ليلة عيد الأضحى من النعم التي أكرم الله تعالى بها عباده، حيث يأوي الابن إلى حضن والديه، ويُمسك بيديهما التي مرّ الزمن عليها، وترك توقيعه بعد أن عبر، ويدعو ربه أن يديمها صحيحتين دافئتين مدى الحياة.
ليلة عيد الأضحى بهدوئها ورحماتها وجمعها للناس كافة على طاولة السعادة، تُشبه قلب الأم الرؤوف الذي يجمع الأبناء كلهم على مائدة الفرح، فلا تراهم إلا وتنهمر الدموع من عينيها فرحًا بهذه اللحظات السعيدة.
صلاة العيد هي أوّل مكان يجتمع في صبيحته المتخاصمين والمتحابين في صفٍّ واحد، ويبقى المسلم هو تلك الحمامة البيضاء التي تعمر تلك الأماكن بفضل من الله تعالى وكرم عظيم.
يستبشر النّاس في أول أيام الأضحى المبارك حتّى إنّهم يتسابقون على تقديم الخيرات، كم يكون ذاك المشهد مثيرًا للأشجان والأفراح في آنٍ معًا، أفراح العائلات التي منّ الله عليها بالاجتماع، والأشجان على عائلات تشرذمت ما بين الدول.
سير النّاس في الطرقات بعد صلاة العيد عائدين إلى منازلهم كلّ واحد منهم يُلقي التهنئة على الآخر، سواء أكان عارفًا له أم جاهلًا به، لا يجمعهم سوى لحظات الخير التي حباها الله لهم في هذه الشعيرة العظيمة.
فرحة العيد لا تُضاهى حينما يُعدّ إفطار الصباح، ويكون الوالدُ هو سيّد المائدة، وكأنّه النّسر الذي يعتلي عرشه فوقَ الجبال.
أقوال عن العيد
في العيد نذكر كل من مرّ في حياتنا وترك أثراً فيها، نذكر الأحياء والأموات، من سعى لأجلنا ومن تخلى عنا.
ماتت أحاديثنا الأولى وضحكتُنا وخلفَ شباكنا تنمو أغانينا، وجاءنا العيدُ لا وردٌ سنقطفه ولا الرسائل عنكم قد تعزّينا.
هل العيدُ إلّا أن تستمتع ولو بنعمة واحدةٍ من نعم الوجود التي تفوق العدّ والإحصاء.
العيدُ دون تسَامُحٍ وتصَافُحٍ مُجرّد ورقةٍ في التّقويم.
عبارات تقال في عيد الأضحى
ليتنا معكم نفرح ونتصافح بالعيد.. نهنئ ونتسامح، أنتم في القلوب رغم البعاد.
كل عيد وأنت يا روحي بروحي.. كل عيد وأنت لأفراحي مقرها.
باقة من الورود بقدوم العيد معطرة بالعود لك يا صاحب الجود.
كلّ عام وأنت إلى الرحمن أقرب، كل عام وصحائف أعمالك بالحسنات أثقل، كل عام وهمتك للجنة تكبر، أهديك عطر الورد وألوانه، وأرسل جواب أنت عنوانه، أهنيك بمقدم العيد وأيامه.
أجمل وأفضل ما في العيد ثلاثة: كثرة الخيرات، وتبادل الزيارات، وقارئ هذه العبارات.
أدام الله لك الأعياد دهوراً، وألبسك من تقواه نوراً.