نفقة الطفل بعد الطلاق
اتّفق العلماء على أنّ نفقة الأولاد واجبةٌ على الأب، ويجب أن تشمل النفقة المأكل، والمشرب، والمسكن، والملبس، والتعليم، وكلّ ما يحتاجه الأطفال، ويُقدّر مقدارها بالمعروف، مع مراعاة حال الأب؛ فإن كانَ غنيّاً، تكون مقدار النّفقة على قدر غناه، وإن كان فقيراً أو متوسّط الحال؛ فمقدارها على حسب حاله أيضاً.1
قال الله -تعالى-: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)،2 ومن الممكن أن يتّفق الزّوجان على مقدارٍ معيّنٍ من المال بينهما بالتراضي، بغضّ النّظر عن المقدار، وفي حال اختلفا عليه ووقع النّزاع بينهما؛ فإنّ القاضي هو الذي يقرّر مقدار النّفقة.1
الآثار المترتبة على التقصير بنفقة الأطفال بعد الطلاق
التّقصير في النّفقة قد يؤدي إلى ما يأتي:3
- يشعر الطفل بشعور سيء؛ وهو الإحساس بالنّقص عن سائر النّاس، والشعور بالتهميش، والإهمال.
- إهمال النّفقة على العيال يؤدي إلى كثير من الأمراض القلبيّة؛ كمرض الحسد، والحقد، وترك التعفّف عن صون النّفس من أخذ مال الغير.
- يؤدي إلى السّرقة، والتي قد تقود إلى ما هو أعظم من ذلك فيما بعد.
- يختل نمو الطفل النفسيّ والاجتماعيّ؛ فلا يكون نمواً سليماً إلّا إذا كان والده من المنفقين عليه.4
فضل النفقة على الأولاد
نفقة الأولاد من واجبات الزّوج في حدود استطاعته، وفيها يتقرّب إلى الله سبحانه، ويكسب الحسنات الكثيرة، ويكتب الله له الأجر والثواب حين ينوي النيّة الحسنة في السّعي والجدّ؛ من أجل توفير النّفقة لأهل بيته، وامتناع الرجل عن النّفقة أو تقصيره فيها مع استطاعته، من أعظم الذّنوب التي يمكن أن يرتكبها.5
حقوق الطفل بعد الطلاق
للطفل على والديه حقوق كثيرة بعد الطّلاق، منها:6
- إيجاد الوقت المناسب للطفل، والتفرّغ له؛ من أجل أن يشعر بالمتعة بوجود أحد الوالدين.
- التفرّغ لمتابعة الطفل، ومعرفة ما يحتاج وما يحبّ وما يكره.
- التفرّغ للكلام مع الطفل، وليس الكلام له؛ أيّ التفرّغ لمعرفة ما يدور في خاطره، والتعرّف على متطلباته.
- تخصيص الوقت الكافي من أجل اللّعب مع الطفل.
- النّفقة على الطفل واجبة على الأب، فيجب عليه ألّا يقصر فيها.7
- تكرار زيارة الطفل لمن هو ليس في حضانته، سواء الأب أو الأمّ.8
ملخّص المقال: النفقة واجبة على الأب لأبنائه، وتشمل الطعام، واللباس، والتعليم، والسكن، وغيرها من المتطلبات، وتكون بحسب حال الأب من الغنى والفقر، وبها ينال الأب الحسنات والأجر عند الله، وعدم إعطائها للأبناء يؤدي إلى آثار سلبية عديدة، وهي من أهم حقوق الطفل بعد الطلاق، بالإضافة إلى غير ذلك من الحقوق النفسية والعاطفية التي لا تقلّ أهمية عن الحقوق الماديّة.
المراجع
- ^ أ ب “مقدار نفقة الأولاد إذا كانوا في حضانة أمهم”، www.islamqa.info، 12-9-2006، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2019 . بتصرّف.
- سورة الطلاق، آية: 7.
- محمد ويلالي (2/3/1433)، “نظرات في واقع المسلمين (12)”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 15/9/2021. بتصرّف.
- حسين بن عبد العزيز آل الشيخ (8/6/2014)، “ضوابط التعامل بعد الطلاق “، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 15/9/2021. بتصرّف.
- عبد الله بن ناصر الزاحم (14-7-2014)، “النفقة على الأهل والأبناء”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2019. بتصرّف.
- زكريا الشربينى، كتاب تنشئة الطفل وسبل الوالدين في معاملته ومواجهة مشكلاته، صفحة 261. بتصرّف.
- ابن باز، “النفقة على الأولاد بعد طلاق أمهم”، الموقع الرسمي لسماحة الشيخ ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 15/9/2021. بتصرّف.
- أ. سحر عبدالقادر اللبان (18/12/1437)، “تربية الأطفال بعد الطلاق تربية الأطفال بعد الطلاق”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 15/9/2021. بتصرّف.