قصيدة أسألك الرحيلا
يقول نزار قباني: 1
- لنفترق قليلاً
- لخير هذا الحب يا حبيبي
- وخيرنا
- لنفترق قليلاً
- لأنني أريد أن تزيد في محبتي
- أريد أن تكرهني قليلاً
- بحقِ ما لدينا
- من ذكر غالية كانت على كلينا
- بحق حب رائعٍ
- ما زال منقوشاً على فمينا
- ما زال محفوراً على يدينا
- بحق ما كتبته إلي من رسائل
- ووجهك المزروع مثل وردة في داخلي
- وحبك الباقي على شعري على أناملي
- بحق ذكرياتنا
- وحزننا الجميل وابتسامنا
- وحبنا الذي غداً أكبر من كلامنا
- أكبر من شفاهنا
- بحق أحلى قصة للحب في حياتنا
- أسألك الرحيلا
- لنفترق أحبابا
- فالطير في كل موسمٍ
- تفارق الهضابا
- والشمس يا حبيبي
- تكون أحلى عندما تحاول الغيابا
- كن في حياتي الشك والعذابا
- كن مرةً أسطورةً
- كن مرةً سرابا
- وكن سؤالاً في فمي
- لا يعرف الجوابا
- من أجل حب رائعٍ
- يسكن منا القلب والأهدابا
- وكي أكون دائماً جميلة
- وكي تكون أكثر اقترابا
- أسألك الذهابا
- لنفترق ونحن عاشقانِ
- لنفترق برغم كل الحب والحنانِ
:فمن خلال الدمع يا حبيبي
- أريد أن تراني
- ومن خلال النار والدخانِ
- أريد أن تراني
- لنحترق لنبك يا حبيبي
- فقد نسينا
- نعمة البكاء من زمانِ
- لنفترق
- كي لا يصير حبنا اعتيادا
- وشوقنا رماداً
- وتذبل الأزهار في الأواني
- كن مطمئن النفس يا صغيري
- فلم يزل حبك ملء العين والضميرِ
- ولم أزل مأخوذةً بحبك الكبيرِ
- ولم أزل أحلمُ أن تكون لي
- يا فارسي أنت ويا أميري
- لكنني.. لكنني
- أخاف من عاطفتي
- أخاف من شعوري
- أخاف أن نسأم من أشواقنا
- أخاف من وصالنا
- أخاف من عناقنا
- فباسم حب رائعٍ
- أزهر كالربيع في أعماقنا
- أضاء مثل الشمس في أحداقنا
- وباسم أحلى قصة للحب في زماننا
- أسألك الرحيلا
- حتى يظل حبنا جميلا
- حتى يكون عمره طويلا
- أسألك الرحيلا
قصيدة كاد العراق يضيق من ألم الفراق
يقول مالك الواسطي في فراق العراق:
- خلفي، كما تدري العراقْ
- وأمامنا يا صاح
- لم يبقَ سوى مرِّ الفراق
- فاجمع جراحك وأنتسب
- للريح، للذكرى
- لجرحٍ لم يزلْ في القلب
- يسكنه اشتياق
:يا صاحَ! إن مر العراق
- بالباكيات، الناحبات، الظامئات
- إلى انكسار الظهر، في ظل العناق
- فافرش له دمعي،
- إذا جنَّ المساءُ وسادة
- وترفقا يا صاح
- في قلبٍ معاق
قصيدة الفراق
يقول إبراهيم ناجي: 2
يا ساعة الحسرات والعبرات
-
-
- أعصفت أم عصف الهوى بحياتي
-
ما مهربي ملأ الجحيم مسالكي
-
-
- وطغى على سُبُلي وسد جهاتي
-
من أي حصن قد نزعت كوامنا
-
-
- من أدمعي استعصمن خلف ثباتي
-
حطمت من جبروتهن فقلن لي
-
-
- أزف الفراق فقلت ويحك هاتي
-
أأموت ظمآناً وثغرك جدولي
-
-
- وأبيت أشرب لهفتي وولوعي
-
جفت على شفتي الحياة وحلمها
-
-
- وخيالها من ذلك الينبوع
-
قد هدني جزعي عليك وأدعي
-
-
- أني غداة البين غير جزوع
-
وأريد أشبع ناظري فأنثني
-
-
- كي أستبينك من خلال دموعي
-
هان الردى لو أن قلبك دار
-
-
- أأموت مغترباً وصدرك داري
-
يا من رفعت بناء نفسي شاهقاً
-
-
- متهلل الجنبات بالأنوار
-
اليوم لي روح كظل شاحب
-
-
- في هيكل متخاذل الأسوار
-
لو في الضلوع أجلت عينك أبصرت
-
-
- منهارة تبكي على منهار
-
لا تسألي عن ليل أمس وخطبه
-
-
- وخذي جوابك من شقي واجم
-
طالت مسافته علي كأنها
-
-
- أبد غليظ القلب ليس براحم
-
وكأنني طفل بها وخواطري
-
-
- أرجوحة في لجها المتلاطم
-
عانيتها والليل لعنة كافر
-
-
- وطويتها والصبح دمعة نادم
-
قصيدة بكيت من الفراق غداة ولت
يقول البحتري: 3
بَكيْتُ مِنَ الفِراقِ غَدَاةَ وَلَّتْ
-
-
- بِنا بُزْلُ الجِمَالِ عَلَى الفِراقِ
-
فَمَا رَقَأَتْ دُمُوعُ العَيْنِ حَتَّى
-
-
- شَفَى نَفْسِي الفِراقُ مِنَ التَّلاقي
-
غَداً تَغْدُو مَطَايَا السَّيْرِ مِنِّي
-
-
- بِشَوق ٍ لاَ يُقِيمُ عَلَى الرِّفاقِ
-
وأَسْتَبطي إِلى بَغْدادَ سَيْري
-
-
- ولوْ أَنِّي رَحَلتُ علَى الْبُرَاقِ
-
قصيدة أقول لهم وقد جد الفراق
يقول معروف الرصافي: 4
أقول لهم وقد جدّ الفراق
-
-
- رويدَكم فقد ضاق الخِناقُ
-
رحلتم بالبدور وما رحِمتم
-
-
- مَشُوقاً لا يبوخ له اشتياقُ
-
فقلبي فوق ارؤسكم مطار
-
-
- ودمعي تحت ارجلكم مراقُ
-
أقال الله من قود لحاظاً
-
-
- دماء العاشقين بها تراقُ
-
وابقى اعيناً للغيد سوداً
-
-
- ولو نُسيتْ بها البيض الرقاقُ
-
متى يصحو الفؤاد وقد أديرت
-
-
- عليه من الهوى كأس دهاقُ
-
وليس الناس الا من تصابي
-
-
- لهوج الرامسات بها اختراقُ
-
كأن لم تصبني فيها كعاب
-
-
- ولم يُضرب بساحتها رواقُ
-
فعُجتُ على الطلول بها مُكِباً
-
-
- أسير عَضَّ ساعده الوَثاقُ
-
حديد بارد في اللوم قلبي
-
-
- فليس له إذا طرق انطراقُ
-
قصيدة أما الفراق فإنه ما أعهد
يقول المتنبي: 5
أمّا الفِراقُ فإنّهُ ما أعْهَدُ
-
-
- هُوَ تَوْأمي لوْ أنّ بَيْناً يُولَدُ
-
ولَقَد عَلِمْنا أنّنا سَنُطيعُهُ
-
-
- لمّا عَلِمْنَا أنّنَا لا نَخْلُدُ
-
وإذا الجِيادُ أبا البَهِيِّ نَقَلْنَنا
-
-
- عَنكُم فأرْدأُ ما ركِبتُ الأجوَدُ
-
مَن خَصّ بالذّمّ الفراقَ فإنّني
-
-
- مَن لا يرَى في الدهر شيئاً يُحمَدُ
-
قصيدة بكيت الدّموع حذار الفراق
أبو الفضل بن الأحنف:6
بكيت الدّموع حذار الفراق
-
-
- وقَبْلَ الفِرَاقِ وَلا أعلَمُ
-
فلَوْ قد تَوَلّى وسارَ الحَبيبُ
-
-
- لكان مكان دموعي دمُ
-
وفي العِشقِ كأسانِ مَسمُومَتا
-
-
- نِ طعمهما الصّابُ والعلقمُ
-
فإحداهما كأسُ هَجرِ الحَبيب
-
-
- وكأسُ الفِراقِ هَي الصَّيْلَمُ
-
قصيدة أهاب سحيراً بالفراق مهيب
يقول البرعي:7
أهابَ سحيراً بالفراقِ مهيبُ
-
-
- فلباهُ وجداً في الحشا ولهيبُ
-
و حققَ ظني بالرحيلِ مودعٌ
-
-
- مدامعهُ في وجنتيهِ تصوبُ
-
فما كذبتني رمزة ٌ معنوية ٌ
-
-
- أشارَ بها ريُّ البنانِ خضيبُ
-
يردُّ بطرفيهِ السلامَ وحولهُ
-
-
- رقيبٌ ومنْ حولِ الرقيبِ رقيبُ
-
حمتهُ عن التوديعِ زرقُ أسنةٍ
-
-
- تكادُ تذيبُ الصخرَ وهو صليبُ
-
فمنْ أينَ يصفو العيشُ بعدَ أحبة ٍ
-
-
- ركائبهمْ بينَ الشعابِ شعوبُ
-
و هلْ سلوة ٌ بعدَ الفراقِ لهائمٍ
-
-
- شجٍ قلبهُ قبلَ الفراقِ كئيبُ
-
و بينَ الخيامِ البيضِ منْ أيمنِ الحمى
-
-
- قلوبٌ دعتها للرحيلِ قلوبُ
-
إذا لم أذبْ بعدَ الفريقِ صبابة ً
-
-
- فمن أيِّ شيءٍ بعدَ ذاكَ أذوبُ
-
يشوقني روحُ النسيم فلوعتي
-
-
- لها كلما هبَّ النسيمُ هبوبُ
-
قصيدة حَنانيكِ ما ذا الهجرُ
يقول عبداللطيف فتح الله:8
حَنانيكِ ما ذا الهجرُ يا أُمَّ قاسِمٍ
-
-
- فَرِفقاً بِوَلهانِ الفُؤادِ وَهائمِ
-
وَليني عَلى الوَلهانِ ذي الوَجدِ وَالجوى
-
-
- فُؤاداً قَسا كَالصّخرِ لَيسَ براحمِ
-
فَما بالُهُ تَجفينَهُ وَهوَ سيّدٌ
-
-
- كَريمٌ مِنَ الأَمجادِ عين الأكارمِ
-
نَسيبٌ عَريقُ الأَصلِ طابَ نِجارُهُ
-
-
- بُنَيُّ كِرامٍ في الورى وكرائمِ
-
وَجيهٌ جَليلٌ في العُيونِ مُوقَّر
-
-
- جَميلٌ وَسيمُ الوَجهِ لَيسَ بِجاهمِ
-
شُجاعٌ تَربّى في الوَغى وَهوَ ضَيغم
-
-
- تَذِلُّ لَهُ خَوفاً أُنوفَ الضّياغمِ
-
يكرُّ عَلى الآسادِ لا يرهبُ الرّدى
-
-
- وَيَسطو قَسيَّ القَلبِ سَطوةَ ظالِمِ
-
يَظنُّ إِذا ما كَرَّ أَن لَيسَ خلفهُ
-
-
- طَريقٌ بِهِ يَبدو مفرّ لِهاجِمِ
-
وَيَنقَضُّ كالعقبانِ عندَ اِنقِضاضِها
-
-
- فَيَرفَعُ كَفّيهِ بِأخذِ الجَماجِمِ
-
يُعادِلُ آسادَ الوَغى لَو تَجَمّعوا
-
-
- بِلا الأَسَدِ الرّئبالِ مُردي الهَياضمِ
-
أَبي العِزِّ خدنِ المَجدِ فَخرُ بَني العُلى
-
-
- عَلِيّ السّجايا بَعضها جود حاتِمِ
-
فَذاكَ هِزَبرٌ راجِحٌ لَو وَزَنتَهُ
-
-
- مَدى الدّهرِ في الدّنيا بِكلِّ الضّياثمِ
-
هَصور مهيب يَقصِمُ الظّهرَ صيتهُ
-
-
- وَما كلُّ صيتٍ لِلظهورِ بِقاصِمِ
-
تَخافُ بِهِ الأَطفالُ وَهيَ بِمَهدِها
-
-
- وَتهلكُ مِن ذكراهُ حمسُ الجَهاضِمِ
-
فَيا سَعدَ مَن وافاهُ وَهوَ مُسالِمٌ
-
-
- وَيا تَعس مَن وافاهُ غَير مُسالِمِ
-
يَسيرُ عَلى أَقدامِهِ نَحوَ حَتفِهِ
-
-
- وَلَيسَ مِنَ الهَيجا يَعودُ بِسالِمِ
-
تَراهُ إِذا قَد رامَ حَربَ عِداتهِ
-
-
- يَقومُ وثوباً مِثلَ وَثبِ الضراغمِ
-
وَيَنهَضُ ذا جدٍّ لأخذِ سلاحِهِ
-
-
- بِجَزمِ أَخي عَزمٍ بِهمَّةِ حازمِ
-
وَيَلبَسُ دِرعاً مُحكَماً صنع نَسجها
-
-
- وَمَغفرهُ المُزري بِلبسِ العَمائِمِ
-
فَيُصبِحُ في حِصنٍ حصينٍ فَما بِهِ
-
-
- يُؤثّر مِن رمحٍ وَقُضبٍ قَواصمِ
-
وَيَحمِلُ أَنواعَ الرّماحِ جَميعِها
-
-
- فَمِن حَربةٍ تُسقى بِسُمِّ الأَراقمِ
-
وَسُمرٍ عَوالٍ ثمّ لُدنٍ عَوارتٍ
-
-
- يَقلُّ لَعمري مثلها في اللّهاذِمِ
-
وَجُعبَتُه ما إِن تعدّ سِهامها
-
-
- وَما نَصلُها غير القُلوبِ بِطاعِمِ
-
وَيَحمِلُ أَصنافَ السّيوفِ جَميعها
-
-
- فَمِن مُرهَفٍ ماضٍ رسوبٍ وَحاسمِ
-
وَمِن هندوانيٍّ وَعَضبٍ مُهنّدٍ
-
-
- وإِصليتِ قُرضابٍ وَأَمضى الصّوارِمِ
-
يَخوضُ إِلى الهَيجاءِ بَحرَ كَريهَةٍ
-
-
- بِمُعترك الأَبطالِ عِندَ التّصادُمِ
-
يَموجُ بِفُرسانٍ لُيوثٍ كَواسرٍ
-
-
- وَما مِثلُهُ بِالمَوجِ مِن مُتَلاطِمِ
-
يَصولُ على طِرفٍ أَصيلٍ مُشذَّبٍ
-
-
- مِنَ الرّيحِ مَخلوق مقودِ الشّكائِمِ
-
فَإِنْ يَعدُ شمتَ الريحَ مَسبوقةً بهِ
-
-
- وَما غَيرُهُ قَد نالَ سَبقَ النَّسائِمِ
-
وَما خَيلُهُ إِلّا جيادُ أَصائِلٍ
-
-
- صَوافن غرٍّ مِن هِجانٍ كَرائِمِ
-
فَمِن أَشهَبٍ صافٍ وَأحمَر رائقٍ
-
-
- بِعَرفٍ كَمثلِ الذّيلِ أَسودَ فاحمِ
-
وَثيج وَعُنجوج شَديدٍ وصلدمٍ
-
-
- كَحيلٍ كريمٍ مِن جيادِ الصّلادِمِ
-
كَبيرٍ ثَلاث واسِع لِثلاثةٍ
-
-
- بِطولُ ثَلاثٍ مِنهُ طولُ القَوائِمِ
-
قَصيرُ ثَلاثٍ لا ذنوب وَسَمحَجٍ
-
-
- ذَريع وَسَهب سَلهب لم يصادمِ
-
أَغَرّ بِتَحجيلٍ بِغَيرِ يَمينِهِ
-
-
- بِحُسنِ تَقاطيعٍ بِأَسنى المَياسِمِ
-
بِسيّالَةٍ إِن يُسقَ تَشربْ بشربِهِ
-
-
- بِثَغرٍ ظَريفٍ وَهوَ حلو المَباسِمِ
-
بِحُسنِ نَياشينٍ لَها اليمنُ صاحِبٌ
-
-
- بِها السّعدُ مَقرونٌ بِخَيرٍ مُلازِمِ
-
إَذا أَفلتَ الخطّيَّ في القوم طاعناً
-
-
- تَراهُ إِذن يَنسابُ مِثلَ الأراقمِ
-
لَوِ اِصطَفَّ أَلفٌ واحداً خَلفَ واحِدٍ
-
-
- وَأَفلَتَ ذاكَ الرّمح لَيسَ بِراحِمِ
-
لَأخرجَ ذاكَ الرّمحَ مِنهم جَميعهم
-
-
- وَصَيَّرَهم لِلوَحشِ أَهنى الوَلائِمِ
-
وَلَو أَنّ ذاكَ الألف قَد دارَ حَلقَةً
-
-
- وَمَدَّ لَهُ زنداً بأبيض صارِمِ
-
لَشِمتَ رُؤوسَ الألفِ منهُ بِضَربَةٍ
-
-
- تَطيرُ عَنِ الأَعناقِ نَحوَ النّعائمِ
-
وَإِنْ يَرمِهمْ بِالنَّبلِ كانَت سِهامُهُ
-
-
- تَصبُّ عَلَيهم مِثل وَبلِ الغمائِمِ
-
وَلَو ضَربت كفّاهُ مِن غَيرِ آلةٍ
-
-
- رُؤوسَ العِدى بِالخبطِ فَوقَ العَمائِمِ
-
لَأَصبَحَ مِن أَقدامِهم نَحوَ سفلها
-
-
- يُريكَ بِلا رَيبٍ خُروجَ الجَماجِمِ
-
كَذاكَ لَعَمري فَليَكُن كلّ فارِس
-
-
- وَكُلّ شجاعٍ في الحروبِ مصادمِ
-
المراجع
- ” أسألك الرحيلا”، الديوان .
- “يا ساعة الحسرات والعبرات”، الديوان .
- “بكيت من الفراق غداة ولت”، الديوان .
- “أقول لهم وقد جد الفراق”، الديوان .
- “أما الفراق فإنه ما أعهد”، الديوان .
- “بكيت الدّموع حذار الفراق “، الديوان .
- “أهاب سحيراً بالفراق مهيب”، الديوان .
- “حَنانيكِ ما ذا الهجرُ “، الديوان .