قصيدة إلى الله أشكو فقد لبنى كما شكا
يقول قيس بن ذريح:
إِلى اللَهِ أَشكو فَقدَ لُبنى كَما شَكا
-
-
- إِلى اللَهِ فَقدَ الوالِدَينِ يَتيمُ
-
يَتيمٌ جَفاهُ الأَقرَبونَ فَجِسمُهُ
-
-
- نَحيلٌ وَعَهدُ الوالِدَينِ قَديمُ
-
بَكَت دارُهُم مِن نَأيِهِم فَتَهَلَّلَت
-
-
- دُموعِ فَأَيُّ الجازِعينَ أَلومُ
-
أَمُستَعبِراً يَبكي مِنَ الشَوقِ وَالهَوى
-
-
- أَما خَرَ يَبكي شَجوَهُ وَيَهيمُ
-
تَهَيَّضَني مِن حُبِّ لُبنى عَلائِقٌ
-
-
- وَأَصنافُ حُبٍّ هَولُهُنَّ عَظيمُ
-
وَمَن يَتَعَلَّق حُبَّ لُبنى فُؤادُهُ
-
-
- يَمُت أَو يَعِش ما عاشَ وَهوَ كَليمُ
-
فَإِنّي وَإِن أَجمَعتُ عَنكِ تَجَلُّداً
-
-
- عَلى العَهدِ فيما بَينَنا لَمُقيمُ
-
وَإِنَّ زَمانا شَتَّتَ الشَملَ بَينَنا
-
-
- وَبَينَكُمُ فيهِ العِدى لَمَشومُ
-
أَفي الحَقِّ هَذا أَنَّ قَلبَكِ فارِغٌ
-
-
- صَحيحٌ وَقَلبي في هَواكِ سَقيمُ
-
قصيدة أبي
يقول نزار قباني:
- أماتَ أَبوك
- ضَلالٌ! أنا لا يموتُ أبي
- ففي البيت منه
- روائحُ ربٍّ.. وذكرى نَبي
- هُنَا رُكْنُهُ.. تلكَ أشياؤهُ
- تَفَتَّقُ عن ألف غُصْنٍ صبي
- جريدتُه تَبْغُهُ مُتَّكَاهُ
- كأنَّ أبي -بَعْدُ- لم يّذْهَبِ
- وصحنُ الرمادِ.. وفنجانُهُ
- على حالهِ.. بعدُ لم يُشْرَبِ
- ونَظَّارتاهُ.. أيسلو الزُجاجُ
- عُيُوناً أشفَّ من المغرب
- بقاياهُ، في الحُجُرات الفِساحِ
- بقايا النُسُور على الملعبِ
- أجولُ الزوايا عليه فحيثُ
- أمرُّ أمرُّ على مُعْشِبِ
- أشُدُّ يديه أميلُ عليهِ
- أُصلِّي على صدرهِ المُتْعَبِ
- أبي لم يَزلْ بيننا والحديثُ
- حديثُ الكؤوسِ على المَشرَبِ
- يسامرنا فالدوالي الحُبالى
- تَوَالَدُ من ثغرهِ الطَيِّبِ
- أبي خَبَراً كانَ من جَنَّةٍ
- ومعنى من الأرْحَبِ الأرْحَبِ
- وعَيْنَا أبي ملجأٌ للنجومِ
- فهل يذكرُ الشَرْقُ عَيْنَيْ أبي
- بذاكرة الصيف من والدي
- كرومٌ وذاكرةِ الكوكبِ
- أبي يا أبي إنَّ تاريخَ طيبٍ
- وراءكَ يمشي فلا تَعْتَبِ
- على اسْمِكَ نمضي فمن طّيِّبٍ
- شهيِّ المجاني إلى أطيبِ
- حَمَلْتُكَ في صَحْو عَيْنَيَّ حتى
- تَهيَّأ للناس أنِّي أبي
- أشيلُكَ حتى بنَبْرة صوتي
- فكيف ذَهَبْتَ ولا زلتَ بي
- إذا فُلَّةُ الدار أعطَتْ لدينا
- ففي البيت ألفُ فمٍ مُذْهَبِ
- فَتَحْنَا لتمُّوزَ أبوابَنا
- ففي الصيف لا بُدَّ يأتي أبي
قصيدة المجد حلته
تقول الخنساء:
يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا
-
-
- إِذ رابَ دَهرٌ وَكانَ الدَهرُ رَيّابا
-
فَاِبكي أَخاكِ لِأَيتامٍ وَأَرمَلَةٍ
-
-
- وَاِبكي أَخاكِ إِذا جاوَرتِ أَجنابا
-
وَاِبكي أَخاكِ لِخَيلٍ كَالقَطا عُصَباً
-
-
- فَقَدنَ لَمّا ثَوى سَيباً وَأَنهابا
-
يَعدو بِهِ سابِحٌ نَهدٌ مَراكِلُهُ
-
-
- مُجَلبَبٌ بِسَوادِ اللَيلِ جِلبابا
-
حَتّى يُصَبِّحَ أَقواماً يُحارِبُهُم
-
-
- أَو يُسلَبوا دونَ صَفِّ القَومِ أَسلابا
-
هُوَ الفَتى الكامِلُ الحامي حَقيقَتَهُ
-
-
- مَأوى الضَريكِ إِذا ما جاءَ مُنتابا
-
يَهدي الرَعيلَ إِذا ضاقَ السَبيلُ بِهِم
-
-
- نَهدَ التَليلِ لِصَعبِ الأَمرِ رَكّابا
-
المَجدُ حُلَّتُهُ وَالجودُ عِلَّتُهُ
-
-
- وَالصِدقُ حَوزَتُهُ إِن قِرنُهُ هابا
-
خَطّابُ مَحفِلَةٍ فَرّاجُ مَظلَمَةٍ
-
-
- إِن هابَ مُعضِلَةً سَنّى لَها بابا
-
حَمّالُ أَلوِيَةٍ قَطّاعُ أَودِيَةٍ
-
-
- شَهّادُ أَنجِيَةٍ لِلوِترِ طَلّابا
-
سُمُّ العُداةِ وَفَكّاكُ العُناةِ إِذا
-
-
- لاقى الوَغى لَم يَكُن لِلمَوتِ هَيّابا
-
قصيدة لعمري لقد أشجى تميماً وهدها
يقول جرير:
لَعَمْرِي لَقَدْ أشجَى تَميماً وَهَدّها
-
-
- على نَكَباتِ الدّهرِ مَوْتُ الفَرَزْدَقِ
-
عَشِيّةَ رَاحُوا للفِرَاقِ بِنَعْشِهِ
-
-
- إلى جَدَثٍ في هُوّةِ الأرْضِ مُعمَقِ
-
لَقد غادَرُوا في اللَّحْدِ مِنَ كان ينتمي
-
-
- إلى كُلّ نَجْمٍ في السّماء مُحَلِّقِ
-
ثَوَى حامِلُ الأثقالِ عن كلّ مُغرَمٍ
-
-
- ودامغُ شيطانِ الغشومِ السملقَّ
-
عمادُ تميمٍ كلها ولسانها
-
-
- وناطقها البذاخُ في كلَّ منطقِ
-
فمَنْ لذَوِي الأرْحامِ بَعدَ ابن غالبٍ
-
-
- لجارٍ وعانٍ في السلاسلِ موثقَ
-
وَمَنْ ليَتيمٍ بَعدَ مَوْتِ ابنَ غالَبٍ
-
-
- وأمَّ عيالٍ ساغبينَ ودردقِ
-
وَمَنَ يُطلقُ الأسرَى وَمن يَحقنُ الدما
-
-
- يداهُ ويشفي صدرَ حرانَ محنقِ
-
وكمْ منْ دمٍ غالٍ تحملَ ثقلهُ
-
-
- وكانَ حمولًا في وفاءٍ ومصدقِ
-
وَكَمْ حِصْنِ جَبّارٍ هُمامٍ وَسُوقَة ٍ
-
-
- إذا ما أتَى أبْوَابَهُ لَمْ تُغلَّقِ
-
تَفَتَّحُ أبْوَابُ المُلُوكِ لِوجْهِهِ
-
-
- بغيرْ حجابٍ دونهُ أو تملقُّ
-
لتبكِ عليهِ الإنسُ والجنُّ إذ ثوى
-
-
- فتى مضرٍ في كلَّ غربِ ومشرقِ
-
فتىً عاشُ يبني المجدَ تسعينَ حجةً
-
-
- وكانَ إلى الخيراتِ والمجدِ يرتقي
-
فما ماتَ حتى لمْ يخلفْ وراءهُ
-
-
- بِحَيّةِ وَادٍ صَوْلَةً غَيرَ مُصْعَقِ
-
قصيدة يا أبا فيصل
يقول غازي القصبي:
لَمْ نَجدهُ وقيل هذا الفِراقُ
-
-
- فاستجارت بدمعِها الأحداقُ
-
كانَ ملءَ العيون فهدٌ فما
-
-
- حِجّةُ عينٍ دُموعها لا تُراقُ
-
عَجبَ النعشُ من سكون المُسجَّى
-
-
- وهوَ من عاش لم ينلهُ وِثاقُ
-
عَجبَ القبرُ حين ضمّ الذي
-
-
- ضاقت بما في إهابه الآفاقُ
-
عجبَ الشوطُ والجياد قليلٌ
-
-
- كيف يهوي جَواده السبّاقُ
-
هدرت حولك الجموعُ وماجتْ
-
-
- مثل بحرٍ والتفّتِ الأعناقُ
-
هو يومُ الوفاءِ حبّ بحزنٍ
-
-
- نتساقاهُ والكؤوسُ دهاقُ
-
وقفَ الموتُ في الطريق ولكنْ
-
-
- زحفتْ لا تخافُهُ الأشواقُ
-
يا أبا فيصلٍ عليك سلامُ الله
-
-
- ما خالجَ القلوبَ اشتياقُ
-
قصيدة أجدك ما لعينك لا تنام
يقول أبو بكر الصديق:
أَجِدَّكَ ما لِعَينِكَ لا تَنامُ
-
-
- كَأَنَّ جُفونَها فيها كِلامُ
-
لأمرِ مُصيبَةٍ عَظُمَت وَجَلَّت
-
-
- وَدَمعُ العَينِ أَهوَنُهُ اِنسِجامُ
-
فُجِعنا بِالنَبِيِّ وَكانَ فينا
-
-
- إِمامَ كَرامَةٍ نِعمَ الإِمامُ
-
وَكانَ قِوامَنا وَالرَأسَ فينا
-
-
- فَنَحنُ اليَومَ لَيسَ لَنا قِوامُ
-
نَموجُ وَنَشتَكي ما قَد لَقينا
-
-
- وَيَشكو فَقدَهُ البَلَدُ الحَرامُ
-
كَأَنَّ أُنوفَنا لاقَينَ جَدعاً
-
-
- لِفَقدِ مُحَمَّدٍ فيهِ اِصطِلامُ
-
لِفَقدِ أَغَرَّ أَبيَضَ هاشِمِيٍّ
-
-
- تَمامِ نُبُوَّةٍ وَبِهِ الخِتامُ
-
أَمينٍ مُصطَفىً لِلخَيرِ يَدعو
-
-
- كَضَوءِ البَدرِ زايَلَهُ الظَلامُ
-
سَأَتبَعُ هَديَهُ ما دُمتُ حَيّاً
-
-
- طَوالَ الدَهرِ ما سَجَعَ الحَمامُ
-
أَدينُ بِدينِهِ وَلِكُلِّ قَومٍ
-
-
- تَراهُم مِن ذُؤابَتِهِ نِظامُ
-
فَقَدنا الوَحيَ مُذ وَلَّيتَ عَنّا
-
-
- وَوَدَّعَنا مِنَ اللَهِ الكَلامُ
-
سِوى ما قَد تَرَكتَ لَنا رَهيناً
-
-
- تَوارَثُهُ القَراطيسُ الكِرامُ
-
فَقَد أَورَثتَنا ميراثَ صِدقٍ
-
-
- عَلَيكَ بِهِ التَحِيَّةُ وَالسَلامُ
-
مِنَ الرَحمنِ في أَعلى جِنانٍ
-
-
- مِنَ الفِردَوسِ طابَ بِها المُقامُ
-
رَفيقَ أَبيكَ إِبراهيمَ فيها
-
-
- فَهَل في مِثلِ صُحبَتِهِ نَدامُ
-
وَإِسحاقٌ وَإِسماعيلُ فيها
-
-
- بِما صَلّوا لِرَبِّهِمُ وَصاموا
-
فَلا تَبعَد فَكُلُّ كَريمِ قَومٍ
-
-
- سَيُدرِكُهُ وَلَو كَرِهَ الحِمامُ
-
كَأَنَّ الأَرضَ بَعدَكَ طارَ فيها
-
-
- فَأَشعَلَها بِساكِنِها ضِرامُ
-
قصيدة يا عَينِ جودي
تقول الخنساء:
يا عَينِ جودي بِالدُموعِ الغِزار
-
-
- وَاِبكي عَلى أَروَعَ حامي الذِمار
-
فَرعٍ مِنَ القَومِ كَريمِ الجَدا
-
-
- أَنماهُ مِنهُم كُلُّ مَحضِ النِجار
-
أَقولُ لَمّا جاءَني هُلكُهُ
-
-
- وَصَرَّحَ الناسُ بِنَجوى السِرار
-
أُخَيَّ إِمّا تَكُ وَدَّعتَنا
-
-
- وَحالَ مِن دونِكَ بُعدُ المَزار
-
فَرُبَّ عُرفٍ كُنتَ أَسدَيتَهُ
-
-
- إِلى عِيالٍ وَيَتامى صِغار
-
وَرُبَّ نُعمى مِنكَ أَنعَمتَها
-
-
- عَلى عُناةٍ غُلَّقٍ في الإِسار
-
أَهلي فِداءٌ لِلَّذي غودِرَت
-
-
- أَعظُمُهُ تَلمَعُ بَينَ الخَبار
-
صَريعِ أَرماحٍ وَمَشحوذَةٍ
-
-
- كَالبَرقِ يَلمَعنَ خِلالَ الدِيار
-
مَن كانَ يَوماً باكِياً سَيِّداً
-
-
- فَليَبكِهِ بِالعَبَراتِ الحِرار
-
وَلتَبكِهِ الخَيلُ إِذا غودِرَت
-
-
- بِساحَةِ المَوتِ غَداةَ العِثار
-
وَليَبكِهِ كُلُّ أَخي كُربَةٍ
-
-
- ضاقَت عَلَيهِ ساحَةُ المُستَجار
-
رَبيعُ هُلّاكٍ وَمَأوى نَدىً
-
-
- حينَ يَخافُ الناسُ قَحطَ القِطار
-
أَسقى بِلاداً ضُمِّنَت قَبرَهُ
-
-
- صَوبُ مَرابيعِ الغُيوثِ السَوار
-
وَما سُؤالي ذاكَ إِلّا لِكَي
-
-
- يُسقاهُ هامٍ بِالرَوي في القِفار
-
قُل لِلَّذي أَضحى بِهِ شامِتاً
-
-
- إِنَّكَ وَالمَوتَ مَعاً في شِعار
-
هَوَّنَ وَجدي أَنَّ مَن سَرَّهُ
-
-
- مَصرَعَهُ لاحِقُهُ لا تُمار
-
وَإِنَّما بَينَهُما رَوحَةٌ
-
-
- في إِثرِ غادٍ سارَ حَدَّ النَهار
-
يا ضارِبَ الفارِسِ يَومَ الوَغى
-
-
- بِالسَيفِ في الحَومَةِ ذاتِ الأُوار
-
يَردي بِهِ في نَقعِها سابِحٌ
-
-
- أَجرَدُ كَالسِرحانِ ثَبتُ الحِضار
-
نازَلتَ أَبطالاً لَها ذادَةً
-
-
- حَتّى ثَنَوا عَن حُرُماتِ الذِمار
-
حَلَفتُ بِالبَيتِ وَزُوّارِهِ
-
-
- إِذ يُعمِلونَ العيسَ نَحوَ الجِمار
-
لا أَجزَعُ الدَهرَ عَلى هالِكٍ
-
-
- بَعدَكَ ما حَنَّت هَوادي العِشار
-
يا لَوعَةً بانَت تَباريحُها
-
-
- تَقدَحُ في قَلبي شَجاً كَالشَرار
-
أَبدى لِيَ الجَفوَةَ مِن بَعدِهِ
-
-
- مَن كانَ مِن ذي رَحِمٍ أَو جِوار
-
إِن يَكُ هَذا الدَهرُ أَودى بِهِ
-
-
- وَصارَ مَسحاً لِمَجاري القِطار
-
فَكُلُّ حَيٍّ صائِرٌ لِلبَلى
-
-
- وَكُلُّ حَبلٍ مَرَّةً لِاِندِثار
-
قصيدة قليلٌ في معاليك الرثاءُ
يقول حفني ناصف:
قليلٌ في معاليك الرثاءُ
-
-
- ونزْرٌ في ثنائيك البكاءُ
-
وإهراقُ المدامع غير واف
-
-
- بحقّ الحزن فيك ولا كفاءُ
-
وتشقيق الجيوب عليك أمرٌ
-
-
- يسيرٌ لا يقومُ به العزاءُ
-
قضيت دجىً تودعك المعالي
-
-
- وتنعاك المروءة والوفاءُ
-
ويبكيكَ التدبُّر والتروّي
-
-
- وترثيك الشهامة والإباءُ
-
وتندبك المعارفُ عارفاتٍ
-
-
- بأنك عند حاجتها الرجاءُ
-
أليس أبوك بانيها قديماً
-
-
- وأنت وليهُّا فعَلا البناء
-
أفاض بأرض مصرَ بحارَ علم
-
-
- وآدابٍ وأهلوها ظِماءُ
-
وقمت بحقها دهراً طويلاً
-
-
- فنالكما من الله الجزاءُ
-
فمَن للشعر بعدكَ والقوافي
-
-
- وللإنشاء يُملي ما يشاءُ
-
ومن لوقائع التاريخ يجلو
-
-
- غياهبها إذا اشتبك المراء
-
ومن للسنّة الغراء يبدي
-
-
- معالمها إذا اشتدّ الخفاءُ
-
ومن يقضي حوائج أهل طهطا
-
-
- من البؤساء إن عزّ القضاءُ
-
أفضتَ الجودَ بينهمُ سواء
-
-
- فما فضَل البعيدَ الأقرباءُ
-
وأنشأت المدارس في رباها
-
-
- فعمّ جنوبَ مصر الاقتداءُ
-
وقد سبق الصعيدُ شمال مصر
-
-
- ووجها مصر لولاكم سواء
-
فداؤك يا عليّ من المنايا
-
-
- دم المهجات لو ساغ الفداءُ
-
قضيتم وأسمكم لا زال حيًّا
-
-
- يردّده مع الصبح المساءُ
-
سقى الرحمن قبرك غيث رحم
-
-
- وجاد أديم مثواكَ الحياءُ
-
وحسب ابن النبيّ مقام صدقٍ
-
-
- ونعمي ما لمبدئها انتهاءُ
-
قصيدة اجعَل رِثاءَكَ لِلرِجالِ جَزاءَ
يقول أحمد شوقي:
اِجعَل رِثاءَكَ لِلرِجالِ جَزاءَ
-
-
- وَاِبعَثهُ لِلوَطَنِ الحَزينِ عَزاءَ
-
إِنَّ الدِيارَ تُريقُ ماءَ شُؤونِها
-
-
- كَالأُمَّهاتِ وَتَندُبُ الأَبناءَ
-
ثُكلُ الرِجالِ مِنَ البَنينِ وَإِنَّما
-
-
- ثُكلُ المَمالِكِ فَقدُها العُلَماءَ
-
يَجزَعنَ لِلعَلَمِ الكَبيرِ إِذا هَوى
-
-
- جَزَعَ الكَتائِبِ قَد فَقَدنَ لِواءَ
-
عَلَمُ الشَريعَةِ أَدرَكَتهُ شَريعَةٌ
-
-
- لِلمَوتِ يَنظِمُ حُكمُها الأَحياءَ
-
عانى قَضاءَ الأَرضِ عِلمَ مُحَصِّلٍ
-
-
- وَاَليَومَ عالَجَ لِلسَماءِ قَضاءَ
-
وَمَضى وَفيهِ مِنَ الشَبابِ بَقِيَّةٌ
-
-
- لِلنَفعِ أَرجى ما تَكونُ بَقاءَ
-
إِنَّ الشَبابَ يُحَبُّ جَمّاً حافِلاً
-
-
- وَتُحَبُّ أَيّامُ الشَبابِ مِلاءَ
-
بِالأَمسِ كانَت لِاِبنِ هَيفٍ غَضبَةٌ
-
-
- لِلحَقِّ نَذكُرُها يَداً بيضاءَ
-
مَشَتِ البِلادُ إِلى رِسالَةِ مِلنَرٍ
-
-
- وَتَحَفَّزَت أَرضاً لَها وَسَماءَ
-
فَلَمَحتُ أَعرَجَ في زَوايا الحَقِّ لَم
-
-
- أَعلَم عَلَيهِ ذِمَّةً عَرجاءَ
-
اِرتَدَّتِ العاهاتُ عَن أَخلاقِهِ
-
-
- لِسُمُوِّهِنَّ وَحَلَّتِ الأَعضاءَ
-
عَطَفَتهُ عَطفَ القَوسِ يَومَ رِمايَةٍ
-
-
- وَثَنَتهُ كَالماضي فَزادَ مَضاءَ
-
لَمّا رَأى التَقريرَ يَنفُثُ سُمَّهُ
-
-
- سَبَقَ الحُواةَ فَأَخرَجَ الرَقطاءَ
-
هَتَكَ الحِمايَةَ وَالرِجالَ وَراءَها
-
-
- يَتَلَمَّسونَ لَها السُتورَ رِياءَ
-
ما قَبَّحوا بِالصُبحِ مِن أَشباحِها
-
-
- راحوا إِلَيكَ فَحَسَّنوهُ مَساءَ
-
يا قَيِّمَ الدارِ الَّتي قَد أَخرَجَت
-
-
- لِلمُدلِجينَ مَنارَةً زَهراءَ
-
وَتَرى لَدَيها الوارِدينَ فَلا تَرى
-
-
- إِلّا ظِماءً يَنزِلونَ رَواءَ
-
وَتُجالِسُ العُلَماءَ في حُجُراتِها
-
-
- وَتُسامِرُ الحُكَماءَ وَالشُعَراءَ
-
تَكفيكَ شَيطانَ الفَراغِ وَتَعتَني
-
-
- بِالجاهِلينَ تَرُدُّهُم عُقَلاءَ
-
دارُ الذَخائِرِ كُنتَ أَكمَلَ كُتبِها
-
-
- مَجموعَةٌ وَأَتَمَّها أَجزاءَ
-
لَمّا خَلَت مِن كِنزِ عِلمِكَ أَصبَحَت
-
-
- مِن كُلِّ أَعلاقِ الكُنوزِ خَلاءَ
-
هَزَّ الشَبابُ إِلى رَثائِكَ خاطِري
-
-
- فَوَجَدتَ فِيَّ وَفي الشَبابِ وَفاءَ
-
عَبدَ الحَميدِ أَلا أُسِرُّكَ حادِثاً
-
-
- يَكسو عِظامَكَ في البِلى السَرّاءَ
-
قُم مِن صُفوفِ الحَقِّ تلقَ كَتيبَةً
-
-
- مَلمومَةً وَتَرَ الصُفوفَ سَواءَ
-
وَتَرَ الكِنانَةِ شيبَها وَشَبابَها
-
-
- دونَ القَضِيَةِ عُرضَةً وَفِداءَ
-
جَمَعَ السَلامُ الصُحفَ مِن غاراتِها
-
-
- وَتَأَلَّفَ الأَحزابَ وَالزُعَماءَ
-
في كُلِّ وُجدانٍ وَكُلِّ سَريرَةٍ
-
-
- خَلَفَ الوِدادُ الحِقدَ وَالبَغضاءَ
-
وَغَدا إِلى دينِ العَشيرَةِ يَنتَهي
-
-
- مَن خالَفَ الأَعمامَ وَالآباءَ
-
لا يَحجِبونَ عَلى تجَنّيهِم وَلا
-
-
- يَجِدونَ إِلّا الصَفحَ وَالإِغضاءَ
-
وَالأَهلُ لا أَهلاً بِحَبلِ وَلائِهِم
-
-
- حَتّى تَراهُم بَينَهُم رُحَماءُ
-
كَذَبَ المُريبُ يَقولُ بَعدَ غَدٍ لَنا
-
-
- خُلفٌ يُعيدُ وَيُبدِئُ الشَحناءَ
-
قَلبي يُحَدِّثُني وَلَيسَ بِخائِني
-
-
- إِنَّ العُقولَ سَتَقهَرُ الأَهواءَ
-
يا سَعدُ قَد جَرَتِ الأُمورُ لِغايَةٍ
-
-
- اللَهُ هَيَّأَها لَنا ما شاءَ
-
سُبحانَهُ جَمَعَ القُلوبَ مِنَ الهَوى
-
-
- شَتّى وَقَوّى حَولَهُ الضُعَفاءَ
-
الفُلكُ بَعدَ العُسرِ يُسِّرَ أَمرُها
-
-
- وَاِستَقبَلَت ريحَ الأُمورِ رُخاءَ
-
وَتَأَهَّبَت بِكَ تَستَعِدُّ لِزاخِرٍ
-
-
- تَطَأُ العَواصِفَ فيهِ وَالأَنواءَ
-
رَجَعَت بِراكِبِها إِلى رُبّانِها
-
-
- تُلقي الرَجاءَ عَلَيهِ وَالأَعباءَ
-
فَاِشدُد بِأَربابِ النُهى سُكّانَها
-
-
- وَاِجعَل مِلاكَ شِراعِها الأَكفاءَ
-
مَن ذا الَّذي يَختارُ أَهلَ الفَضلِ أَو
-
-
- يَزِنُ الرِجالَ إِذا اِختِيارُكَ ناءَ
-
أَخرِج لِأَبناءِ الحَضارَةِ مَجلِساً
-
-
- يُبقي عَلى اِسمِكَ في العُصورِ ثَناءَ
-