الخيل والليل والبيداءُ تعرفني
يقول المتنبي:
- الخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
-
-
-
-
- وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
-
-
-
صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
-
-
-
-
- حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ
-
-
-
يَا مَـنْ يَعِـزّ عَلَيْنَـا أنْ نُفَارِقَهُـمْ
-
-
-
-
- وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـمْ عَـدَمُ
-
-
-
مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـمْ بتَكرِمَـةٍ
-
-
-
-
- لَـوْ أنّ أمْرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ
-
-
-
إنْ كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
-
-
-
-
- فَمَـا لجُـرْحٍ إذا أرْضـاكُـمُ ألَـمُ
-
-
-
وَبَيْنَنَـا لَـوْ رَعَيْتُـمْ ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
-
-
-
-
- إنّ المَعارِفَ فِي أهْـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ
-
-
-
كم تَطْلُبُونَ لَنَـا عَيْبـاً فيُعجِزُكـمْ
-
-
-
-
- وَيَكْـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ
-
-
-
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ منْ شَرَفِـي
-
-
-
-
- أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ
-
-
-
لَيْتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
-
-
-
-
- يُزيلُهُـنّ إلـى مَـنْ عِنْـدَهُ الدِّيَـمُ
-
-
-
دع الأيام تفعل ما تشاء
يقول الإمام الشافعي:
- دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
-
-
-
-
- وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
-
-
-
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
-
-
-
-
- فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
-
-
-
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
-
-
-
-
- وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
-
-
-
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا
-
-
-
-
- وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
-
-
-
تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ
-
-
-
-
- يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
-
-
-
وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً
-
-
-
-
- فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ
-
-
-
وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ
-
-
-
-
- فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
-
-
-
وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي
-
-
-
-
- وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
-
-
-
وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ
-
-
-
-
- وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ
-
-
-
إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ
-
-
-
-
- فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
-
-
-
كم صرعت من أسد العرين
يقول المكزون السنجاري:
- كَمَ صَرَعتُ مِن أُسُدِ العِرينِ
-
-
-
-
- عَينُ المَهى بِأَسهُمِ العُيونِ
-
-
-
وَكَم حَشىً سالِمَةٍ مِنَ الأَسى
-
-
-
-
- أَسلَمنَها بَغياً إِلى المَنونِ
-
-
-
وَمُقلَةٍ راقِدَةٍ عَنِ الهَوى
-
-
-
-
- أَيقَظنَها بِوَسَنِ الجُفونِ
-
-
-
وَنَفسٍ صَبٍّ بِالجَوى أَذَبنَها
-
-
-
-
- فَاِنبَعَثَت حَزَناً مِنَ الشُؤونِ
-
-
-
فَما الظُبى أَقتُلُ مِن نَواظِرٍ
-
-
-
-
- لِلظَبياتِ الآنِساتِ العينِ
-
-
-
رَبائِبُ الدَلِّ المَدَلّاتُ عَلى الصَب
-
-
-
-
- بِ بِسَفكِ دَمِهِ المَحقونِ
-
-
-
أَلمُخجِلاتُ الشَمسِ نوراً وَالمَعيرا
-
-
-
-
- تُ اِعتِدالَ القَدِّ لِلغُصونِ
-
-
-
المُثرِياتُ مِن جَمالٍ وَحياً
-
-
-
-
- الماطِلاتُ بِقَضا الدُيونِ
-
-
-
ألا عم صباحاً أيها الطلل البالي
للشاعر امرؤ القيس:
- أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الطَلَلُ البالي
-
-
-
-
- وَهَل يَعِمَن مَن كانَ في العُصُرِ الخالي
-
-
-
وَهَل يَعِمَن إِلّا سَعيدٌ مُخَلَّدٌ
-
-
-
-
- قَليلُ الهُمومِ ما يَبيتُ بِأَوجالِ
-
-
-
وَهَل يَعِمَن مَن كانَ أَحدَثُ عَهدِهِ
-
-
-
-
- ثَلاثينَ شَهراً في ثَلاثَةِ أَحوالِ
-
-
-
دِيارٌ لِسَلمى عافِياتٌ بِذي خالٍ
-
-
-
-
- أَلَحَّ عَلَيها كُلُّ أَسحَمَ هَطّالِ
-
-
-
وَتَحسِبُ سَلمى لا تَزالُ تَرى طَلّ
-
-
-
-
- مِنَ الوَحشِ أَو بَيضاءً بِمَيثاءِ مِحلالِ
-
-
-
وَتَحسِبُ سَلمى لا نَزالُ كَعَهدِن
-
-
-
-
- بِوادي الخُزامى أَو عَلى رَسِ أَوعالِ
-
-
-
لَيالِيَ سَلمى إِذ تُريكَ مُنَصَّب
-
-
-
-
- وَجيداً كَجيدِ الرِئمِ لَيسَ بِمِعطالِ
-
-
-
أَلا زَعَمَت بَسباسَةُ اليَومَ أَنَّني
-
-
-
-
- كَبِرتُ وَأَن لا يُحسِنُ اللَهوَ أَمثالي
-
-
-
أقامت لدى مرآتها تتأمل
يقول إيليا أبو ماضي:
- أَقامَت لَدى مَرآتِها تَتَأَمَّلُ
-
-
-
-
- عَلى غَفلَةٍ مِمَّن يَلومُ وَيَعذِلُ
-
-
-
وَبَينَ يَدَيها كُلَّما يَنبَغي لِمَن
-
-
-
-
- يُصَوِّرُ أَشباحَ الوَرى وَيُمَثِّلُ
-
-
-
مِنَ الغيدِ تَقلي كُلَّ ذاتِ مَلاحَةٍ
-
-
-
-
- كَما باتَ يَقلي صاحِبَ المنالِ مُرمِلُ
-
-
-
تَغارُ إِذا ما قيلَ تِلكَ مَليحَةٌ
-
-
-
-
- يَطيبُ بِها لِلعاشِقينَ التَغَزُّلُ
-
-
-
فَتَحمَرُّ غَيظاً ثُمَّ تَحمَرِّ غَيرَةً
-
-
-
-
- كَأَنَّ بِها حُمّى تَجيءُ وَتُقفِلُ
-
-
-
وَتُضمِرُ حِقداً لِلمُحَدِّثِ لَو دَرى
-
-
-
-
- بِهِ ذَلِكَ المِسكينُ ما كادَ يَهزُلُ
-
-
-
أَثارَ عَلَيهِ حِقدَها غَيرَ عامِدٍ
-
-
-
-
- وَحِقدُ الغَواني صارِمٌ لا يَفلُلُ
-
-
-
يا عين جودي بدمع هاجه الذكر
للشاعر جرير:
- يا عَينُ جودي بِدَمعٍ هاجَهُ الذِكَرُ
-
-
-
-
- فَما لِدَمعِكَ بَعدَ اليَومِ مُدَّخَرُ
-
-
-
إِنَّ الخَليفَةَ قَد وارى شَمائِلَهُ
-
-
-
-
- غَبراءُ مَلحودَةٌ في جولِها زَوَرُ
-
-
-
أَمسى بَنوها وَقَد جَلَّت مُصيبَتُهُم
-
-
-
-
- مِثلَ النُجومِ هَوى مِن بَينِها القَمَرُ
-
-
-
كانوا شُهوداً فَلَم يَدفَع مَنِيَّتَهُ
-
-
-
-
- عَبدُ العَزيزِ وَلا رَوحٌ وَلا عُمَرُ
-
-
-
وَخالِدٌ لَو أَرادَ الدَهرُ فِديَتَهُ
-
-
-
-
- أَغلَوا مُخاطَرَةً لَو يُقبَلُ الخَطَرُ
-
-
-
قَد شَفَّني رَوعَةُ العَبّاسِ مِن فَزَعٍ
-
-
-
-
- لَمّا أَتاهُ بِدَيرِ القَسطَلِ الخَبَرُ
-
-
-
من يطلب الدهر تدركه مخالبه
للشاعر النابغة الذبياني :
- مَن يَطلِبِ الدَهرُ تُدرِكهُ مَخالِبُهُ
-
-
-
-
- وَالدَهرُ بِالوِترِ ناجٍ غَيرُ مَطلوبِ
-
-
-
ما مِن أُناسٍ ذَوي مَجدٍ وَمَكرُمةٍ
-
-
-
-
- مَن يَطلِبِ الدَهرُ تُدرِكهُ مَخالِبُهُ
-
-
-
وَالدَهرُ بِالوِترِ ناجٍ غَيرُ مَطلوبِ
-
-
-
-
- ما مِن أُناسٍ ذَوي مَجدٍ وَمَكرُمةٍ
-
-
-
إِلّا يَشُدُّ عَلَيهِم شِدَّةَ الذيبِ
-
-
-
-
- حَتّى يُبيدَ عَلى عَمدٍ سَراتَهُمُ
-
-
-
بِالنافِذاتِ مِنَ النَبلِ المَصايِيبِ
-
-
-
-
- إِنّي وَجَدتُ سِهامَ المَوتِ مُعرِضَةً
-
-
-
بِكُلِّ حَتفٍ مِنَ الآجالِ مَكتوبِ
يا عين جودي بالدموع
تقول الخنساء:
- يا عَينِ جودي بِالدُموعِ
-
-
-
-
- المُستَهِلّاتِ السَوافِح
-
-
-
فَيضاً كَما فاضَت غُروبُ
-
-
-
-
- المُترَعاتِ مِنَ النَواضِح
-
-
-
وَاِبكي لِصَخرٍ إِذ ثَوى
-
-
-
-
- بَينَ الضَريحَةِ وَالصَفائِح
-
-
-
رَمساً لَدى جَدَثٍ تُذيعُ
-
-
-
-
- بِتُربِهِ هوجُ النَوافِح
-
-
-
السَيِّدُ الجَحجاحُ وَاِبنُ
-
-
-
-
- السادَةِ الشُمِّ الجَحاجِح
-
-
-
الحامِلُ الثِقَلَ المُهِمُّ
-
-
-
-
- مِنَ المُلِمّاتِ الفَوادِح
-
-
-
رضيت لنفسك سوءاتها
يقول أبو العتاهية:
- رَضيتَ لِنَفسِكَ سَوءاتِها
-
-
-
-
- وَلَم تَألُ حُبّاً لِمَرضاتِها
-
-
-
وَحَسَّنتَ أَقبَحَ أَعمالِها
-
-
-
-
- وَصَغَّرتَ أَكبَرَ زَلّاتِها
-
-
-
وَكَم مِن سَبيلِ لِأَهلِ الصِبا
-
-
-
-
- سَلَكتَ بِهِم في بُنَيّاتِها
-
-
-
وَأَيُّ الدَواعي دَواعي الهَوى
-
-
-
-
- تَطَلَّعتَ عَنها لِآفاتِها
-
-
-
وَأَيُّ المَحارِمِ لَم تَنتَهِك
-
-
-
-
- وَأَيُّ الفَضائِحِ لَم تاتِها
-
-
-
كَأَنّي بِنَفسِكَ قَد عوجِلَت
-
-
-
-
- عَلى ذاكَ في بَعضِ غِرّاتِها
-
-
-
وَقامَت نَوادِبُها حُسَّراً
-
-
-
-
- تَداعى بِرَنَّةِ أَصواتِها
-
-
-
أَلَم تَرَ أَنَّ دَبيبَ اللَيالي
-
-
-
-
- يُسارِقُ نَفسَكَ ساعاتِها
-
-
-
وَهَذي القِيامَةُ قَد أَشرَفَت
-
-
-
-
- عَلى العالَمينَ لِميقاتِها
-
-
-
وَقَد أَقبَلَت بِمَوازينِها
-
-
-
-
- وَأَهوالِها وَبِرَوعاتِها
-
-
-
وَإِنّا لَفي بَعضِ أَشراطِها
-
-
-
-
- وَأَيّامِها وَعَلاماتِها
-
-
-
رَكَنّا إِلى الدارِ دارِ الغُرو
-
-
-
-
- رِ إِذ سَحَرَتنا بِلَذّاتِها
-
-
-
فَما نَرعَوي لَأَعاجيبِها
-
-
-
-
- وَلا لِتَصَرُّفِ حالاتِها
-
-
-
نُنافِسُ فيها وَأَيّامُنا
-
-
-
-
- تَرَدَّدُ فينا بِآفاتِها
-
-
-
وَما يَتَفَكَّرُ أَحياؤُها
-
-
-
-
- فَيَعتَبِرونَ بِأَمواتِها
-
-
-
فيا لشجا قلب من الصبر فارغ
يقول ابن خفاجه:
- فَيا لِشَجا قَلبٍ مِنَ الصَبرِ فارِغٍ
-
-
-
-
- وَيا لِقَذى طَرفٍ مِنَ الدَمعِ مَلآنِ
-
-
-
وَنَفسٍ إِلى جَوِّ الكَنيسَةِ صَبَّةٍ
-
-
-
-
- وَقَلبٍ إِلى أُفقِ الجَزيرَةِ حَنّانِ
-
-
-
تَعَوَّضتُ مِن واهاً بِآهٍ وَمِن هَوىً
-
-
-
-
- بِهَونٍ وَمِن إِخوانِ صِدقٍ بِخَوّانِ
-
-
-
وَما كُلُّ بَيضاءٍ بَروقٍ بِشَحمَةٍ
-
-
-
-
- وَما كُلُّ مَرعىً تَرتَعيهِ بِسُعدانِ
-
-
-
فَيا لَيتَ شِعري هَل لِدَهرِيَ عَطفَةٌ
-
-
-
-
- فَتُجمَعَ أَوطاري عَلَيَّ وَأَوطاني
-
-
-
مَيادينُ أَوطاري وَلَذَّةُ لَذَّتي
-
-
-
-
- وَمَنشَأُ تَهيامي وَمَلعَبُ غُزلاني
-
-
-
كَأَن لَم يَصِلني فيهِ ظَبيٌ يَقومُ لي
-
-
-
-
- لَماهُ وَصِدغاهُ بِراحي وَرَيحاني
-
-
-
فَسَقياً لِواديهِم وَإِن كُنتُّ إِنَّما
-
-
-
-
- أَبيتُ لِذِكراهُ بِغُلَّةِظَمآنِ
-
-
-