يُشير مفهوم البيئة المدرسية إلى المكان الذي يتلقى فيه الطلبة العلوم المختلفة، لفهم محتوى تلك العلوم؛ سواء ما هو متعلق بالجانب الإنساني، وكذلك الجانب العلمي بصورة منطقية، وسلسة، وبعيدة عن التعقيد، ومن أجل إزالة اللبس حول ما يصعب فهمه، حيثُ تتمتع تلك البيئة بمجموعة من المقومات التي تساعدها على تأدية رسالتها بشكلٍ كامل، وفي بعض الأحيان هناك مشكلات تواجه البيئات التعليمية كغيرها من البيئات الأخرى، والتي من شأنها أن تُقلل من كمية العطاء الذي تقدمه لطلبتها، وتؤثر سلباً على سير العملية التعليمية ككل.
أبرز المشكلات التي تواجه البيئة المدرسية
من أبرز هذه المشكلات ما يلي:1
- حجم الغرف الصفية: حجم الغرف الصفية الصغير يؤثر سلبًا على جودة التعليم ويلعب دور أساسي في فهم الطلاب وتركيزهم.
- قلة الموارد المالية: إذا افتقرت المدرسة للتمويل الجيد سيؤدي ذلك إلى انخفاض جودة التعليم المقدم للطلاب.
- العوامل الأسرية فيما يتعلق بالمتعلم: فما يحدث داخل نطاق الأسرة، يؤثر على تعاملات الفرد مع الآخرين؛ فهناك بعض الحالات كالطلاق، أو العنف أو غيرها من المشكلات التي تشهدها الأُسر تؤثر سلباً على الصحة النفسية للأبناء، مما ينعكس على أدائهم وتحصيلهم العلمي، وبالتالي على البيئة التعليمية ككل.
- العوامل التكنولوجية: بقدر أهمية التكنولوجيا في الوقت الحالي تحديداً، ودورها في توسيع مدارك الأفراد، إلَا أنَ الإفراط في استخدامها يؤثر سلباً على المستخدمين ومن بينهم طلبة المدارس، خاصة أن انشغال الأفراد بما أحدثته التكنولوجيا من ألعاب إلكترونية وغيرها تقف عائقاً أمام إيصال الرسالة للطلبة، ويشتت انتباههم.
- التنمر: التنمر والاستهزاء والتقليل من شأن الآخرين يُعد معيقاً في العملية التعليمية، ويؤثر على مستوى ثقة الطلبة بأنفسهم، وبالتالي شعور المتنمرين بحالة من القوة، وهنا يلجأ المعلمون لاستخدام أساليب معينة لحل هذه المشكلة.
- السلوكيات الصادرة عن الطلبة: أحياناً أسلوب تعامل الطلبة مع الكادر التدريسي يُعتبر معيقاً لسير العملية التعليمية.
- دور الأهل: فالتشاركية مهمة بين الأهل والمدرسة وتعتبر داعماً للعملية التعليمية، من خلال السعي لمراقبة سلوكات الطلبة، وتهيئة الظروف المناسبة لتلقي المادة التعليمية بالصورة الصحيحة.
- الحالة الصحية للمتعلمين: إذا كان المتعلم مريضًا فلن يتمكن من الحصول على التعليم الجيد.
مؤشرات وجود مشكلة في البيئة المدرسية
ولكن هذه المقومات ليست متوفرة في كل البيئات التعليمية، فقد تظهر على بعض الطلبة الذين ينتمون إليها مجموعة مؤشرات تُنذر بوجود خلل أو مشكلة في مدارسهم، ومن بين تلك المؤشرات2
- لجوء الطالب لخلق الأعذار كي لا يذهب إلى مدرسته.
- الانطوائية، وعزوفه عن تكوين صداقات داخل المدرسة.
- تحفظه عن الحديث عن مادة معينة أو مجموعة مواد.
- شعوره بالنقص، وقلة الثقة بنفسه وبمستواه العلمي، والشعور بأنَ الآخرين أفضل منه.
مقومات البيئة المدرسية الناجحة
من مقومات البيئة المدرسية الناجحة ما يلي:3
- الإدارة الناجحة: ويتمثل هذا العنصر بالدور القيادي الذي تلعبه إدارة المدرسة، في بلورة أهداف هذه البيئة وما تسعى لتحقيقه، وكذلك قدرته على تحقيق اتصال ناجح بين القائمين على العملية التعليمية، بالإضافة إلى عمل تقييم لأداء المدرسة للبحث في عناصر الضعف وتحويلها لعناصر قوة، ومعرفة عناصر القوة والعمل على تعزيزها.
- رفع سقف التوقعات: فيما يتعلق بدور المعلمين في تحسين سير العملية التعليمية، وكذلك التقييم العادل لهم، بصورة تزيد من مستوى إنتاجيتهم.
- وضع سُلم لتقييم أداء الطلبة: وهذا من شأنه تحديد مستوى كل طالب، وبالتالي تحديد الآلية التي سيتبعها المعلم في شرح وإعطاء المنهج، بصورة تراعي الفروق الفردية لدى الطلبة.
- تحديد الأهداف: وهنا إشارة إلى أهمية الاتصال المؤسسي بين القائمين على العملية التعليمية ككل، من إدارة ومعلمين، والعمل على إدماج الوسائل الحديثة في البيئة التعليمية، من أجل تحسين أدائها، وتحقيق الأهداف المرجوة.
- الأمان المدرسي: الذي يؤكد دور اختصاصيي علم النفس والاجتماع في فهم مشكلات الطلبة والعمل على حلها قبل تفاقمها.
- حجم المدرسة: حيثُ أنه كلما قلَ حجم المدرسة، كلما زاد استيعابها لطلبتها، وكذلك إعطاؤهم أهمية أكبر، وبالتالي تركيز جهد المعلم على فئة قليلة، دون أن يكون هناك تشتت لديه.
- رياض الأطفال: فمرحلة ما قبل الدراسة هامة أيضاً في تحديد مستوى الأطفال، وبالتالي يستطيع المعلم معرفة الكيفية التي سيتعامل بها مع الطالب؛ لضمان فهمه للمناهج وتمكنه منها.
المراجع
- Grace Chen (21/12/2021), “10 Major Challenges Facing Public Schools”, public school review, Retrieved 19/1/2022. Edited.
- “School problems: pre-teens and teenagers”, raisingchildren.net.au, 2/7/2021, Retrieved 19/1/2022. Edited.
- MATTHEW LYNCH (8/2/2016), “7 ELEMENTS ALL TOP SCHOOLS HAVE”, the edadvocate, Retrieved 19/1/2022. Edited.