قصيدة: نقطة ضعفي
قال مانع سعيد العتيبة:1
لِأَنَّ التَسامُحَ نُقْطَة ضِعْفِي
-
-
- فَما زِلْتَ تَحْظَى بِوُدِّي وَلُطْفِي
-
وَما زِلْتَ تَطْعَنُنِي كُلَّ يَوْمٍ
-
-
- فَلا يَتَصَدَّى لِطَعْنِكَ سَيْفِي
-
أَداوِي جِراحِي بِصَبْرِي الجَمِيلِ
-
-
- فَلا القَلْبُ يُساوِ وَلا الصَبْرُ يُشْفَى
-
وَأَسْأَلُ ما سِرَّ هذا الثَباتِ
-
-
- عَلَى عَهْدِ حُبِّي فَيَشْرَحُ نَزَفِي
-
لَوْ أَكِنَ يا شَقائِي الضَيْفَ
-
-
- رَحِيمًا غَفُورًا لِأَشْقاك عُنْفِي
-
فَلا تَتَخَيَّلْ بِأَنَّكَ أَقْوَى
-
-
- وَأَنِّي صَبُورٌ عَلَى رَغْمِ أَنْفِي
-
أَنا هُوَ بَأْسُ العَواصِفِ فَأَفْهَمُ
-
-
- لِماذا أَصُونُكَ مِنْ هَوَى عُنْفِي
-
لِأَنَّك لا تَسْتَطِيعُ الصُمُودَ
-
-
- إِذا غابَ عَنْكَ حَنانِي وَعَطْفِي
-
قصيدة: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
قال امرؤ القيس:2
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ
-
-
- بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
-
فَتُوْضِحَ فَالمِقْرَاةِ لم يعفُ رَسْمُهَا
-
-
- لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ
-
تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصَاتِهَا
-
-
- وَقِيْعَانِهَا كَأَنَّهُ حَبُّ فُلْفُلِ
-
كَأَنِّيْ غداة البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُوا
-
-
- لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ
-
وُقُوْفًا بِهَا صَحْبِيْ عَليََّ مطيهم
-
-
- يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسًى وَتَجَمَّلِ
-
وَإِنَّ شِفَائِيْ عَبْرَةٌ مهراقة
-
-
- فهَلْ عِنْدَ رسمٍ دَارِسٍ مِنْ معول
-
كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا
-
-
- وَجَارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَلِ
-
فَفَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنِّيْ صَبَابَةً
-
-
- عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي
-
أَلا رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ
-
-
- وَلا سِيَّمَا يَوْمٌ بِدَارَةِ جُلْجُلِ
-
وَيَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَى مطيتي
-
-
- فَيَا عَجَبًا مِنْ رَحْلِهَا المُتَحَمَّلِ
-
يَظَلُّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَا
-
-
- وَشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّلِ
-
وَيَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ
-
-
- فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاتُ إِنَّكَ مُرْجِلِي
-
تَقُولُ وَقَدْ مَالَ الغبيط بِنَا مَعًا
-
-
- عَقَرْتَ بَعِيْرِيْ يَا امْرَأَ القَيْسِ فَانْزِلِ
-
فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِيْ وَأَرْخِي زِمَامَهُ
-
-
- وَلا تُبْعِدِيني مِنْ جَنَاكِ المعلل
-
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِعًا
-
-
- فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِيْ تَمَائِمَ مُغْيَلِ
-
إذا ما بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْحَرَفَتْ لَهُ
-
-
- بِشِقٍّ وَشِقٌّ عِنْدَنَا لم يُحَوَّلِ
-
وَيَوْمًا عَلَى ظَهْرِ الكثيب تَعَذَّرَتْ
-
-
- عَلَيَّ وَآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ
-
أَفَاطِمُ مَهْلاً بَعْضَ هذا التَّدَلُّلِ
-
-
- وَإِنْ كُنْتِ قَدْ أَزْمَعْتِ صَرْمِيْ فَأَجْمِلِي
-
قصيدة: نالت على يدها ما لم تنله يدي
قال الوأواء الدمشقي:3
نَالَتْ عَلى يَدِها مَا لَمْ تَنَلْهُ يَدِي
-
-
- نَقْشًا عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَدِي
-
كأَنَّهُ طُرْقُ نَمْلٍ في أَنامِلِها
-
-
- أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْها السُّحْبُ بِالْبَرَدِ
-
كأَنَّها خَشِيَتْ مِنْ نَبْلِ مُقْلَتِها
-
-
- فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعًا مِنَ الزَّرَدِ
-
مَدَّتْ مَوَاشِطَها في كَفِّها شَرَكًا
-
-
- تَصِيدُ قَلْبِي بِهِ مِنْ داخِلِ الجَسَدِ
-
وَقَوْسُ حَاجِبِها مِنْ كلِّ نَاحِيَةٍ
-
-
- وَنَبْلُ مُقْلَتِها تَرْمِي بِهِ كَبِدِي
-
وَعَقْرَبُ الصُّدْغِ قَدْ بَانَتْ زُبانَتُهُ
-
-
- وَنَاعِسُ الطَّرْفِ يَقْظانٌ عَلى رَصَدي
-
إِنْ كانَ في جُلَّنارِ الخَدِّ مِنْ عَجَبٍ
-
-
- فَالصَّدْرُ يَطْرَحُ رُمَّانًا لِمَنْ يَرِدِ
-
وَخَصْرُها ناحِلٌ مِثْلِي عَلى كَفَلٍ
-
-
- مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكى الأَحْزَان في الخَلَدِ
-
إِنْسِيَّةٌ لَوْ بَدَتْ لِلْشَّمْسِ ما طَلَعَتْ
-
-
- مِنْ بَعْدِ رُؤْيَتِها يَوْمًا عَلى أَحَدِ
-
سَأَلْتُهَا الوَصْلَ قَالَتْ أَنْتَ تَعْرِفُنا
-
-
- مَنْ رَامَ مِنَّا وِصالًا مَاتَ بِالكَمَدِ
-
وَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا في الحُبِّ مَاتَ جَوىً
-
-
- مِنَ الغَرامِ وَلَمْ يُبْدِئْ وَلَمْ يُعِدِ
-
فَقُلْتُ أَسْتَغْفِرُ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَلٍ
-
-
- إِنَّ المُحِبَّ قَلِيلُ الصَّبْرِ وَالجَلَدِ
-
قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَتْ فِينا لَوَاحِظُها
-
-
- مَا إِنْ أَرى لِقَتِيلِ الحُبِّ مِنْ قَوَدِ
-
قَدْ خَلَّفَتْنِي طَريحاً وَهْيَ قَائِلَةٌ
-
-
- تَأَمَّلوا كَيْفَ فِعْلُ الظَّبْيِ بِالأَسَدِ
-
قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَني وَمَضى
-
-
- بِاللَهِ صِفْهُ وَلا تَنْقُصْ وَلا تَزِدِ
-
فَقَالَ أَبْصَرْتُهُ لَوْ مَاتَ مِنْ ظَمَأ
-
-
- وَقُلْتِ قِفْ عَنْ وُرُودِ المَاءِ لَمْ يَرِدِ
-
قَالَتْ صَدَقْتَ الوَفَا في الحُبِّ عَادَتُهُ
-
-
- يَا بَرْدَ ذاكَ الَّذي قَالَتْ عَلَى كَبِدِي
-
وَاسْتَرْجَعَتْ سَأَلَتْ عَنِّي فَقِيلَ لَهَا
-
-
- مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ دَقَّتْ يَدًا بِيَدِ
-
وَأَمْطَرَتْ لُؤْلُؤأً مِنْ نَرْجِسٍ وَسَقَتْ
-
-
- وَرْدًا وَعَضَّتْ عَلَى العُنَّابِ بِالبَرَدِ
-
وَأَنْشَدَتْ بِلِسَانِ الحَالِ قَائِلةً
-
-
- مِنْ غَيْرِ كُرْهٍ وَلا مَطْلٍ وَلا جَلَدِ
-
وَاللَهِ مَا حَزِنَتْ أُخْتٌ لِفَقْدِ أَخٍ
-
-
- حُزْني عَلَيْهِ وَلا أُمٌّ عَلَى وَلَدِ
-
فَأَسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجْرِي عَلَى عَجَلٍ
-
-
- فَعِنْدَ رُؤْيَتِها لَمْ أَسْتَطِعْ جَلَدِي
-
وَجَرَّعَتْنِي بِرِيقٍ مِنْ مَرَاشِفِها
-
-
- فَعَادَتِ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي
-
هُمْ يَحْسُدُوني عَلَى مَوْتِي فَوا أَسَفِي
-
-
- حَتَّى عَلَى المَوْتِ لا أَخْلوُ مِنَ الحَسَدِ
-
قصيدة: الرحيل
قال مانع العتيبة:
لِماذا جِئْتَ تَطْلُبُ أَنْ أُضَحِّيَ
-
-
- وَأَنْسَى ما جَنَيْتُ وَنَزَفَ جُرْحِي؟
-
أَمّا كُنّا اِنْتَهَيْنا وَاِرْتَضَيْنا
-
-
- وَسِرْنا لِلنِهايَةِ دُونَ نُوحٍ
-
وَأَعْلَنا غُرُوبَ الوُدِّ فِينا
-
-
- بِلا إِبْداءِ أَسْبابٍ وَشَرْحٍ
-
لِماذا عُدْتَ تَطْرُقُ مِن جَدِيدٍ
-
-
- عَلَى بابٍ سَيَبْقَى دُونَ فَتْحٍ
-
أُجِئْتُ مُواسِيًا أَمْ يا صَدِيقِي
-
-
- يُهِمُّكَ أَنْ تَرَى آثارَ ذَبْحِي
-
نَعَمْ إِنِّي الذَبِيحُ وَأَنْتَ مِثْلِي
-
-
- تُقاسِي نارَ جُرْحٍ ذاتِ لَفْحٍ
-
وَإِنْ أَنْكَرْتُ ذلِكَ لَيْسَ يُجْدِي
-
-
- فَفِي عَيْنَيْكَ ما يَنْبِي وَيُوحِي
-
وَفِي عَيْنَيْ حُزْنٍ لَوْ تَبَدَّى
-
-
- لِحَلِّ اللَيْلِ عِنْدَ شُرُوقِ صُبْحٍ
-
لِماذا عُدْتَ تَنْفُخُ فِي رَمادِي
-
-
- وَجَمْرًا نائِمًا فِيهِ تُصَحِّي؟
-
مُحالٌ أَنْ نَعُودَ إِلَى التَصافِي
-
-
- وَلَوْ حَتَّى بَدَأْنا عَهْدَ صُلْحٍ
-
تَكَسَّرَتْ الصَداقَةُ فِي يَدَيْنا
-
-
- فَوَيْحَكَ ما فَعَلْتُ بِها وَوَيحِي
-
لِماذا عُدْتُ؟ تَسْأَلُنا دُمُوعًا
-
-
- تُحاوِلُ أَنْ تُقاوِمَ أَيَّ مَسْحٍ
-
لِماذا عُدْتُ بَعْدَ المَوْتِ تَسْعَى
-
-
- لِإِحْيائِي بورد دُونَ رُوحٍ؟
-
أَنا أَغْلَقْتُ دُونَكَ بابَ قَلْبِي
-
-
- وَسَلَّمَت النَوَى مِفْتاحٌ صَفْحِي
-
فَلا تُقْرَعْ عَلَى أَبْوابِ ماضِي
-
-
- بِقَبْضَةِ نادِمٍ إِنْ شِئْتَ نُصَحِّي
-
مَضَى عَنّا زَمانُ الوُدِّ حَتَّى
-
-
- تَحَوَّلَ حُسْنُهُ فِينا لِقُبْحٍ
-
وَلَيْسَ يُفِيدُنِي مِنْكَ اِعْتِذارًا
-
-
- وَلا يُجِدِي التَراجُعَ وَالتَنَحِّيَ
-
وَلَسْتُ مُبَدِّلاً حُبِّي بِكُرْهٍ
-
-
- وَلا عِزَّ الجِبالَ بَذَلَ سَفْحٍ
-
مَعارِكُنا اِنْتَهَتْ أَفْلا تَرانِي
-
-
- رَمَيْتُ مُهَنَدِي وَكَسَرْتُ رُمْحِي؟
-
المراجع
- “نقطة ضعفي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 21/7/2022.
- “قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزِل”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 21/7/2022.
- “نالت على يدها ما لم تنله يدي”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 21/7/2022.