قصيدة: ما تنظرون بحق وردة فيكم
قال الشاعر طرفة بن العبد:1
ما تَنظُرونَ بِحَقِّ وَردَةَ فيكُمُ
-
-
- صَغُرَ البَنونَ وَرَهطُ وَردَةَ غُيَّبُ
-
قَد يَبعَثُ الأَمرَ العَظيمَ صَغيرُهُ
-
-
- حَتّى تَظَلَّ لَهُ الدِماءُ تَصَبَّبُ
-
وَالظُلمُ فَرَّقَ بَينَ حَيَّي وائِلٍ
-
-
- بَكرٌ تُساقيها المَنايا تَغلِبُ
-
قَد يورِدُ الظُلمُ المُبَيَّنُ آجِناً
-
-
- مِلحاً يُخالَطُ بِالذُعافِ وَيُقشَبُ
-
وَقِرافُ مَن لا يَستَفيقُ دَعارَةً
-
-
- يُعدي كَما يُعدي الصَحيحَ الأَجرَبُ
-
وَالإِثمُ داءٌ لَيسَ يُرجى بُرؤُهُ
-
-
- وَالبِرُّ بُرءٌ لَيسَ فيهِ مَعطَبُ
-
وَالصِدقُ يَألَفُهُ الكَريمُ المُرتَجى
-
-
- وَالكِذبُ يَألَفَهُ الدَنيءُ الأَخيَبُ
-
وَلَقَد بَدا لِيَ أَنَّهُ سَيَغولُني
-
-
- ما غالَ عاداً وَالقُرونَ فَأَشعَبوا
-
أَدّوا الحُقوقَ تَفِر لَكُم أَعراضُكُم
-
-
- إِنَّ الكَريمَ إِذا يُحَرَّبُ يَغضَبُ
-
قصيدة: حكم سيوفك في رقاب العذل
قال الشاعر عنترة بن شداد: 2
حَكِّم سُيوفَكَ في رِقابِ العُذَّلِ
-
-
- وَإِذا نَزَلتَ بِدارِ ذُلٍّ فَاِرحَلِ
-
وَإِذا بُليتَ بِظالِمٍ كُن ظالِم
-
-
- وَإِذا لَقيتَ ذَوي الجَهالَةِ فَاِجهَلي
-
وَإِذا الجَبانُ نَهاكَ يَومَ كَريهَةٍ
-
-
- خَوفاً عَلَيكَ مِنَ اِزدِحامِ الجَحفَلِ
-
فَاِعصِ مَقالَتَهُ وَلا تَحفِل بِه
-
-
- وَاِقدِم إِذا حَقَّ اللِقا في الأَوَّلِ
-
وَاِختَر لِنَفسِكَ مَنزِلاً تَعلو بِهِ
-
-
- أَو مُت كَريماً تَحتَ ظُلِّ القَسطَلِ
-
فَالمَوتُ لا يُنجيكَ مِن آفاتِهِ
-
-
- حِصنٌ وَلَو شَيَّدتَهُ بِالجَندَلِ
-
مَوتُ الفَتى في عِزَّةٍ خَيرٌ لَهُ
-
-
- مِن أَن يَبيتَ أَسيرَ طَرفٍ أَكحَلِ
-
إِن كُنتَ في عَدَدِ العَبيدِ فَهِمَّتي
-
-
- فَوقَ الثُرَيّا وَالسِماكِ الأَعزَلِ
-
أَو أَنكَرَت فُرسانُ عَبسٍ نِسبَتي
-
-
- فَسِنانُ رُمحي وَالحُسامُ يُقِرُّ لي
-
وَبِذابِلي وَمُهَنَّدي نِلتُ العُل
-
-
- لا بِالقَرابَةِ وَالعَديدِ الأَجزَلِ
-
وَرَمَيتُ مُهري في العَجاجِ فَخاضَهُ
-
-
- وَالنارُ تَقدَحُ مِن شِفارِ الأَنصُلِ
-
خاضَ العَجاجَ مُحَجَّلاً حَتّى إِذ
-
-
- شَهِدَ الوَقيعَةَ عادَ غَيرَ مُحَجَّلِ
-
وَلَقَد نَكَبتُ بَني حُريقَةَ نَكبَةً
-
-
- لَمّا طَعَنتُ صَميمَ قَلبِ الأَخيَلِ
-
وَقَتَلتُ فارِسَهُم رَبيعَةَ عَنوَةً
-
-
- وَالهَيذُبانَ وَجابِرَ بنَ مُهَلهَلِ
-
وَاِبنَي رَبيعَةَ وَالحَريشَ وَمالِك
-
-
- وَالزِبرِقانُ غَدا طَريحَ الجَندَلِ
-
وَأَنا اِبنُ سَوداءِ الجَبينِ كَأَنَّه
-
-
- ضَبُعٌ تَرَعرَعَ في رُسومِ المَنزِلِ
-
الساقُ مِنها مِثلُ ساقِ نَعامَةٍ
-
-
- وَالشَعرُ مِنها مِثلُ حَبِّ الفُلفُلِ
-
وَالثَغرُ مِن تَحتِ اللِثامِ كَأَنَّهُ
-
-
- بَرقٌ تَلَألَأَ في الظَلامِ المُسدَلِ
-
يا نازِلينَ عَلى الحِمى وَدِيارِهِ
-
-
- هَلّا رَأَيتُم في الدِيارِ تَقَلقُلي
-
قَد طالَ عِزَّكُم وَذُلّي في الهَوى
-
-
- وَمِنَ العَجائِبِ عِزَّكُم وَتَذَلَّلي
-
لا تَسقِني ماءَ الحَياةِ بِذِلَّةٍ
-
-
- بَل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ
-
ماءُ الحَياةِ بِذِلَّةٍ كَجَهَنَّمٍ
-
-
- وَجَهَنَّمٌ بِالعِزِّ أَطيَبُ مَنزِلِ
-
قصيدة: أمن أم أوفى دمنة لم تكلم
قال الشاعر زهير بن أبي سلمى: 3
أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ
-
-
- بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ
-
وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها
-
-
- مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ
-
بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً
-
-
- وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ
-
وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً
-
-
- فَلَأياً عَرَفتُ الدارَ بَعدَ التَوَهُّمِ
-
أَثافِيَّ سُفعاً في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ
-
-
- وَنُؤياً كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ
-
فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها
-
-
- أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ
-
تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ
-
-
- تَحَمَّلنَ بِالعَلياءِ مِن فَوقِ جُرثُمِ
-
عَلَونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ
-
-
- وِرادٍ حَواشيها مُشاكِهَةِ الدَمِ
-
وَفيهِنَّ مَلهىً لِلصَديقِ وَمَنظَرٌ
-
-
- أَنيقٌ لِعَينِ الناظِرِ المُتَوَسِّمِ
-
بَكَرنَ بُكوراً وَاِستَحَرنَ بِسُحرَةٍ
-
-
- فَهُنَّ لِوادي الرَسِّ كَاليَدِ لِلفَمِ
-
جَعَلنَ القَنانَ عَن يَمينٍ وَحَزنَهُ
-
-
- وَمَن بِالقَنانِ مِن مُحِلٍّ وَمُحرِمِ
-
ظَهَرنَ مِنَ السوبانِ ثُمَّ جَزَعنَهُ
-
-
- عَلى كُلِّ قَينِيٍّ قَشيبٍ مُفَأَّمِ
-
كَأَنَّ فُتاتَ العِهنِ في كُلِّ مَنزِلٍ
-
-
- نَزَلنَ بِهِ حَبُّ الفَنا لَم يُحَطَّمِ
-
فَلَمّا وَرَدنَ الماءَ زُرقاً جِمامُهُ
-
-
- وَضَعنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ
-
سَعى ساعِيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بَعدَما
-
-
- تَبَزَّلَ ما بَينَ العَشيرَةِ بِالدَمِ
-
فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الَّذي طافَ حَولَهُ
-
-
- رِجالٌ بَنَوهُ مِن قُرَيشٍ وَجُرهُمِ
-
يَميناً لَنِعمَ السَيِّدانِ وُجِدتُما
-
-
- عَلى كُلِّ حالٍ مِن سَحيلٍ وَمُبرَمِ
-
تَدارَكتُما عَبساً وَذُبيانَ بَعدَما
-
-
- تَفانوا وَدَقّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِمِ
-
وَقَد قُلتُما إِن نُدرِكِ السِلمَ واسِعاً
-
-
- بِمالٍ وَمَعروفٍ مِنَ الأَمرِ نَسلَمِ
-
فَأَصبَحتُما مِنها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ
-
-
- بَعيدَينِ فيها مِن عُقوقٍ وَمَأثَمِ
-
عَظيمَينِ في عُليا مَعَدٍّ وَغَيرِها
-
-
- وَمَن يَستَبِح كَنزاً مِنَ المَجدِ يَعظُمِ
-
فَأَصبَحَ يَجري فيهُمُ مِن تِلادِكُم
-
-
- مَغانِمُ شَتّى مِن إِفالِ المُزَنَّمِ
-
تُعَفّى الكُلومُ بِالمِئينَ فَأَصبَحَت
-
-
- يُنَجِّمُها مَن لَيسَ فيها بِمُجرِمِ
-
يُنَجِّمُها قَومٌ لِقَومٍ غَرامَةً
-
-
- وَلَم يُهَريقوا بَينَهُم مِلءَ مِحجَمِ
-
فَمِن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنّي رِسالَةً
-
-
- وَذُبيانَ هَل أَقسَمتُمُ كُلَّ مُقسَمِ
-
فَلا تَكتُمُنَّ اللَهَ ما في نُفوسِكُم
-
-
- لِيَخفى وَمَهما يُكتَمِ اللَهُ يَعلَمِ
-
يُؤَخَّر فَيوضَع في كِتابٍ فَيُدَّخَر
-
-
- لِيَومِ الحِسابِ أَو يُعَجَّل فَيُنقَمِ
-
المراجع
- “ما تنظرون بحق وردة فيكم”، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022. بتصرّف.
- “حكم سيوفك في رقاب العذل”، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022. بتصرّف.
- ” أمن أم أوفى دمنة لم تكلم”، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022. بتصرّف.