ما هي صلاة الفتح
صلاة الفتح هي صلاة صلّاها النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- بعد فتح مكة في بيت أمّ هانئ بنت أبي طالب،1 ثم أصبحت سنّة، فكلّما فتح المسلمون بلاداً صلّوا صلاة الفتح فيها،2 كما أنّها تُسمّى أيضاً صلاة الشّكر،3 فكانت شكر من الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- لله -تعالى- في يوم فتح مكة، وتعظيم لنعمته -سبحانه وتعالى- بأن تمّ له هذا الفتح المبين، فقد دخل خاضعاً لله -تعالى- ومتذلّلاً له حانياً رأسه، واغتسل وصلّى صلاة الفتح،4 وقد قال بعض أهل العلم بأنّها صلاة الضحى كالإمام النّووي، وأكدّ آخرون أنّ الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- قد صلّاها من أجل الفتح؛ كالقاضي عياض.5
عدد ركعات صلاة الفتح وكيفيتها
بيّن الطبريّ أنّ عدد ركعات صلاة الفتح ثمان ركعات متّصلة ببعضها بدون فصل بينها،6 وثبت عن سعد بن أبي وقاص أنّه صلّاها عندما فتح المدائن ثماني ركعات متّصلة ومن دون إمام، فهي صلاة سريّة وليست جهريّة،7 وقال بعض العلماء إنّ صلاة الفتح تنتهي جميعها بتسليمة واحدة، والأصحّ التّسليم بعد كلّ ركعتين،8 وجاء ورد عن أمّ هانئ في صحيح البخاريّ أنّها قالت: (إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ بَيْتَها يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ، فاغْتَسَلَ وصَلَّى ثَمانِيَ رَكَعاتٍ، فَلَمْ أرَ صَلاةً قَطُّ أخَفَّ مِنْها، غيرَ أنَّه يُتِمُّ الرُّكُوعَ والسُّجُودَ)،9 وأكّد على ذلك أنّ الصحابي الجليل خالد بن الوليد -رضيَ الله عنه- قد صلّاها بعد فتوحاته، والقول عن الضحى إنّما جاء بمعرض الوقت الذي صلّى به الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- صلاة الفتح.10
حكم صلاة الفتح
قال بعض الصّحابة إنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أمرهم إذا فُتحت المدائن بالحمد والشكر لله -تعالى-، والتّسبيح، والتّهليل، والاستغفار والصّلاة،11 وقد أفتى علماء المسلمين باستحباب صلاة الفتح عند فتح المدن والأمصار،12 واعتبر بعض العلماء والأئمة هذه الصّلاة صلاة ضحى، وليست صلاة فتح كالإمام النّووي،13 ومشروعيّة ثبوتها أنّ النبي -عليه الصّلاة والسّلام- صلّاها في فتح مكة.14
المراجع
- ابن القيم (1994م)، زاد المعاد في هدي خير العباد، بيروت: مؤسسة الرسالة، جزء3، صفحة 361. بتصرّف.
- السهيلي (1412هـ)، الروض الأنف ت الوكيل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 108، جزء 7.بتصرّف.
- صفي الرحمن المباركفوري (1427هـ)، الرحيق المختوم مع زيادات (الطبعة الأولى)، دمشق: دار العصماء، صفحة 345. بتصرّف.
- محمد سيد طنطاوي (1997م)، التفسير الوسيط لطنطاوي، القاهرة: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 402، جزء 5. بتصرّف.
- محمد الزرقاني (1996م)، شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 28، جزء 11.بتصرّف.
- الصنعاني (2012م)، التحبير لإيضاح معاني التيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مَكتَبَةُ الرُّشد، صفحة 26، جزء 6. بتصرّف.
- السهيلي (1412هـ)، الروض الأنف ت الوكيل (الطبعة الأولى)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 108، جزء 7.بتصرّف.
- سعيد حوى، الأساس في التفسير (الطبعة السادسة)، القاهرة: دار السلام، صفحة 6730، جزء 11. بتصرّف.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن فاختة بنت أبي طالب أم هانئ، الصفحة أو الرقم: 1176، صحيح.
- إبراهيم العلي (1995م)، صحيح السيرة النبوية للعلي (الطبعة الأولى)، الأردن: دار النفائس للنشر والتوزيع، صفحة 462. بتصرّف.
- ابن كثير(1999م)، تفسير ابن كثير ت سلامة (الطبعة الثانية)، دار طيبة، جزء8، صفحة 511. بتصرّف.
- محمد سيد طنطاوي(1997م)، التفسير الوسيط لطنطاوي (الطبعة الأولى)، مصر: دار نهضة مصرجزء5، صفحة 402.بتصرّف.
- محمد آدم الإتيوبي (1999م)، ذخيرة العقبى في شرح المجتبى، دار المعراج الدولية للنشر ، صفحة 349، جزء 4. بتصرّف.
- الصنعاني (2012م)، التحبير لإيضاح معاني التيسير (الطبعة الأولى)، الرياض: مَكتَبَةُ الرُّشد، جزء6، صفحة 26. بتصرّف.