أصل الوجود عند طاليس
يعد الفلاسفة اليونانيون من أوائل الباحثين عن معنى الوجود وأصل الإنسان من خلال ملاحظة التغيرات الطبيعية في العالم من حولهم، محاولين وضع تفسيرات منطقية وصياغة فرضيات وقوانين تتوافق مع ملاحظاتهم المرئية.1
فالفيلسوف اليوناني طاليس المعروف بأب الفلسفة كلها وضع فرضية لأصل الوجود التي تفيد بأن أصل الأشياء كلها في العالم المادي يعود للماء؛ أي أن جزيئات الماء هي المكون الأساسي لها، وأن سطح الأرض قرص دائري يطفو على الماء، وأن الكون بجميع مكوناته ليس إلا حالاتٍ متغيرة للماء.1
وقد اعتبر أصل الوجود لدى طاليس من الفرضيات التي احتاجت لتفسير خاصةً أنه لم يصل لنا الكثير من المعلومات عنها لعدم اعتماد العلماء والفلاسفة قبل سقراط لطريقة تدوين أفكارهم وآراءهم الفلسفية، مما دفع الفلاسفة من بعده لمحاولة تفسير هذا الرأي مثل أرسطو الذي اعتقد أن طاليس اعتمد في فرضيته حول الماء على حاجة الكائنات الحية من حوله لها واعتمادها على الرطوبة.1
استطاع طاليس وضع أسس لبداية البحث عن أصل الوجود، فهو أول من بدأ استعمال المبادئ العلمية والأدلة الطبيعية في شرح الكون واضعًا اتجاهًا جديدًا للفلسفة رافضًا جميع الآراء حول المعتقدات والأساطير اليونانية والقوى الخارقة للآلهة والتي كانت سائدة لتفسير الظواهر الطبيعية ونمو النباتات قبل القرن السادس قبل الميلاد، إذ كان الاعتقاد السائد بأن هناك مادة أساسية تكوّن جميع الأشياء دون القدرة على التوصل لماهيتها.1
دراسة المادة عند طاليس
ولد طاليس في مدينة إيونيا اليونانية وهي الكلمة المأخوذة منها معنى المادة لتأسيسه مدرسة الفلسفة الطبيعية (المدرسة الأيونية) التي بحثت في نشأة المادة والمبادئ الأساسية للوجود، واشتهر طاليس ببحثه في مجالات مختلفة للعلوم والهندسة والرياضيات والتاريخ، إذ اعتبرت تفسيراته للظواهر الطبيعية في علم الفلك تفسيرات جريئة تعارض المعتقدات السائدة مُدخلًا المنهج العلمي في البحث.2
رأي أرسطو حول أصل الوجود
نقل أرسطو عن طاليس مبدأه في تفسير أصل الوجود مستخدمًا المصطلحات الأصلية التي كانت شائعة في ذلك الوقت، وبالرغم من تقديمه لذلك عن طاليس بأن الماء هو أصل الأشياء مفسرًا ذلك بقدرة الماء على التحول في ظاهرة التبخر وتجمد الماء وتكون الضباب وتأثير الحرارة على المعادن (تحوله للحالة السائلة)، فإن أرسطو لم يتبنَ ذلك، وحاول ابتكار مصطلحات جديدة أكثر تقدمًا لوضع تفسير جديد للوجود.2
طاليس ميليتس
ولد الفيلسوف اليوناني طاليس (بالإنجليزية: Thales of Miletus) في القرن السابع قبل الميلاد، وهو فيلسوف وعالم رياضيات وعالم فلك، ويعد أحد الحكماء السبعة في اليونان، وله العديد من المساهمات والإنجازات، أهمها إدخال المنهج العلمي في تفسير الظواهر الطبيعية، وإدخال علم الهندسة إلى اليونان، ووضع مناهج علمية جديدة لدراسة الرياضيات، ووضع عدة نظريات هندسية، وتفسير الظواهر الطبيعية كحدوث الزلازل تفسيرًا علميًا بعيدًا عن الأساطير اليونانية، بالإضافة إلى وضع فرضية أصل الوجود التي اعتمدت عليها الفرضيات الأخرى لاحقًا.3
المراجع
- ^ أ ب ت ث “أصل العالم عند اليونانيين، (طاليس؛ الأب الأول للفلسفة كلها)”، الباحثون السوريون، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب “Thales of Miletus (c. 620 B.C.E.—c. 546 B.C.E.)”, INTERNET ENCYCLOPEDIA OF PHILOSOPHY, Retrieved 16/2/2022. Edited.
- “Thales Biography”, The Famous People, Retrieved 16/2/2022. Edited.