الزكاة
مفهوم الزكاة
تعد الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة بشروط، وفيما يأتي بيان مفهوم الزكاة:1
- الزكاة
هي حق يجب على المسلم إيتاؤها في ماله، وعرفها الحنفية بأنها إخراج جزء مال مخصوص وتمليكه من مال مخصوص إلى شخص مخصوص، عينه الشارع لوجه الله -تعالى-.
- التمليك
أي احترازًا عن الإباحة، فلو أطعم يتيمًا لا يجزيه حتى وإن كان ناويًا الزكاة، بشرط أن يدفع إليه المطعوم، (جزء مال) أي: إخراج المنفعة، حتى إن أسكن فقيرًا منزله مع نية الزكاة، لا يجزيه.
- قولهم الجزء المخصوص
المقدار المعين الواجب على إيتائه، المال المخصوص: نصاب الزكاة الذي قدره الشرع، الشخص المخصوص: الذين حددهم الشرع وهم مستحقو الزكاة، والمقصود بـ(عينه الشارع) أي ربع عشر نصاب معين مضى عليه الحول، وقولهم (لوجه الله) أي بغية رضى الله -عز وجل-.
حكمة الزكاة
شرع الله عز وجل- الزكاة لتحقيق التكافل في تفاوت الناس في الأرزاق وتحصيل المكاسب، وهو أمر طارئ يحتاج إلى علاج، قال الله -تعالى-: (وَاللَّـهُ فَضَّلَ بَعضَكُم عَلى بَعضٍ فِي الرِّزقِ)،2 أي فضل الله الناس في رزقهم، وجعل الغني واجبًا عليه أن يعطي الفقير وهو حقًا واجبًا مفروضًا، لا منةً لا تطوعًا؛ لقوله -تعالى-: (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ).34
فضل الزكاة
لإيتاء الزكاة فضائل عديدة، وفيما يأتي ذكرها:5
- اقتران الزكاة بالصلاة في كثيرِ من المواضع في كتاب الله -تعالى-، أينما وردت الصلاة تبعها إيتاء الزكاة، قال -سبحانه-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ)،6 وفي هذا دلالة على فضل الزكاة.
- أن الزكاة ثالث أركان الإسلام الخمسة، كما جاء في حديث بني الإسلام على خمس: (شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).7
- قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).89
- قال الله: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم وَاللَّـهُ سَميعٌ عَليمٌ).1011
قصص عن الزكاة في عهد الصحابة
فيما يأتي ذكر بعض القصص عن الصحابة في الزكاة:12
- جاء مسكين إلى عائشة -رضي الله عنها- فطلب منها الصدقة، فبحثت السيدة عائشة في البيت فلم تجد إلا عنبة واحدة فأعطته إياها، فقال أحدهم: ما تغني هذه العنبة؟ قالت: إن فيها ذرات كثيرة لأن الله يقول: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)؛13 بل شق التمرة يكتبها الله -تعالى- عنده، وأصغر من ذلك الذرة الواحدة.
- عندما أصاب الناس القحط والمجاعة والمشقة نادى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن يشتَري بئرَ رومةَ فيجعَلُ فيها دلوَهُ معَ دلاءِ المسلمينَ بخيرٍ لَهُ منها في الجنَّةِ)،14 فاشتراها عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
المراجع
- وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 1788-1789. بتصرّف.
- سورة النحل، آية:71
- سورة الذاريات، آية:19
- وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 1790. بتصرّف.
- النوري، صالح بن عبد الله، أحمد الدعاس، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 229. بتصرّف.
- سورة البقرة، آية:110
- رواه بخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:8، خلاصة حكم الحديث صحيح.
- سورة البقرة، آية:277
- التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 611.
- سورة التوبة، آية:103
- خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛
لا نص تم توفيره للمراجع المسماةc2d30ffd_772b_4fe2_8eda_148d7b61385b
- عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 15-8. بتصرّف.
- سورة الزلزلة، آية:7-8
- رواه النسائي، في سنن النسائي، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:3610، خلاصة حكم الحديث صحيح.