-
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي
-
-
- فالنصح أغلى ما يباع ويوهب
-
خُذْها إِلَيْكَ قصيدة منظومة
-
-
- جاءَتْ كَنَظْمِ الدُّرِّ بَلْ هِيَ أَعْجَبُ
-
حِكَمٌ وآدابٌ وَجُلُّ مَواعِظٍ
-
-
- أَمْثالُها لذوي البصائِر تُكْتَبُ
-
فاصغ لوعظ قصيدة أولاكها
-
-
- طود العلوم الشامخات الأهيب
-
أعني عليًّا وابنَ عمِّ محمَّدٍ
-
-
- مَنْ نالَه الشَرَفُ الرفيعُ الأَنْسَبُ
-
يا ربّ صلِّ على النبيِّ وآله
-
-
- عَدَدَ الخلائِقِ حصْرُها لا يُحْسَبُ
-
وَما طَلَبُ المَعيشَةِ بِالتَمَنّي
وَما طَلَبُ المَعيشَةِ بِالتَمَنّي
-
-
- وَلَكِن أَلقِ دَلوَكَ في الدَلاءِ
-
تَجِئكَ بِمِلئِها يَوماً وَيَوماً
-
-
- تَجِئكَ بِحَمأَةٍ وَقَليلِ ماءِ
-
وَلا تَقعُد عَلى كُلِّ التَمَنّي
-
-
- تَحيلُ عَلى المَقدَّرِ وَالقَضاءِ
-
فَإِنَّ مَقادِرَ الرَحمَنِ تَجري
-
-
- بَأَرزاقِ الرِجالِ مِنَ السَماءِ
-
مَقدَّرَةً بِقَبضٍ أَو بِبَسطٍ
-
-
- وَعَجزُ المَرءِ أَسبابُ البَلاءِ
-
لَنِعمَ اليَومُ يَومُ السَبتِ حَقّاً
-
-
- لِصَيدٍ إِن أَرَدتَ بَلا اِمتِراءِ
-
وَفي الأَحَدِ البِناءِ لِأَنَّ فيهِ
-
-
- تَبَدّى اللَهُ في خَلقِ السَماءِ
-
وَفي الاثنين إِن سافَرتَ فيهِ
-
-
- سَتَظفَرُ بِالنَجاحِ وَِبالثَراءِ
-
وَمِن يُردِ الحِجامَةَ فَالثُلاثا
-
-
- فَفي ساعَتِهِ سَفكُ الدِماءِ
-
وَإِن شَرِبَ اِمرِؤٌ يَوماً دَواءً
-
-
- فَنِعمَ اليَومَ يَومَ الأَربِعاءِ
-
وَفي يَومِ الخَميسِ قَضاءُ حاجٍ
-
-
- فَفيهِ اللَهُ يَأذَنُ بِالدُعاءِ
-
وَفي الجُمُعاتِ تَزويجٌ وَعُرسٌ
-
-
- وَلذَّاتُ الرِجالِ مَعَ النِساءِ
-
وَهَذا العِلمُ لا يَعلَمهُ إِلّا
-
-
- نَبِيٌّ أَو وَصِيُّ الأَنبِياءِ
-
فَكَيفَ بِهِ أَنّي أُداوي جِراحَهُ
-
-
- فَيَدوى فَلا مُلَّ الدَواءُ1
-
أَللَهُ حَيٌّ قَديمٌ قادِرٌ صَمَدُ
الله حَيٌّ قَديمٌ قادِرٌ صَمَدُ
-
-
- فَلَيسَ يَشركهُ في مُلكِهِ أَحَدُ
-
هُوَ الَّذي عَرَّفَ الكُفّارَ مَنزِلَهُم
-
-
- وَالمُؤمِنونَ سيَجزيهِم بِما وُعِدوا
-
فَإِن تَكُن دِولَةً كاَنَت لَنا عِظَةٌ
-
-
- فَهَل عَسى أَن يَرى فيها غَيرَ رَشَدُ
-
وَيَنصُرِ اللَهُ مَن والاهُ إِنَّ لَهُ
-
-
- نَصراً يُمَثِّلُ بِالكُفّارِ إِن عَتَدوا
-
فَإِن نَطَقتُم بِفَخرٍ لا أَبالَكُمُ
-
-
- فيمَن تَضَمَّنَ مِن إِخوانِنا اللَحَدُ
-
فَإِنَّ طَلحَةَ غَادَرناهُ مُنجَدِلاً
-
-
- وَلِلصَفائِحِ نارٌ بَينَنا تَقِدُ
-
وَالمَرءُ عُثمانُ أَردَتهُ أَسِنَّتُنا
-
-
- فَجَيبُ زَوجَتِهِ إِذ أُخبِرَت قَدَدُ
-
في تِسعَةٍ وَلِواءٌ بَينَ أَظهُرِهِم
-
-
- لَم يَنكُلوا عَن حِياضِ المَوتِ إِذ وَرَدوا
-
كانوا الذَوائِبَ مِن فَهرٍ وَأَكَرَمَها
-
-
- حيثُ الأُنوفُ وَحَيثُ الفَرعُ وَالعَدَدُ
-
وَأَحمَدُ الخَيرِ قَد أَردى عَلى عَجَلٍ
-
-
- تَحتَ العَجاجِ أَبِيّاً وَهوَ مُجتَهِدُ
-
فَظَلَّتِ الطَيرُ وَالضِبعانُ تَركَبُهُ
-
-
- فَحامِلُ قِطعَةٍ مِنهُ وَمُقتَعِدُ
-
وَمَن قَتَلتُم عَلى ما كانَ مِن عَجَبٍ
-
-
- مِنّا فَقَد صادَفوا خَيراً وَقَد سَعِدوا
-
لَهُم جِنانٌ مِن الفِردوسِ طَيِّبَةٌ
-
-
- لا يَعتَريهِم بِها حَرٌّ وَلا صَرَدُ
-
صَلّى الإِلَهُ عَلَيهِم كُلَّما ذُكِروا
-
-
- فَرُبَّ مَشهَدِ صِدقٍ قَبلَهُ شَهِدوا
-
قَومٌ وَفَوا عَهدَ الرَسولِ وَاِحتَسَبوا
-
-
- شَمَّ العَرانينَ مِنهُم حَمزَةَ الأَسَدُ
-
وَمُصعَبٌ كانَ لَيثاً دونَهُ حَرَداً
-
-
- حَتّى تَزَمَّلَ مِنهُ ثَعلَبٌ جَسَدُ
-
لَيسوا كَقَتلى مِنَ الكُفّارِ أَدخَلَهُم
-
-
- نارَ الجَحيمِ عَلى أَبوابِها الرُصُدُ2
-
الأَزدُ سِيَفي عَلى الأَعداءِ كُلِّهِمُ
ويقول علي رضي الله عنه:
الأَزدُ سِيَفي عَلى الأَعداءِ كُلِّهِمُ
-
-
- وَسيفُ أَحمَدَ مَن دانَت لَهُ العَرَبُ
-
قَومٌ إِذا فاجَأوا أَبلوا وَإِن غُلِبوا
-
-
- لا يُحجِمونَ وَلا يَدرونَ ما الهَرَبُ
-
قَومٌ لُبوسُهُمُ في كُلِّ مُعتَرَكٍ
-
-
- بيضٌ رِقاقٌ وَداودِيَةٌ سُلُبُ
-
البيضُ فَوقَ رُؤوسٍ تَحتَها اليَلَبُ
-
-
- وَفي الأَنامِلِ سُمرُ الخَطِّ وَالقَضَبُ
-
البيضُ تَضحَكُ وَالآجالُ تَنتَحِبُ
-
-
- وَالسُمرُ تَرعِفُ وَالأَرواحُ تُنتَهَبُ
-
وَأَيُّ يَومٍ مِنَ الأَيّامِ لَيسَ لَهُم
-
-
- فيهِ مِنَ الفِعلِ ما مِن دُونِهِ العَجَبُ
-
الأَزدُ أَزيَدُ مَن يَمشي عَلى قَدَمٍ
-
-
- فَضلاً وَأَعلاهُمُ قَدراً إِذا رَكِبوا
-
يا مَعشَرَ الأَزدِ أَنتُم مَعشَرٌ أُنُفٌ
-
-
- لا يَضعُفونَ إِذا ما اِشتَدَّتِ الحُقُبُ
-
وَفَيتُمُ وَوَفاءُ العَهدِ شيمَتَكُم
-
-
- وَلَم يُخالِط قَديماً صِدقَكُم كَذِبُ
-
إِذا غَضِبتُم يَهابُ الخَلقُ سَطوَتَكُم
-
-
- وَقَد يَهونُ عَلَيكُم مِنهُمُ الغَضَبُ
-
يا مَعشَرَ الأَزذِ إِنّي مِن جَميعِكُمُ
-
-
- راضٍ وَأَنتُم رُؤوسُ الأَمرَ لا الذَنَبُ
-
لَن ييأس الأَزذُ مِن روحٍ وَمَغفِرَةٍ
-
-
- وَاللَهُ يَكلَؤُهُم مِن حَيثُ ما ذَهَبوا
-
طِبتُم حَديثاً كَما قَد طابَ أَوَّلُكُم
-
-
- وَالشَوكُ لا يُجتَنى مِن فَرعِهِ العِنَبُ
-
وَالأَزدُ جُرثومَةٌ إِن سُوبِقوا سَبَقوا
-
-
- أَو فُوخِروا فَخَروا أَو غُولِبوا غَلَبوا
-
أَو كُوثِروا كَثُروا أَو صُوبِروا صَبروا
-
-
- أَو سوهِموا سَهَموا أَو سُولِبوا سَلَبوا
-
صَفَوا فَأَصفاهُم الباري وِلايَتَهُ
-
-
- فَلَم يَشِب صَفوَهُم لَهوٌ وَلا لَعِبُ
-
مِن حُسنِ أَخلاقِهِم طابَت مَجالِسُهُم
-
-
- لا الجَهلُ يَهروهُم فيها وَلا الصَخَبُ
-
الغَيتَ ما رَوِّضوا مِن دونِ نائِلِهِم
-
-
- وَالأُسدُ تَرهَبُهُم يَوماً إِذا غَضِبوا
-
أَندى الأَنامِ أَكُفّاً حينَ تَسأَلُهُم
-
-
- وَأَربَطُ الناسِ جَأشاً إِن هُمُ نُدِبوا
-
وَأَيُّ جَمعٍ كَثيرٍ لا تُفَرِّقُهُ
-
-
- إِذا تَدانَت لَهُم غَسّانُ وَالنُدبُ
-
فَاللَهُ يَجزيهِم عَمّا أَتَوا وَحَبَوا
-
-
- بِهِ الرَسولَ وَما مِن صالِحٍ كَسَبوا
-
المراجع
- “وما طلب المعيشة بالتمني”، الديوان. بتصرّف.
- “الله حي”، عالم الأدب. بتصرّف.