قصيدة: بانت سعاد (البردة)
قال كعب بن زهير:1
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ
-
-
- مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ مَكبولُ
-
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا
-
-
- إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
-
هَيفاءُ مُقبِلَةً عَجزاءُ مُدبِرَةً
-
-
- لا يُشتَكى قِصَرٌ مِنها وَلا طولُ
-
تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا اِبتَسَمَت
-
-
- كَأَنَّهُ مُنهَلٌ بِالراحِ مَعلولُ
-
شُجَّت بِذي شَبَمٍ مِن ماءِ مَحنِيَةٍ
-
-
- صافٍ بِأَبطَحَ أَضحى وَهُوَ مَشمولُ
-
تَجلو الرِياحُ القَذى عَنُه وَأَفرَطَهُ
-
-
- مِن صَوبِ سارِيَةٍ بيضٍ يَعاليلُ
-
يا وَيحَها خُلَّةً لَو أَنَّها صَدَقَت
-
-
- ما وَعَدَت أَو لَو أَنَّ النُصحَ مَقبولُ
-
لَكِنَّها خُلَّةٌ قَد سيطَ مِن دَمِها
-
-
- فَجعٌ وَوَلعٌ وَإِخلافٌ وَتَبديلُ
-
فَما تَدومُ عَلى حالٍ تَكونُ بِها
-
-
- كَما تَلَوَّنُ في أَثوابِها الغولُ
-
وَما تَمَسَّكُ بِالوَصلِ الَّذي زَعَمَت
-
-
- إِلّا كَما تُمسِكُ الماءَ الغَرابيلُ
-
كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً
-
-
- وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ
-
أَرجو وَآمُلُ أَن يَعجَلنَ في أَبَدٍ
-
-
- وَما لَهُنَّ طِوالَ الدَهرِ تَعجيلُ
-
فَلا يَغُرَّنَكَ ما مَنَّت وَما وَعَدَت
-
-
- إِنَّ الأَمانِيَ وَالأَحلامَ تَضليلُ
-
أَمسَت سُعادُ بِأَرضٍ لا يُبَلِّغُها
-
-
- إِلّا العِتاقُ النَجيباتُ المَراسيلُ
-
وَلَن يُبَلِّغها إِلّا عُذافِرَةٌ
-
-
- فيها عَلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ
-
مِن كُلِّ نَضّاخَةِ الذِفرى إِذا عَرِقَت
-
-
- عُرضَتُها طامِسُ الأَعلامِ مَجهولُ
-
تَرمي الغُيوبَ بِعَينَي مُفرَدٍ لَهَقٍ
-
-
- إِذا تَوَقَدَتِ الحُزّانُ وَالميلُ
-
ضَخمٌ مُقَلَّدُها فَعَمٌ مُقَيَّدُها
-
-
- في خَلقِها عَن بَناتِ الفَحلِ تَفضيلُ
-
حَرفٌ أَخوها أَبوها مِن مُهَجَّنَةٍ
-
-
- وَعَمُّها خَالُها قَوداءُ شِمليلُ
-
يَمشي القُرادُ عَلَيها ثُمَّ يُزلِقُهُ
-
-
- مِنها لَبانٌ وَأَقرابٌ زَهاليلُ
-
عَيرانَةٌ قُذِفَت في اللَحمِ عَن عُرُضٍ
-
-
- مِرفَقُها عَن بَناتِ الزورِ مَفتولُ
-
كَأَنَّ ما فاتَ عَينَيها وَمَذبَحَها
-
-
- مِن خَطمِها وَمِن اللَحيَينِ بَرطيلُ
-
تَمُرُّ مِثلَ عَسيبِ النَخلِ ذا خُصَلٍ
-
-
- في غارِزٍ لَم تَخَوَّنَهُ الأَحاليلُ
-
قَنواءُ في حُرَّتَيها لِلبَصيرِ بِها
-
-
- عِتقٌ مُبينٌ وَفي الخَدَّينِ تَسهيلُ
-
تَخدي عَلى يَسَراتٍ وَهيَ لاحِقَةٌ
-
-
- ذَوابِلٌ وَقعُهُنُّ الأَرضَ تَحليلُ
-
سُمرُ العُجاياتِ يَترُكنَ الحَصى زِيَماً
-
-
- لَم يَقِهِنَّ رُؤوسَ الأُكُمِ تَنعيلُ
-
يَوماً يَظَلُّ بِهِ الحَرباءُ مُصطَخِماً
-
-
- كَأَنَّ ضاحِيَهُ بِالنارِ مَملولُ
-
كَأَنَّ أَوبَ ذِراعَيها وَقَد عَرِقَت
-
-
- وَقَد تَلَفَّعَ بِالقورِ العَساقيلُ
-
وَقالَ لِلقَومِ حاديهِم وَقَد جَعَلَت
-
-
- وُرقُ الجَنادِبِ يَركُضنَ الحَصى قيلوا
-
شَدَّ النهارُ ذِراعاً عَيطلٍ نَصَفٍ
-
-
- قامَت فَجاوَبَها نُكدٌ مَثاكيلُ
-
نَوّاحَةٌ رَخوَةُ الضَبعَين لَيسَ لَها
-
-
- لَمّا نَعى بِكرَها الناعونَ مَعقولُ
-
تَفِري اللِبانَ بِكَفَّيها وَمِدرَعِها
-
-
- مُشَقَّقٌ عَن تَراقيها رَعابيلُ
-
يَسعى الوُشاةُ بِجَنبَيها وَقَولُهُم
-
-
- إِنَّكَ يَا بنَ أَبي سُلمى لَمَقتولُ
-
وَقالَ كُلُّ خَليلٍ كُنتُ آمُلُهُ
-
-
- لا أُلفِيَنَّكَ إِنّي عَنكَ مَشغولُ
-
فَقُلتُ خَلّوا طَريقي لا أَبا لَكُمُ
-
-
- فَكُلُّ ما قَدَّرَ الرَحمَنُ مَفعولُ
-
كُلُ اِبنِ أُنثى وَإِن طالَت سَلامَتُهُ
-
-
- يَوماً عَلى آلَةٍ حَدباءَ مَحمولُ
-
أُنبِئتُ أَنَّ رَسولَ اللَهِ أَوعَدَني
-
-
- وَالعَفُوُ عِندَ رَسولِ اللَهِ مَأمولُ
-
مَهلاً هَداكَ الَّذي أَعطاكَ نافِلَةَ ال
-
-
- قُرآنِ فيها مَواعيظٌ وَتَفصيلُ
-
لا تَأَخُذَنّي بِأَقوالِ الوُشاةِ وَلَم
-
-
- أُذِنب وَلَو كَثُرَت عَنّي الأَقاويلُ
-
لَقَد أَقومُ مَقاماً لَو يَقومُ بِهِ
-
-
- أَرى وَأَسمَعُ ما لَو يَسمَعُ الفيلُ
-
لَظَلَّ يُرعَدُ إِلّا أَن يَكونَ لَهُ
-
-
- مِنَ الرَسولِ بِإِذنِ اللَهِ تَنويلُ
-
مازِلتُ أَقتَطِعُ البَيداءَ مُدَّرِعاً
-
-
- جُنحَ الظَلامِ وَثَوبُ اللَيلِ مَسبولُ
-
حَتّى وَضَعتُ يَميني لا أُنازِعُهُ
-
-
- في كَفِّ ذي نَقِماتٍ قيلُهُ القيلُ
-
لَذاكَ أَهَيبُ عِندي إِذ أُكَلِّمُهُ
-
-
- وَقيلَ إِنَّكَ مَسبورٌ وَمَسؤولُ
-
مِن ضَيغَمٍ مِن ضِراءَ الأُسدِ مُخدِرَةً
-
-
- بِبَطنِ عَثَّرَ غيلٌ دونَهُ غيلُ
-
يَغدو فَيَلحَمُ ضِرغامَين عَيشُهُما
-
-
- لَحمٌ مِنَ القَومِ مَعفورٌ خَراذيلُ
-
إذا يُساوِرُ قِرناً لا يَحِلُّ لَهُ
-
-
- أَن يَترُكَ القِرنَ إِلّا وَهُوَ مَفلولُ
-
مِنهُ تَظَلُّ حَميرُ الوَحشِ ضامِرَةً
-
-
- وَلا تُمَشّي بِواديهِ الأَراجيلُ
-
وَلا يَزالُ بِواديِهِ أخَو ثِقَةٍ
-
-
- مُطَرَّحُ البَزِّ وَالدَرسانِ مَأكولُ
-
إِنَّ الرَسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ بِهِ
-
-
- مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ
-
في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم
-
-
- بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا
-
زَالوا فَمازالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌ
-
-
- عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيلُ
-
شُمُّ العَرانينِ أَبطالٌ لَبوسُهُمُ
-
-
- مِن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيلُ
-
بيضٌ سَوابِغُ قَد شُكَّت لَها حَلَقٌ
-
-
- كَأَنَّها حَلَقُ القَفعاءِ مَجدولُ
-
يَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُم
-
-
- ضَربٌ إِذا عَرَّدَ السودُ التَنابيلُ
-
لا يَفرَحونَ إِذا نالَت رِماحُهُمُ
-
-
- قَوماً وَلَيسوا مَجازيعاً إِذا نيلوا
-
لا يَقَعُ الطَعنُ إِلّا في نُحورِهِمُ
-
-
- ما إِن لَهُم عَن حِياضِ المَوتِ تَهليلُ
-
قصائد أخرى لكعب بن زهير
من القصائد الخالدة التي نظمها كعب بن زهير ما يأتي:
قصيدة: بان الشباب وأمسى الشيب قد أزفا
قال كعب بن زهير:2
بانَ الشَبابُمسى الشَيبُ قَد أَزِفا
-
-
- وَلا أَرى لِشَبابٍ ذاهِبٍ خَلَفا
-
عادَ السَوادُ بَياضاً في مَفارِقِهِ
-
-
- لا مَرحَباً هابِذا اللَونِ الَّذي رَدِفا
-
في كُلِّ يَومٍ أَرى مِنهُ مُبَيِّنَةً
-
-
- تَكادُ تُسقِطُ مِني مُنَّةً أَسَفا
-
لَيتَ الشَبابَ حَليفٌ لا يُزايلُنا
-
-
- بَل لَيتَهُ اِرتَدَّ مِنهُ بَعضُ ما سَلفا
-
ما شَرُّها بَعدَ ما ابيضت مَسائِحُها
-
-
- لا الوُدَّ أَعرِفُهُ مِنها وَلا اللَطَفا
-
لَو أَنَّها آذَنَت بِكراً لَقُلتُ لَها
-
-
- يا هيدَ مالِكِ أَو لَو آذَنَت نَصَفا
-
لَولا بَنوها وَقولُ الناسِ ما عُطِفَت
-
-
- عَلى العِتابِ وَشرُّ الوُدِّ ما عُطِفا
-
فَلَن أَزالَ وَإِن جامَلتُ مُضطَّغِناً
-
-
- في غَيرِ نأَرَةٍ ضَبَّا لَها شَنَفا
-
ولاحب كَحَصيرِ الرامِلاتِ تَرى
-
-
- مِنَ الَمَطِيِّ عَلى حافاتِهِ جِيَفا
-
وَالمُرذِياتِ عَلَيها الطَيرُ تَنقُرُها
-
-
- إِمّا لَهيداً وَإِمّا زاحِفاً نَطِفا
-
قَد تَرَكَ العامِلاتُ الراسِماتُ بِهِ
-
-
- مِنَ الأَحِزَّةِ في حافاتِهِ خُنُفا
-
يَهدي الضَلولَ ذَلولٍ غَيرِ مُعتَرِفٍ
-
-
- إِذا تَكاءَدَهُ دَوِّيُهُ عَسَفا
-
سَمحٌ دَريرٍ إِذا ما صُوَّةٌ عَرَضَت
-
-
- لهُ قَريباً لِسَهلٍ مالَ فَاِنحَرَفا
-
يَجتازُ فيهِ القَطا الكُدرِيُّ ضاحِيَةً
-
-
- حَتّى يَؤوبَ سِمالاً قَد خَلَت خُلُفا
-
يَسقينَ طُلساً خَفِيّاتٍ تَراطُنُها
-
-
- كَما تَراطَنُ عُجمٌ تَقرَأُ الصُحُفا
-
جَوانِحٌ كَالأَفاني في أَفاحِصِها
-
-
- يَنظُرنَ خَلفَ رَوايا تَستَقي نُطَفا
-
حُمرٌ حَواصِلُها كَالمَغدِ قَد كُسِيَت
-
-
- فَوقَ الحواجِبِ مِمّا سَبَّدَت شَعَفا
-
يَوماً قَطَعَتُ وَموماةٍ سَرَيتُ إِذا
-
-
- ما ضارِبُ الدُفِّ مِن جِنّانِها عَزَفا
-
كَلَّفتُها حُرَّةَ اللَيتَينِ ناجِيَةً
-
-
- قَصرَ العَشِيِّ تُباري أَينُقاً عُصُفا
-
أَبقَى التَهَجُّرُ مِنها بَعدَ ما اِبتُذِلَت
-
-
- مَخيَلَةً وَهِباباً خاَلِطاً كَثَفا
-
تَنجو وَتَقطُر ذِفراها عَلى عُنُقٍ
-
-
- كَالجِذعِ شَذَّب عَنهُ عاذِقٌ سَعَفا
-
كَأَنَّ رَحلي وَقَد لاَنَت عَريكَتُها
-
-
- كَسَوتُهُ جَورَفاً أَقرابُهُ خَصِفا
-
يَجتازُ أَرضَ فَلاةٍ غَيرَ أَنَّ بِها
-
-
- آثارَ جِنٍّ وَوَسماً بَينَهُم سَلَفا
-
تَبري لَهُ هِقلَةٌ خَرجاءُ تَحسَبُها
-
-
- في الآَلِ مَخلولَةً في قَرطَفٍ شَرَفا
-
ظَلّا بِأَقرِيَةِ النَفّاخِ يَومَهُما
-
-
- يَحتَفِرانِ أُصولَ المَغدِ وَاللَصَفا
-
وَالشَرى حَتّى إِذا اخضرت أُنوفُهُما
-
-
- لا يَألَوانِ مِنَ التَنُّوِم ما نَقَفا
-
راجا يَطيرانِ مُعوَجَّينِ في سَرَعٍ
-
-
- وَلا يَريعان حَتّى يَهبِطا أُنُفا
-
كَالحَبشيينِ خافا مِن مَليكِهِما
-
-
- بَعضَ العَذابِ فَجالا بَعدَما كُتِفا
-
كَالخالِيَينِ إِذا ما صَوَّبا اِرتَفَعا
-
-
- لا يَحقِرانِ مِنَ الخُطبانِ ما نَقِفا
-
فَاِغتَرَّها فَشَآها وَهِيَ غافِلَةٌ
-
-
- حَتّى رَأَتهُ وَقَد أَوفى لَها شَرَفا
-
فَشَمَّرت عَن عَمودَي بانَةٍ ذَبَلا
-
-
- كَأَنَّ ضاحِيَ قِشرٍ عَنهُما اِنقَرَفا
-
وَقارَبَت مِن جَناحَيها وَجُؤجُئِها
-
-
- سَكّاءَ تَثني إِلَيها لَيِّناً خَصِفا
-
كانَت كَذِلكَ في شَأوٍ مُمَنَّعَةً
-
-
- وَلو تَكلَّفَ مِنها مِثلَهُ كَلِفا
-
قصيدة:ألما على ربع بذات المزاهر
قال كعب بن زهير:3
أَلِمّا عَلى رَبعٍ بِذاتِ المَزاهِرِ
-
-
- مُقيمٍ كَأَخلاقِ العَباءَةِ داثِرِ
-
تُراوِحُهُ الأَرواحُ قَد سارَ أَهلُهُ
-
-
- وَما هُوَ عَن حَيِّ القَنانِ بِسائِرِ
-
وَنارٍ قُبَيلَ الصُبحِ بادَرتُ قَدحَها
-
-
- حَيا النارِ قَد أَوقَدتُها لِمُسافِرِ
-
فَلَوَّحَ فيها زادَهُ وَرَبَأتُهُ
-
-
- عَلى مَرقَبٍ يَعلو الأَحِزَّةَ قاهِرِ
-
وَلَمّا أَجَنَّ اللَيلُ نَقباً وَلَم أَخَف
-
-
- عَلى أَثَرٍ مِنّي وَلا عَينَ ناظِرِ
-
أَخَذتُ سِلاحي وانحدرت إِلى اِمرِئٍ
-
-
- قَليلٍ أَذاهُ صَدرُهُ غَيرُ واغِرِ
-
فَطِرتُ بِرَحلي وَاِستَبَدَّ بِمِثلِهِ
-
-
- عَلى ذاتِ لَوثٍ كَالبَلِيَّةِ ضامِرِ
-
تُعادي مَشَكَّ الرَحلِ عَنها وَتَتَّقي
-
-
- بِمِثلِ صَفيحِ الجَدوَلِ المُتَظاهِرِ
-
فَأَصبَحُ مُمسانا كَأَنَّ جِبالَهُ
-
-
- مِنَ البُعدِ أَعناقُ النِساءِ الحَواسِرِ
-
قصيدة: ما برح الرسم الذي بين حنجر
قال كعب بن زهير:4
ما بَرَّحَ الرَسمُ الَّذي بَينَ حَنجَرٍ
-
-
- وَذَلفَةٍ حَتّى قيلَ هَل هُوَ نازِحُ
-
وما زلت تَرجو نَفعَ سُعدى وَوُدَّها
-
-
- وَتُبعِدُ حَتّى اِبيَضَّ مِنكَ المَسائِحُ
-
وَحَتّى رَأَيتَ الشَخصَ يَزدادُ مِثلُهُ
-
-
- إِلَيهِ وَحَتّى نِصفُ رَأسِيَ واضِحُ
-
عَلا حاجِبَيَّ الشَيبُ حَتّى كَأَنَّهُ
-
-
- ظِباءٌ جَرَت مِنها سَنيحٌ وَبارِحُ
-
فَأَصبَحتُ لا أَبتاعُ إِلا مُؤامِراً
-
-
- وَما بَيعُ مَن يَبتاعُ مِثلِيَ رابِحُ
-
أَلا لَيتَ سَلمى كُلَّما حانَ ذِكرُها
-
-
- تُبَلِّغُها عَنّي الرِياحُ النَوافِحُ
-
وَقالَت تَعلَّم أَنَّ ما كانَ بَينَنا
-
-
- إِلَيكَ أَداءٌ إِنَّ عَهدَكَ صالِحُ
-
جَميعاً تُؤَدّيهِ إِلَيكَ أَمانَتي
-
-
- كَما أُدِّيَت بَعدَ الغِرازِ المَنائِحُ
-
وَقالَت تَعلَّم أَنَّ بَعضَ حُمُوَّتي
-
-
- وَبَعلي غِضابٌ كُلُّهُم لَكَ كاشِحُ
-
يَحِدّونَ بِالأَيدي الشَفارَ وَكُلُّهُم
-
-
- لِحَلقِكَ لَو يَستَطيعُ حَلقَكَ ذابِحُ
-
وَهَزَّةِ أَظعانٍ عَلَيهِنَّ بَهجَةٌ
-
-
- طَلَبتُ وَرَيعانُ الصِبا بِيَ جامِحُ
-
فَلَمّا قَضَينا مِن مِنىً كُلَّ حاجَةٍ
-
-
- وَمَسَّحَ رُكنَ البَيتِ مَن هُوَ ماسِحُ
-
وَشُدَّت عَلى حُدبِ المَهارى رِحالُها
-
-
- وَلا يَنظُرُ الغادي الَّذي هُوَ رائِحُ
-
فَقُلنا عَلى الهوجِ المَراسيلِ وَاِرتَمَت
-
-
- بِهِنَّ الصَحارى وَالصِمادُ الصَحاصِحُ
-
نَزَعنا بِأَطرافِ الأَحاديثِ بَينَنا
-
-
- وَمالَت بِأَعناقِ المَطِيِّ الأَباطِحُ
-
وَطِرتُ إِلى قَوداءَ قادَ تَليلُها
-
-
- مَناكِبَها واشتد مِنها الجَوانِحُ
-
كَأَنّي كَسَوتُ الرَحلَ جَوناً رَباعِياً
-
-
- تَضَمَّنهُ وادي الرَجا فَالأَفايِحُ
-
مُمَرّاً كَعَقدِ الأَندَرِيِّ مُدَمَّجاً
-
-
- بَدا قارِحٌ مِنهُ وَلَم يَبدُ قارِحُ
-
كَأَنَّ عَلَيهِ مِن قَباءٍ بِطانَةً
-
-
- تَفَرَّجَ عَنها جَيبُها وَالمَناصِحُ
-
أَخو الأَرضِ يَستَخفي بِها غَيرَ أَنَّهُ
-
-
- إِذا اِستافَ مِنها قارِحاً فَهُوَ صائِحُ
-
دَعاها مِنَ الأَمهادِ أَمهادِ عامِرٍ
-
-
- وَهاجَت مِن الشِّعرى عَلَيهِ البَوارِحُ
-
قصيدة: بكرتْ علي بسحرة تلحاني
قال كعب بن زهير:
بكرتْ عليّ بسحرة ٍ تلحاني
-
-
- وكفى بها جهلا وطيشِ لسانِ
-
ولقد حفظتُ وصاة من هو
-
-
- ناصحٌ لي عالمٌ بمآقِطِ الخُلاَّنِ
-
حتى إذا برتِ العظامَ زجرتها
-
-
- زجرَ الضنينِ بعرضهِ الغضبانِ
-
فرأيتها طلحت مخافة نهكة
-
-
- مِنِّي وبادرة، وأَيَّ أَوَانِ
-
ولَقَدْ عَلِمتِ وأنْتِ غَيْرُ حليمة
-
-
- ألاَّ يُقَرِّبَني هوى لِهوَانِ
-
هَبِلَتْكِ أُمُّكِ هَلْ لَدَيْكِ فتُرْشِدِي
-
-
- في آخر الأيامِ من تبيانِ
-
أَرْعَى الأمانة لا أَخُونُ ولا أُرَى
-
-
- أبداً أدَمِّن عرصة الخَوَّان
-
وتنكَّرَت لي بعدَ ودٍ ثابتٍ
-
-
- أنّى تجامعَ وصلُ ذي الألوانِ
-
يوماً طواعكِ في القيادِ وتارة
-
-
- تَلْقَاكَ تُنْكِرُها مِنَ الشَّنَآنِ
-
طوراً تلاقيه أخاكَ وتارة
-
-
- تلقاهُ تحسبهُ من السُّودانِ
-
ومريضة قفْرٍ يحاذرُ شرُّها
-
-
- مِنْ هَوْلِها قَمَنٍ منَ الحَدَثانِ
-
غَبْراءَ خاضعة الصُّوَى جَاوَزْتُها
-
-
- ليلاً بكاتمة السُّرى مذعانِ
-
حرفٍ تمدّ زمامها بعذافرٍ
-
-
- كَالْجِذْعِ شُذِّبَ لِيفُهُ الرَّيّانِ
-
غضبى لمنْسمِها صياحٌ بالحصى
-
-
- وقعْ القدومِ بغضْرة ِالأفنان
-
تَسْتَشْرِفُ الأشْبَاحَ وهْيَ مشيحة
-
-
- ببصيرة وحشية الإنسانِ
-
خوصاءَ صافية تجودُ بمائها
-
-
- وَسْطَ النَّهَارِ كنطفة الحَرَّانِ
-
تَنْفِي الظهيرة والغُبَارَ بِحَاجِبٍ
-
-
- كَالكَهْفِ صَينَتْ دُونَهُ بَصِيانِ
-
زهراءُ مقلتها تردّدَ فوقها
-
-
- عِنْدَ المُعَرَّسِ مُدْلِجُ القِرْدَانِ
-
أَعْيَتْ مَذَارِعُها علَيْهِ كَأَنَّما
-
-
- تَنْمِي أَكَارِعُهُ عَلَى صَفْوانِ
-
فتعجرفتْ وتعرّضت لقلائصٍ
-
-
- خوصِ العيونِ خواضعِ الأذقانِ
-
شَبَّهْتُها لَهِقَ السَّرَاة ِ مُلَمَّعاً
-
-
- مِنْهُ الْقَوَائمُ طَاوِيَ المُصْرانِ
-
فغدا بمعتدلينْ لم يسلبهما
-
-
- لا فيهما عوجٌ ولا نقدانِ
-
وكِلاَهُمَا تَحْتَ الضَّبَابِ كَأنَّمَا
-
-
- دهن المثقِّفُ ليطه بدهانِ
-
وغَدَا بِسَامعَتَيْ وَأى ً أَعْطَاهُمَا
-
-
- حَذَراً وسَمْعاً خَالِقُ الآذَانِ
-
المراجع
- “بانت سعاد فقلبي اليوم متبول”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/8/2022.
- “بان الشباب وأمسى الشيب قد أزفا”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/8/2022.
- “ألما على ربع بذات المزاهر”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/8/2022.
- “ما برح الرسم الذي بين حنجر”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 3/8/2022.