كيفيّة أداء صلاة الفجر
صلاة الفجر ركعتان، وتستوي في ذلك السُّنّة والفرض، فيكون أداؤهما متشابهاً لا فرق فيه إلا في النيّة والجهر في الفرض فقط؛ حيث ينوي المصلّي عند أداء السُّنّة أنّه سيصلّي السنّة مُنفرِداً، فيما ينوي عند البدء بصلاة الفرض أنّه ينوي صلاة الفريضة إماماً أو مأموماً أو مُنفرداً، وخطوات الصّلاة فيها على النّحو الآتي:1
- يراعي المُصلّي شروط صحّة الصّلاة وأركانها.
- ينوي صلاة ركعتَي الفجر جماعةً؛ سواءً كان إماماً أو مأموماً، أو ينوي الصّلاة مُنفرداً، وتكفي النيّة مجرّد تحقُّق وجودها في القلب، فلا يجب التلفُّظ بالنيّة، بل يكفي مجرّد العزم على أداء الفجر، مع قصد ذلك وأدائها في وقتها المشروع لها.
- يرفع يدَيْه حذْوَ منكبَيْه أو أذنَيه، ثمّ يُكبّر قائلاً: (اللهُ أكبَرُ) في افتتاح الصّلاة؛ فتكبيرة الإحرام ركن من أركان الصّلاة.
- يضع المصلّي يده اليُمنى فوق يده اليُسرى تحت السُّرّة عند الحنفيّة والحنابلة، وتحت الصّدر فوق السُّرّة حسبَ ما يرى علماء المذهب الشافعيّ.
- يقرأ دعاء الاستفتاح مبتدِئاً صلاته به، ويُسمّى دعاءَ الثّناء عند الحنفيّة والحنابلة، وهو عندهم أن يقول المصلّي: (سُبحانَكَ اللّهُمَّ وبِحمْدِكَ، تبارَكَ اسمُكَ، وتعالى جَدُّكَ، ولا إلهَ غيرُكَ)، ويُسمّى عند الشّافعية دعاءَ التوجُّه، وهو عندهم أن يقول المصلّي: (وجَّهْتُ وَجْهي لِلّذي فطَرَ السّماواتِ والأرضَ حَنيفاً مُسلِماً، وما أنا من المُشركينَ، إنَّ صَلاتي ونُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لله رَبِّ العالمينَ، لا شَريكَ له، وبِذلكَ أُمِرْتُ، وأنا مِنَ المُسلِمينَ).
- يقرأ سورة الفاتحة؛ بآياتها السّبع المُبتدِئة بالبسملة.
- يقرأ المصلّي ما تيسّر له من القرآن الكريم، ويصحّ أن يجزِئ في ذلك كلّ ما يطلع عليه قرآن، سواءً قرأ آيةً، أو سورةً، أو جزءاً من سورةٍ.
- يركع المصلي بعد التمام من القراءة، ويجب عليه حال الانتقال أن يكبِّر للركوع.
- الاطمئنان عند القيام، والرّكوع، والسجود، وذلك عند الشافعيّة خلافاً لغيره من فُقَهاء المذاهب.
- يرفع رأسه عند الانتهاء من الرّكوع قائلاً: (سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَه)، ثمّ يقف بُرهةً مُعتدِلاً في قيامه، ويقول المأموم عقبَ قول الإمام إن كان المصلّي مأموماً: (ربَّنا ولَكَ الحَمْدُ).
- ينتقل من القيام من الرّكوع إلى السّجود، ويقول في سجوده: (سُبحانَ ربّيَ الأعلى وَبِحَمْده) ثلاث مرّاتٍ، أو مرّتين، أو مرّةً، بشرط تحقُّق الاطمئنان على قول الشافعيّة.
- يسجد مرّةً ثانيةً متّخذاً هيئة السّجود الأوّل نفسها، ثمّ ينتقل إلى القيام.
- يأتي بالرّكعة الثانية على الحالة التي أُشير إليها سابقاً، دون أن يقرأ دُعاء الاستفتاح.
- يجلس بعد الانتهاء من السّجدة الثانية في الركعة الثانية؛ ليقرأ التشهُّد الأخير، وذلك بقوله: (التَّحِيّاتُ للهِ، والصَّلَواتُ والطَّيِّباتُ، السَّلامُ عليكَ أيُّها النبيُّ، ورحمةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَينا وعلى عِبادِ الله الصّالِحين، أشْهدُ أن لا إله إلا الله، وأشْهدُ أنّ مُحمّداً عبدُهُ ورَسولُهُ)، ويُحلّق بالسبّابة عندما يصل إلى قوله: (أشهَدُ أن لا إلهَ إلّا الله)، ثمّ يُكمِل بالصّلاة الإبراهيميّة، وصيغتها: (اللّهُمّ صلِّ على مُحمَّدٍ وعلى آلِ مُحمَّدٍ، كما صلَّيْتَ على إبراهيمَ وعلى آل إبراهيمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللَّهُمَّ بارِك على محمّدٍ وعلى آل محمَّدٍ، كما بارَكْتَ على إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ).
- يدعو الله؛ إذ يُسَنُّ للمُصلّي بعد الانتهاء من الصّلاة الإبراهيميّة أن يدعوَ بما شاء من الدُّعاء، ومن الدُّعاء المَسنون ما ورد عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم؛1 حيث كان يدعو بقوله: (اللَّهُمّ إنّي أعوذُ بِكَ من عَذابِ جهنَّمَ، ومِن عذابِ القبرِ، ومِن فِتنةِ المَحيا والمَماتِ، ومِن شرِّ فِتنةِ المَسيحِ الدَّجّالِ).2.
- يُسلّم عن اليمين مُلتفِتاً يميناً، ثمّ عن الشّمال مُلتفتاً شمالاً، ويقول في كلّ تسليمةٍ: (السَّلامُ عليْكُمْ وَرَحمَةُ اللهِ).1
- يُستحبّ أن يدعو الله -تعالى- بالأذكار المأثورة بعد صلاة الفجر.
كيفية صلاة ركتين قبل الفجر (سنة الفجر)
لصلاة الفجر سنّةٌ راتِبةٌ قبليّةٌ فقط، وليس لها سُنّةٌ بعديّة، بل لا يجوز للمسلم أن يصلّي بعد أن يُتِمّ فرض الفجر؛ فإذا انتهى المُصلّي من صلاة الفجر كُرِهت له الصّلاة بعدها حتى طلوع الشمس بمقدار رمح، وهو ما يعادل ربع ساعة من وقت الشروق، إلّا إن كان لم يصلِّ السُّنّة، فحينئذٍ يجوز له أن يصلّي السنّة، وتُعدّ في ذلك قضاءً لا حاضراً.3
تصلى سنة الفجر كما تصلى ركعتي فرض الفجر، لكن يكون الاختلاف في النية، والتي بينا أن موضعها القلب، بالإضافة إلى أنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ في سنة الفجر سورة الكافرون في الركعة الأولى، وسورة الصمد في الركعة الثانية بعد الفاتحة، وكذلك تكون القراءة في سنة الفجر سرية وليست جهرية.
ويجوز أن يصلّي المسلم قبل فرض الفجر ركعتَين، أو أربع ركعاتٍ، أو أكثر من ذلك، لكنّ الرّاتبة منها ركعتان فقط، ويُعدّ الباقي نفلاً أو تطوُّعاً، لا سُنّةً راتبةً،4 ودليل ذلك ما رُوِي من قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؛ حيث صحَّ عنه أنّه قال: (عشرُ ركعاتٍ كان النّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ يداومُ عليهِنَّ: ركعتينِ قبلَ الظُّهرِ، وركعتينِ بعدَ الظُّهرِ، وركعتين بعدَ المغربِ، وركعتين بعدَ العشاءِ، وركعتين قبلَ الفجرِ).5
أسئلة شائعة عن كيفية صلاة الفجر
ما هو وقت صلاة الفجر
يكون أوّل وقت صلاة الفجر حسب ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم عند بزوغ الفجر الصّادق، ويمتدّ وقتُه إلى ما قبل شروق الشّمس، وينتهي بشروقِها، وتؤدي بعد ذلكَ قضاءً.6
كيف تصلي المرأة الفجر؟
لا تختلف كيفية صلاة المرأة عن صلاة الرجل سواء في الفجر أم في سائر الصلوات، إلا أن المرأة عادة ما تصلي في بيتها، ذلك تكون نيتها الصلاة منفردة، وإما أن يأم فيها أحد أبناؤها أو زوجها، وتكون نيتها مأمومة، وفي صلاتها المنفردة يجوز لها أن تجره في القراءة، ولكن دون رفع صوتها لكي لا يسمعها من هم من غير محارمها. والله أعلم.
ماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الفجر؟
لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم آيات أو سور مخصصة لصلاة الفجر إلا في صلاة فجر يوم الجمعة، وهما سورتا التوبة في الركعة الأولى، وسورة الإنسان في الركعة الثاني، أما بقية الأيام، فما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يطيل القراءة، ويقرأ ما بين الستين والمئة آية.
المراجع
- ^ أ ب ت د. وهبة بن مصطفى الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، سورية: دار الفكر، صفحة: 955، جزء: 2.
- رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 588.
- أبو الطيّب محمد صديق خان بن حسن بن علي بن لطف الله الحسينيّ البخاريّ القِنَّوجي (2003)، الروضة الندية (ومعها: التعليقاتُ الرَّضية على «الرَّوضة النّديَّة» (الطبعة الأولى)، السعودية: دار ابن القيم، صفحة 314-315. بتصرّف.
- “ما حكم أداء السنة الرّاتبة البعديّة قبل الفريضة ؟”، إسلام ويب، 18/6/2013، اطّلع عليه بتاريخ 5/12/2016.
- رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 7/220، صحيح.
- أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة الأزدي الحجري المصري المعروف بالطحاوي (1417)، مختصر اختلاف الفُقهاء (الطبعة الثانية)، بيروت: دار البشائر الإسلامية، صفحة 195، جزء 1. بتصرّف.