قصيدة من العصر الجاهلي عن الصديق
يقول الشاعر زهير بن أبي سلمى في قصيدته “وَيَومَ تَلافَيتُ الصِبا أَن يَفوتَني”:
وَيَومَ تَلافَيتُ الصِبا أَن يَفوتَني
-
-
- بِرَحبِ الفُروجِ ذي مَحالٍ مُوَثَّقِ
-
سَديسٍ كُبارِيٍّ تَئِطُّ نُسوعُهُ
-
-
- أَطيطَ رِتاجٍ ذي مَساميرَ مُغلَقِ
-
غَليظٍ عَلى مَجذى القُرادِ كَأَنَّما
-
-
- بِجانِبِ صَفوانٍ يَزِلُّ وَيَرتَقي
-
وَبَيداءَ تيهٍ تَحرَجُ العَينُ وَسطَها
-
-
- مُخَفِّقَةٍ غَبراءَ صَرماءَ سَملَقِ
-
بِها مِن فِراخِ الكُدرِ زُغبٌ كَأَنَّها
-
-
- جَنى حَنظَلٍ في مِحصَنٍ مُتَفَلِّقِ
-
قَطَعتُ إِذا ما الآلُ آضَ كَأَنَّهُ
-
-
- سُيوفٌ تَنَحّى نَسفَةً ثُمَّ تَلتَقي
-
كَأَنّي وَرِدفي وَالفِتانَ وَنُمرُقي
-
-
- عَلى خاضِبِ الساقَينِ أَزعَرَ نِقنِقِ
-
تَراخى بِهِ حُبُّ الضَحاءِ وَقَد رَأى
-
-
- سَماوَةَ قَشراءِ الوَظيفَينِ عَوهَقِ
-
تَحِنُّ إِلى مِثلِ الحَبابيرِ جُثَّمٍ
-
-
- لَدى سَكَنٍ مِن قَيضِها المُتَفَلِّقِ
-
تَحَطَّمَ عَنها قَيضُها عَن خَراطِمٍ
-
-
- وَعَن حَدَقٍ كَالنَبخِ لَم يَتَفَتَّقِ
-
أَبيتُ فَلا أَهجو الصَديقَ وَمَن يَبِع
-
-
- بِعِرضِ أَبيهِ في المَعاشِرِ يُنفِقِ
-
وَمَن لا يُقَدِّم رِجلَهُ مُطمَئِنَّةً
-
-
- فَيُثبِتَها في مُستَوى الأَرضِ تَزلِقِ
-
أَكُفُّ لِساني عَن صَديقي وَإِن أَجَأ
-
-
- إِلَيهِ فَإِنّي عارِقٌ كُلَّ مَعرَقِ
-
بِرَجمٍ كَوَقعِ الهُندُوانِيِّ أَخلَصَ ال
-
-
- صَياقِلُ مِنهُ عَن حَصيرٍ وَرَونَقِ
-
إِذا ما دَنا مِنَ الضَريبَةِ لَم يَخِم
-
-
- يُقَطِّعُ أَوصالَ الرِجالِ وَيَنتَقي
-
تَطيحُ أَكُفُّ القَومِ فيها كَأَنَّما
-
-
- تَطيحُ بِها في الرَوعِ عيدانُ بَروَقِ
-
وَفي الحِلمِ إِدهانٌ وَفي العَفوِ دُربَةٌ
-
-
- وَفي الصِدقِ مَنجاةٌ مِنَ الشَرِّ فَاِصدُقِ
-
وَمَن يَلتَمِس حُسنَ الثَناءِ بِمالِهِ
-
-
- يَصُن عِرضَهُ مِن كُلِّ شَنعاءَ موبِقِ
-
وَمَن لا يَصُن قَبلَ النَوافِذِ عِرضَهُ
-
-
- فَيُحرِزَهُ يُعرَر بِهِ وَيُخَرَّقِ
-
قصيدة من العصر الأموي عن الصديق
يقول عمر بن أبي ريعة في قصيدته “أمسى صديقك “:
أَمسى صَديقُكِ مِمّا قُلتِ قَد غَضِبوا
-
-
- لا بَل أَدَلّوا فَأَهلٌ أَن هُمُ عَتَبوا
-
لا تَسمَعِنَّ كَلامَ الكاشِحينَ كَما
-
-
- لَم أَستَمِع بِكِ ما قالوا وَما هَضَبوا
-
نَثّوا أَحاديثَ لَم أَسمَع تَحاوُرَها
-
-
- وَزادَ فيها رِجالٌ غَيظَنا قَرِبوا
-
إِن تَعدُنا رِقبَةٌ إِذ نَأتِ غَيرَكُمُ
-
-
- فَأَنتِ أَوجَهُ مَن يُنأَى وَيُجتَنَبُ
-
لِلناسِ فَضلُكِ في حُسنِ الصَفاءِ وَفي
-
-
- صِدقِ الحَديثِ وَشَرُّ الخُلَّةِ الكَذِبُ
-
وَأَنتِ هَمِّيَ في أَهلي وَفي سَفَري
-
-
- وَفي الجُلوسِ وَفي الرُكبانِ إِن رَكِبوا
-
وَأَنتِ قُرَّةُ عَيني إِن نَوىً نَزَحَت
-
-
- وَمُنيَتي وَإِلَيكِ الشَوقُ وَالطَرَبُ
-
قصيدة من العصر العباسي عن الصديق
يقول ابن الرومي في قصيدته “صرَّحتْ عن طَويّة الأصدقاءِ”:
صرَّحتْ عن طَويّة الأصدقاءِ
-
-
- واضحاتُ التجريب والابتلاءِ
-
وأبى المخْضُ أنْ يُكَشِّفَ إلا
-
-
- عن صريحٍ مهذَّبٍ أو غُثَاءِ
-
ليس للمُضْمَرِ الدخيل من الصَّا
-
-
- حب غير التَّكْشيف والاجتلاءِ
-
وخَبيءُ الفؤاد يعلمه العا
-
-
- قلُ قبلَ السماع بالإيماءِ
-
ولهذا اكتفى البليغُ من الإسـ
-
-
- ـهاب فيما يريد بالإيحاءِ
-
وظنونُ الذكيِّ أَنْفذ في الحقـ
-
-
- ـقِ سهاماً من رؤية الأغبياءِ
-
وإذا كنت لا تُؤَثِّل إلا
-
-
- درهماً جائزاً على البُصراءِ
-
وكذا لستَ تعرفُ الشيء إلا
-
-
- بعد فحصٍ من أمره وابتلاءِ
-
وهما يُمْتعان وقتاً من الدهـ
-
-
- ـر ويُفنيهما وشيكُ المَضاءِ
-
فالصديق المأمون للزمن الفا
-
-
- دح والمرتجى لدى البُرَحاءِ
-
والذي أنت وهْو في جوهر النفْـ
-
-
- ـس جميعاً مِن تربة وهواءِ
-
وكماءٍ مزجتَه بمُدامٍ
-
-
- فاستقرّا تَجَنُّساً في وعاءِ
-
لم يكن فيهما من الفضل إلا
-
-
- فاصلاتُ الألقاب والأسماءِ
-
ثم شيءٌ عرفْتَهُ بالتَّجَاري
-
-
- ب وأخلصتَه بكشف الغطاءِ
-
إنما تُبْرز الجوَاهِرُ ما في
-
-
- ها إذا ما أَمَعْتها بالصِّلاءِ
-
لا يَغُرَّنَّكَ المُماذِقُ بالظا
-
-
- هر في حال مدة الالتقاءِ
-
من كلام يُوشَى بمدح جميلٍ
-
-
- وحديثٍ كالقهوة الصَّهباءِ
-
ويمينٍ كَعَطِّكَ البُرْدَ لا تنْـ
-
-
- ـظر في سُقمها وفي الإبراءِ
-
عبْدُ عَيْن فإن تغَيَّبْتَ عنه
-
-
- أَكَل اللحم وارتعى في الدماءِ
-
وإذا ما أردته لقتيلٍ
-
-
- لحق الوُدُّ منه بالعَنْقاءِ
-
ولقد قال سَيِّدٌ من أُولي الفضـ
-
-
- ـل ومن سِرِّ صفوة الأصفياءِ
-
ليس أهلُ العراق لي بصحابٍ
-
-
- إنْ هُمُ جانبوا طريقَ الوفاءِ
-
إنما صاحبي المُشارك في القُلـ
-
-
- ـل وذو البذل والندى والحياءِ
-
لا يلَهِّيهِ عنه خفضٌ ولا ين
-
-
- ساه عند المُرْبَدَّةِ الشَّوْهَاءِ
-
مَالُهُ كَنْزُهُ إذا خَفَتَ الغي
-
-
- ثُ وضاقت خلائق السُّمَحاءِ
-
وانتفى الشيخ من بنيه ولم تعـ
-
-
- ـطف على بَكْرِهَا أعفُّ النساءِ
-
حكمةٌ ما ورثتُها عن حكيمٍ
-
-
- فيلسوفٍ من عِتْرة الأنبياءِ
-
ليس شيء يُفيدُه المرء في الدهـ
-
-
- ـر على حين فقره والثراءِ
-
هو خيرٌ من صاحبٍ ورفيقٍ
-
-
- مُسْعِدٍ في الجَليَّةِ البَهْماءِ
-
ليس بين الصديق والنفس فرقٌ
-
-
- عند تحصيل قسمة الأشياءِ
-
يَا سَمِيَّ الوصيِّ يا شِقَّ نفسي
-
-
- وأخي في الملمَّة النَّكراءِ
-
يا أخاً حَلَّ في المكارم والسؤْ
-
-
- دَدِ أعلى مَحَلِّ أهل السَّناءِ
-
لم يُقَصِّرْ به اعتيادٌ ولم يقـ
-
-
- ـعد بِه مولدٌ عن استعلاءِ
-
وَلَهُ بَعْدُ مِنْ مآثره الزُّهْ
-
-
- رِ خِلالٌ تُرْبي على الحصباءِ
-
عَجَمَ الدَّهْرُ خلْفَتَيْن وسوَّى
-
-
- بين حالَيْ رخائه والبلاءِ
-
كرمُ الخِيْم والنِّجَارِ وتيكُمْ
-
-
- شيمَةٌ شارفٌ من النبلاءِ
-
وبيانٌ كأنه خرَزُ النا
-
-
- ظم في جيد طَفْلةٍ غيداءِ
-
وطباعٌ أرقُّ من ظُبَةِ السي
-
-
- ف وأمضى من رِيقة الرقشاءِ
-
تتراءى له العيون فتلقا
-
-
- ه نِقاباً بدائها والدواءِ
-
فيصلٌ للأمور يأتي المعالي
-
-
- بارتقاء فيها وحُسْن اهتداءِ
-
وغريمٌ أمضى من الأجل الحتْـ
-
-
- ـم عصيمٌ بأُربَةٍ بَزْلاءِ
-
وهو إلفُ الحجا وتِرْبُ المساعي
-
-
- وعَقيدُ الندى وحِلف البهاءِ
-
وهو بعلٌ للمكرمات فما ينـ
-
-
- ـفكُّ بين العَوَان والعذارءِ
-
حافظٌ للصديق إن زَلَّت النعْـ
-
-
- ـلُ به أو هوى عن العَلياءِ
-
وجوادٌ عليه بالمال والنفـ
-
-
- ـس وبذلِ العَقيلة الوَفْراءِ
-
لا يُؤاتي على اقْتسَارٍ وَلا ينـ
-
-
- ـهَضُ إلا بالعزة القعساءِ
-
غير أنَّ الزمان أقْصدَنِي فيـ
-
-
- ـه بسهمَيْ تفرُّقٍ وانْتئَاءِ
-
لا أراه إلا على شَحَطِ الدا
-
-
- ر وإما عن مدة شَقَّاءِ
-
فإذا ما رأيْتُهُ فكأني
-
-
- بين أثناء روضةٍ مَرْجاءِ
-
يتجلَّى عن نَاظِرَيَّ عَشَا الجَهْـ
-
-
- ـل بألفاظه العذَابِ الطِّرَاءِ
-
وأحاديثَ لو دَعَوْتَ بها الأعْ
-
-
- صَمَ لَبَّى من حسن ذاك الدعاءِ
-
طِبْتَ خِلّاً فاسلمْ على نَكد الده
-
-
- ر وعش آمناً من الأَسْواءِ
-
لا رُزئْنَاكَ عَاتباً طلب العُتـ
-
-
- ـبَى بِإعْفَا مَعَاتِب الأُدَبَاءِ
-
بكلام لو أن للدهر سمعاً
-
-
- مالَ من حسنه إلى الإصغاءِ
-
ولوَ اَنّ البحارَ يُقذَفُ فيها
-
-
- منه حرفٌ ما أَجَّ طعم الماءِ
-
وهْو أمضى من السيوف إذا هُز
-
-
- زَتْ وأَوحَى من مُبْرَمَاتِ القَضاءِ
-
وهْو يَشفي الصدور من جنَف الحق
-
-
- د ويُغْضي من مقلة زرقاءِ
-
يكْتَسِي مُنشدوه منه رداءً
-
-
- ذا جمال أكرِمْ به من رداءِ
-
لا تَعَايَى به الرواةُ ولم يُسْـ
-
-
- ـلِمْهُ مَسْمُوعُه إلى استثناءِ
-
ليس بالمُعْمِل الهَجين ولا الوَحْـ
-
-
- ـشِيِّ ذي العُنْجُهيَّةِ العَثْوَاءِ
-
بل هو الباردُ الزُّلالُ إذا وا
-
-
- فق من صائم حلول عَشاءِ
-
تَخْلُقُ الأرضُ وهو غضٌّ جديدٌ
-
-
- فَلكيٌّ من عنصر الجوزاءِ
-
عَتْبُ إلْفٍ أرقُّ من كَلِم الأم
-
-
- مِ وإن كان من ذرى خَلْقاءِ
-
إن يَكُنْ عَنَّ مِنْ أخيك فَعَالٌ
-
-
- جارَ فيه عن مذهب الأوفياءِ
-
جَلَّ في مثله العتابُ وعَالَى
-
-
- أن يُوَازَى بزَلَّةِ العلماءِ
-
فَبِحقٍّ أقول عَمَّرَكَ اللَّـ
-
-
- ـه طويلاً في رِفْعَةٍ وعلاءِ
-
ولَكَ القولُ لا لنا ولك التَّسْـ
-
-
- ـليمُ منَّا لمذهب الحكماءِ
-
إن خيراً من التَّقَصِّي على الخِلـ
-
-
- ـلِ سَماحٌ في الأخذ والإعطاءِ
-
واغتِفارٌ لهفوةٍ إنْ ألمَّت
-
-
- واطِّرَاحُ التفسير والانتفاءِ
-
ليس في كل زلَّةٍ يسع العذْ
-
-
- رُ وفي ضِيقهِ انتكَاسُ الإخاءِ
-
ما رأيتُ المِراء يوجِبُ إلا
-
-
- فُرقةً ما اعتمدتَ طول المراءِ
-
وعَرُوسٍ قد جُهِّزتْ بطلاقٍ
-
-
- عاتبتْ في وَليدَةٍ شَنْآءِ
-
إن طول العتاب يَزْدرِعُ البغـ
-
-
- ـضاءَ في قلب كَاره البَغْضاءِ
-
لم أقل ذا لأَنْ عَتبْتُ ولكن
-
-
- شجرُ العَتْبِ مُثْمرٌ للجفاءِ
-
ليس كلُّ الإخوان يجمع ما يُرْ
-
-
- ضيكَ من كل خلَّةٍ حسناءِ
-
فيه ما في الرجال من خَلَّةٍ تُحْـ
-
-
- ـمدُ يوماً وخَلَّةٍ سَوآءِ
-
أيُّ خلٍّ تراه كالذهب الأح
-
-
- مر أو كالوذِيلة الزهراءِ
-
أين من يحفظ الصديقَ بظَهْرِ الـ
-
-
- ـغيب من سوء قِرفة الأعداءِ
-
فات هذا فلن تراه يد الدَه
-
-
- ر فَأنْعِمْ في إثْره بالبكاءِ
-
مثلاً ما ضَرْبتُه لك فاسمع
-
-
- وتَثَبَّتْ جُزيتَ خيرَ الجزاءِ
-
كلُّ شيء بالحس يُعرف أو بالـ
-
-
- ـسَمع أو بالأدلَّة الفُصحاءِ
-
فله موضعٌ وفيه طَباخٌ
-
-
- لبلاغٍ ذي مدة وانقضاءِ
-
ولكل من الأخلاء حالٌ
-
-
- هوَ فيها كفءٌ من الأكفاءِ
-
أي شيء أجلُّ قدراً من السيـ
-
-
- ـفِ ليوم الكريهة العزَّاء
-
فأبِنْ لي هل يصلح السيفُ في العز
-
-
- زَاءِ إلا للضربةِ الرَّعلاءِ
-
والوَشيجُ الخَطِّيُّ وهو رِشاءُ الـ
-
-
- ـموتِ يومَ الزلزال والبأساءِ
-
هل تراه يُراد في حومة المأ
-
-
- قِطِ إلا للطعنة النجلاءِ
-
فكذاك الصديقُ يصلح للسا
-
-
- عة دون الإصباح والإمساءِ
-
فتمسَّكْ به ولا تَدَعنْهُ
-
-
- فتراه خَصماً من الخُصماءِ
-
وهما يُذْخران للحال لا الإحْـ
-
-
- ـوال بين الفؤاد والأحشاءِ
-
وصغار الأمور رِدْفٌ لذي الرُّت
-
-
- بة منها والفخرِ والكبرياءِ
-
وملوكُ الأنام قد أحوج اللَّـ
-
-
- ـهُ عُرا ملكها إلى الدَّهماءِ
-
ولوَ اَنَّ الملوكَ أفردها اللَّـ
-
-
- ـه من التابعين والوُزَعاءِ
-
لَبدتْ خَلَّةٌ وثُلَّثْ عُروشـ
-
-
- ـواسْتوت بالأخِسَّة الوُضعاءِ
-
ولَمَا كان بين أكمل خلق الـ
-
-
- ـلاهِ فرقٌ وبين أهل الغباءِ
-
حَلقُ الدرعِ ليس يُمسكُ منها
-
-
- سَرْدها غيرُ شكَّة الحِرباءِ
-
ولهذا الإنسانِ قد سخَّر الرح
-
-
- منُ ما بين أرضه والسماءِ
-
وبحَسْب النعماءِ يُطَّلَبُ الشكـ
-
-
- ـرُ كِفاءً لواهب النعماءِ
-
ثم لم يُخْلِهِ من النقص والحا
-
-
- جة والعجز قِسمةً بالسَّواءِ
-
ليكونَ الإنسانُ في غاية التعْـ
-
-
- ديلِ بين السراء والضراءِ
-
فاصْطبرْ للصديق إن زلَّ أو جا
-
-
- رَ برجلٍ عن الهُدى نَكْباءِ
-
فهو كالماء هل رأيتَ مَعين الـ
-
-
- ـماء يُعْفَى من نُطفةٍ كَدْراءِ
-
وتَمتَّع به ففيه مَتاعٌـ
-
-
- ـوادّخارٌ لساعةٍ سَوْعاءِ
-
أيُّ جسم يَبقى على غِيَر الدهـ
-
-
- ـر خَلِيَّاً من قاتل الأدواءِ
-
أيّما روضةٍ رأيتَ يدَ الأيـ
-
-
- ـيام في عبقريةٍ خضراءِ
-
أوَ ما أبصرتْ لك الخيرُ عينا
-
-
- ك رُباها مُصفَرَّةَ الأرجاءِ
-
إنما هذه الحياةُ غرورٌ
-
-
- وشقاءٌ للمَعْشر الأشقياءِ
-
نحن فيها رَكبٌ نؤمُّ بلاداً
-
-
- فكأْن قد أُلْنا إلى الإنتهاءِ
-
ما عسى نَرتجي ونحن مع الأم
-
-
- وات يُحْدَى بنا أَحَثَّ الحُداءِ
-
فإذا أعرض الصديقُ وولَّى
-
-
- لِقِفار لا تُهْتَدى فَيْفَاءِ
-
ورمى بالإخاء من رأس عَلْيا
-
-
- ءَ إلى مُدْلَهِمَّة ظَلْماءِ
-
لم يُراقب إلّاً ولم يَرجُ أن يأ
-
-
- تيَ يوماً يمشي على استحياءِ
-
فاتركَنْهُ لا يهتدى لمبيتٍ
-
-
- بنُباحٍ ولا بطولِ عُواءِ
-
إنما تُرْتجى البقيّةُ ممن
-
-
- فيه بُقيا وموضعٌ للبقاءِ
-
واشدُدَنْ راحتيكَ بالصاحب المُسـ
-
-
- ـعِدِ يومَ البَليسة الغمّاءِ
-
والذي إن دُعي أجاب وإن كا
-
-
- ن قِراعَ الفوارِس الشجعاءِ
-
كأبي القاسم الذي كلُّ ما يم
-
-
- لكُ للمعتفينَ والخُلطاءِ
-
والذي إن أردتَه لمَقامٍ
-
-
- جاء سَبْقاً كاللِّقوةِ الشَّغواءِ
-
وإذا ما أردتَهُ لجِدالٍ
-
-
- جاء كالمُصْمَئلَّة الدَّهياءِ
-
فإذا دَلَّ جاء بالحُجّةِ الغَر
-
-
- رَاء ذاتِ المعالم الغراءِ
-
مُنْجحُ القيل ما علمتُ وحاشا
-
-
- لخليلي من تَرْحةِ الإكداءِ
-
أرْيَحيٌّ بمثلهِ يُبْتنى المجـ
-
-
- ـدُ وتسمو به فروعُ البناءِ
-
باسطُ الوجهِ ضاحكُ السن بسَّا
-
-
- مٌ على حين كُرْهِهِ والرّضاءِ
-
وثَبيتُ المَقام في الموقف الدَّحـ
-
-
- ـض إذا ما أضاق رحبُ الفضاءِ
-
وله فكرةٌ يعيد بها الأمـ
-
-
- ـوات في مثل صورة الأحياءِ
-
فتراها تَفْري الفَرِيَّ وكانت
-
-
- قَبله لا تُحيرُ رجعَ النداءِ
-
ليس يرضى لها التحرُّك أو يُبـ
-
-
- ـرِزُها في زلازلِ الهيجاءِ
-
فترى بينها مُقارعة الأب
-
-
- طالِ راحت من غارةٍ شعواءِ
-
بتدابيرَ تَفلِقُ الحجرَ الصلْـ
-
-
- ـد وتَشفي من كل داء عياءِ
-
يَهزم الجيشَ ذكرهُ فتراهم
-
-
- جَزَرَ الهام عُرْضةَ الأصداءِ
-
يتلقّاهُمُ بسيفٍ من الفكـ
-
-
- ـرِ ورمح من صَنعة الآراءِ
-
وسيوفُ العقول أمضى من الصَّمـ
-
-
- ـصام في كفِّ فارسِ الغبراءِ
-
فترى القوم في قليبٍ من المو
-
-
- ت أسارى لدَلوه والرِّشاءِ
-
وله حَرْشَفٌ يُديرُ قُداما
-
-
- هُ زحافاً كالفَيلَق الشهباءِ
-
والمغاويرُ بالياتٌ كما عا
-
-
- يَنْتَ مَوْرَ الكتيبة الجأواءِ
-
وهي خُرْسُ البيان من جهة النُّطـ
-
-
- ـق فصاحُ الآثار والأنباءِ
-
أيُّ شيءٍ يكونُ أحسنَ منه
-
-
- فارساً ماشياً على العَفْراءِ
-
في حروبٍ لا تُصطَلى لتراتٍ
-
-
- وقتال بغير ما شَحْناءِ
-
وقتيلٍ بغير جُرمٍ جناه
-
-
- وجريحٍ مُسَلَّمِ الأعضاءِ
-
وصريعٍ تحت السنابك ينجو
-
-
- برِماقٍ ولات حين نجاءِ
-
وهْو في ذاك ناعمُ البال لا يفـ
-
-
- ـصل بين القتيل والأُسَراءِ
-
وتراهُ يحثُّ كأسَ طِلاءٍ
-
-
- باقتراحٍ لقُبْلةٍ أو غناءِ
-
لا يُدانيه في الشجاعة بِسطا
-
-
- مُ بن قيس وفارسُ الضحياءِ
-
حلَّ من خُلَّتي محلَّ زُلالِ الـ
-
-
- ـماء من ذات غُلَّةٍ صَدْياءِ
-
بودادٍ كأنه النرجسُ الغضـ
-
-
- ـضُ عليلاً بمِسكةٍ ذَفْراءِ
-
راسياً ثابتاً وإن خَلَت الدا
-
-
- رُ جنابا وامتدَّ عهدُ اللقاءِ
-
لستُ أخشى منه الغيابَ ولا تخـ
-
-
- ـشاه في حال قربنا والعَداءِ
-
حبذا أنتُما خليلا صفاءٍ
-
-
- لا يُدانيكما خليلا صفاءِ
-
لكما طوعُ خُلَّتي وقِيادي
-
-
- ما تغنت خَطباءُ في شَجْراءِ
-
ذاك جُهدي إذا وَدِدتُ وإن أقـ
-
-
- ـدر أكافِئْكُما بخيرِ كِفاءِ
-
وحباءُ الوداد بالمنطق الغضـ
-
-
- ـضِ يُجازَى به أَجلُّ حِباء
-