شعر لیلی ومجنون
أحبكِ يا ليلى محبَّة عاشقٍ
أُحِبُّكِ يا لَيلى مَحَبَّةَ عاشِقٍ
-
-
- عَلَيهِ جَميعُ المُصعِباتِ تَهونُ
-
أُحِبُّكِ حُبّاً لَو تُحِبّينَ مِثلَه
-
-
- أَصابَكِ مِن وَجدٍ عَلَيَّ جُنونُ
-
أَلا فَاِرحَمي صَبّاً كَئيباً مُعَذَّباً
-
-
- حَريقُ الحَشا مُضنى الفُؤادِ حَزينُ
-
قَتيلٌ مِنَ الأَشواقِ أَمّا نَهارُهُ
-
-
- فَباكٍ وَأَمّا لَيلُهُ فَأَنينُ
-
لَهُ عَبرَةٌ تَهمي وَنيرانُ قَلبُهُ
-
-
- وَأَجفانُهُ تُذري الدُموعَ عُيونُ
-
فيا ليت أَنَّ المَوتَ يَأتي مُعَجِّلاً
-
-
- عَلى أَنَّ عِشقِ الغانِياتِ فُتونُ
-
تذكرت ليلى والسنين الخواليا
تَذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا
-
-
- وَأَيّامَ لا نَخشى عَلى اللَهوِ ناهِيا
-
وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ
-
-
- بِلَيلى فَلَهّاني وَما كُنتُ لاهِيا
-
بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي
-
-
- بِذاتِ الغَضى تُزجي المَطِيَّ النَواجِيا
-
فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً
-
-
- بَدا في سَوادِ اللَيلِ فَرداً يَمانِيا
-
فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى تَوَقَّدَت
-
-
- بِعَليا تَسامى ضَوءُها فَبَدا لِيا
-
فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضى
-
-
- وَلَيتَ الغضا ماشى الرِكابَ لَيالِيا
-
فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ
-
-
- إِذا جِئتُكُم بِاللَيلِ لَم أَدرِ ماهِيا
-
خَليلَيَّ إِن لا تَبكِيانِيَ أَلتَمِس
-
-
- خَليلاً إِذا أَنزَفتُ دَمعي بَكى لِيا
-
فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً
-
-
- وَلا أُنشِدُ الأَشعارَ إِلّا تَداوِيا
-
وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما
-
-
- يَظُنّانِ كُلَّ الظَنِّ أَن لا تَلاقِيا
-
لَحى اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا
-
-
- وَجَدنا طَوالَ الدَهرِ لِلحُبِّ شافِيا
-
وَعَهدي بِلَيلى وَهيَ ذاتُ مُؤَصِّدٍ
-
-
- تَرُدُّ عَلَينا بِالعَشِيِّ المَواشِيا
-
فَشَبَّ بَنو لَيلى وَشَبَّ بَنو اِبنِها
-
-
- وَأَعلاقُ لَيلى في فُؤادي كَما هِيا
-
إِذا ما جَلَسنا مَجلِساً نَستَلِذُّهُ
-
-
- تَواشَوا بِنا حَتّى أَمَلَّ مَكانِيا
-
سَقى اللَهُ جاراتٍ لِلَيلى تَباعَدَت
-
-
- بِهِنَّ النَوى حَيثُ اِحتَلَلنَ المَطالِيا
-
وَلَم يُنسِني لَيلى اِفتِقارٌ وَلا غِنىً
-
-
- وَلا تَوبَةٌ حَتّى اِحتَضَنتُ السَوارِيا
-
وَلا نِسوَةٌ صَبِّغنَ كَبداءَ جَلعَداً
-
-
- لِتُشبِهَ لَيلى ثُمَّ عَرَّضنَها لِيا
-
خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ الَّذي
-
-
- قَضى اللَهُ في لَيلى وَلا ما قَضى لِيا
-
قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها
-
-
- فَهَلّا بِشَيءٍ غَيرِ لَيلى اِبتَلانِيا
-
وَخَبَّرتُماني أَنَّ تَيماءَ مَنزِلٌ
-
-
- لِلَيلى إِذا ما الصَيفُ أَلقى المَراسِيا
-
فَهَذي شُهورُ الصَيفِ عَنّا قَدِ اِنقَضَت
-
-
- فَما لِلنَوى تَرمي بِلَيلى المَرامِيا
-
فَلَو أَنَّ واشٍ بِاليَمامَةِ دارُهُ
-
-
- وَداري بِأَعلى حَضرَمَوتَ اِهتَدى لِيا
-
وَماذا لَهُم لا أَحسَنَ اللَهُ حالُهُم
-
-
- مِنَ الحَظِّ في تَصريمِ لَيلى حَبالِيا
-
وَقَد كُنتُ أَعلو حُبَّ لَيلى فَلَم يَزَل
-
-
- بِيَ النَقضُ وَالإِبرامُ حَتّى عَلانِيا
-
فَيا رَبِّ سَوّي الحُبَّ بَيني وَبَينَها
-
-
- يَكونُ كَفافاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا
-
فَما طَلَعَ النَجمُ الَّذي يُهتَدى بِهِ
-
-
- وَلا الصُبحُ إِلّا هَيَّجا ذِكرَها لِيا
-
وَلا سِرتُ ميلاً مِن دِمَشقَ وَلا بَدا
-
-
- سُهَيلٌ لِأَهلِ الشامِ إِلّا بَدا لِيا
-
وَلا سُمِّيَت عِندي لَها مِن سَمِيَّةٍ
-
-
- مِنَ الناسِ إِلّا بَلَّ دَمعي رِدائِيا
-
وَلا هَبَّتِ الريحُ الجُنوبُ لِأَرضِها
-
-
- مِنَ اللَيلِ إِلّا بِتُّ لِلريحِ حانِيا
-
فَإِن تَمنَعوا لَيلى وَتَحموا بِلادَها
-
-
- عَلَيَّ فَلَن تَحموا عَلَيَّ القَوافِيا
-
فَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَنّي أُحِبُّها
-
-
- فَهَذا لَها عِندي فَما عِندَها لِيا
-
قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا
-
-
- وَبِالشَوقِ مِنّي وَالغَرامِ قَضى لَيا
-
وَإِنَّ الَّذي أَمَّلتُ يا أُمَّ مالِكٍ
-
-
- أَشابَ فُوَيدي وَاِستَهامَ فُؤادَيا
-
أَعُدُّ اللَيالي لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ
-
-
- وَقَد عِشتُ دَهراً لا أَعُدُّ اللَيالِيا
-
وَأَخرُجُ مِن بَينِ البُيوتِ لَعَلَّني
-
-
- أُحَدِّثُ عَنكِ النَفسَ بِاللَيلِ خالِيا
-
أَراني إِذا صَلَّيتُ يَمَّمتُ نَحوَها
-
-
- بِوَجهي وَإِن كانَ المُصَلّى وَرائِيا
-
وَما بِيَ إِشراكٌ وَلَكِنَّ حُبَّها
-
-
- وَعُظمَ الجَوى أَعيا الطَبيبَ المُداوِيا
-
أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافَقَ اِسمَها
-
-
- أَوَ اِشبَهَهُ أَو كانَ مِنهُ مُدانِيا
-
خَليلَيَّ لَيلى أَكبَرُ الحاجِ وَالمُنى
-
-
- فَمَن لي بِلَيلى أَو فَمَن ذا لَها بِيا
-
لَعَمري لَقَد أَبكَيتِني يا حَمامَةَ ال
-
-
- عَقيقِ وَأَبكَيتِ العُيونَ البَواكِيا
-
خَليلَيَّ ما أَرجو مِنَ العَيشِ بَعدَما
-
-
- أَرى حاجَتي تُشرى وَلا تُشتَرى لِيا
-
وَتُجرِمُ لَيلى ثُمَّ تَزعُمُ أَنَّني
-
-
- سَلوتُ وَلا يَخفى عَلى الناسِ ما بِيا
-
فَلَم أَرَ مِثلَينا خَليلَي صَبابَةٍ
-
-
- أَشَدَّ عَلى رَغمِ الأَعادي تَصافِيا
-
خَليلانِ لا نَرجو اللِقاءَ وَلا نَرى
-
-
- خَليلَينِ إِلّا يَرجُوانِ تَلاقِيا
-
وَإِنّي لَأَستَحيِيكِ أَن تَعرِضِ المُنى
-
-
- بِوَصلِكِ أَو أَن تَعرِضي في المُنى لِيا
-
يَقولُ أُناسٌ عَلَّ مَجنونَ عامِرٍ
-
-
- يَرومُ سُلوّاً قُلتُ أَنّى لِما بِيا
-
بِيَ اليَأسُ أَو داءُ الهُيامِ أَصابَني
-
-
- فَإِيّاكَ عَنّي لا يَكُن بِكَ ما بِيا
-
إِذا ما اِستَطالَ الدَهرُ يا أُمَّ مالِكٍ
-
-
- فَشَأنُ المَنايا القاضِياتِ وَشانِيا
-
إِذا اِكتَحَلَت عَيني بِعَينِكِ لَم تَزَل
-
-
- بِخَيرٍ وَجَلَّت غَمرَةً عَن فُؤادِيا
-
فَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَشقَيتِ عِيشَتي
-
-
- وَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَنعَمتِ بالِيا
-
وَأَنتِ الَّتي ما مِن صَديقٍ وَلا عِداً
-
-
- يَرى نِضوَ ما أَبقَيتِ إِلّا رَثى لِيا
-
أَمَضروبَةٌ لَيلى عَلى أَن أَزورَها
-
-
- وَمُتَّخَذٌ ذَنباً لَها أَن تَرانِيا
-
إِذا سِرتُ في الأَرضِ الفَضاءِ رَأَيتُني
-
-
- أُصانِعُ رَحلي أَن يَميلَ حِيالِيا
-
يَميناً إِذا كانَت يَميناً وَإِن تَكُن
-
-
- شِمالاً يُنازِعنِ الهَوى عَن شِمالِيا
-
وَإِنّي لَأَستَغشي وَما بِيَ نَعسَةٌ
-
-
- لَعَلَّ خَيالاً مِنكِ يَلقى خَيالِيا
-
هِيَ السِحرُ إِلّا أَنَّ لِلسِحرِ رُقيَةً
-
-
- وَأَنِّيَ لا أُلفي لَها الدَهرَ راقَيا
-
إِذا نَحنُ أَدلَجنا وَأَنتِ أَمامَنا
-
-
- كَفا لِمَطايانا بِذِكراكِ هادِيا
-
ذَكَت نارُ شَوقي في فُؤادي فَأَصبَحَت
-
-
- لَها وَهَجٌ مُستَضرَمٌ في فُؤادِيا
-
أَلا أَيُّها الرَكبُ اليَمانونَ عَرَّجوا
-
-
- عَلَينا فَقَد أَمسى هَواناً يَمانِيا
-
أُسائِلُكُم هَل سالَ نَعمانُ بَعدَنا
-
-
- وَحُبَّ إِلَينا بَطنُ نَعمانَ وادِيا
-
أَلا يا حَمامَي بَطنِ نَعمانَ هِجتُما
-
-
- عَلَيَّ الهَوى لَمّا تَغَنَّيتُما لِيا
-
وَأَبكَيتُماني وَسطَ صَحبي وَلَم أَكُن
-
-
- أُبالي دُموعَ العَينِ لَو كُنتُ خالِيا
-
وَيا أَيُّها القُمرِيَّتانِ تَجاوَبا
-
-
- بِلَحنَيكُما ثُمَّ اِسجَعا عَلَّلانِيا
-
فَإِن أَنتُما اِسطَترَبتُما أَو أَرَدتُما
-
-
- لَحاقاً بِأَطلالِ الغَضى فَاِتبَعانِيا
-
أَلا لَيتَ شِعري ما لِلَيلى وَمالِيا
-
-
- وَما لِلصِبا مِن بَعدِ شَيبٍ عَلانِيا
-
أَلا أَيُّها الواشي بِلَيلى أَلا تَرى
-
-
- إِلى مَن تَشيها أَو بِمَن جِئتُ واشِيا
-
لَئِن ظَعَنَ الأَحبابُ يا أُمَّ مالِكٍ
-
-
- فَما ظَعَنَ الحُبُّ الَّذي في فُؤادِيا
-
فَيا رَبِّ إِذ صَيَّرتَ لَيلى هِيَ المُنى
-
-
- فَزِنّي بِعَينَيها كَما زِنتَها لِيا
-
وَإِلّا فَبَغِّضها إِلَيَّ وَأَهلَها
-
-
- فَإِنّي بِلَيلى قَد لَقيتُ الدَواهِيا
-
عَلى مِثلِ لَيلى يَقتُلُ المَرءُ نَفسَهُ
-
-
- وَإِن كُنتُ مِن لَيلى عَلى اليَأسِ طاوِيا
-
خَليلَيَّ إِن ضَنّوا بِلَيلى فَقَرِّبا
-
-
- لِيَ النَعشَ وَالأَكفانَ وَاِستَغفِرا لِيا
-
وإن مت من داء الصبابة فأبلغا
-
-
- شبيهة ضوء الشمس مني سلاميا
-