اسباب التضخم وتأثيرها على الاقتصاد: دليل شامل

معنى التضخم لغةً واصطلاحًا

يقصد بكلمة التضخم الزيادة بشكل عام، ولكن في كل مجال من المجالات يكون لهذا المصطلح دلالة مختلفة، إذ يقصد بالتضخم في مجال الطب، زيادة في حجم العضو، أي تورمه وانتفاخه، أما في المجال الاقتصادي، فيدل على زيادة في الأسعار؛ مما يجعل القيمة الشرائية للعملة متدنية نسبيًا، ولتعرف المزيد عن مصطلح التضخم تابع معنا هذا المقال، الذي سيتضمن تعريف التضخم في المجال الاقتصادي، لكونه أكثر شيوعًا.

ما تعريف التضخم الاقتصادي؟

يقابل مصطلح التضخم الاقتصادي في اللغة الإنجليزية كلمة (Inflation)؛ والتي تعني حدوث ارتفاع في أسعار السلع والخدمات بشكل عام، مما يؤدي إلى انخفاض في قيمة العملة المتداولة، وهذا بدوره يعني تراجع القدرة الشرائية، وبمعنى آخر، أنه ما كان يمكن شراؤه البارحة بدولار، يحتاج اليوم إلى دولار ونص على سبيل المثال، وعادة ما يرتبط مصطلح التضخم بنسبة مئوية تشير إلى معدل الارتفاع أو الانخفاض الذي يحدثه، وعليه فإن معدل التضخم الاقتصادي يتتبع مقدار التغير في القدرة الشرائية للعملة المتداولة.¹

ما هي أسباب التضخم؟

ينتج التضخم الاقتصادي لأسباب متعددة، نذكر تاليًا بعضًا من أهمها وأكثرها شيوعًا:²³

• زيادة سعر التكلفة: يؤدي ارتفاع تكلفة إنتاج السلع والخدمات على المنتجين إلى ارتفاع أسعارها بشكل حتمي، مما يؤدي إلى تراجع القدرة الشرائية للعملة المتداولة.
• زيادة الطلب: في المجال الاقتصادي هناك مصطلحان وهما العرض والطلب، ويقصد بالعرض هو ما يتوفر من سلع وخدمات في الأسواق، أما الطلب، فيمثل ما يحتاجه (أو يطلبه) المستهلكون، وفي حال ارتفاع الطلب مقابل العرض في الأسواق، فإن هذا يؤدي إلى ما يسمى الندرة التي تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل تلقائي ومؤدية إلى حدوث التضخم.
• السياسات النقدية التوسعية: يقصد بهذا السبب أن تقوم الحكومات المحلية بتغيير على سياساتها النقدية، والتي قد تتمثل في خفض الضرائب وأسعار الفائدة، مما يؤدي إلى وفرة في النقد لدى المستهلكين وزيادة الإنفاق، مما يتبعه بشكل تلقائي ارتفاع في الأسعار.
• انخفاض قيمة العملة: تنخفض قيمة العملة نتيجة التضخم، ولكن أحيانًا يحدث العكس، فحين تقوم الحكومات المحلية بإصدار (طباعة) نقود إضافية وضخها في الأسواق، يؤدي ذلك إلى تراجع القدرة الشرائية للعملة، وبالتالي ارتفاع الأسعار تلقائيًا.

ما هي أنواع التضخم؟

ينقسم التضخم بناءً على عدد من المعايير، مثل تحكم الدولة في الأسعار، وحدة التضخم، وتاليًا سنوضح كل من هذه المعايير والأنواع التي تندرج ضمنها:

معيار تحكم الدولة في الأسعار

يتضمن هذا المعيار نوعين من التضخم، وهما الظاهر والمكبوت، وتاليًا توضيحهما:⁴

• التضخم الظاهر: هو عبارة عن ارتفاع طبيعي للأسعار من أجل تحقيق التوازن ما بين العرض والطلب، ويطلق عليه أيضًا بالتضخم المفتوح، ويكون ذلك دون تدخل الجهات الحكومية في الأسعار.
• التضخم المكبوت: يكون هنا دور الدولة في تحديد سقوف أسعار للسلع والخدمات، وذلك من أجل وقف تطور التضخم والمعاناة من تبعاته.

معيار حدة التضخم

يندرج ضمن هذا المعيار ثلاثة أنواع من التضخم وهي، التضخم الجامح وغير الجامح والزاحف، وتاليًا توضيح لها:⁴

• الضخم الجامح: ويطلق عليه أيضًا التضخم المفرط، وهو عندما تبدأ مستويات الأسعار بالارتفاع بشكل سريع ومستمر، مما يُصعب السيطرة عليه، ويعد هذا النوع من أخطر الأنواع على اقتصادات الدول.
• التضخم غير الجامح: في هذا النوع يكون معدل ارتفاع الأسعار متدنياً، ويمكن للسلطات الحكومية اتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة عليه.
• التضخم الزاحف: يشير هذا النوع إلى الزيادة السنوية المعتدلة في الأسعار، والتي يؤدي إلى زيادة إنفاق المستهلكين لتجنب ارتفاع الأسعار مستقبلًا، وغالبًا ما يكون هذا التضخم طبيعي، ولا يؤثر على اقتصاد الدول.

كيف تتم السيطرة على التضخم؟

تستخدم أغلب الدول سياسة واحدة وفعالة للسيطرة على التضخم، وهي رفع أسعار الفائدة، والتي بدورها تؤدي إلى خفض إنفاق المستهلكين، وخفض وتيرة النمو الاقتصادي، وبالتالي قلة الطلب، مما ينتج عنه تراجع أسعار السلع والخدمات وانحسار التضخم، وهناك طرق أخرى من شأنها السيطرة على التضخم مثل خفض السيولة في الأسواق، ورفع ضريبة الدخل، والتي ينتج عنها أيضًا تراجع الإنفاق، والطلب، والنمو الاقتصادي.⁵

أسئلة شائعة حول التضخم

هل هناك فوائد للتضخم؟

نعم، فحين يكون التضخم معتدلاً، يؤدي ذلك إلى زيادة الإنتاج، والذي سيترتب عليه زيادة في الأجور والإنفاق؛ مما يؤدي إلى نمو الاقتصاد.

ما هي أكثر الفئات المتضررة من التضخم؟

يؤثر التضخم على مختلف الفئات من مستهلكن ومنتجين ومستثمرين، ولكن ضرره الأكبر يقع على فئة المدخرين، إذ يؤدي التضخم لخفض قيمة العملة، وهذا يعني انخفاض قيمة المدخرات النقدية.