قصيدة الحب ما منع الكلام الألسنا
الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسُنا
-
-
-
-
- وَأَلَذُّ شَكوى عاشِقٍ ما أَعلَنا
-
-
-
لَيتَ الحَبيبَ الهاجِري هَجرَ الكَرى
-
-
-
-
- مِن غَيرِ جُرمٍ واصِلي صِلَةَ الضَنا
-
-
-
بِنّا فَلَو حَلَّيتَنا لَم تَدرِ ما
-
-
-
-
- أَلوانُنا مِمّا اِمتُقِعنَ تَلَوُّنا
-
-
-
وَتَوَقَّدَت أَنفاسُنا حَتّى لَقَد
-
-
-
-
- أَشفَقتُ تَحتَرِقُ العَواذِلُ بَينَنا
-
-
-
أَفدي المُوَدِّعَةَ الَّتي أَتبَعتُها
-
-
-
-
- نَظَراً فُرادى بَينَ زَفراتٍ ثُنا
-
-
-
أَنكَرتُ طارِقَةَ الحَوادِثِ مَرَّةً
-
-
-
-
- ثُمَّ اِعتَرَفتُ بِها فَصارَت دَيدَنا
-
-
-
وَقَطَعتُ في الدُنيا الفَلا وَرَكائِبي
-
-
-
-
- فيها وَوَقتَيَّ الضُحى وَالمَوهِنا
-
-
-
وَوَقَفتُ مِنها حَيثُ أَوقَفَني النَدى
-
-
-
-
- وَبَلَغتُ مِن بَدرِ اِبنِ عَمّارِ المُنا
-
-
-
لِأَبي الحُسَينِ جَدىً يَضيقُ وِعائُهُ
-
-
-
-
- عَنهُ وَلَو كانَ الوِعاءُ الأَزمُنا
-
-
-
وَشَجاعَةٌ أَغناهُ عَنها ذِكرُها
-
-
-
-
- وَنَهى الجَبانَ حَديثُها أَن يَجبُنا
-
-
-
نيطَت حَمائِلُهُ بِعاتِقِ مِحرَبٍ
-
-
-
-
- ما كَرَّ قَطُّ وَهَل يَكُرُّ وَما اِنثَنى
-
-
-
فَكَأَنَّهُ وَالطَعنُ مِن قُدّامِهِ
-
-
-
-
- مُتَخَوِّفٌ مِن خَلفِهِ أَن يُطعَنا
-
-
-
نَفَتِ التَوَهُّمَ عَنهُ حِدَّةُ ذِهنِهِ
-
-
-
-
- فَقَضى عَلى غَيبِ الأُمورُ تَيَقُّنا
-
-
-
يَتَفَزَّعُ الجَبّارُ مِن بَغَتاتِهِ
-
-
-
-
- فَيَظَلُّ في خَلَواتِهِ مُتَكَفِّنا
-
-
-
أَمضى إِرادَتَهُ فَسَوفَ لَهُ قَدٌ
-
-
-
-
- وَاِستَقرَبَ الأَقصى فَثَمَّ لَهُ هُنا
-
-
-
يَجِدُ الحَديدَ عَلى بَضاضَةِ جِلدِهِ
-
-
-
-
- ثَوباً أَخَفَّ مِنَ الحَريرِ وَأَليَنا
-
-
-
وَأَمَرُّ مِن فَقدِ الأَحِبَّةِ عِندَهُ
-
-
-
-
- فَقدُ السُيوفِ الفاقِداتِ الأَجفُنا
-
-
-
لا يَستَكِنُّ الرُعبُ بَينَ ضُلوعِهِ
-
-
-
-
- يَوماً وَلا الإِحسانُ أَن لا يُحسِنا
-
-
-
مُستَنبِطٌ مِن عِلمِهِ ما في غَدٍ
-
-
-
-
- فَكَأَنَّ ما سَيَكونُ فيهِ دُوِّنا
-
-
-
تَتَقاصَرُ الأَفهامُ عَن إِدراكِهِ
-
-
-
-
- مِثلَ الَّذي الأَفلاكُ فيهِ وَالدُنا
-
-
-
مَن لَيسَ مِن قَتلاهُ مِن طُلَقائِهِ
-
-
-
-
- مَن لَيسَ مِمَّن دانَ مِمَّن حُيِّنا
-
-
-
لَمّا قَفَلتَ مِنَ السَواحِلِ نَحوَنا
-
-
-
-
- قَفَلَت إِلَيها وَحشَةٌ مِن عِندِنا
-
-
-
أَرِجَ الطَريقُ فَما مَرَرتَ بِمَوضِعٍ
-
-
-
-
- إِلّا أَقامَ بِهِ الشَذا مُستَوطِنا
-
-
-
لَو تَعقِلُ الشَجَرُ الَّتي قابَلتَها
-
-
-
-
- مَدَّت مُحَيِّيَةً إِلَيكَ الأَغصُنا
-
-
-
سَلَكَت تَماثيلَ القِبابِ الجِنُّ مِن
-
-
-
-
- شَوقٍ بِها فَأَدَرنَ فيكَ الأَعيُنا
-
-
-
طَرِبَت مَراكِبُنا فَخِلنا أَنَّها
-
-
-
-
- لَولا حَياءٌ عاقَها رَقَصَت بِنا
-
-
-
أَقبَلتَ تَبسِمُ وَالجِيادُ عَوابِسٌ
-
-
-
-
- يَخبُبنَ بِالحَلَقِ المُضاعَفِ وَالقَنا
-
-
-
عَقَدَت سَنابِكُها عَلَيها عِثيَراً
-
-
-
-
- لَو تَبتَغي عَنَقاً عَلَيهِ أَمكَنا
-
-
-
وَالأَمرُ أَمرُكَ وَالقُلوبُ خَوافِقٌ
-
-
-
-
- في مَوقِفٍ بَينَ المَنِيَّةِ وَالمُنى
-
-
-
فَعَجِبتُ حَتّى ما عَجِبتُ مِنَ الظُبى
-
-
-
-
- وَرَأَيتُ حَتّى ما رَأَيتُ مِنَ السَنا
-
-
-
إِنّي أَراكَ مِنَ المَكارِمِ عَسكَراً
-
-
-
-
- في عَسكَرٍ وَمِنَ المَعالي مَعدِنا
-
-
-
فَطِنَ الفُؤادُ لِما أَتَيتُ عَلى النَوى
-
-
-
-
- وَلِما تَرَكتُ مَخافَةً أَن تَفطُنا
-
-
-
أَضحى فِراقُكَ لي عَلَيهِ عُقوبَةً
-
-
-
-
- لَيسَ الَّذي قاسَيتُ مِنهُ هَيِّنا
-
-
-
فَاِغفِر فِدىً لَكَ وَاِحبُني مِن بَعدِها
-
-
-
-
- لِتَخُصَّني بِعَطِيَّةٍ مِنها أَنا
-
-
-
وَاِنهَ المُشيرَ عَلَيكَ فيَّ بِضَلَّةٍ
-
-
-
-
- فَالحَرُّ مُمتَحِنٌ بِأَولادِ الزِنا
-
-
-
وَإِذا الفَتى طَرَحَ الكَلامَ مُعَرِّضاً
-
-
-
-
- في مَجلِسٍ أَخَذَ الكَلامَ اللَذعَنا
-
-
-
وَمَكايِدُ السُفَهاءِ واقِعَةٌ بِهِم
-
-
-
-
- وَعَداوَةُ الشُعَراءِ بِئسَ المُقتَنى
-
-
-
لُعِنَت مُقارَنَةُ اللَئيمِ فَإِنَّها
-
-
-
-
- ضَيفٌ يَجِرُّ مِنَ النَدامَةِ ضَيفَنا
-
-
-
غَضَبُ الحَسودِ إِذا لَقيتُكَ راضِياً
-
-
-
-
- رُزءٌ أَخَفُّ عَلَيَّ مِن أَن يوزَنا
-
-
-
أَمسى الَّذي أَمسى بِرَبِّكَ كافِراً
-
-
-
-
- مِن غَيرِنا مَعَنا بِفَضلِكَ مُؤمِنا
-
-
-
خَلَتِ البِلادُ مِنَ الغَزالَةِ لَيلَها
-
-
-
-
- فَأَعاضَهاكَ اللَهُ كَي لا تَحزَنا
-
-
-
قصيدة وأحرّ قلباه ممن قلبه شبم
وأحَرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
-
-
-
-
- وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
-
-
-
مالي أُكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي
-
-
-
-
- وَتَدَّعي حُبَّ سَيفِ الدَولَةِ الأُمَمُ
-
-
-
إِن كانَ يَجمَعُنا حُبٌّ لِغُرَّتِهِ
-
-
-
-
- فَلَيتَ أَنّا بِقَدرِ الحُبِّ نَقتَسِمُ
-
-
-
قَد زُرتُهُ وَسُيوفُ الهِندِ مُغمَدَتٌ
-
-
-
-
- وَقَد نَظَرتُ إِلَيهِ وَالسُيوفُ دَمُ
-
-
-
فَكانَ أَحسَنَ خَلقِ اللَهِ كُلِّهِمِ
-
-
-
-
- وَكانَ أَحسَنَ مافي الأَحسَنِ الشِيَمُ
-
-
-
فَوتُ العَدُوِّ الَّذي يَمَّمتَهُ ظَفَرٌ
-
-
-
-
- في طَيِّهِ أَسَفٌ في طَيِّهِ نِعَمُ
-
-
-
قَد نابَ عَنكَ شَديدُ الخَوفِ وَاِصطَنَعَت
-
-
-
-
- لَكَ المَهابَةُ مالا تَصنَعُ البُهَمُ
-
-
-
أَلزَمتَ نَفسَكَ شَيئاً لَيسَ يَلزَمُها
-
-
-
-
- أَن لا يُوارِيَهُم أَرضٌ وَلا عَلَمُ
-
-
-
أَكُلَّما رُمتَ جَيشاً فَاِنثَنى هَرَباً
-
-
-
-
- تَصَرَّفَت بِكَ في آثارِهِ الهِمَمُ
-
-
-
عَلَيكَ هَزمُهُمُ في كُلِّ مُعتَرَكٍ
-
-
-
-
- وَما عَلَيكَ بِهِم عارٌ إِذا اِنهَزَموا
-
-
-
أَما تَرى ظَفَراً حُلواً سِوى ظَفَرٍ
-
-
-
-
- تَصافَحَت فيهِ بيضُ الهِندِ وَاللِمَمُ
-
-
-
يا أَعدَلَ الناسِ إِلّا في مُعامَلَتي
-
-
-
-
- فيكَ الخِصامُ وَأَنتَ الخَصمُ وَالحَكَمُ
-
-
-
أُعيذُها نَظَراتٍ مِنكَ صادِقَةً
-
-
-
-
- أَن تَحسَبَ الشَحمَ فيمَن شَحمُهُ وَرَمُ
-
-
-
وَما اِنتِفاعُ أَخي الدُنيا بِناظِرِهِ
-
-
-
-
- إِذا اِستَوَت عِندَهُ الأَنوارُ وَالظُلَمُ
-
-
-
أَنا الَّذي نَظَرَ الأَعمى إِلى أَدَبي
-
-
-
-
- وَأَسمَعَت كَلِماتي مَن بِهِ صَمَمُ
-
-
-
أَنامُ مِلءَ جُفوني عَن شَوارِدِها
-
-
-
-
- وَيَسهَرُ الخَلقُ جَرّاها وَيَختَصِمُ
-
-
-
وَجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهلِهِ ضَحِكي
-
-
-
-
- حَتّى أَتَتهُ يَدٌ فَرّاسَةٌ وَفَمُ
-
-
-
إِذا نَظَرتَ نُيوبَ اللَيثِ بارِزَةً
-
-
-
-
- فَلا تَظُنَّنَّ أَنَّ اللَيثَ مُبتَسِمُ
-
-
-
وَمُهجَةٍ مُهجَتي مِن هَمِّ صاحِبِها
-
-
-
-
- أَدرَكتُها بِجَوادٍ ظَهرُهُ حَرَمُ
-
-
-
رِجلاهُ في الرَكضِ رِجلٌ وَاليَدانِ يَدٌ
-
-
-
-
- وَفِعلُهُ ما تُريدُ الكَفُّ وَالقَدَمُ
-
-
-
وَمُرهَفٍ سِرتُ بَينَ الجَحفَلَينِ بِهِ
-
-
-
-
- حَتّى ضَرَبتُ وَمَوجُ المَوتِ يَلتَطِمُ
-
-
-
فَالخَيلُ وَاللَيلُ وَالبَيداءُ تَعرِفُني
-
-
-
-
- وَالسَيفُ وَالرُمحُ وَالقِرطاسُ وَالقَلَمُ
-
-
-
صَحِبتُ في الفَلَواتِ الوَحشَ مُنفَرِداً
-
-
-
-
- حَتّى تَعَجَّبَ مِنّي القورُ وَالأَكَمُ
-
-
-
يا مَن يَعِزُّ عَلَينا أَن نُفارِقَهُم
-
-
-
-
- وِجدانُنا كُلَّ شَيءٍ بَعدَكُم عَدَمُ
-
-
-
ما كانَ أَخلَقَنا مِنكُم بِتَكرُمَةٍ
-
-
-
-
- لَو أَنَّ أَمرَكُمُ مِن أَمرِنا أَمَمُ
-
-
-
إِن كانَ سَرَّكُمُ ما قالَ حاسِدُنا
-
-
-
-
- فَما لِجُرحٍ إِذا أَرضاكُمُ أَلَمُ
-
-
-
وَبَينَنا لَو رَعَيتُم ذاكَ مَعرِفَةٌ
-
-
-
-
- إِنَّ المَعارِفَ في أَهلِ النُهى ذِمَمُ
-
-
-
كَم تَطلُبونَ لَنا عَيباً فَيُعجِزُكُم
-
-
-
-
- وَيَكرَهُ اللَهُ ما تَأتونَ وَالكَرَمُ
-
-
-
ما أَبعَدَ العَيبَ وَالنُقصانَ عَن شَرَفي
-
-
-
-
- أَنا الثُرَيّا وَذانِ الشَيبُ وَالهَرَمُ
-
-
-
لَيتَ الغَمامَ الَّذي عِندي صَواعِقُهُ
-
-
-
-
- يُزيلُهُنَّ إِلى مَن عِندَهُ الدِيَمُ
-
-
-
أَرى النَوى تَقتَضيني كُلَّ مَرحَلَةٍ
-
-
-
-
- لا تَستَقِلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُسُمُ
-
-
-
لَئِن تَرَكنَ ضُمَيراً عَن مَيامِنِنا
-
-
-
-
- لَيَحدُثَنَّ لِمَن وَدَّعتُهُم نَدَمُ
-
-
-
إِذا تَرَحَّلتَ عَن قَومٍ وَقَد قَدَروا
-
-
-
-
- أَن لا تُفارِقَهُم فَالراحِلونَ هُمُ
-
-
-
شَرُّ البِلادِ مَكانٌ لا صَديقَ بِهِ
-
-
-
-
- وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإِنسانُ ما يَصِمُ
-
-
-
وَشَرُّ ما قَنَصَتهُ راحَتي قَنَصٌ
-
-
-
-
- شُهبُ البُزاةِ سَواءٌ فيهِ وَالرَخَمُ
-
-
-
بِأَيِّ لَفظٍ تَقولُ الشِعرَ زِعنِفَةٌ
-
-
-
-
- تَجوزُ عِندَكَ لا عُربٌ وَلا عَجَمُ
-
-
-
هَذا عِتابُكَ إِلّا أَنَّهُ مِقَةٌ
-
-
-
-
- قَد ضُمِّنَ الدُرَّ إِلّا أَنَّهُ كَلِمُ
-
-
-
قصيدة أتظعن يا قلب مع من ظعن
أتظعَنُ يا قلبُ مع من ظعَنْ
-
-
-
-
- حَبيبَينِ أندُبُ نفسي إذَنْ
-
-
-
ولم لا أصابُ وحربُ البسو
-
-
-
-
- سِ بينَ جفوني وبينَ الوسَن
-
-
-
وهل أنا بعدَكُم عائشٌ
-
-
-
-
- وقد بنتَ عنّي وبانَ السكَن
-
-
-
فدى ذلكَ الوجه بدرُ الدجى
-
-
-
-
- وذاك التثنّي تثنّي الغُصُن
-
-
-
فما للفراق وما للجميع
-
-
-
-
- وما للرياح وما للدِمَن
-
-
-
كأنْ لم يكن بعد أن كان لي
-
-
-
-
- كما كان لي بعد أن لم يكُن
-
-
-
ولم يسقني الراح ممزوجَةً
-
-
-
-
- بماءِ اللِّثَى لا بماءِ المُزَن
-
-
-
لها لونُ خدّيهِ في كفِّهِ
-
-
-
-
- وريحُكَ يا أحمدَ بنَ الحسَن
-
-
-
ألَم يُلفِكَ الشرفُ اليعرُبيّ
-
-
-
-
- وأنتَ غريبَةُ أهل الزَمَن
-
-
-
كأنَّ المحاسنَ غارَت عليكَ
-
-
-
-
- فسَلَّت لدَيكَ سُيوفَ الفِتَن
-
-
-
لَذِكرُكَ أطيبُ من نشرِها
-
-
-
-
- ومدحك أحلى سماعِ الأُذُن
-
-
-
فَلَم يَرَكَ الناسُ إلا غنوا
-
-
-
-
- برُؤياكَ عن قولِ هذا ابنُ مَن
-
-
-
ولو قُصِدَ الطفلُ من طَيّئٍ
-
-
-
-
- لشاركَ قاصِدُهُ في اللبَن
-
-
-
فما البَحرُ في البرِّ إلا نداكَ
-
-
-
-
- وما الناسُ في الباسِ إلا اليمَن
-
-
-
قصيدة أغالب فيك الشوق والشوق أغلب
أُغالِبُ فيكَ الشَوقَ وَالشَوقُ أَغلَبُ
-
-
-
-
- وَأَعجَبُ مِن ذا الهَجرِ وَالوَصلُ أَعجَبُ
-
-
-
أَما تَغلَطُ الأَيّامُ فيَّ بِأَن أَرى
-
-
-
-
- بَغيضاً تُنائي أَو حَبيباً تُقَرِّبُ
-
-
-
وَلِلَّهِ سَيري ما أَقَلَّ تَإِيَّةً
-
-
-
-
- عَشِيَّةَ شَرقِيَّ الحَدالَي وَغُرَّبُ
-
-
-
عَشِيَّةَ أَحفى الناسِ بي مَن جَفَوتُهُ
-
-
-
-
- وَأَهدى الطَريقَينِ الَّتي أَتَجَنَّبُ
-
-
-
وَكَم لِظَلامِ اللَيلِ عِندَكَ مِن يَدٍ
-
-
-
-
- تُخَبِّرُ أَنَّ المانَوِيَّةَ تَكذِبُ
-
-
-
وَقاكَ رَدى الأَعداءِ تَسري إِلَيهِمُ
-
-
-
-
- وَزارَكَ فيهِ ذو الدَلالِ المُحَجَّبُ
-
-
-
وَيَومٍ كَلَيلِ العاشِقينَ كَمَنتُهُ
-
-
-
-
- أُراقِبُ فيهِ الشَمسَ أَيّانَ تَغرُبُ
-
-
-
وَعَيني إِلى أُذنَي أَغَرَّ كَأَنَّهُ
-
-
-
-
- مِنَ اللَيلِ باقٍ بَينَ عَينَيهِ كَوكَبُ
-
-
-
لَهُ فَضلَةٌ عَن جِسمِهِ في إِهابِهِ
-
-
-
-
- تَجيءُ عَلى صَدرٍ رَحيبٍ وَتَذهَبُ
-
-
-
شَقَقتُ بِهِ الظَلماءَ أُدني عِنانَهُ
-
-
-
-
- فَيَطغى وَأُرخيهِ مِراراً فَيَلعَبُ
-
-
-
وَأَصرَعُ أَيَّ الوَحشِ قَفَّيتُهُ بِهِ
-
-
-
-
- وَأَنزِلُ عَنهُ مِثلَهُ حينَ أَركَبُ
-
-
-
وَما الخَيلُ إِلّا كَالصَديقِ قَليلَةٌ
-
-
-
-
- وَإِن كَثُرَت في عَينِ مَن لا يُجَرِّبُ
-
-
-
إِذا لَم تُشاهِد غَيرَ حُسنِ شِياتِها
-
-
-
-
- وَأَعضائِها فَالحُسنُ عَنكَ مُغَيَّبُ
-
-
-
لَحا اللَهُ ذي الدُنيا مُناخاً لِراكِبٍ
-
-
-
-
- فَكُلُّ بَعيدِ الهَمِّ فيها مُعَذَّبُ
-
-
-
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَقولُ قَصيدَةً
-
-
-
-
- فَلا أَشتَكي فيها وَلا أَتَعَتَّبُ
-
-
-
وَبي ما يَذودُ الشِعرَ عَنّي أَقُلُّهُ
-
-
-
-
- وَلَكِنَّ قَلبي يا اِبنَةَ القَومِ قُلَّبُ
-
-
-
وَأَخلاقُ كافورٍ إِذا شِئتُ مَدحَهُ
-
-
-
-
- وَإِن لَم أَشَء تُملي عَلَيَّ وَأَكتُبُ
-
-
-
إِذا تَرَكَ الإِنسانُ أَهلاً وَرائَهُ
-
-
-
-
- وَيَمَّمَ كافوراً فَما يَتَغَرَّبُ
-
-
-
فَتىً يَملَأُ الأَفعالَ رَأياً وَحِكمَةً
-
-
-
-
- وَنادِرَةً أَحيانَ يَرضى وَيَغضَبُ
-
-
-
إِذا ضَرَبَت في الحَربِ بِالسَيفِ كَفُّهُ
-
-
-
-
- تَبَيَّنتَ أَنَّ السَيفَ بِالكَفِّ يَضرِبُ
-
-
-
تَزيدُ عَطاياهُ عَلى اللَبثِ كَثرَةً
-
-
-
-
- وَتَلبَثُ أَمواهُ السَحابِ فَتَنضَبُ
-
-
-
أَبا المِسكِ هَل في الكَأسِ فَضلٌ أَنالُهُ
-
-
-
-
- فَإِنّي أُغَنّي مُنذُ حينٍ وَتَشرَبُ
-
-
-
وَهَبتَ عَلى مِقدارِ كَفّى زَمانِنا
-
-
-
-
- وَنَفسي عَلى مِقدارِ كَفَّيكَ تَطلُبُ
-
-
-
إِذا لَم تَنُط بي ضَيعَةً أَو وِلايَةً
-
-
-
-
- فَجودُكَ يَكسوني وَشُغلُكَ يَسلُبُ
-
-
-
يُضاحِكُ في ذا العيدِ كُلٌّ حَبيبَهُ
-
-
-
-
- حِذائي وَأَبكي مَن أُحِبُّ وَأَندُبُ
-
-
-
أَحِنُّ إِلى أَهلي وَأَهوى لِقاءَهُم
-
-
-
-
- وَأَينَ مِنَ المُشتاقِ عَنقاءُ مُغرِبُ
-
-
-
فَإِن لَم يَكُن إِلّا أَبو المِسكِ أَو هُمُ
-
-
-
-
- فَإِنَّكَ أَحلى في فُؤادي وَأَعذَبُ
-
-
-
وَكُلُّ اِمرِئٍ يولي الجَميلَ مُحَبَّبٌ
-
-
-
-
- وَكُلُّ مَكانٍ يُنبِتُ العِزَّ طَيِّبُ
-
-
-
يُريدُ بِكَ الحُسّادُ ما اللَهُ دافِعٌ
-
-
-
-
- وَسُمرُ العَوالي وَالحَديدُ المُذَرَّبُ
-
-
-
وَدونَ الَّذي يَبغونَ ما لَو تَخَلَّصوا
-
-
-
-
- إِلى المَوتِ مِنهُ عِشتَ وَالطِفلُ أَشيَبُ
-
-
-
إِذا طَلَبوا جَدواكَ أَعطوا وَحُكِّموا
-
-
-
-
- وَإِن طَلَبوا الفَضلَ الَّذي فيكَ خُيِّبوا
-
-
-
وَلَو جازَ أَن يَحوُوا عُلاكَ وَهَبتَها
-
-
-
-
- وَلَكِن مِنَ الأَشياءِ ما لَيسَ يوهَبُ
-
-
-
وَأَظلَمُ أَهلِ الظُلمِ مَن باتَ حاسِداً
-
-
-
-
- لِمَن باتَ في نَعمائِهِ يَتَقَلَّبُ
-
-
-
وَأَنتَ الَّذي رَبَّيتَ ذا المُلكِ مُرضِعاً
-
-
-
-
- وَلَيسَ لَهُ أُمٌّ سِواكَ وَلا أَبُ
-
-
-
وَكُنتَ لَهُ لَيثَ العَرينِ لِشِبلِهِ
-
-
-
-
- وَما لَكَ إِلّا الهِندُوانِيَّ مِخلَبُ
-
-
-
لَقيتَ القَنا عَنهُ بِنَفسٍ كَريمَةٍ
-
-
-
-
- إِلى المَوتِ في الهَيجا مِنَ العارِ تَهرُبُ
-
-
-
وَقَد يَترَكُ النَفسَ الَّتي لا تَهابُهُ
-
-
-
-
- وَيَختَرِمُ النَفسَ الَّتي تَتَهَيَّبُ
-
-
-
وَما عَدِمَ اللاقوكَ بَأساً وَشِدَّةً
-
-
-
-
- وَلَكِنَّ مَن لاقَوا أَشَدُّ وَأَنجَبُ
-
-
-
ثَناهُم وَبَرقُ البيضِ في البيضِ صادِقٌ
-
-
-
-
- عَلَيهِم وَبَرقُ البَيضِ في البيضِ خُلَّبُ
-
-
-
سَلَلتَ سُيوفاً عَلَّمَت كُلَّ خاطِبٍ
-
-
-
-
- عَلى كُلِّ عودٍ كَيفَ يَدعو وَيَخطُبُ
-
-
-
وَيُغنيكَ عَمّا يَنسُبُ الناسُ أَنَّهُ
-
-
-
-
- إِلَيكَ تَناهى المَكرُماتُ وَتُنسَبُ
-
-
-
وَأَيُّ قَبيلٍ يَستَحِفُّكَ قَدرُهُ
-
-
-
-
- مَعَدُّ بنُ عَدنانَ فِداكَ وَيَعرُبُ
-
-
-
وَما طَرَبي لَمّا رَأَيتُكَ بِدعَةً
-
-
-
-
- لَقَد كُنتُ أَرجو أَن أَراكَ فَأَطرَبُ
-
-
-
وَتَعذِلُني فيكَ القَوافي وَهِمَّتي
-
-
-
-
- كَأَنّي بِمَدحٍ قَبلَ مَدحِكَ مُذنِبُ
-
-
-
وَلَكِنَّهُ طالَ الطَريقُ وَلَم أَزَل
-
-
-
-
- أُفَتَّشُ عَن هَذا الكَلامِ وَيُنهَبُ
-
-
-
فَشَرَّقَ حَتّى لَيسَ لِلشَرقِ مَشرِقٌ
-
-
-
-
- وَغَرَّبَ حَتّى لَيسَ لِلغَربِ مَغرِبُ
-
-
-
إِذا قُلتُهُ لَم يَمتَنِع مِن وُصولِهِ
-
-
-
-
- جِدارٌ مُعَلّى أَو خِباءٌمُطَنَّبُ
-
-
-