المحسنات البديعية في معلقة عنترة
يضجُّ الشعر العربي بالمحسنات البديعية، وقد يكثر في عصر دون آخر بحسب الطبيعة التي يكون عليها أهل ذلك العصر، ومن المحسنات البديعية في معلقة عنترة بن شداد ما يأتي:
التصريع
هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ
-
-
- أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ
-
متردَّم، توهّم: تصريع، فقد اتفق الحرف الأخير في نهاية الكلمة الأخيرة في الشطر الأول مع الحرف الأخير في الكلمة الأخير في الشطر الثاني.
الجناس
- يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي
-
-
- وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي
-
تكلَّمي، اسلمي جناس ناقص، فقد اتفقت الكلمتان في بعض الحروف.
السجع
- يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي
-
-
- وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي
-
فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها
فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ
وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا
بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ
حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ
أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ
- اسلمي، المتلوّم، المتثلّم، الهيثم
سجع، فقد اتفقت الكلمات الأخيرة في الأبيات في الحرف الأخير.
الترادف
حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ
-
-
- أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ
-
- أقوى وأقفر
هنا ترادف، فالكلمتان لهما المعنى نفسه.
المقابلة
تُمسي وَتُصبِحُ فَوقَ ظَهرِ حَشِيَّةٍ
-
-
- وَأَبيتُ فَوقَ سَراةِ أَدهَمَ مُلجَمِ
-
- تمسي وتصبح وأبيتُ
هنا مقابلة بين حياة عبلة وبين حياته هو، وكذلك فيها طباق بين “تصبح وأبيت”.
معلقة عنترة
يقول عنترة في معلقته:1
هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ
-
-
- أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ
-
يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي
-
-
- وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي
-
فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها
-
-
- فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ
-
وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا
-
-
- بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ
-
حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ
-
-
- أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ
-
حَلَّت بِأَرضِ الزائِرينَ فَأَصبَحَت
-
-
- عَسِراً عَلَيَّ طِلابُكِ اِبنَةَ مَخرَمِ
-
عُلِّقتُها عَرَضاً وَأَقتُلُ قَومَها
-
-
- زَعماً لَعَمرُ أَبيكَ لَيسَ بِمَزعَمِ
-
وَلَقَد نَزَلتِ فَلا تَظُنّي غَيرَهُ
-
-
- مِنّي بِمَنزِلَةِ المُحَبِّ المُكرَمِ
-
كَيفَ المَزارُ وَقَد تَرَبَّعَ أَهلُها
-
-
- بِعُنَيزَتَينِ وَأَهلُنا بِالغَيلَمِ
-
إِن كُنتِ أَزمَعتِ الفِراقَ فَإِنَّماْ
-
-
- زُمَّت رِكابُكُمُ بِلَيلٍ مُظلِمِ
-
ما راعَني إِلّا حَمولَةُ أَهلِها
-
-
- وَسطَ الدِيارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمخِمِ
-
فيها اِثنَتانِ وَأَربَعونَ حَلوبَةً
-
-
- سوداً كَخافِيَةِ الغُرابِ الأَسحَمِ
-
إِذ تَستَبيكَ بِذي غُروبٍ واضِحٍ
-
-
- عَذبٍ مُقَبَّلُهُ لَذيذِ المَطعَمِ
-
وَكَأَنَّ فارَةَ تاجِرٍ بِقَسيمَةٍ
-
-
- سَبَقَت عَوارِضَها إِلَيكَ مِنَ الفَمِ
-
أَو رَوضَةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبتَها
-
-
- غَيثٌ قَليلُ الدِمنِ لَيسَ بِمَعلَمِ
-
جادَت عَليهِ كُلُّ بِكرٍ حُرَّةٍ
-
-
- فَتَرَكنَ كُلَّ قَرارَةٍ كَالدِرهَمِ
-
سَحّاً وَتَسكاباً فَكُلَّ عَشِيَّةٍ
-
-
- يَجري عَلَيها الماءُ لَم يَتَصَرَّمِ
-
وَخَلا الذُبابُ بِها فَلَيسَ بِبارِحٍ
-
-
- غَرِداً كَفِعلِ الشارِبِ المُتَرَنِّمِ
-
هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بِذِراعِهِ
-
-
- قَدحَ المُكِبِّ عَلى الزِنادِ الأَجذَمِ
-
تُمسي وَتُصبِحُ فَوقَ ظَهرِ حَشِيَّةٍ
-
-
- وَأَبيتُ فَوقَ سَراةِ أَدهَمَ مُلجَمِ
-
وَحَشِيَّتي سَرجٌ عَلى عَبلِ الشَوى
-
-
- نَهدٍ مَراكِلُهُ نَبيلِ المَحزِمِ
-
هَل تُبلِغَنّي دارَها شَدَنِيَّةٌ
-
-
- لُعِنَت بِمَحرومِ الشَرابِ مُصَرَّمِ
-
خَطّارَةٌ غِبَّ السُرى زَيّافَةٌ
-
-
- تَطِسُ الإِكامَ بِوَخذِ خُفٍّ ميثَمِ
-
وَكَأَنَّما تَطِسُ الإِكامَ عَشِيَّةً
-
-
- بِقَريبِ بَينَ المَنسِمَينِ مُصَلَّمِ
-
تَأوي لَهُ قُلُصُ النَعامِ كَما أَوَت
-
-
- حِزَقٌ يَمانِيَةٌ لِأَعجَمَ طِمطِمِ
-
يَتبَعنَ قُلَّةَ رَأسِهِ وَكَأَنَّهُ
-
-
- حِدجٌ عَلى نَعشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ
-
صَعلٍ يَعودُ بِذي العُشَيرَةِ بَيضَهُ
-
-
- كَالعَبدِ ذي الفَروِ الطَويلِ الأَصلَمِ
-
شَرِبَت بِماءِ الدُحرُضَينِ فَأَصبَحَت
-
-
- زَوراءَ تَنفِرُ عَن حِياضِ الدَيلَمِ
-
وَكَأَنَّما تَنأى بِجانِبِ دَفَّها ال
-
-
- وَحشِيِّ مِن هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّمِ
-
هِرٍ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَت لَهُ
-
-
- غَضَبى اِتَّقاها بِاليَدَينِ وَبِالفَمِ
-
بَرَكَت عَلى جَنبِ الرِداعِ كَأَنَّم
-
-
- بَرَكَت عَلى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ
-
وَكأَنَّ رُبّاً أَو كُحَيلاً مُعقَد
-
-
- حَشَّ الوَقودُ بِهِ جَوانِبَ قُمقُمِ
-
يَنباعُ مِن ذِفرى غَضوبٍ جَسرَةٍ
-
-
- زَيّافَةٍ مِثلَ الفَنيقِ المُكدَمِ
-
إِن تُغدِفي دوني القِناعَ فَإِنَّني
-
-
- طَبٌّ بِأَخذِ الفارِسِ المُستَلئِمِ
-
أَثني عَلَيَّ بِما عَلِمتِ فَإِنَّني
-
-
- سَمحٌ مُخالَقَتي إِذا لَم أُظلَمِ
-
وَإِذا ظُلِمتُ فَإِنَّ ظُلمِيَ باسِلٌ
-
-
- مُرٌّ مَذاقَتَهُ كَطَعمِ العَلقَمِ
-
وَلَقَد شَرِبتُ مِنَ المُدامَةِ بَعدَما
-
-
- رَكَدَ الهَواجِرُ بِالمَشوفِ المُعلَمِ
-
بِزُجاجَةٍ صَفراءَ ذاتِ أَسِرَّةٍ
-
-
- قُرِنَت بِأَزهَرَ في الشَمالِ مُفَدَّمِ
-
فَإِذا شَرِبتُ فَإِنَّني مُستَهلِكٌ
-
-
- مالي وَعِرضي وافِرٌ لَم يُكلَمِ
-
وَإِذا صَحَوتُ فَما أُقَصِّرُ عَن نَدىً
-
-
- وَكَما عَلِمتِ شَمائِلي وَتَكَرُّمي
-
المراجع
- “هل غادر الشعراء من متردم”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2022.