ما حكم تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد؟
تعددت أقوال العلماء حول حكم تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد، وتمثّلت أقوالهم في الآتي:12
- القول الأول: ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنّه يمكن تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد، إلا أنّ آخر وقتٍ لأدائها هو حتى غروب شمس يوم عيد الفطر، ويحرم تأخيرها عن هذا الوقت، والسنة عندهم أن لا يُؤخر أداؤها عن صلاة العيد، واستدلوا على ذلك بقول أبي سعيد الخدري: (كُنَّا نُخْرِجُ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ الفِطْرِ صَاعًا مِن طَعَامٍ)؛3 فقول “يوم الفطر” يشمل جميع نهار يوم العيد.
- القول الثاني: ذهب عدد من العلماء إلى أنّ آخر وقت لصدقة الفطر هو صلاة العيد، ويحرم تأخيرها إلى ما بعد صلاة العيد، وإذا أُدّيت بعد صلاة العيد تُعتبر صدقةً لا زكاة فطر، وهذا القول هو مذهب الظاهرية واختيار ابن تيمية وابن القيم والشوكاني، وغيرهم من العلماء، واستدلوا بأدلةٍ منها، ما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن النبي في زكاة الفطر: (وأمر بها أن تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة).4
- القول الثالث: ذهب الحنفية إلى أنّ زكاة الفطر واجبٌ موسعًا؛ أي يجوز أداؤها في أي وقت حتى بعد العيد، إلا أنّ المستحب أن تُخرج قبل الذهاب إلى مصلى العيد.
وقت وجوب زكاة الفطر
وقت الوجوب هو الجزء الأول من الوقت الذي يجب فيه الأداء، وللعلماء أقوال في وقت وجوب زكاة الفطر، وهي:5
- القول الأول: زكاة الفطر تجب بغروب شمس آخر يوم في رمضان، وهو قول كثير من السلف، ورواية عن الإمام مالك، وقول عن الشافعي، ومذهب الإمام أحمد.
- القول الثاني: زكاة الفطر تجب بطلوع فجر يوم العيد، وهو مذهب الحنفية، ورواية ثانية عند الإمام مالك، وقول قديم عند الشافعي، ورواية عن الإمام أحمد.
ما حكم تعجيل زكاة الفطر؟
أجاز العلماء -باستثناء ابن حزم- تعجيل أداء زكاة الفطر؛ وأما عن مدة التعجيل الجائزة؛ فقالوا:6
- يجوز تعجيل أدائها قبل الفطر بيوم أو يومين فقط: وهو قول الإمامين مالك وأحمد.
- جواز تعجيل إخراجها من أول رمضان: وهو قول الشافعي.
- جواز أدائها قبل رمضان: وهو قول أبي حنيفة؛ لأنّه يعتبر زكاة الفطر واجبًا موسعًا يمكن أداؤه في أي وقت.
ما حكم زكاة الفطر؟
إنّ زكاة الفطر واجبةٌ عند جمهور الفقهاء، واستدلوا على وجوبها بأحاديث منها:7
- ما رواه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: (كُنَّا نُعْطِيهَا في زَمَانِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ).8
- حديث ابن عمر -رضي الله عنه- من قوله: (فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر، صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين).4
المراجع
- مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 14-15. بتصرّف.
- “آخِرُ وقت زكاة الفطر”، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 20/8/2024. بتصرّف.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1510، حديث صحيح.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1503، حديث صحيح.
- ناصر بن مشري الغامدي، أحكام العبادات المترتبة على طلوع الفجر الثاني، صفحة 126. بتصرّف.
- “حكم تعجيل زكاة الفطر عن وقتها”، إسلام ويب، 21/12/2002، اطّلع عليه بتاريخ 20/8/2024. بتصرّف.
- مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 336. بتصرّف.
- رواه البخاري، في الزكاة، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1508، صحيح.