معنى التوبة
تعرف التوبة بأنها الرجوع عن الذنب والندم عليه مع الإقلاع عنه فوراً،1 وأن يفعل ذلك طاعة لله -تعالى- خوفاً منه وطمعاً بمغفرته،2 والتوبة مطلوبة من كل الخلق، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يستغفر الله -تعالى- ويتوب إليه في كل يوم، قال -صلى الله عليه وسلم-: (واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً).3
فضل التوبة والرجوع إلى الله
تعد التوبة من رحمة الله – تعالى – بخلقه، حيث إنها طريقة للرجوع إلى الطريق المستقيم، وطريقة لتدارك ما أخطأ به العبد، فمن رحمة الله -تعالى- أن الذنوب والمعاصي تغفر ويتجاوز الله -تعالى- عنها إذا صدق العبد في توبته، وللتوبة والرجوع إلى الله -تعالى- فضائل كثيرة، ومنها ما يأتي:
- التائب يحبه الله -تعالى-، وهذا من قوله -عز وجل-: ﴿إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ﴾.4
- جعل الله -تعالى- التوبة سبباً للفلاح في الدنيا والآخرة وهذا من قوله -عز وجل-: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.5
- التائب يرزقه الله -تعالى- قوة ورزقاً وهذا من قوله -تعالى-: ﴿وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ﴾.6
- تعد التوبة والرجوع إلى الله -تعالى- سبباً في زيادة الحسنات حيث يعطي الله -تعالى- العبد حسنات بدلاً من السيئات، وهو من قوله -تعالى-: ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً﴾.7
- تعد التوبة إلى الله -تعالى- والرجوع إليه من علامات الخيرية في الإنسان، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ ، وخيرُ الخطًّائينَ : التَّوَّابونَ).8
- إن التوبة سبب لمغفرة الذنوب وإن كانت كثيرة وعظيمة، يقول -صلى الله عليه وسلم-: (لو أخطأْتُمْ حتى تَبْلُغَ خطاياكم السماءَ ، ثُمَّ تُبْتُم لَتابَ اللهُ عليكم).9
- إن التائب يعد من أرق الناس قلوباً، بقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: (اجلسوا إلى التوابين فأنهم أرق أفئدة).10
- تعد التوبة إلى الله -تعالى- من أسباب حفظ الحقوق لأن التوبة لا تقبل إلا إذا أعاد المذنب الحقوق إلى أصحابها.
شروط التوبة
للتوبة شروط على من أراد أن يرجع إلى الله -تعالى- ويتخلص من ذنوبه أن يأتي بها جميعها وهي حسب ما يأتي:11
- ترك الذنب فوراً وإلا كانت توبته عبثاً، فلا يصح أن يقول أتوب غداً، أو بعد أن أرجع من سفري.
- أن يندم على اقترافه الذنب، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (النَّدمُ توبةٌ).12
- أن يعقد النية والعزم على ألا يعود إلى الذنوب التي تاب منها، وإن كان في نيته أن يرجع إلى الذنوب فتوبته لا تصح.
- أن يُرجع الحقوق إلى أصحابها ما دام قادراً على ذلك.
المراجع
- الطبري، تفسير الطبري، صفحة 547. بتصرّف.
- مجموعة من المؤلفين، موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام، صفحة 212. بتصرّف.
- رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:6307 ، صحيح.
- سورة البقرة ، آية:222
- سورة التوبة ، آية:31
- سورة هود ، آية:52
- سورة الفرقان ، آية:70
- رواه الألباني ، في صحيح الترمذي ، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:2499، حسن.
- رواه الألباني ، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:5235 ، حسن.
- محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 97. بتصرّف.
- النووي، رياض الصالحين، صفحة 33. بتصرّف.
- رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن مسعود ، الصفحة أو الرقم:614، أخرجه في صحيحه.