قصيدة أتظعن يا قلب مع من ظعن
أتظعَنُ يا قلبُ مع من ظعَنْ
-
-
-
-
- حَبيبَينِ أندُبُ نفسي إذَنْ
-
-
-
ولم لا أصابُ وحربُ البسو
-
-
-
-
- سِ بينَ جفوني وبينَ الوسَن
-
-
-
وهل أنا بعدَكُم عائشٌ
-
-
-
-
- وقد بنتَ عنّي وبانَ السكَن
-
-
-
فدى ذلكَ الوجه بدرُ الدجى
-
-
-
-
- وذاك التثنّي تثنّي الغُصُن
-
-
-
فما للفراق وما للجميع
-
-
-
-
- وما للرياح وما للدِمَن
-
-
-
كأنْ لم يكن بعد أن كان لي
-
-
-
-
- كما كان لي بعد أن لم يكُن
-
-
-
ولم يسقني الراح ممزوجَةً
-
-
-
-
- بماءِ اللِّثَى لا بماءِ المُزَن
-
-
-
لها لونُ خدّيهِ في كفِّهِ
-
-
-
-
- وريحُكَ يا أحمدَ بنَ الحسَن
-
-
-
ألَم يُلفِكَ الشرفُ اليعرُبيّ
-
-
-
-
- وأنتَ غريبَةُ أهل الزَمَن
-
-
-
كأنَّ المحاسنَ غارَت عليكَ
-
-
-
-
- فسَلَّت لدَيكَ سُيوفَ الفِتَن
-
-
-
لَذِكرُكَ أطيبُ من نشرِها
-
-
-
-
- ومدحُكَ أحلى سماعِ الأُذُن
-
-
-
فَلَم يَرَكَ الناسُ إلا غنوا
-
-
-
-
- برُؤياكَ عن قولِ هذا ابنُ مَن
-
-
-
ولو قُصِدَ الطفلُ من طَيّئٍ
-
-
-
-
- لشاركَ قاصِدُهُ في اللبَن
-
-
-
فما البَحرُ في البرِّ إلا نداكَ
-
-
-
-
- وما الناسُ في الباسِ إلا اليمَن
-
-
-
قصيدة اليوم عهدكم فأين الموعد
اليَومَ عَهدُكُمُ فَأَينَ المَوعِدُ
-
-
-
-
- هَيهاتَ لَيسَ لِيَومِ عَهدِكُمُ غَدُ
-
-
-
المَوتُ أَقرَبُ مِخلَباً مِن بَينِكُم
-
-
-
-
- وَالعَيشُ أَبعَدُ مِنكُمُ لا تَبعُدوا
-
-
-
إِنَّ الَّتي سَفَكَت دَمي بِجُفونِها
-
-
-
-
- لَم تَدرِ أَنَّ دَمي الَّذي تَتَقَلَّدُ
-
-
-
قالَت وَقَد رَأَتِ اِصفِرارِيَ مَن بِهِ
-
-
-
-
- وَتَنَهَّدَت فَأَجَبتُها المُتَنَهِّدُ
-
-
-
فَمَضَت وَقَد صَبَغَ الحَياءُ بَياضَها
-
-
-
-
- لَوني كَما صَبَغَ اللُجَينَ العَسجَدُ
-
-
-
فَرَأَيتُ قَرنَ الشَمسِ في قَمَرِ الدُجى
-
-
-
-
- مُتَأَوِّداً غُصنٌ بِهِ يَتَأَوَّدُ
-
-
-
عَدَوِيَّةٌ بَدَوِيَّةٌ مِن دونِها
-
-
-
-
- سَلبُ النُفوسِ وَنارُ حَربٍ توقَدُ
-
-
-
وَهَواجِلٌ وَصَواهِلٌ وَمَناصِلٌ
-
-
-
-
- وَذَوابِلٌ وَتَوَعُّدٌ وَتَهَدُّدُ
-
-
-
أَبلَت مَوَدَّتَها اللَيالي بَعدَنا
-
-
-
-
- وَمَشى عَلَيها الدَهرُ وَهوَ مُقَيَّدُ
-
-
-
بَرَّحتَ يا مَرَضَ الجُفونِ بِمُمرَضٍ
-
-
-
-
- مَرِضَ الطَبيبُ لَهُ وَعيدَ العُوَّدُ
-
-
-
فَلَهُ بَنو عَبدِ العَزيزِ بنِ الرِضا
-
-
-
-
- وَلِكُلِّ رَكبٍ عيسُهُم وَالفَدفَدُ
-
-
-
مَن في الأَنامِ مِنَ الكِرامِ وَلا تَقُل
-
-
-
-
- مَن فيكِ شَأمُ سِوى شُجاعٍ يُقصَدُ
-
-
-
أَعطى فَقُلتُ لِجودِهِ ما يُقتَنى
-
-
-
-
- وَسَطا فَقُلتُ لِسَيفِهِ ما يولَدُ
-
-
-
وَتَحَيَّرَت فيهِ الصِفاتُ لِأَنَّها
-
-
-
-
- أَلفَت طَرائِقَهُ عَلَيها تَبعُدُ
-
-
-
في كُلِّ مُعتَرَكٍ كُلىً مَفرِيَّةٌ
-
-
-
-
- يَذمُمنَ مِنهُ ما الأَسِنَّةُ تَحمَدُ
-
-
-
نِقَمٌ عَلى نِقَمِ الزَمانِ يَصُبُّها
-
-
-
-
- نِعَمٌ عَلى النِعَمِ الَّتي لا تُجحَدُ
-
-
-
في شانِهِ وَلِسانِهِ وَبَنانِهِ
-
-
-
-
- وَجَنانِهِ عَجَبٌ لِمَن يَتَفَقَّدُ
-
-
-
أَسَدٌ دَمُ الأَسَدِ الهِزَبرِ خِضابُهُ
-
-
-
-
- مَوتٌ فَريصُ المَوتِ مِنهُ تُرعَدُ
-
-
-
ما مَنبِجٌ مُذ غِبتَ إِلّا مُقلَةٌ
-
-
-
-
- سَهِدَت وَوَجهُكَ نَومُها وَالإِثمِدُ
-
-
-
فَاللَيلُ حينَ قَدِمتَ فيها أَبيَضٌ
-
-
-
-
- وَالصُبحُ مُنذُ رَحَلتَ عَنها أَسوَدُ
-
-
-
ما زِلتَ تَدنو وَهيَ تَعلو عِزَّةً
-
-
-
-
- حَتّى تَوارى في ثَراها الفَرقَدُ
-
-
-
أَرضٌ لَها شَرَفٌ سِواها مِثلُها
-
-
-
-
- لَو كانَ مِثلُكَ في سِواها يُوجَدُ
-
-
-
أَبدى العُداةُ بِكَ السُرورَ كَأَنَّهُم
-
-
-
-
- فَرِحوا وَعِندَهُمُ المُقيمُ المُقعِدُ
-
-
-
قَطَّعتَهُم حَسَداً أَراهُم ما بِهِم
-
-
-
-
- فَتَقَطَّعوا حَسَداً لِمَن لا يَحسُدُ
-
-
-
حَتّى اِنثَنوا وَلَوَ أَنَّ حَرَّ قُلوبِهِم
-
-
-
-
- في قَلبِ هاجِرَةٍ لَذابَ الجَلمَدُ
-
-
-
نَظَرَ العُلوجُ فَلَم يَرَوا مَن حَولَهُم
-
-
-
-
- لَمّا رَأَوكَ وَقيلَ هَذا السَيِّدُ
-
-
-
بَقِيَت جُموعُهُمُ كَأَنَّكَ كُلُّها
-
-
-
-
- وَبَقيتَ بَينَهُمُ كَأَنَّكَ مُفرَدُ
-
-
-
لَهفانَ يَستَوبي بِكَ الغَضَبَ الوَرى
-
-
-
-
- لَو لَم يُنَهنِهكَ الحِجى وَالسُؤدُدُ
-
-
-
كُن حَيثُ شِئتَ تَسِر إِلَيكَ رِكابُنا
-
-
-
-
- فَالأَرضُ واحِدَةٌ وَأَنتَ الأَوحَدُ
-
-
-
وَصُنِ الحُسامَ وَلا تُذِلهُ فَإِنَّهُ
-
-
-
-
- يَشكو يَمينَكَ وَالجَماجِمُ تَشهَدُ
-
-
-
يَبِسَ النَجيعُ عَلَيهِ وَهوَ مُجَرَّدٌ
-
-
-
-
- مِن غِمدِهِ وَكَأَنَّما هُوَ مُغمَدُ
-
-
-
رَيّانَ لَو قَذَفَ الَّذي أَسقَيتَهُ
-
-
-
-
- لَجَرى مِنَ المُهَجاتِ بَحرٌ مُزبِدُ
-
-
-
ما شارَكَتهُ مَنِيَّةٌ في مُهجَةٍ
-
-
-
-
- إِلّا وَشَفرَتُهُ عَلى يَدِها يَدُ
-
-
-
إِنَّ الرَزايا وَالعَطايا وَالقَنا
-
-
-
-
- حُلَفاءُ طَيٍّ غَوَّروا أَو أَنجَدوا
-
-
-
صِح يا لَجُلهُمَةٍ تُجِبكَ وَإِنَّما
-
-
-
-
- أَشفارُ عَينِكَ ذابِلٌ وَمُهَنَّدُ
-
-
-
مِن كُلِّ أَكبَرَ مِن جِبالِ تِهامَةٍ
-
-
-
-
- قَلباً وَمِن جَودِ الغَوادي أَجوَدُ
-
-
-
يَلقاكَ مُرتَدِياً بِأَحمَرَ مِن دَمٍ
-
-
-
-
- ذَهَبَت بِخُضرَتِهِ الطُلى وَالأَكبُدُ
-
-
-
حَتّى يُشارَ إِلَيكَ ذا مَولاهُمُ
-
-
-
-
- وَهُمُ المَوالي وَالخَليقَةُ أَعبُدُ
-
-
-
أَنّى يَكونُ أَبا البَرِيَّةِ آدَمٌ
-
-
-
-
- وَأَبوكَ وَالثَقلانِ أَنتَ مُحَمَّدُ
-
-
-
يَفنى الكَلامُ وَلا يُحيطُ بِوَصفِكُم
-
-
-
-
- أَيُحيطُ ما يَفنى بِما لا يَنفَدُ
-
-
-
قصيدة أركائب الأحباب إن الأدمعا
أرَكائِبَ الأحْبابِ إنّ الأدْمُعَا
-
-
-
-
- تَطِسُ الخُدودَ كما تَطِسْنَ اليرْمَعا
-
-
-
فاعْرِفْنَ مَن حمَلَتْ عليكنّ النّوَى
-
-
-
-
- وامشَينَ هَوْناً في الأزِمّةِ خُضَّعَا
-
-
-
قد كانَ يَمنَعني الحَياءُ منَ البُكَا
-
-
-
-
- فاليَوْمَ يَمْنَعُهُ البُكا أنْ يَمْنَعَا
-
-
-
حتى كأنّ لكُلّ عَظْمٍ رَنّةً
-
-
-
-
- في جِلْدِهِ ولكُلّ عِرْقٍ مَدْمَعَا
-
-
-
وكَفَى بمَن فَضَحَ الجَدايَةَ فاضِحاً
-
-
-
-
- لمُحبّهِ وبمَصْرَعي ذا مَصْرَعَا
-
-
-
سَفَرَتْ وبَرْقَعَها الفِراقُ بصُفْرَةٍ
-
-
-
-
- سَتَرَتْ مَحاجرَها ولم تَكُ بُرْقُعَا
-
-
-
فكأنّها والدّمْعُ يَقْطُرُ فَوْقَها
-
-
-
-
- ذَهَبٌ بسِمْطَيْ لُؤلُؤٍ قد رُصّعَا
-
-
-
نَشَرَتْ ثَلاثَ ذَوائِبٍ من شَعْرِها
-
-
-
-
- في لَيْلَةٍ فَأرَتْ لَيَاليَ أرْبَعَا
-
-
-
واستَقْبَلَتْ قَمَرَ السّماءِ بوَجْهِها
-
-
-
-
- فأرَتْنيَ القَمَرَينِ في وقْتٍ مَعَا
-
-
-
رُدّي الوِصالَ سقَى طُلولَكِ عارِضٌ
-
-
-
-
- لوْ كانَ وَصْلُكِ مِثْلَهُ ما أقْشَعَا
-
-
-
زَجِلٌ يُرِيكَ الجَوَّ ناراً والمَلا
-
-
-
-
- كالبَحْرِ والتّلَعاتِ رَوْضاً مُمْرِعَا
-
-
-
كبَنَانِ عَبدِ الواحدِ الغَدِقِ الذي
-
-
-
-
- أرْوَى وأمّنَ مَن يَشاءُ وأجْزَعَا
-
-
-
ألِفَ المُروءَةَ مُذْ نَشَا فَكَأنّهُ
-
-
-
-
- سُقِيَ اللِّبَانَ بهَا صَبِيّاً مُرْضَعَا
-
-
-
نُظِمَتْ مَواهِبُهُ عَلَيْهِ تَمائِماً
-
-
-
-
- فاعْتادَها فإذا سَقَطْنَ تَفَزّعَا
-
-
-
تَرَكَ الصّنائِعَ كالقَواطِعِ بارِقا
-
-
-
-
- تٍ والمَعاليَ كالعَوالي شُرَّعَا
-
-
-
مُتَبَسّماً لعُفاتِهِ عَنْ واضِحٍ
-
-
-
-
- تَغْشَى لَوامِعُهُ البُروقَ اللُّمّعَا
-
-
-
مُتَكَشّفاً لعُداتِهِ عَنْ سَطْوَةٍ
-
-
-
-
- لوْ حَكّ مَنكِبُها السّماءَ لزَعزَعَا
-
-
-
الحَازِمَ اليَقِظَ الأغَرَّ العالِمَ ال
-
-
-
-
- فَطِنَ الألَدّ الأرْيَحيّ الأرْوَعَا
-
-
-
الكاتِبَ اللّبِقَ الخَطيبَ الواهِبَ ال
-
-
-
-
- نّدُسَ اللّبيب الهِبْرِزِيّ المِصْقَعَا
-
-
-
نَفْسٌ لها خُلْقُ الزّمانِ لأنّهُ
-
-
-
-
- مُفني النّفُوسِ مُفَرِّقٌ ما جَمّعَا
-
-
-
ويَدٌ لهَا كَرَمُ الغَمَام لأنّهُ
-
-
-
-
- يَسقي العِمارَةَ والمكانَ البَلقَعَا
-
-
-
أبَداً يُصَدّعُ شَعْبَ وَفْرٍ وافِرٍ
-
-
-
-
- ويَلُمُّ شَعْبَ مكارِمٍ مُتَصَدّعَا
-
-
-
يَهْتَزّ للجَدْوَى اهْتِزازَ مُهَنّدٍ
-
-
-
-
- يَوْمَ الرّجاءِ هَزَزْتَهُ يومَ الوَغى
-
-
-
يا مُغْنِياً أمَلَ الفَقيرِ لِقاؤهُ
-
-
-
-
- ودُعاؤهُ بَعْدَ الصّلاةِ إذا دَعَا
-
-
-
أقْصِرْ ولَستَ بمُقْصِرٍ جُزْتَ المدى
-
-
-
-
- وبلغتَ حيثُ النّجمُ تحتكَ فارْبَعَا
-
-
-
وحَلَلْتَ من شَرفِ الفَعالِ مَواضِعاً
-
-
-
-
- لم يَحْلُلِ الثّقَلانِ مِنْها مَوْضِعَا
-
-
-
وحَوَيْتَ فَضْلَهُما وما طَمِعَ امرُؤٌ
-
-
-
-
- فيهِ ولا طَمِعَ امرُؤٌ أنْ يَطْمَعَا
-
-
-
نَفَذَ القَضاءُ بمَا أرَدْتَ كأنّهُ
-
-
-
-
- لكَ كُلّما أزْمَعْتَ أمراً أزمَعَا
-
-
-
وأطاعَكَ الدّهْرُ العَصِيُّ كأنّهُ
-
-
-
-
- عَبْدٌ إذا نادَيْتَ لَبّى مُسْرِعَا
-
-
-
أكَلَتْ مَفاخِرُكَ المَفاخرَ وانْثَنَتْ
-
-
-
-
- عن شأوِهنّ مَطيُّ وَصْفي ظُلَّعَا
-
-
-
وجَرَينَ جَرْيَ الشّمسِ في أفلاكِها
-
-
-
-
- فقَطَعْنَ مَغرِبَها وجُزْنَ المَطْلِعَا
-
-
-
لوْ نِيطَتِ الدّنْيا بأُخْرَى مِثْلِها
-
-
-
-
- لَعَمَمْنَهَا وخَشينَ أنْ لا تَقْنَعَا
-
-
-
فمَتى يُكَذَّبُ مُدّعٍ لكَ فَوْقَ ذا
-
-
-
-
- والله يَشْهَدُ أنّ حَقّاً ما ادّعَى
-
-
-
ومتى يُؤدّي شَرْحَ حالِكَ ناطِقٌ
-
-
-
-
- حَفِظَ القَليلَ النّزْرَ مِمّا ضَيّعَا
-
-
-
إنْ كانَ لا يُدْعَى الفَتى إلاّ كَذا
-
-
-
-
- رَجُلاً فَسَمِّ النّاسَ طُرّاً إصْبَعَا
-
-
-
إنْ كانَ لا يَسْعَى لجُودٍ ماجِدٌ
-
-
-
-
- إلاّ كَذا فالغَيْثُ أبخَلُ مَن سَعَى
-
-
-
من قصيدة أزائر يا خيال أم عائد
يا طفلة الكف عبلة الساعد
-
-
-
-
- على البعير المقلدِ الواخدْ
-
-
-
زيدي أذى مهجتي أزدك هوى
-
-
-
-
- فأجهل الناس عاشقٌ حاقدْ
-
-
-
حكيت يا ليل فرعها الوارد
-
-
-
-
- فاحك نواها لجفني الساهدْ
-
-
-
طال بكائي على تذكرها
-
-
-
-
- وطلت حتى كلاكماواحدْ
-
-
-