قصيدة: وشامخ من الجبال أقود
وَشامِخٍ مِنَ الجِبالِ أَقوَدِ
-
-
- فَردٍ كَيافوخِ البَعيرِ الأَصيَدِ
-
يُسارُ مِن مَضيقِهِ وَالجَلمَدِ
-
-
- في مِثلِ مَتنِ المَسَدِ المُعَقَّدِ
-
زُرناهُ لِلأَمرِ الَّذي لَم يُعهَدِ
-
-
- لِلصَيدِ وَالنُزهَةِ وَالتَمَرُّدِ
-
بِكُلِّ مَسقِيِّ الدِماءِ أَسوَدِ
-
-
- مُعاوِدٍ مُقَوَّدٍ مُقَلَّدِ
-
بِكُلِّ نابٍ ذَرِبٍ مُحَدَّدِ
-
-
- عَلى حِفافَي حَنَكٍ كَالمِبرَدِ
-
كَطالِبِ الثَأرِ وَإِن لَم يَحقِدِ
-
-
- يَقتُلُ ما يَقتُلُهُ وَلا يَدي
-
يَنشُدُ مِن ذا الخِشفِ ما لَم يَفقِدِ
-
-
- فَثارَ مِن أَخضَرَ مَمطورٍ نَدي
-
كَأَنَّهُ بَدءُ عِذارِ الأَمرَدِ
-
-
- فَلَم يَكَد إِلّا لِحَتفٍ يَهتَدي
-
وَلَم يَقَع إِلّا عَلى بَطنِ يَدِ
-
-
- وَلَم يَدَع لِلشاعِرِ المُجَوِّدِ
-
وَصفاً لَهُ عِندَ الأَميرِ الأَمجَدِ
-
-
- المَلِكِ القَرمِ أَبي مُحَمَّدِ
-
القانِصِ الأَبطالَ بِالمُهَنَّدِ
-
-
- ذي النِعَمِ الغُرِّ البَوادي العُوَّدِ
-
إِذا أَرَدتُ عَدَّها لَم تُعدَدِ
-
-
- وَإِن ذَكَرتُ فَضلَهُ لَم يَنفَدِ1
-
قصيدة: نسيت وما أنسى عتابا على الصد
نَسيتُ وَما أَنسى عِتاباً عَلى الصِدِّ
-
-
- وَلا خَفَراً زادَت بِهِ حُمرَةُ الخَدِّ
-
وَلا لَيلَةً قَصَّرتُها بِقَصورَةٍ
-
-
- أَطالَت يَدي في جيدِها صُحبَةَ العِقدِ
-
وَمَن لي بِيَومٍ مِثلِ يَومٍ كَرِهتُهُ
-
-
- قَرُبتُ بِهِ عِندَ الوَداعِ مِنَ البُعدِ
-
وَأَن لا يَخُصُّ الفَقدُ شَيئاً فَإِنَّني
-
-
- فَقَدتُ فَلَم أَفقِد دُموعي وَلا وَجدي
-
تَمَنٍّ يَلَذُّ المُستَهامُ بِمِثلِهِ
-
-
- وَإِن كانَ لا يُغني فَتيلاً وَلا يُجدي
-
وَغَيظٌ عَلى الأَيّامِ كَالنارِ في الحَشا
-
-
- وَلَكِنَّهُ غَيظُ الأَسيرِ عَلى القِدِّ
-
فَإِمّا تَريني لا أُقيمُ بِبَلدَةٍ
-
-
- فَآفَةِ غِمدي في دُلوقي وَفي حَدّي
-
يَحُلُّ القَنا يَومَ الطِعانِ بِعَقوَتي
-
-
- فَأَحرِمُهُ عِرضي وَأُطعِمُهُ جِلدي
-
تُبَدِّلِ أَيّامي وَعَيشي وَمَنزِلي
-
-
- نَجائِبُ لا يُفكِرنَ في النَحسِ وَالسَعدِ
-
وَأَوجُهُ فِتيانٍ حَياءً تَلَثَّموا
-
-
- عَلَيهِنَّ لا خَوفاً مِنَ الحَرِّ وَالبَردِ
-
وَلَيسَ حَياءُ الوَجهِ في الذِئبِ شيمَةً
-
-
- وَلَكِنَّهُ مِن شيمَةِ الأَسَدِ الوَردِ
-
إِذا لَم تُجِزهُم دارَ قَومٍ مَوَدَّةٌ
-
-
- أَجازَ القَنا وَالخَوفُ خَيرٌ مِنَ الوُدِّ
-
يَحيدونَ عَن هَزلِ المُلوكِ إِلى الَّذي
-
-
- تَوَفَّرَ مِن بَينَ المُلوكِ عَلى الجِدِّ
-
وَمَن يَصحَبِ اِسمَ اِبنِ العَميدِ مُحَمَّدٍ
-
-
- يَسِر بَينَ أَنيابِ الأَساوِدِ وَالأُسدِ
-
يَمُرُّ مِنَ السُمِّ الوَحِيِّ بِعاجِزٍ
-
-
- وَيَعبُرُ مِن أَفواهِهِنَّ عَلى دُردِ
-
كَفانا الرَبيعُ العيسَ مِن بَرَكاتِهِ
-
-
- فَجاءَتهُ لَم تَسمَع حُداءً سِوى الرَعدِ
-
إِذا ما اِستَجَبنَ الماءَ يَعرِضُ نَفسَهُ
-
-
- كَرِعنَ بِسَبتٍ في إِناءٍ مِنَ الوَردِ
-
كَأَنّا أَرادَت شُكرَنا الأَرضُ عِندَهُ
-
-
- فَلَم يُخلِنا جَوٌّ هَبَطناهُ مِن رِفدِ
-
لَنا مَذهَبُ العُبّادِ في تَركِ غَيرِهِ
-
-
- وَإِتيانِهِ نَبغي الرَغائِبَ بِالزُهدِ
-
رَجَونا الَّذي يَرجونَ في كُلِّ جَنَّةٍ
-
-
- بِأَرجانِ حَتّى ما يَإِسنا مِنَ الخُلدِ
-
تَعَرَّضُ لِلزُوّارِ أَعناقُ خَيلِهِ
-
-
- تَعَرُّضَ وَحشٍ خائِفاتٍ مِنَ الطَردِ
-
وَتَلقى نَواصيها المَنايا مُشيحَةً
-
-
- وُرودَ قَطاً صُمٍّ تَشايَحنَ في وِردِ
-
وَتَنسُبُ أَفعالُ السُيوفِ نُفوسَها
-
-
- إِلَيهِ وَيَنسُبنَ السُيوفَ إِلى الهِندِ
-
إِذا الشُرَفاءُ البيضُ مَتّوا بِقَتوِهِ
-
-
- أَتى نَسَبٌ أَعلى مِنَ الأَبِ وَالجَدِّ
-
فَتىً فاتَتِ العَدوى مِنَ الناسِ عَينُهُ
-
-
- فَما أَرمَدَت أَجفانَهُ كَثرَةُ الرُمدِ
-
وَخالَفَهُم خَلقاً وَخُلقاً وَمَوضِعاً
-
-
- فَقَد جَلَّ أَن يَعدى بِشَيءٍ وَأَن يُعدي
-
يُغَيِّرُ أَلوانَ اللَيالي عَلى العِدى
-
-
- بِمَنشورَةِ الراياتِ مَنصورَةِ الجُندِ
-
إِذا اِرتَقَبوا صُبحاً رَأَوا قَبلَ ضَوإِهِ
-
-
- كَتائِبَ لا يَردِ الصَباحُ كَما تَردي
-
وَمَبثوثَةً لا تُتَّقى بِطَليعَةٍ
-
-
- وَلا يُحتَمى مِنها بِغَورٍ وَلا نَجدِ
-
يَغُصنَ إِذا ما عُدنَ في مُتَفاقِدٍ
-
-
- مِنَ الكُثرِ غانٍ بِالعَبيدِ عَنِ الحَشدِ
-
حَثَت كُلُّ أَرضٍ تُربَةً في غُبارِهِ
-
-
- فَهُنَّ عَلَيهِ كَالطَرائِقِ في البُردِ
-
فَإِن يَكُنِ المَهدِيُّ مَن بانَ هَديُهُ
-
-
- فَهَذا وَإِلّا فَالهُدى ذا فَما المَهدي
-
يُعَلِّلُنا هَذا الزَمانُ بِذا الوَعدِ
-
-
- وَيَخدَعُ عَمّا في يَدَيهِ مِنَ النَقدِ
-
هَلِ الخَيرُ شَيءٌ لَيسَ بِالخَيرِ غائِبٌ
-
-
- أَمِ الرُشدُ شَيءٌ غائِبٌ لَيسَ بِالرُشدِ
-
أَأَحزَمَ ذي لُبٍّ وَأَكرَمَ ذي يَدٍ
-
-
- وَأَشجَعَ ذي قَلبٍ وَأَرحَمَ ذي كِبدِ
-
وَأَحسَنَ مُعتَمٍّ جُلوساً وَرِكبَةً
-
-
- عَلى المِنبَرِ العالي أَوِ الفَرَسِ النَهدِ
-
تَفَضَّلَتِ الأَيّامُ بِالجَمعِ بَينَنا
-
-
- فَلَمّا حَمِدنا لَم تُدِمنا عَلى الحَمدِ
-
جَعَلنَ وَداعي واحِداً لِثَلاثَةٍ
-
-
- جَمالِكَ وَالعِلمِ المُبَرِّحِ وَالمَجدِ
-
وَقَد كُنتُ أَدرَكتُ المُنى غَيرَ أَنَّني
-
-
- يُعَيِّرُني أَهلي بِإِدراكِها وَحدي
-
وَكُلُّ شَريكٍ في السُرورِ بِمُصبَحي
-
-
- أَرى بَعدَهُ مَن لا يَرى مِثلَهُ بَعدي
-
فَجُد لي بِقَلبٍ إِن رَحَلتُ فَإِنَّني
-
-
- مُخَلِّفُ قَلبي عِندَ مَن فَضلُهُ عِندي
-
وَلَو فارَقَت نَفسي إِلَيكَ حَياتَها
-
-
- لَقُلتُ أَصابَت غَيرَ مَذمومَةِ العَهدِ2
-
قصيدة: أطاعن خيلا من فوارسها الدهر
أُطاعِنُ خَيلاً مِن فَوارِسِها الدَهرُ
-
-
- وَحيداً وَما قَولي كَذا وَمَعي الصَبرُ
-
وَأَشجَعُ مِنّي كُلَّ يَومٍ سَلامَتي
-
-
- وَما ثَبَتَت إِلّا وَفي نَفسِها أَمرُ
-
تَمَرَّستُ بِالآفاتِ حَتّى تَرَكتُها
-
-
- تَقولُ أَماتَ المَوتُ أَم ذُعِرَ الذُعرُ
-
وَأَقدَمتُ إِقدامَ الأَتِيِّ كَأَنَّ لي
-
-
- سِوى مُهجَتي أَو كانَ لي عِندَها وِترُ
-
ذَرِ النَفسَ تَأخُذ وُسعَها قَبلَ بَينِها
-
-
- فَمُفتَرِقٌ جارانِ دارُهُما العُمرُ
-
وَلا تَحسَبَنَّ المَجدَ زِقّاً وَقَينَةً
-
-
- فَما المَجدُ إِلّا السَيفُ وَالفَتكَةُ البِكرُ
-
وَتَضريبُ أَعناقِ المُلوكِ وَهامِها
-
-
- لَكَ الهَبَواتُ السودُ وَالعَسكَرُ المَجرُ
-
وَتَركُكَ في الدُنيا دَوِيّاً كَأَنَّما
-
-
- تَداوَلُ سَمعَ المَرءِ أَنمُلُهُ العَشرُ
-
إِذا الفَضلُ لَم يَرفَعكَ عَن شُكرِ ناقِصٍ
-
-
- عَلى هِبَةٍ فَالفَضلُ فيمَن لَهُ الشُكرُ
-
وَمَن يُنفِقِ الساعاتِ في جَمعِ مالِهِ
-
-
- مَخافَةَ فَقرٍ فَالَّذي فَعَلَ الفَقرُ
-
عَلَيَّ لِأَهلِ الجَورِ كُلُّ طِمِرَّةٍ
-
-
- عَلَيها غُلامٌ مِلءُ حَيزومِهِ غِمرُ
-
يُديرُ بِأَطرافِ الرِماحِ عَلَيهِمِ
-
-
- كُؤوسَ المَنايا حَيثُ لا تُشتَهى الخَمرُ
-
وَكَم مِن جِبالٍ جُبتُ تَشهَدُ أَنَّني ال
-
-
- جِبالُ وَبَحرٍ شاهِدٍ أَنَّني البَحرُ
-
وَخَرقٍ مَكانُ العيسِ مِنهُ مَكانُنا
-
-
- مِنَ العيسِ فيهِ واسِطُ الكورِ وَالظَهرُ
-
يَخِدنَ بِنا في جَوزِهِ وَكَأَنَّنا
-
-
- عَلى كُرَةٍ أَو أَرضُهُ مَعَنا سَفرُ
-
وَيَومٍ وَصَلناهُ بِلَيلٍ كَأَنَّما
-
-
- عَلى أُفقِهِ مِن بَرقِهِ حُلَلٌ حُمرُ
-
وَلَيلٍ وَصَلناهُ بِيَومٍ كَأَنَّما
-
-
- عَلى مَتنِهِ مِن دَجنِهِ حُلَلٌ خُضرُ
-
وَغَيثٌ ظَنَنّا تَحتُهُ أَنَّ عامِراً
-
-
- عَلا لَم يَمُت أَو في السَحابِ لَهُ قَبرُ
-
أَوِ اِبنَ اِبنِهِ الباقي عَلِيَّ بنَ أَحمَدٍ
-
-
- يَجودُ بِهِ لَو لَم أَجُز وَيَدي صِفرُ
-
وَإِنَّ سَحاباً جَودُهُ مِثلُ جودِهِ
-
-
- سَحابٌ عَلى كُلِّ السَحابِ لَهُ فَخرُ
-
فَتىً لا يَضُمُّ القَلبُ هِمّاتِ قَلبِهِ
-
-
- وَلَو ضَمَّها قَلبٌ لَما ضَمَّهُ صَدرُ
-
وَلا يَنفَعُ الإِمكانُ لَولا سَخائُهُ
-
-
- وَهَل نافِعٌ لَولا الأَكُفُّ القَنا السُمرُ
-
قِرانٌ تَلاقى الصَلتُ فيهِ وَعامِرٌ
-
-
- كَما يَتَلاقى الهِندُوانِيُّ وَالنَصرُ
-
فَجاءا بِهِ صَلتَ الجَبينِ مُعَظَّماً
-
-
- تَرى الناسَ قُلّاً حَولَهُ وَهُمُ كُثرُ
-
مُفَدّى بِئاباءِ الرِجالِ سَمَيذَعاً
-
-
- هُوَ الكَرَمُ المد الَّذي مالَهُ جزر
-
وَما زِلتُ حَتّى قادَني الشَوقُ نَحوَهُ
-
-
- يُسايِرُني في كُلِّ رَكبٍ لَهُ ذِكرُ
-
وَأَستَكبِرُ الأَخبارَ قَبلَ لِقائِهِ
-
-
- فَلَمّا اِلتَقَينا صَغَّرَ الخَبَرَ الخُبرُ
-
إِلَيكَ طَعَنّا في مَدى كُلِّ صَفصَفٍ
-
-
- بِكُلِّ وَآةٍ كُلُّ ما لَقِيَت نَحرُ
-
إِذا وَرِمَت مِن لَسعَةٍ مَرِحَت لَها
-
-
- كَأَنَّ نَوالاً صَرَّ في جِلدِها النِبرُ
-
فَجِئناكَ دونَ الشَمسِ وَالبَدرِ في النَوى
-
-
- وَدونَكَ في أَحوالِكَ الشَمسُ وَالبَدرُ
-
كَأَنَّكَ بَردُ الماءِ لا عَيشَ دونَهُ
-
-
- وَلَو كُنتَ بَردَ الماءِ لَم يَكُنِ العِشرُ
-
دَعاني إِلَيكَ العِلمُ وَالحِلمُ وَالحِجى
-
-
- وَهَذا الكَلامُ النَظمُ وَالنائِلُ النَثرُ
-
وَما قُلتُ مِن شِعرٍ تَكادُ بُيوتُهُ
-
-
- إِذا كُتِبَت يَبيَضُّ مِن نورِها الحِبرُ
-
كَأَنَّ المَعاني في فَصاحَةِ لَفظِها
-
-
- نُجومُ الثُرَيّا أَو خَلائِقُكَ الزُهرُ
-
وَجَنَّبَني قُربَ السَلاطينِ مَقتُها
-
-
- وَما يَقتَضيني مِن جَماجِمِها النَسرُ
-
وَإِنّي رَأَيتُ الضُرَّ أَحسَنَ مَنظَراً
-
-
- وَأَهوَنَ مِن مَرأى صَغيرٍ بِهِ كِبرُ
-
لِساني وَعَيني وَالفُؤادُ وَهِمَّتي
-
-
- أَوُدُّ اللَواتي ذا اِسمُها مِنكَ وَالشَطرُ
-
وَما أَنا وَحدي قُلتُ ذا الشِعرَ كُلَّهُ
-
-
- وَلَكِن لِشِعري فيكَ مِن نَفسِهِ شِعرُ
-
وَماذا الَّذي فيهِ مِنَ الحُسنِ رَونَقاً
-
-
- وَلَكِن بَدا في وَجهِهِ نَحوَكَ البِشرُ
-
وَإِنّي وَإِن نِلتُ السَماءَ لَعالِمٌ
-
-
- بِأَنَّكَ ما نِلتَ الَّذي يوجِبُ القَدرُ
-
أَزالَت بِكَ الأَيّامُ عَتبى كَأَنَّما
-
-
- بَنوها لَها ذَنبٌ وَأَنتَ لَها عُذرُ3
-
قصيدة: أظبية الوحش لولا ظبية الأنس
أَظَبيَةَ الوَحشِ لَولا ظَبيَةُ الأَنَسِ
-
-
- لَما غَدَوتُ بِجَدٍّ في الهَوى تَعِسِ
-
وَلا سَقَيتُ الثَرى وَالمُزنُ مُخلِفَةٌ
-
-
- دَمعاً يُنَشِّفُهُ مِن لَوعَةٍ نَفَسي
-
وَلا وَقَفتُ بِجِسمٍ مُسيَ ثالِثَةٍ
-
-
- ذي أَرسُمٍ دُرُسٍ في الأَرسُمِ الدُرُسِ
-
صَريعَ مُقلَتِها سَآلَ دِمنَتِها
-
-
- قَتيلَ تَكسيرِ ذاكِ الجَفنِ وَاللَعَسِ
-
خَريدَةٌ لَو رَأَتها الشَمسُ ما طَلَعَت
-
-
- وَلَو رَآها قَضيبُ البانِ لَم يَمِسِ
-
ما ضاقَ قَبلَكِ خَلخالٌ عَلى رَشَأٍ
-
-
- وَلا سَمِعتُ بِديباجٍ عَلى كَنَسِ
-
إِن تَرمِني نَكَباتُ الدَهرِ عَن كَثَبٍ
-
-
- تَرمِ اِمرَأً غَيرَ رِعديدٍ وَلا نَكِسِ
-
يَفدي بَنيكَ عُبَيدَ اللَهِ حاسِدُهُم
-
-
- بِجَبهَةِ العيرِ يُفدى حافِرُ الفَرَسِ
-
أَبا الغَطارِفَةِ الحامينَ جارَهُمُ
-
-
- وَتارِكي اللَيثِ كَلباً غَيرَ مُفتَرَسِ
-
مِن كُلِّ أَبيَضَ وَضّاحٍ عَمامَتُهُ
-
-
- كَأَنَّما اِشتَمَلَت نوراً عَلى قَبَسِ
-
دانٍ بَعيدٍ مُحِبٍّ مُبغِضٍ بَهِجٍ
-
-
- أَغَرَّ حُلوٍ مُمِرٍّ لَيِّنٍ شَرِسِ
-
نَدٍ أَبِيٍّ غَرٍ وافٍ أَخي ثِقَةٍ
-
-
- جَعدٍ سَرِيٍّ نَهٍ نَدبٍ رَضاً نَدُسِ
-
لَو كانَ فَيضُ يَدَيهِ ماءَ غادِيَةٍ
-
-
- عَزَّ القَطا في الفَيافي مَوضِعُ اليَبَسِ
-
أَكارِمٌ حَسَدَ الأَرضَ السَماءُ بِهِم
-
-
- وَقَصَّرَت كُلُّ مِصرٍ عَن طَرابُلسِ
-
أَيُّ المُلوكِ وَهُم قَصدي أُحاذِرُهُ
-
-
- وَأَيُّ قِرنٍ وَهُم سَيفي وَهُم تُرُسي4
-
قصيدة: أرق على أرق
أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ
-
-
- وجوى يَزيدُ وعبرة تَتَرَقرَقُ
-
جُهدُ الصبابة أَن تَكونَ كَما أَرى
-
-
- عَينٌ مُسَهَّدَةٌ وَقَلبٌ يَخفِقُ
-
ما لاحَ بَرقٌ أَو تَرَنَّمَ طائِرٌ
-
-
- إِلّا اِنثَنَيتُ وَلي فُؤادٌ شَيِّقُ
-
جَرَّبتُ مِن نارِ الهَوى ما تَنطَفي
-
-
- نارُ الغضى وَتَكِلُّ عَمّا تُحرِقُ
-
وَعَذَلتُ أَهلَ العِشقِ حَتّى ذُقتُهُ
-
-
- فَعَجِبتُ كَيفَ يَموتُ مَن لا يَعشَقُ
-
وَعَذَرتُهُم وَعَرَفتُ ذَنبِيَ أَنَّني
-
-
- عَيَّرتُهُم فَلَقيتُ فيهِ ما لَقوا
-
أَبَني أَبينا نَحنُ أَهلُ مَنازِلٍ
-
-
- أَبَداً غُرابُ البَينِ فيها يَنعَقُ
-
نَبكي عَلى الدُنيا وَما مِن مَعشَرٍ
-
-
- جَمَعَتهُمُ الدُنيا فَلَم يَتَفَرَّقوا
-
أَينَ الأَكاسِرَةُ الجَبابِرَةُ الأُلى
-
-
- كَنَزوا الكُنوزَ فَما بَقينَ وَلا بَقوا
-
مِن كُلِّ مَن ضاقَ الفَضاءُ بِجَيشِهِ
-
-
- حَتّى ثوى فَحَواهُ لَحدٌ ضَيِّقُ
-
خُرسٌ إِذا نودوا كَأَن لَم يَعلَموا
-
-
- أَنَّ الكَلامَ لَهُم حَلالٌ مُطلَقُ
-
وَالمَوتُ آتٍ وَالنُفوسُ نَفائِسٌ
-
-
- وَالمُستَغِرُّ بِما لَدَيهِ الأَحمَقُ
-
وَالمَرءُ يَأمُلُ وَالحَياةُ شَهِيَّةٌ
-
-
- وَالشَيبُ أَوقَرُ وَالشَبيبَةُ أَنزَقُ
-
وَلَقَد بَكَيتُ عَلى الشَبابِ وَلِمَّتي
-
-
- مُسوَدَّةٌ وَلِماءِ وَجهِيَ رَونَقُ
-
حَذَراً عَلَيهِ قَبلَ يَومِ فِراقِهِ
-
-
- حَتّى لَكِدتُ بِماءِ جَفنِيَ أَشرَقُ
-
أَمّا بَنو أَوسِ اِبنِ مَعنِ اِبنِ الرِضا
-
-
- فَأَعَزُّ مَن تُحدى إِلَيهِ الأَينُقُ
-
كَبَّرتُ حَولَ دِيارِهِم لَمّا بَدَت
-
-
- مِنها الشُموسُ وَلَيسَ فيها المَشرِقُ
-
وَعَجِبتُ مِن أَرضٍ سَحابُ أَكُفِّهِم
-
-
- مِن فَوقِها وَصُخورُها لا تورِقُ
-
وَتَفوحُ مِن طيبِ الثَناءِ رَوائِحٌ
-
-
- لَهُمُ بِكُلِّ مَكانَةٍ تُستَنشَقُ
-
مِسكِيَّةُ النَفَحاتِ إِلّا أَنَّها
-
-
- وَحشِيَّةٌ بِسِواهُمُ لا تَعبَقُ
-
أَمُريدَ مِثلِ مُحَمَّدٍ في عَصرِنا
-
-
- لا تَبلُنا بِطِلابِ ما لا يُلحَقُ
-
لَم يَخلُقِ الرَحمَنُ مِثلَ مُحَمَّدٍ
-
-
- أَبَداً وَظَنّي أَنَّهُ لا يَخلُقُ
-
يا ذا الَّذي يَهَبُ الجَزيلَ وَعِندَهُ
-
-
- أَنّي عَلَيهِ بِأَخذِهِ أَتَصَدَّقُ
-
أَمطِر عَلَيَّ سَحابَ جودِكَ ثَرَّةً
-
-
- وَاِنظُر إِلَيَّ بِرَحمَةٍ لا أَغرَقُ
-
كَذَبَ اِبنُ فاعِلَةٍ يَقولُ بِجَهلِهِ
-
-
- ماتَ الكِرامُ وَأَنتَ حَيٌّ تُرزَقُ5
-
قصيدة: ليالي بعد الظاعنين شكول
لَيَاليّ بَعْدَ الظّاعِنِينَ شكول
-
-
- طِوالٌ وَلَيْلُ العاشِقينَ طَويلُ
-
يُبِنَّ ليَ البَدْرَ الذي لا أُريدُهُ
-
-
- وَيُخْفِينَ بَدْراً مَا إلَيْهِ سَبيلُ
-
وَمَا عِشْتُ مِنْ بَعدِ الأحِبّةِ سَلوَةً
-
-
- وَلَكِنّني للنّائِبَاتِ حَمُولُ
-
وَإنّ رَحِيلاً وَاحِداً حَالَ بَيْنَنَا
-
-
- وَفي المَوْتِ مِنْ بَعدِ الرّحيلِ رَحيلُ
-
إذا كانَ شَمُّ الرَّوحِ أدْنَى إلَيْكُمُ
-
-
- فَلا بَرِحَتْني رَوْضَةٌ وَقَبُولُ
-
وَمَا شَرَقي بالمَاءِ إلاّ تَذكّراً
-
-
- لمَاءٍ بهِ أهْلُ الحَبيبِ نُزُولُ
-
يُحَرّمُهُ لَمْعُ الأسنة فَوْقَهُ
-
-
- فَلَيْسَ لِظَمْآنٍ إلَيْهِ وُصُولُ
-
أما في النّجوم السّائراتِ وغَيرِهَا
-
-
- لِعَيْني عَلى ضَوْءِ الصّباحِ دَليلُ
-
ألمْ يَرَ هذا اللّيْلُ عَيْنَيْكِ رُؤيَتي
-
-
- فَتَظْهَرَ فيهِ رِقّةٌ وَنُحُولُ
-
لَقيتُ بدَرْبِ القُلّةِ الفَجْرَ لَقْيَةً
-
-
- شَفَتْ كَبِدي وَاللّيْلُ فِيهِ قَتيلُ
-
وَيَوْماً كأنّ الحُسْنَ فيهِ عَلامَةٌ
-
-
- بعَثْتِ بهَا والشّمسُ منكِ رَسُولُ
-
وَما قَبلَ سَيفِ الدّوْلَةِ اثّارَ عاشِقٌ
-
-
- ولا طُلِبَتْ عندَ الظّلامِ ذخول
-
وَلَكِنّهُ يَأتي بكُلّ غَريبَةٍ
-
-
- تَرُوقُ عَلى استِغْرابِها وَتَهُولُ
-
رَمَى الدّرْبَ بالجرد الجيادِ إلى العِدى
-
-
- وَما عَلِمُوا أنّ السّهامَ خيول
-
شَوَائِلَ تَشْوَالَ العَقَارِبِ بالقَنَا
-
-
- لهَا مَرَحٌ مِنْ تَحْتِهِ وَصَهيلُ
-
وَما هيَ إلاّ خَطْرَةٌ عَرَضَتْ لَهُ
-
-
- بحران لَبّتْهَا قناً وَنُصُولُ
-
هُمَامٌ إذا ما هَمّ أمضَى هُمُومَهُ
-
-
- بأرعن وَطْءُ المَوْتِ فيهِ ثَقيلُ
-
وَخَيْلٍ بَرَاهَا الرّكضُ في كلّ بلدةٍ
-
-
- إذا عَرّسَتْ فيها فلَيسَ تَقِيلُ
-
فَلَمّا تَجَلّى مِنْ دَلُوكٍ وَصَنْجةٍ
-
-
- عَلَتْ كلَّ طَوْدٍ رَايَةٌ وَرَعيلُ
-
على طُرُقٍ فيها على الطُّرْقِ رِفْعَةٌ
-
-
- وَفي ذِكرِها عِندَ الأنيسِ خُمُولُ
-
فَمَا شَعَرُوا حَتى رَأوْهَا مُغِيرَةً
-
-
- قِبَاحاً وَأمّا خَلْقُها فَجَميلُ
-
سَحَائِبُ يَمْطُرْنَ الحَديدَ علَيهِمِ
-
-
- فكُلُّ مَكانٍ بالسّيوفِ غَسيلُ
-
وَأمْسَى السّبَايَا يَنْتَحِبنَ بعِرْقَةٍ
-
-
- كأنّ جُيُوبَ الثّاكِلاتِ ذُيُولُ
-
وَعادَتْ فَظَنّوهَا بمَوْزَارَ قُفّلاً
-
-
- وَلَيسَ لهَا إلاّ الدّخولَ قُفُولُ
-
فَخاضَتْ نجيع القَوْمِ خَوْضاً كأنّهُ
-
-
- بكُلِّ نَجيعٍ لمْ تَخُضْهُ كَفيلُ
-
تُسايِرُها النّيرانُ في كلّ مَنزِلٍ
-
-
- بهِ القوْمُ صَرْعَى والدّيارُ طُلولُ
-
وَكَرّتْ فمَرّتْ في دِماءِ ملطية
-
-
- مَلَطْيَةُ أُمٌّ للبَنِينَ ثَكُولُ
-
وَأضْعَفْنَ ما كُلّفْنَهُ مِنْ قباب
-
-
- فأضْحَى كأنّ الماءَ فيهِ عَليلُ
-
وَرُعْنَ بِنَا قَلْبَ الفُراتِ كأنّمَا
-
-
- تَخِرُّ عَلَيْهِ بالرّجالِ سُيُولُ
-
يُطارِدُ فيهِ مَوْجَهُ كُلُّ سابحٍ
-
-
- سَواءٌ عَلَيْهِ غَمْرَةٌ ومسيل
-
تَراهُ كأنّ المَاءَ مَرّ بجِسْمِهِ
-
-
- وَأقْبَلَ رَأسٌ وَحْدَهُ وتليل
-
وَفي بَطْنِ هِنريطٍ وَسِمْنينَ للظُّبَى
-
-
- وَصُمِّ القَنَا مِمّنْ أبَدْنَ بَدِيلُ
-
طَلَعْنَ عَلَيْهِمْ طَلْعَةً يَعْرِفُونَها
-
-
- لهَا غُرَرٌ مَا تَنْقَضِي وَحُجُولُ
-
تَمَلُّ الحُصُونُ الشُّمُّ طُولَ نِزالِنَا
-
-
- فَتُلْقي إلَيْنَا أهْلَهَا وَتَزُولُ
-
وَبِتْنَ بحصْنِ الرّانِ رَزْحَى منَ الوَجى
-
-
- وَكُلُّ عَزيزٍ للأمِيرِ ذَلِيلُ
-
وَفي كُلِّ نَفْسٍ ما خَلاهُ مَلالَةٌ
-
-
- وَفي كُلِّ سَيفٍ ما خَلاهُ فُلُولُ
-
وَدُونَ سُمَيْساطَ المَطامِيرُ وَالمَلا
-
-
- وَأوْدِيَةٌ مَجْهُولَةٌ وَهُجُولُ
-
لَبِسْنَ الدّجَى فيها إلى أرْضِ مرْعَشٍ
-
-
- وَللرّومِ خَطْبٌ في البِلادِ جَليلُ
-
فَلَمّا رَأوْهُ وَحْدَهُ قَبْلَ جَيْشِهِ
-
-
- دَرَوْا أنّ كلَّ العالَمِينَ فُضُولُ
-
وَأنّ رِمَاحَ الخَطّ عَنْهُ قَصِيرَةٌ
-
-
- وَأنّ حَديدَ الهِنْدِ عَنهُ كَليلُ
-
فأوْرَدَهُمْ صَدْرَ الحِصانِ وَسَيْفَهُ
-
-
- فَتًى بأسُهُ مِثْلُ العَطاءِ جَزيلُ
-
جَوَادٌ عَلى العِلاّتِ بالمالِ كُلّهِ
-
-
- وَلَكِنّهُ بالدّارِعِينَ بَخيلُ
-
فَوَدّعَ قَتْلاهُمْ وَشَيّعَ فَلَّهُمْ
-
-
- بضَرْبٍ حُزُونُ البَيضِ فيهِ سُهولُ
-
على قَلْبِ قُسْطَنْطينَ مِنْهُ تَعَجّبٌ
-
-
- وَإنْ كانَ في ساقَيْهِ مِنْهُ كُبُولُ
-
لَعَلّكَ يَوْماً يا دُمُسْتُقُ عَائِدٌ
-
-
- فَكَمْ هارِبٍ مِمّا إلَيْهِ يَؤولُ
-
نَجَوْتَ بإحْدَى مُهْجَتَيْكَ جرِيحةً
-
-
- وَخَلّفتَ إحدى مُهجَتَيكَ تَسيلُ
-
أتُسْلِمُ للخَطّيّةِ ابنَكَ هَارِباً
-
-
- وَيَسْكُنَ في الدّنْيا إلَيكَ خَليلُ
-
بوَجْهِكَ ما أنْساكَهُ مِنْ مُرِشّةٍ
-
-
- نَصِيرُكَ منها رَنّةٌ وَعَوِيلُ
-
أغَرّكُمُ طولُ الجُيوشِ وَعَرْضُهَا
-
-
- عَليٌّ شَرُوبٌ للجُيُوشِ أكُولُ
-
إذا لم تَكُنْ للّيْثِ إلاّ فَريسَةً
-
-
- غَذاهُ وَلم يَنْفَعْكَ أنّكَ فِيلُ
-
إذا الطّعْنُ لم تُدْخِلْكَ فيهِ شَجاعةٌ
-
-
- هيَ الطّعنُ لم يُدخِلْكَ فيهِ عَذولُ
-
وَإنْ تَكُنِ الأيّامُ أبْصَرْنَ صَوْلَهُ
-
-
- فَقَدْ عَلّمَ الأيّامَ كَيفَ تَصُولُ
-
فَدَتْكَ مُلُوكٌ لم تُسَمَّ مَوَاضِياً
-
-
- فإنّكَ ماضِي الشّفْرَتَينِ صَقيلُ
-
إذا كانَ بَعضُ النّاسِ سَيفاً لدَوْلَةٍ
-
-
- فَفي النّاسِ بُوقاتٌ لهَا وطُبُولُ
-
أنَا السّابِقُ الهادي إلى ما أقُولُهُ
-
-
- إذِ القَوْلُ قَبْلَ القائِلِينَ مَقُولُ
-
وَما لكَلامِ النّاسِ فيمَا يُريبُني
-
-
- أُصُولٌ ولا للقائِليهِ أُصُولُ
-
أُعَادَى على ما يُوجبُ الحُبَّ للفَتى
-
-
- وَأهْدَأُ وَالأفكارُ فيّ تَجُولُ
-
سِوَى وَجَعِ الحُسّادِ داوِ فإنّهُ
-
-
- إذا حلّ في قَلْبٍ فَلَيسَ يحُولُ
-
وَلا تَطْمَعَنْ من حاسِدٍ في مَوَدّةٍ
-
-
- وَإنْ كُنْتَ تُبْديهَا لَهُ وَتُنيلُ
-
وَإنّا لَنَلْقَى الحادِثاتِ بأنْفُسٍ
-
-
- كَثيرُ الرّزايا عندَهنّ قَليلُ
-
يَهُونُ عَلَيْنَا أنْ تُصابَ جُسُومُنَا
-
-
- وَتَسْلَمَ أعْراضٌ لَنَا وَعُقُولُ
-
فَتيهاً وَفَخْراً تَغْلِبَ ابْنَةَ وَائِلٍ
-
-
- فَأنْتِ لخَيرِ الفاخِرِينَ قَبيلُ
-
يَغُمُّ عَلِيّاً أنْ يَمُوتَ عَدُوُّهُ
-
-
- إذا لم تَغُلْهُ بالأسنة غُولُ
-
شَريكُ المَنَايَا وَالنّفُوسُ غَنيمَةٌ
-
-
- فَكُلُّ مَمَاتٍ لم يُمِتْهُ غُلُولُ
-
فإنْ تَكُنِ الدّوْلاتُ قِسْماً فإنّهَا
-
-
- لِمَنْ وَرَدَ المَوْتَ الزّؤامَ تَدُولُ
-
لِمَنْ هَوّنَ الدّنْيا على النّفسِ ساعَةً
-
-
- وَللبِيضِ في هامِ الكُماةِ صَليلُ6
-
قصيدة: عيد بأية حال عدت يا عيد
عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
-
-
- بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
-
أَمّا الأَحِبَّةُ فالبيداء دونَهُمُ
-
-
- فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ
-
لَولا العُلى لَم تَجُب بي ما أَجوبُ بِها
-
-
- وَجناءُ حَرفٌ وَلا جَرداءُ قَيدودُ
-
وَكانَ أَطيَبَ مِن سَيفي مُضاجَعَةً
-
-
- أَشباهُ رَونَقِهِ الغيد الأماليد
-
لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي
-
-
- شَيْئاً تُتَيِّمُهُ عَينٌ وَلا جيدُ
-
يا ساقِيَيَّ أَخَمرٌ في كُؤوسِكُما
-
-
- أَم في كُؤوسِكُما هَمٌّ وتسهد
-
أَصَخرَةٌ أَنا مالي لا تُحَرِّكُني
-
-
- هَذي المُدامُ وَلا هَذي الأَغاريدُ
-
إِذا أَرَدتُ كُمَيتَ اللَونِ صافِيَةً
-
-
- وَجَدتُها وَحَبيبُ النَفسِ مَفقودُ
-
ماذا لَقيتُ مِنَ الدُنيا وَأَعجَبُهُ
-
-
- أَنّي بِما أَنا باكٍ مِنهُ مَحسودُ
-
أَمسَيتُ أَروَحَ مُثرٍ خازِناً وَيَداً
-
-
- أَنا الغَنِيُّ وَأَموالي المَواعيدُ
-
إِنّي نَزَلتُ بِكَذّابينَ ضَيفُهُمُ
-
-
- عَنِ القرى وَعَنِ التَرحالِ مَحدودُ
-
جودُ الرِجالِ مِنَ الأَيدي وَجودُهُمُ
-
-
- مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ
-
ما يَقبِضُ المَوتُ نَفساً مِن نُفوسِهِمُ
-
-
- إِلّا وَفي يَدِهِ مِن نَتنِها عودُ
-
مِن كُلِّ رِخوِ وِكاءِ البَطنِ مُنفَتِقٍ
-
-
- لا في الرِحالِ وَلا النِسوانِ مَعدودُ
-
أَكُلَّما اِغتالَ عَبدُ السوءِ سَيِّدَهُ
-
-
- أَو خانَهُ فله في مِصرَ تَمهيدُ
-
صارَ الخَصِيُّ إِمامَ الآبِقينَ بِها
-
-
- فَالحُرُّ مُستَعبَدٌ وَالعَبدُ مَعبودُ
-
نامَت نَواطيرُ مِصرٍ عَن ثَعالِبِها
-
-
- فَقَد بَشِمنَ وَما تَفنى العَناقيدُ
-
العَبدُ لَيسَ لِحُرٍّ صالِحٍ بِأَخٍ
-
-
- لَو أَنَّهُ في ثِيابِ الحُرِّ مَولودُ
-
لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ
-
-
- إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ
-
ما كُنتُ أَحسَبُني أَحيا إِلى زَمَنٍ
-
-
- يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ
-
وَلا تَوَهَّمتُ أَنَّ الناسَ قَد فُقِدوا
-
-
- وَأَنَّ مِثلَ أَبي البَيضاءِ مَوجودُ
-
وَأَنَّ ذا الأَسوَدَ المَثقوبَ مِشفَرُهُ
-
-
- تُطيعُهُ ذي العَضاريطُ الرَعاديدُ
-
جَوعانُ يَأكُلُ مِن زادي وَيُمسِكُني
-
-
- لِكَي يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقصودُ
-
إِنَّ اِمرَءً أَمَةٌ حُبلى تُدَبِّرُهُ
-
-
- لَمُستَضامٌ سَخينُ العَينِ مَفؤودُ
-
وَيلُمِّها خُطَّةً وَيلُمِّ قابِلِها
-
-
- لِمِثلِها خُلِقَ المَهرِيَّةُ القودُ
-
وَعِندَها لَذَّ طَعمَ المَوتِ شارِبُهُ
-
-
- إِنَّ المَنِيَّةَ عِندَ الذُلِّ قِنديدُ
-
مَن عَلَّمَ الأَسوَدَ المَخصِيَّ مَكرُمَةً
-
-
- أَقَومُهُ البيضُ أَم آبائُهُ الصيدُ
-
أَم أُذنُهُ في يَدِ النَخّاسِ دامِيَةً
-
-
- أَم قَدرُهُ وَهوَ بِالفَلسَينِ مَردودُ
-
أَولى اللِئامِ كُوَيفيرٌ بِمَعذِرَةٍ
-
-
- في كُلِّ لُؤمٍ وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ
-
وَذاكَ أَنَّ الفُحولَ البيضَ عاجِزَةٌ
-
-
- عَنِ الجَميلِ فَكَيفَ الخِصيَةُ السودُ7
-
قصيدة: لا خيل عندك تهديها ولا مال
لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ
-
-
- فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ
-
وَاِجزِ الأَميرَ الَّذي نُعماهُ فاجِئَةٌ
-
-
- بِغَيرِ قَولِ وَنُعمى الناسِ أَقوالُ
-
فَرُبَّما جَزِيَ الإِحسانَ مولِيَهُ
-
-
- خَريدَةٌ مِن عَذارى الحَيِّ مِكسالُ
-
وَإِن تَكُن مُحكَماتُ الشُكلِ تَمنَعُني
-
-
- ظُهورَ جَريٍ فَلي فيهِنَّ تَصهالُ
-
وَما شَكَرتُ لِأَنَّ المالَ فَرَّحَني
-
-
- سِيّانَ عِندِيَ إِكثارٌ وَإِقلالُ
-
لَكِن رَأَيتُ قَبيحاً أَن يُجادَلَنا
-
-
- وَأَنَّنا بِقَضاءِ الحَقِّ بُخّالُ
-
فَكُنتُ مَنبِتَ رَوضِ الحُزنِ باكَرَهُ
-
-
- غَيثٌ بِغَيرِ سِباخِ الأَرضِ هَطّالُ
-
غَيثٌ يُبَيِّنُ لِلنُظّارِ مَوقِعُهُ
-
-
- أَنَّ الغُيوثَ بِما تَأتيهِ جُهّالُ
-
لا يُدرِكُ المَجدَ إِلّا سَيِّدٌ فَطِنٌ
-
-
- لِما يَشُقُّ عَلى الساداتِ فَعّالُ
-
لا وارِثٌ جَهِلَت يُمناهُ ما وَهَبَت
-
-
- وَلا كَسوبٌ بِغَيرِ السَيفِ سَئالُ
-
قالَ الزَمانُ لَهُ قَولاً فَأَفهَمَهُ
-
-
- إِنَّ الزَمانَ عَلى الإِمساكِ عَذّالُ
-
تَدري القَناةُ إِذا اِهتَزَّت بِراحَتِهِ
-
-
- أَنَّ الشَقِيَّ بِها خَيلٌ وَأَبطالُ
-
كَفاتِكٍ وَدُخولُ الكافِ مَنقَصَةٌ
-
-
- كَالشَمسِ قُلتُ وَما لِلشَمسِ أَمثالُ
-
القائِدِ الأُسدَ غَذَّتها بَراثِنُهُ
-
-
- بِمِثلِها مِن عِداهُ وَهيَ أَشبالُ
-
القاتِلِ السَيفَ في جِسمِ القَتيلِ بِهِ
-
-
- وَلِلسُيوفِ كَما لِلناسِ آجالُ
-
تُغيرُ عَنهُ عَلى الغاراتِ هَيبَتُهُ
-
-
- وَمالُهُ بِأَقاصي الأَرضِ أَهمالُ
-
لَهُ مِنَ الوَحشِ ما اِختارَت أَسِنَّتُهُ
-
-
- عَيرٌ وَهَيقٌ وَخَنساءٌ وَذَيّالُ
-
تُمسي الضُيوفُ مُشَهّاةً بِعَقوَتِهِ
-
-
- كَأَنَّ أَوقاتَها في الطيبِ آصالُ
-
لَوِ اِشتَهَت لَحمَ قاريها لَبادَرَها
-
-
- خَرادِلٌ مِنهُ في الشيزى وَأَوصالُ
-
لا يَعرِفُ الرُزءَ في مالٍ وَلا وَلَدٍ
-
-
- إِلّا إِذا حَفَزَ الأَضيافَ تَرحالُ
-
يُروي صَدى الأَرضِ مِن فَضلاتِ ما شَرِبوا
-
-
- مَحضُ اللِقاحِ وَصافي اللَونِ سَلسالُ
-
تَقري صَوارِمُهُ الساعاتِ عَبطَ دَمٍ
-
-
- كَأَنَّما الساعُ نُزّالٌ وَقُفّالُ
-
تَجري النُفوسُ حَوالَيهِ مُخَلَّطَةً
-
-
- مِنها عُداةٌ وَأَغنامٌ وَآبالُ
-
لا يَحرِمُ البُعدُ أَهلَ البُعدِ نائِلَهُ
-
-
- وَغَيرُ عاجِزَةٍ عَنهُ الأُطَيفالُ
-
أَمضى الفَريقَينِ في أَقرانِهِ ظُبَةً
-
-
- وَالبيضُ هادِيَةً وَالسُمرُ ضُلّالُ
-
يُريكَ مَخبَرُهُ أَضعافَ مَنظَرِهِ
-
-
- بَينَ الرِجالِ وَفيها الماءُ وَالآلُ
-
وَقَد يُلَقِّبُهُ المَجنونَ حاسِدُهُ
-
-
- إِذا اِختَلَطنَ وَبَعضُ العَقلِ عُقّالُ
-
يَرمي بِها الجَيشَ لا بُدٌّ لَهُ وَلَها
-
-
- مِن شَقِّهِ وَلَوَ أَنَّ الجَيشَ أَجبالُ
-
إِذا العِدى نَشِبَت فيهِم مَخالِبُهُ
-
-
- لَم يَجتَمِع لَهُمُ حِلمٌ وَرِئبالُ
-
يَروعُهُم مِنهُ دَهرٌ صَرفُهُ أَبَداً
-
-
- مُجاهِرٌ وَصُروفُ الدَهرِ تَغتالُ
-
أَنالَهُ الشَرَفَ الأَعلى تَقَدُّمُهُ
-
-
- فَما الَّذي بِتَوَقّي ما أَتى نالوا
-
إِذا المُلوكُ تَحَلَّت كانَ حِليَتَهُ
-
-
- مُهَنَّدٌ وَأَضَمُّ الكَعبِ عَسّالُ
-
أَبو شُجاعٍ أَبو الشُجعانِ قاطِبَةً
-
-
- هَولٌ نَمَتهُ مِنَ الهَيجاءِ أَهوالُ
-
تَمَلَّكَ الحَمدَ حَتّى ما لِمُفتَخِرٍ
-
-
- في الحَمدِ حاءٌ وَلا ميمٌ وَلا دالُ
-
عَلَيهِ مِنهُ سَرابيلٌ مُضاعَفَةٌ
-
-
- وَقَد كَفاهُ مِنَ الماذِيِّ سِربالُ
-
وَكَيفَ أَستُرُ ما أولَيتَ مِن حَسَنٍ
-
-
- وَقَد غَمَرتَ نَوالاً أَيُّها النالُ
-
لَطَّفتَ رَأيَكَ في بِرّي وَتَكرِمَتي
-
-
- إِنَّ الكَريمَ عَلى العَلياءِ يَحتالُ
-
حَتّى غَدَوتَ وَلِلأَخبارِ تَجوالُ
-
-
- وَلِلكَواكِبِ في كَفَّيكَ آمالُ
-
وَقَد أَطالَ ثَنائي طولُ لابِسِهِ
-
-
- إِنَّ الثَناءَ عَلى التِنبالِ تِنبالُ
-
إِن كُنتَ تَكبُرُ أَن تَختالَ في بَشَرٍ
-
-
- فَإِنَّ قَدرَكَ في الأَقدارِ يَختالُ
-
كَأَنَّ نَفسَكَ لا تَرضاكَ صاحِبَها
-
-
- إِلّا وَأَنتَ عَلى المِفضالِ مِفضالُ
-
وَلا تَعُدُّكَ صَوّاناً لِمُهجَتِها
-
-
- إِلّا وَأَنتَ لَها في الرَوعِ بَذّالُ
-
لَولا المَشَقَّةُ سادَ الناسُ كُلُّهُمُ
-
-
- الجودُ يُفقِرُ وَالإِقدامُ قَتّالُ
-
وَإِنَّما يَبلُغُ الإِنسانُ طاقَتُهُ
-
-
- ما كُلُّ ماشِيَةٍ بِالرَحلِ شِملالُ
-
إِنّا لَفي زَمَنٍ تَركُ القَبيحِ بِهِ
-
-
- مِن أَكثَرِ الناسِ إِحسانٌ وَإِجمالُ
-
ذِكرُ الفَتى عُمرُهُ الثاني وَحاجَتُهُ
-
-
- ما قاتَهُ وَفُضولُ العَيشِ أَشغالُ8
-
قصيدة: أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل
أَجابَ دَمعي وَما الداعي سِوى طَلَلِ
-
-
- دَعا فَلَبّاهُ قَبلَ الرَكبِ وَالإِبِلِ
-
ظَلِلتُ بَينَ أُصَيحابي أُكَفكِفُهُ
-
-
- وَظَلَّ يَسفَحُ بَينَ العُذرِ وَالعَذَلِ
-
أَشكو النَوى وَلَهُم مِن عَبرَتي عَجَبٌ
-
-
- كَذاكَ كُنتُ وَما أَشكو سِوى الكَلَلِ
-
وَما صبابة مُشتاقٍ عَلى أَمَلٍ
-
-
- مِنَ اللِقاءِ كَمُشتاقٍ بِلا أَمَلِ
-
مَتى تَزُر قَومَ مَن تَهوى زِيارَتَها
-
-
- لا يُتحِفوكَ بِغَيرِ البيض وَالأَسَلِ
-
وَالهَجرُ أَقتَلُ لي مِمّا أُراقِبُهُ
-
-
- أَنا الغَريقُ فَما خَوفي مِنَ البَلَلِ
-
ما بالُ كُلِّ فُؤادٍ في عَشيرَتِها
-
-
- بِهِ الَّذي بي وَما بي غَيرُ مُنتَقِلِ
-
مُطاعَةُ اللَحظِ في الأَلحاظِ مالِكَةٌ
-
-
- لِمُقلَتَيها عَظيمُ المُلكِ في المُقَلِ
-
تَشَبَّهُ الخَفِراتُ الآنِساتُ بِها
-
-
- في مَشيِها فينلن الحُسنَ بِالحِيَلِ
-
قَد ذُقتُ شِدَّةَ أَيّامي وَلَذَّتَها
-
-
- فَما حَصَلتُ عَلى صابٍ وَلا عَسَلِ
-
وَقَد أَراني الشَبابُ الروحَ في بَدَني
-
-
- وَقَد أَراني المَشيبُ الروحَ في بَدَلي
-
وَقَد طَرَقتُ فَتاةَ الحَيِّ مُرتَدِياً
-
-
- بِصاحِبٍ غَيرِ عِزهاةٍ وَلا غَزِلٍ
-
فَباتَ بَينَ تَراقينا نُدَفِّعُهُ
-
-
- وَلَيسَ يَعلَمُ بِالشَكوى وَلا القُبَلِ
-
ثُمَّ اِغتَدى وَبِهِ مِن رَدعِها أَثَرٌ
-
-
- عَلى ذُؤابَتِهِ وَالجَفنِ وَالخِلَلِ
-
لا أَكسِبُ الذِكرَ إِلّا مِن مَضارِبِهِ
-
-
- أَو مِن سِنانٍ أَصَمِّ الكَعبِ مُعتَدِلِ
-
جادَ الأَميرُ بِهِ لي في مَواهِبِهِ
-
-
- فَزانَها وَكَساني الدِرعَ في الحُلَلِ
-
وَمِن عَلِيِّ بنِ عَبدِ اللَهِ مَعرِفَتي
-
-
- بِحَملِهِ مَن كَعَبدِ اللَهِ أَو كَعَلي
-
مُعطي الكَواعِبِ وَالجُردِ السَلاهِبِ وَال
-
-
- بيضِ القَواضِبِ وَالعَسّالَةِ الذَبُلِ
-
ضاقَ الزَمانُ وَوَجهُ الأَرضِ عَن مَلِكٍ
-
-
- مِلءِ الزَمانِ وَمِلءِ السَهلِ وَالجَبَلِ
-
فَنَحنُ في جَذَلٍ وَالرومُ في وَجَلٍ
-
-
- وَالبَرُّ في شُغُلٍ وَالبَحرُ في خَجَلِ
-
مِن تَغلِبَ الغالِبينَ الناسَ مَنصِبُهُ
-
-
- وَمِن عَدِيٍّ أَعادي الجُبنِ وَالبَخَلِ
-
وَالمَدحُ لِاِبنِ أَبي الهَيجاءِ تُنجِدُهُ
-
-
- بِالجاهِلِيَّةِ عَينُ العِيِّ وَالخَطَلِ
-
لَيتَ المَدائِحَ تَستَوفي مَناقِبَهُ
-
-
- فَما كُلَيبٌ وَأَهلُ الأَعصُرِ الأُوَلِ
-
خُذ ما تَراهُ وَدَع شَيئاً سَمِعتَ بِهِ
-
-
- في طَلعَةِ الشَمسِ ما يُغنيكَ عَن زُحَلِ
-
وَقَد وَجَدتَ مَجالَ القَولِ ذا سَعَةٍ
-
-
- فَإِن وَجَدتَ لِساناً قائِلاً فَقُلِ
-
إِنَّ الهُمامَ الَّذي فَخرُ الأَنامِ بِهِ
-
-
- خَيرُ السُيوفِ بِكَفَّي خَيرَةِ الدُوَلِ
-
تُمسي الأَمانِيُّ صَرعى دونَ مَبلَغِهِ
-
-
- فَما يَقولُ لِشَيءٍ لَيتَ ذَلِكَ لي
-
أُنظُر إِذا اِجتَمَعَ السَيفانِ في رَهَجٍ
-
-
- إِلى اِختِلافِهِما في الخَلقِ وَالعَمَلِ
-
هَذا المُعَدُّ لِرَيبِ الدَهرِ مُنصَلِتاً
-
-
- أَعَدَّ هَذا لِرَأسِ الفارِسِ البَطَلِ
-
فَالعُربُ مِنهُ مَعَ الكُدرِيِّ طائِرَةٌ
-
-
- وَالرومُ طائِرَةٌ مِنهُ مَعَ الحَجَلِ
-
وَما الفِرارُ إِلى الأَجبالِ مِن أَسَدٍ
-
-
- تَمشي النَعامُ بِهِ في مَعقِلِ الوَعَلِ
-
جازَ الدُروبَ إِلى ما خَلفَ خَرشَنَةٍ
-
-
- وَزالَ عَنها وَذاكَ الرَوعُ لَم يَزُلِ
-
فَكُلَّما حَلَمَت عَذراءُ عِندَهُمُ
-
-
- فَإِنَّما حَلَمَت بِالسَبيِ وَالجَمَلِ
-
إِن كُنتَ تَرضى بِأَن يُعطو الجِزى بَذَلوا
-
-
- مِنها رِضاكَ وَمَن لِلعورِ بِالحَوَلِ
-
نادَيتُ مَجدَكَ في شِعري وَقَد صَدَرا
-
-
- يا غَيرَ مُنتَحِلٍ في غَيرِ مُنتَحِلِ
-
بِالشَرقِ وَالغَربِ أَقوامٌ نُحِبُّهُمُ
-
-
- فَطالِعاهُم وَكونا أَبلَغَ الرُسُلِ
-
وَعَرِّفاهُم بِأَنّي في مَكارِمِهِ
-
-
- أُقَلِّبُ الطَرفَ بَينَ الخَيلِ وَالخَوَلِ
-
يا أَيُّها المُحسِنُ المَشكورُ مِن جِهَتي
-
-
- وَالشُكرُ مِن قِبَلِ الإِحسانِ لا قِبَلي
-
ما كانَ نَومِيَ إِلّا فَوقَ مَعرِفَتي
-
-
- بِأَنَّ رَأيَكَ لا يُؤتى مِنَ الزَلَلِ
-
أَقِل أَنِل أَقطِعِ اِحمِل عَلِّ سَلِّ أَعِد
-
-
- زِد هَشَّ بَشَّ تَفَضَّل أَدنِ سُرَّ صِلِ
-
لَعَلَّ عَتبَكَ مَحمودٌ عَواقِبُهُ
-
-
- فَرُبَّما صَحَّتِ الأَجسامُ بِالعِلَلِ
-
وَما سَمِعتُ وَلا غَيري بِمُقتَدِرٍ
-
-
- أَذَبَّ مِنكَ لِزورِ القَولِ عَن رَجُلِ
-
لِأَنَّ حِلمَكَ حِلمٌ لا تَكَلَّفُهُ
-
-
- لَيسَ التَكَحُّلُ في العَينَينِ كَالكَحَلِ
-
وَما ثَناكَ كَلامُ الناسِ عَن كَرَمٍ
-
-
- وَمَن يَسُدُّ طَريقَ العارِضِ الهَطِلِ
-
أَنتَ الجَوادُ بِلا مَنٍّ وَلا كَدَرٍ
-
-
- وَلا مِطالٍ وَلا وَعدٍ وَلا مَذَلِ
-
أَنتَ الشُجاعُ إِذا ما لَم يَطَأ فَرَسٌ
-
-
- غَيرَ السَنَوَّرِ وَالأَشلاءِ وَالقُلَلِ
-
وَرَدَّ بَعضُ القَنا بَعضاً مُقارَعَةً
-
-
- كَأَنَّهُ مِن نُفوسِ القَومِ في جَدَلِ
-
لا زِلتَ تَضرِبُ مَن عاداكَ عَن عُرُضٍ
-
-
- بِعاجِلِ النَصرِ في مُستَأخِرِ الأَجَلِ9
-
قصيدة: واحر قلباه ممن قلبه شبم
واحرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ
-
-
- وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
-
مالي أكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي
-
-
- وتَدَّعي حبَّ سيفِ الدَولَةِ الأمَمُ
-
إن كانَ يَجمَعُنا حبٌّ لِغُرَّتِهِ
-
-
- فليتَ أنَّا بِقَدْرِ الحبِّ نَقتسِمُ
-
قَد زُرتُهُ وسيوفُ الهندِ مُغمَدَةٌ
-
-
- وقد نظرتُ إليه والسُيوفُ دَمُ
-
فَكانَ أحْسنَ خَلق الله كلِّهِمُ
-
-
- وكانَ أحسنَ مافي الأحسَنِ الشِّيَمُ
-
فوتُ العدوِّ الذي يَمَّمْتُه ظفر
-
-
- في طيّه أسَفٌ في طيّه نِعَمُ
-
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ واصْطنَعَتْ
-
-
- لكَ المهابةُ ما لا تَصنعُ البُهَمُ
-
ألزَمتَ نفسَكَ شيئاً ليس يَلْزَمُها
-
-
- أن لا يوارِيَهمْ أَرضٌ ولا عَلمُ
-
أكُلَّما رُمتَ جيشاً فانْثَنى هَرَباً
-
-
- تَصرَّفَت بكَ في آثارِه الهِمَمُ
-
عليكَ هَزمُهُمُ في كلِّ مُعتركٍ
-
-
- وما عليكَ بِهِمْ عارٌ إذا انهزَموا
-
أما تَرى ظَفراً حُلْواً سِوى ظَفَر
-
-
- تَصافحَتْ فيه بيضُ الهِندِ واللمَمُ
-
يا أعدلَ الناسِ إلا في معامَلتي
-
-
- فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ
-
أعيذُها نظراتٍ منكَ صادقةً
-
-
- أن تَحْسبَ الشَّحمَ فيمَن شَحْمُهُ وَرَمُ
-
وما انتفاعُ أخي الدُّنيا بناظرِهِ
-
-
- إذا استَوَت عندَهُ الأنوارُ والظُّلَمُ
-
سيَعلَمُ الجمعُ ممَّن ضمَّ مَجلسُنا
-
-
- بأنَّني خيرُ مَن تسعى بهِ قَدَمُ
-
أنا الذي نظَر الأعمى إلى أدبي
-
-
- وأسْمعَت كلماتي مَن بهِ صَمَمُ
-
أنامُ مِلْءَ جُفُوني عن شوارِدِها
-
-
- ويَسْهَرُ الخلقُ جرَّاها وَيَختَصِمُ
-
وجاهلٍ مدَّه في جهلِهِ ضَحِكي
-
-
- حَتّى أتَتْه يدٌ فرَّاسةٌ وفَمُ
-
إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً
-
-
- فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ
-
وَمُهجةٍ مُهجتي مِن هَمّ صاحبها
-
-
- أدركْتُها بجَوادٍ ظهرهُ حرم
-
رِجلاه في الرَّكضِ رجلٌ واليدانِ يدٌ
-
-
- وفعلُه ما تريدُ الكفُّ وَالقَدَمُ
-
ومرهف سِرتُ بين الجَحْفَلينِ بهِ
-
-
- حتى ضَربتُ وموجُ الموتِ يَلتَطِمُ
-
الخيلُ والليلُ والبيداءُ تَعْرِفُني
-
-
- والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقَلمُ
-
صَحِبتُ في الفلواتِ الوحشَ مُنفرِداً
-
-
- حتى تعجَّبَ مني القُورُ والأكَمُ
-
يا مَن يَعِزُّ علينا أن نُفارقهم
-
-
- وِجْدانُنا كل شيءٍ بعْدَكُم عَدَمُ
-
ما كان أخلقنا منكم بتَكرمَةٍ
-
-
- لو أنَّ أمرَكُمُ مِن أمرِنا أمَمُ
-
إن كانَ سرَّكمُ ما قال حاسدُنا
-
-
- فما لجُرح إذا أرضاكُمُ ألَمُ
-
وبيننا لَو رعيتُم ذاك مَعرفةٌ
-
-
- إن المعارِفَ في أهلِ النُّهى ذِمَمُ
-
كَم تَطلُبونَ لنا عيباً فَيُعجِزُكُم
-
-
- وَيَكرَهُ اللهُ ما تأتونَ والكَرَمُ
-
ما أبعدَ العيبَ وَالنقصانَ عن شَرَفي
-
-
- أنا الثُّريا وذانِ الشيبُ والهَرَمُ
-
ليتَ الغمامَ الذي عندي صواعقُهُ
-
-
- يُزيلُهُنَّ إِلى مَن عندَهُ الدِّيَمُ
-
أرى النَّوى يَقتضيني كلَّ مرحلَةٍ
-
-
- لا تَستقلُّ بِها الوَخّادَةُ الرُّسُمُ
-
لئنْ تَرَكْنَ ضميراً عن ميامِنِنا
-
-
- ليَحْدُثَنَّ لِمَنْ وَدَّعتُهم نَدَمُ
-
إذا ترحَّلتَ عن قومٍ وقد قدَروا
-
-
- ألا تُفارِقهُمْ فالرَّاحلونَ هُمُ
-
شرُّ البلادِ مكانٌ لا صديقَ بهِ
-
-
- وشرُّ ما يَكسِبُ الإنسانُ ما يَصِمُ
-
وشرُّ ما قنَّصَتْه راحتي قَنَصٌ
-
-
- شُهْبُ البُزاةِ سواءٌ فيه والرَّخَمُ
-
بأي لفظٍ تَقولُ الشعرَ زِعْنِفَةٌ
-
-
- تَجوزُ عندَك لا عُرْبٌ ولا عجم
-
هذا عتابُكَ إلّا أنَّهُ مِقة
-
-
- قد ضُمِّنَ الدُرَّ إلّا أنَّهُ كلم10
-
المراجع
- “وشامخ من الجبال أقود”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/8/2022.
- “نسيت وما أنسى عتابا على الصد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/8/2022.
- “أطاعن خيلا من فوارسها الدهر”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/8/2022.
- “أظبية الوحش لولا ظبية الأنس”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/8/2022.
- “أرق على أرق ومثلي يأرق”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/8/2022.
- “ليالي بعد الظاعنين شكول”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/8/2022.
- “عيد بأية حال عدت يا عيد”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/8/2022.
- “لا خيل عندك تهديها ولا مال”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/8/2022.
- “أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/8/2022.
- “واحر قلباه ممن قلبه شبم”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/8/2022.