أبيات من قصيدة هذه الأرض لنا
قال الشاعر أحمد مطر قصيدته في شرح ملكية أرض فلسطين؛ إذ إنّها حقهم بشكل تام ولا حقّ لأحد غيرهم فيها:
- قُوتُ عِيالِنا هُنا
- يُهدِرُهُ جلالةُ الحِمارْ
- في صالةِ القِمارْ
- وكُلُّ حقّهِ بهِ
- أنَّ بعيرَ جدِّهِ
- قَدْ مَرّ قبلَ غيرِهِ
- بِهذِهِ الآبار!
- يا شُرَفاءُ
- هذهِ الأرض لَنا
- الزّرعُ فوقَها لَنا
- والنِّفطُ تحتَها لَنا
- وكُلُّ ما فيها بماضيها وآتيها لنا
- فما لَنا
- في البرْدِ لا نَلبسُ إلاّ عُرْيَنا؟
- وما لَنا
- في الجوعِ لا نأكُلُ إلاَّ جوعَنا؟
- وما لَنا نغرقُ وَسْطَ القارْ
- في هذهِ الآبارْ
- لكي نصوغَ فقرَنا
أبيات من قصيدة عائدون
قال الشاعر أحمد مطر في حقّ عودتهم إلى أرضهم فلسطين ومدى اشتياقهم لها وحزنهم على فراقها:
- هَرَمَ الناسُ وَكانُوا يَرْضَعُونَ
- عِنْدَما قالَ المُغَنِّي عائِدُونَ
- يا فِلَسْطِينُ وَما زالَ المُغَنِّي يَتَغَنَّى
- وَمَلايِينَ اللحون
- فِي فَضاءِ الجُرْحِ تَفْنَى
- وَاليَتامَى مَنْ يَتامَى يُولِّدُونَ
- يا فِلَسْطِينَ وَأَرْبابَ النِضالِ المُدْمِنُونَ
- ساءَهُمْ ما يَشْهَدُونَ
- فَمَضَوْا يَسْتَنْكِرُونَ
- وَيَخُوضُونَ النضالات عَلَى هَزِّ القناني
- وَعَلَى هَزِّ البُطُونِ، عائِدُونَ
- وَلَقَدْ عادَ الأَسَى لِلمَرَّةِ الأَلِفِ
- فَلا عُدْنا ولا هم يَحْزَنُونَ!
أبيات من قصيدة البكاء الأبيض
قال الشاعر أحمد مطر في حزنهم على بلادهم المحتلة ومدى الوضع المأساوي الذي كانوا يعيشونه:
:كُنْتُ طِفْلًا
:عِنْدَما كانَ أَبِي يَعْمَلُ جُنْدِيّاً
- بِجَيْشِ العاطِلِينَ!
- لَمْ يَكُنْ عِنْدِي خَدَّيْنِ
- قِيلَ لِي
- إِنَّ اِبْنَ عَمِّي فِي عَدّادِ المَيِّتَيْنِ
- وَأَخِي الأَكْبَرُ فِي مَنْفاهُ، وَالثانِي سَجِينٌ
- لٰكِنَّ الدَمْعَةَ فِي عَيْنِ أَبِي
- سِرٌّ دَفِينٌ.
- كانَ رَغْمَ الخَفْضِ مَرْفُوعَ الجَبِينِ
- غَيْرَ أَنِّي، فَجْأَةً،
- شاهَدْتُهُ يَبْكِي بُكاءَ الثاكِلِينَ!
- قُلْتُ: ماذا يا أَبِي؟!
- رَدَّ بِصَوْتٍ لا يُبَيِّنُ:
- وَلَدِي.. ماتَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ
- نازَعَتْنِي حَيْرَتِي
- قُلْتُ لِنَفْسِي:
- يا تُرَى هَلْ مَوْتُهُ لَيْسَ كَمَوْتِ الآخَرِينَ؟
- كَيْفَ يُبْكِيهِ أَبِي، الآنَ،
- وَلَمْ يَبْكِ الضَحايا الأَقْرَبِينَ؟
- ها أَنا ذا مِنْ بَعْدِ أَعْوامٍ طَوالَ
- أَشْتَهِي لَوْ أَنَّنِي
- كُنْتُ أَبِي مُنْذُ سِنِينَ
- كُنْتُ طِفْلًا..
- لَمْ أَكُنْ أَفْهَمُ ما مَعْنَى
- بُكاءُ الفَرَحِينَ!.
أبيات من قصيدة انحناء السنبلة
قال الشاعر أحمد مطر في تشجيع الأبطال الشجعان الذين يُدافعون عن أرضهم مهما كانت الظروف قاسية وصعبة:
- أنا مِن تُرابٍ وماءْ
- خُذوا حِذْرَكُمْ أيُّها السّابلةْ
- خُطاكُم على جُثّتي نازلهْ
- وصمتي سَخاءْ
- لأنَّ التُّرابَ صميمُ البقاءْ
- وأنَّ الخُطى زائلةْ.
- ولَكنْ إذا ما حَبَستُمْ بِصَدري الهَـواءْ
- سَلوا الأرضَ عنْ مبدأ الزّلزلةْ
- سَلوا عنْ جنوني ضَميرَ الشّتاءْ
- أنَا الغَيمَةُ المُثقَلةْ إذا أجْهَشَتْ بالبُكاء
- فإنَّ الصّواعقَ في دَمعِها مُرسَلَهْ!
- أجلً إنّني أنحني
- فاشهدوا ذلتي الباسِلَةْ
- فلا تنحني الشَّمسُ
- إلاّ لتبلُغَ قلبَ السماءْ
- ولا تنحني السُنبلَةْ
- إذا لمْ تَكُن مثقَلَة
- ولكنّها ساعَةَ الانحناءْ
- تُواري بُذورَ البَقاءْ
- فَتُخفي بِرحمِ الثّرى
- ثورةً.. مقبلة!
- أجَلْ.. إنّني أنحني
- تحتَ سَيفِ العَناءْ
- ولكِنَّ صَمْتي هوَ الجَلْجَلةْ
- وَذُلُّ انحنائي هوَ الكِبرياءْ
- لأني أُبالِغُ في الانحناءْ
- لِكَي أزرَعَ القُنبُلَةْ!
أبيات من قصيدة انتفاضة
قال الشاعر أحمد مطر في التشجيع على الانتفاضة وعدم السكوت عن الحق مهما كان:
خَلَّ الخِطابَ لِمَدْفَعِ هِدارِ
-
-
- وَاِحْرَقْ طُرُوسَ النَثْرِ وَالأَشْعارِ
-
وَاِنْهَضْ فَأَصْفادٌ ألا سارَ لِساكِنِ
-
-
- وَمَسَرَّةُ التَيْسِيرِ لِلسَـيّارِ
-
كَمْ عازِفٌ عَن جَدْوَلٍ مُتَوَقِّفٍ
-
-
- وَمُتابِعُ مَيْلِ السَرابِ الجارِي
-
لَوْلا اصطراع الأَرْضُ ما قامَتْ عَلَى
-
-
- يمِالِدْجُنَّ سَوابِحِّ الأَقْمارِ
-
وَقَوافِلُ الغَيْثِ الضَحُوكُ شَحِيحَةٌ
-
-
- وَكَتائِبُ الغَيْمِ الكَظِيمِ جَوارِي
-
فَاِقْطَعْ وِثاقَ الصَمْتِ وَاِسْتَبْقِ الخُطَى
-
-
- كالَطّارِئاتٌ لُحُومَةِ المِضْمارِ
-
أَنْتَ القَوِيُّ فَقَدْ حَمَلَتْ عَقِيدَةً
-
-
- أَمّا سِواكَ فَحامِلُو أَسْفارِ
-
يَتَعَلَّقُونَ بِهٰذِهِ الدُنْيا وَقَدْ
-
-
- طَبِعَت عَلَى الإِيرادِ وَالإِصْدارِ
-
دُنْيا وَباعُوا دُونَها العَلِي
-
-
- فَبِئْسَ المُشْتَرِي، وَلِبِئْسِ بَيْعُ الشارِي
-
وَيُؤَمِّلُونَ بِها الثَباتَ فَبِئْسَمُ
-
-
- قَدْ أَمَلُوا فِي كَوْكَبِ دَوار
-
أَنْتَ القَوِيُّ فَقُلْ لَهُمْ لَنْ أَنْثَنِيَ
-
-
- عَمّا نَوَيْتُ وَشافِعِي إِصْرارِي
-
لَنْ أَنْثَنِيَ فَإِذا قُتِلْتَ فَإِنَّنِي
-
-
- حِيٌّ لَدَى رَبِّي مَعَ الأَبْرارِ
-
وَإِذا سُجِنْتَ فَإِنَّما تَتَطَهَّرُ
-
-
- الزِنْزانَةُ السَوْداءُ فِي أَفْكارِي
-
وَذا نُفِيْتُ عَنْ الدِيارِ فَأَيْنَمْ
-
-
- يَمْضِي البَرِيءُ فَثَمَّ وَجْهُ البارِي
-
وَإِذا اِبْتَغَيْتُمْ رَدَّ صَوْتِي بِالَّذِي
-
-
- مارِد عَن قارُونَ قَرْنَ النارَ
-
فَكَأَنَّما تَتَصَيَّدُونَ ذُبابَةً
-
-
- فِي لَجَّةٍ مَحْمُومَةِ التَيّارِ
-
إِغْراؤكُمْ قَدْرَ الغَرِيرِ، وَغَيْرَتِي
-
-
- قَدِّرَ بِكَفٍّ مُقَدَّرِ الأَقْدارِ
-
شَتّانِ بَيْنَ ظَلامِكُمْ وَنَهارِي
-
-
- شَتانِ بَيْنَ الدِينِ وَالدِينارِ
-
أبيات من قصيدة يا رب ذكرى
قال الشاعر أحمد مطر قصيدته لوصف حالة الشعب ومدى معانته وكمية الذل والإهانة التي يتعرضون لها:
- كَمْ عالِمٍ مُتجرِّدٍ
- وَمُفكّرٍ مُتفرّدٍ
- أَجرى مِدادَ دِمائهِ في لَيلِنا
- لِيَخُطَّ فَجْرا
- وَإذِ انتهى
- لَمْ يُعْطَ إلاّ ظُلْمَة الإهمالِ أَجْرا
- وَقضى على أيّامهِ
- مِن أجْلِ رفعةِ ذِكرِنا
- في العالمينَ
- وإذ قَضى.. لَمْ يَلْقَ ذِكْرا
- وَتموتُ مُطرِبَة
- فَينهدِمُ الفضاءُ تَنَهُّدًا
- وَيَفيضُ دَمعُ الأرضِ بَحْرا
- وَيَشُـقُّ إعلامُ العَوالِم ثَوبَهُ
- لو صَحَّ أنَّ العُـرْي يَعرى
- وَتَغَصُّ أفواهُ الدُّروبِ
- بِغُصَّةِ الشّعبِ الطَروبِ
- كأنَّ بَعْدَ اليُسْرِ عُسْرا
- وكأنَّ ذكرى أُنْسيَتْ أمْرَ العِبادِ
- وَأوْحَشَتْ دَسْتَ الخِلافةِ في البلادِ
- فَلَمْ تُخلِّفْ بَعدَها.. مِليونَ أُخرى!
- أَلأَجْلِ هذي الأُمّةِ السَّكْرى
- تَذوبُ حُشاشَةُ الواعي أسىً
- وَيَذوبُ قَلبُ الحُرِّ قَهْرا؟
- يا رب ذكرى
- لا تـدَعْ نَفَسًا بها
- هِيَ أُمّةٌ بالمَوتِ أحرى.
- خُذْها..
- ولا تترُكْ لَها في الأرضِ ذكرى
أبيات من قصيدة الراحلة
يُعبّر الشاعر أحمد مطر في قصيدته عن الحزن والألم:
- هٰذا ما أَلِفْنا طُولَ رِحْلَتِنا المُدِيدِهة
- لا تَأْسَفِي لِنُفُوقَ راحِلَةَ هوت
- مِنْ ثِقَلِ جُمْلَتِنا المُفِيدِهُ
- فَعَلَى الطَرِيقِ سَنَصْطَفِي أُخْرَى جَدِيدَهُ
- وَإِذا وَهَتْ كُلُّ الجَمالِ
- عَنْ اِحْتِمالِكَ وَاِحْتِمالِيْ
- فَلْيَكُنْ
- قَدَمِي أَحَدٌ مِنْ الحَدِيدِ
- وَخُطْوَتِي أَبَدًا وَطِيدَة
- لا.. ما تَعَبَتْ
- وَلَوْ ظَلَلْتُ أَسِيرَ عُمْرِي كُلِّه
- فَوْقَ اللَظَى
- سَيَظَلُّ يُفْعِمُنِي الرِضا
- ما دُمْتُ طاهِرَةً حَمِيدَةً
- ماذا أُرِيدُ وَأَنْتَ عِنْدِي؟
- يا اِبْنَتِي
- لَوْ قَدَّمُوا الدُنْيا وَما فِيها
- مُقابِلَ شَعْرَةٍ مِنْ مُفَرِّقِيكِ
- لَقُلْتُ: دُنْياكُمْ زَهِيدَةً
- وَطَنَ أَنا
- بَيْنَ المَنافِي أَحْتَوِيكَ مُشَرِّدًا
- كَيْ لَاِتَّظَلِّي فِي البِلادِ مَعِي شَرِيدَةً
- وَأَنا بِنُورُكِ يا اِبْنَتِي
أنشأت مِنْ مَنْفايَ أَوْطانًا
- لِأَوْطانِي الطَرِيدَةِ
- لٰكِنَّها بَهَرَتْ بِأَنْوارِ السُطُوعِ
- فَآنَسْتُ لِعَمِّي الخُضُوعَ
- وَمَرَّغَتْ أَعْطافُها بِالكَيْدِ
- حَتَّى أَصْبَحَتْ وَهِيَ المَكِيدَةُ
- ما همني؟
- كُلُّ الحُتُوفِ سَلامَةٌ
- كُلُّ الشَقاءِ سَعادَةٌ
- ما دُمْتُ حَتَّى اليَوْمِ سالِمَةً سَعِيدَةً
- لا قصد لِي فِي العَيْشِ
- إِلّا أَنْ تَعِيشِي أَنْتِ
- أَيَّتُها القَصِيدَةُ
- هَيّا بِنا
- لَفِي ذِراعِكَ حَوْلَ نَحْرِي
- وَالبَدِّيُّ فِي دِفْءِ صَدْرِيْ
- كَيْ نَعُودَ إِلَى المَسِيرِ
- فَإِنَّ غايَتَنا بَعِيدُهُ
- وَدُعِي التَلَفُّتُ لِلوَراءِ
- فَقَدْ هَوَى عَمّا هَوَت
- وَصَفَ الفَقِيدَةُ
- هِيَ لَمْ تَذُقْ مَعْنَى المَنْيَةِ حُرَّةً
- مَعْنا
- وَلا عاشَتْ شَهِيدَةٌ
- لَاِ تْحَزَنِي يَوْمًا عَلَيْها
- واحَزَنِي دَوْمًا لَها
- لَمْ نَنْفِ عَنْها.. إِنَّما
- نُفِيَتُ، لِقِلَّةِ حَظِّها، عَنّا الجَرِيدَةُ
أبيات من قصيدة بين يدي القدس
قال الشاعر أحمد مطر قصيدته اعتذارًا للقدس لعدم قدرته الدفاع عنها إلا بلسانه، فهو سلاحه الوحيد:
- يا قُدْسُ يا سَيِّدَتِي
- مَعْذِرَةً فَلَيْسَ لِي يَدانِ
- وَلَيْسَ لِي أَسْلِحَة
- وَلَيْسَ لِي مَيْدانٌ
- كُلُّ الَّذِي أَمْلَكُهُ لِسانٌ
- وَالنُطْقُ يا سَيِّدَتِي أَسْعارُهُ باهِظَةٌ
- وَالمَوْتُ بِالمَجّانِ
- سَيِّدَتِي أَحْرَجْتْنِي
- فَالعُمْرُ سِعْرُ كَلِمَةٍ واحِدَةٍ
- وَلَيْسَ لِي عِمْرانُ
- أَقُولُ نِصْفَ كَلِمَةٍ
- وَلَعْنَةُ اللهِ عَلَى وَسْوَسَةِ الشَيْطانِ
- جاءَتْ إِلَيْكَ لَجْنَةٌ
- تَبِيضُ لَجْنَتَيْنِ
- تَفْقِسانِ بَعْدَ جَوْلَتَيْنِ عَنْ ثَمانِ
- وَبِالرَفاءِ وَالبَنِينَ تَكْثُرُ اللِجانُ
- وَيَسْحَقُ الصَبْرُ عَلَى أَعْصابِهِ
- وَيَرْتَدِي قَمِيصُهُ عُثْمانَ
- سَيِّدَتِي
- حِيٌّ عَلَى اللِجانِ
- حِيٌّ عَلَى اللِجانِ
أبيات من قصيدة دفاعًا عن ضميري
قال الشاعر أحمد مطر قصيدته في الشجاعة وأنّ ما كتبه الله حاصل لا محالة:
- أَنا لا أَخْشَى مَصِيرِي
- فَأَنا أَحْيا مَصِيرِي!
- أَيُّ شَيْءٍ
- غَيْرُ إِغْفائِيٍّ عَلَى صَبّارَةِ القَرْ
- وَصَحَوِيٌّ فَوْقَ رَمْضاءِ الهَجِيرِ؟
- وَاِخْتِبائِي مِن خُطَى القاتِلِ
- ما بَيْنَ شَهِيقِي وَزَفِيرِي؟
- وَاِرْتِيابِي فِي ثِيابِيْ
- وَاِرْتِيابِي فِي إِهابِي
- وَاِرْتِيابِي فِي اِرْتِيابِيْ
- وَمَسِيرِي حَذِراً مِنْ غَدْرٍ حَذَرِيٍّ!
- أَهُوَ المَوْتُ؟
- مَتَى ذَقْتْ حَياةٌ فِي حَياتِي؟
- كانَ مِيلادِي وَفاتِي!
- أَنا فِي أَوَّلِ شَوْطَ
- لَفَّ صَوْتِي أَلْفُ سَوْطَ
- وَطَوَى (مُنْكِرٌ) أَوْراقَ اعترافاتي
- والقاني إِلَى سَيْفِ (نَكِير).
- كَتَبَتْ آخِرَتِي فِي أَوَّلِ الشَوْطِ
- فَماذا ظَلَّ لِلشَوْطِ الأَخِيرِ؟!
- وَلِماذا كُلُّ هذا
- يا مَلاذَ
- لَمْ يَجِدْ فِي ساعَةِ الوَجْدِ مَلاذًا؟
- تَكْتُبُ الشَعْرَ لِمَنْ
- وَالناسُ ما بَيْنَ أَصَمَّ وَضَرِيرٍ؟
- تَكْتُبُ الشَعْرَ لِمَنْ
- والناسُ ما زالُوا مَطاياً لِلحَمِيرِ؟
- وَأَسارَى
- يَعْتَرِيهِمْ خَفَرٌ حِينَ مُلاقاةِ الخَفِيرِ
- وَشَقاةِ
- يَسْتَجِيرُونَ مِنْ الطُغْيانِ بِالطاغِي
- الأخير
- وَجِياعاً ما لَهُمْ أَيْدُ
- يَبُوسُونَ يَدَ اللِصِّ الكَبِيرِ؟!
- أَنا لا أَكْتُبُ أَشْعارِي
- لِكَيْ أَحْظَى بِتَصْفِيقٍ وَأَنْجُو مِنْ صَفِيرِ
- أَوْ لِكَيْ أَنْسُجَ لِلعارِي ثِياباً مِنْ حَرِيرِ
- أَوْ لِغَوْثِ المُسْتَجِيرِ
- أَوْ لِإِغْناءِ الفَقِيرِ
- أَوْ لِتَحْرِيرِ الأَسِيرِ
- أَوْ لِحَرْقِ العَرْشِ، وَالسُحْقِ بِنَعْلَيْ
- عَلَى أَجْدادِ أَجْدادِ الأَمِيرِ
- بَلْ أَنا مِنْ قِبَلُ هٰذا
- وأنا من بَعْدَ هٰذا
- إِنَّما أَكْتُبُ اِشْعارِي.. دِفاعُ
- عَنْ ضَمِيرِي
أبيات من قصيدة سواسية
يتحدث الشاعر أحمد مطر في قصيدته عن المساوة بين الناس مهما كان عرقهم وجنسهم وأنّها حق للجميع:
- سَواسِيَةٌ
- نَحْنُ كَأَسْنانِ كِلابِ البادِيَةِ
- يَصْفَعُنا النُباحُ فِي الذَهابِ وَالإِيابِ،
- يَصْفَعُنا التُراب
- رُؤُوسُنا فِي كُلِّ حَرْبٍ بادِيَةٍ
- وَالزَهْوِ لِلأَذْنابِ
- وَبَعْضُنا يَسْحَقُ رَأْسَ بَعْضِنا كَيْ تُسْمِّنَ الكِلابُ
- سَواسِيَةٌ
- نَحْنُ جُيُوبُ الدالِيَةِ
- يُدِيرُنا ثَوْرٌ زَوَى عَيْنَيْهِ خَلْفَ الأَغْطِيَةِ
- يَسِيرُ فِي اِسْتِقامَةٍ مُلْتَوِيةٍ
- وَنَحْنُ فِي مَسِيرِهِ نَغْرَقُ كُلَّ لَحْظَةٍ فِي الساقِيَةِ
- يَدُورُ تَحْتَ ظِلَّةِ العَرِيشِ
- وَظَلْنا خُيُوطَ شَمْسٍ حامِيَةٍ
- وَيَأْكُلُ الحَشِيشُ
- وَنَحْنُ فِي دَوْرَتِهِ نَسْقُطُ جائِعَينِ كَيْ يَعِيشَ
- نَحْنُ قَطِيعُ الماشِيَةِ
- تَسْعَى بِنا أَظْلافُنا إِلَى الحُتُوفِ
- عَلَى حِذاءِ الراعِيَةِ
- وَأَفْحَلُ القادَةُ فِي قَطِيعِنا خَرُوفٌ
- نَحْنُ المَصابِيحَ بِبَيْتِ الغانِيَةِ
- رُؤُوسُنا مَشْدُودَةٌ فِي عَقْدِ المَشانِقِ
- صُدُورُنا تَلْهُو بِها الحَرائِقُ
- عُيُونُنا تَغْسِلُ بِالدُمُوعِ كُلَّ زاوِيَةٍ
- لٰكِنَّها تَطْفَأُ كُلَّ لَيْلَةٍ عِنْدَ اِرْتِكابِ المَعْصِيَةِ
- نَحْنُ لِمَنْ؟
- وَنَحْنُ مَنْ؟
- زَمانُنا يَلْهَثُ خارِجَ الزَمَنِ
- لا فَرْقَ بَيْنَ جُثَّةٍ عارِيَةٍ وَجُثَّةٍ مُكْتَسِيَةٍ
- سَواسِيَةٌ
- مَوْتَى بِنَعْشٍ واحِدٍ يُدْعَى الوَطَنَ
- أَسْمَى سَمائِهِ كَفَنٌ
- بَكَتْ عَلَيْنا الباكِيَةُ
- وَنامَ فَوْقَنا العَفَنُ.
أبيات من قصيدة أحاديث الأبواب
يتحدث الشاعر أحمد مطر في قصيدته عن أصلهم مفتخرًا ومتباهيًا به:
- كُنّا أسيادًا في الغابة
- قطعونا من جذورنا
- قيّدونا بالحديد ثمّ أوقفونا خَدَمًا على عتباتهم
- هذا هو حظّنا من التمدّن
- ليس في الدُّنيا مَن يفهم حُرقةَ العبيد
- مِثلُ الأبواب!
- ليس ثرثارًا
- أبجديتهُ المؤلّفة من حرفين فقط
- تكفيه تمامًا
- للتعبير عن وجعه:
- (طَقْ)!
- وَحْدَهُ يعرفُ جميعَ الأبواب
- هذا الشحّاذ.
- ربّما لأنه مِثلُها
- مقطوعٌ من شجرة!
- يَكشِطُ النجّار جِلدَه
- فيتألم بصبر
- يمسح وجهَهُ بالرَّمل
- فلا يشكو
- يضغط مفاصِلَه
- فلا يُطلق حتى آهة
- يطعنُهُ بالمسامير
- فلا يصرُخ
- مؤمنٌ جدّاً
- لا يملكُ إلاّ التّسليمَ
- بما يَصنعهُ
- الخلاّق!
- (العبوا أمامَ الباب)
- يشعرُ بالزَّهو
- السيّدةُ
- تأتمنُهُ على صغارها
أبيات من قصيدة بيت وعشرون راية
قال الشاعر أحمد مطر في قصيدته متحدثًا عن الكرم والجود الذي يتحلون به وعن دعائهم الطويل للتحرير:
- طباعة مفضلتي
- أسرتنا بالغة الكرم
- تحت ثراها غنم حلوبة، وفوقه غنم
- تأكل من أثدائها وتشرب الألم
- لكي تفوز بالرضى من عمنا صنم
- أسرتنا فريدة القيم
- وجودها عدم
- جحورها قمم
- لاآتها نعم
- والكل فيها سادة لكنهم خدم
- أسرنا مؤمنة تطيل من ركوعها، تطيل من سجودها
- وتطلب النصر على عدوها من هيئة الأمم
- أسرتنا واحدة تجمعها أصالة، ولهجة، ودم
- وبيتنا عشرون غرفة به، لكن كل غرفة من فوقها علم
- يقول إن دخلت في غرفتنا فأنت متهم
- أسرتنا كبيرة، وليس من عافية أن يكبر الورم
أبيات من قصيدة نور على نور
يتحدث الشاعر أحمد مطر قصيدته عن شتى أنواع الظلم والقهر الذي يتعرض له أبناء الشعب:
- نَحنُ في مَأْتَمِ عُرْسٍ
- نتباكى ضَحِكاً
- مِن طَلْعَةِ السَّعْدِ النَّحيِسْ
- العَروسُ اغْتُصِبَتْ في أوَّلِ اللّيلِ
- ومَاتَتْ.
- وَاستَمَرَّ الحَفلُ حتى الفَجْرِ
- مَعقوداً على ألْفِ عَريسْ
- يا لِبلوانا
- بِما جَرَّتْ عَلَينا (الدَّرْدَبيسْ).
- سَلَبَتْنا دَولَةً قائِمَةً
- ثُمّ أقامَتْ، دُونَها، ألْفَ رَئيسْ
- كُلُّهُمْ يَلطِمُ في (الخَضراءِ)
- حُبّاً في (حُسَينٍ)..
- وَهْوَ في جَوْهَرِ مَعناهُ الرَّئيسْ
- إنّما يَلطِمُ حُبّاً في (الهَريسْ)
- وقصارى جُهْدِهِمْ
- أن يأخُذوا مِنّا وَعَنّا
- كُلَّ ما خَلَّفَهُ اللّصٌ الفَطيسْ
- وَيُحيلونا مَتاريسَ لِتَأمينِ قَفاهُمْ
- عِندَما يَحْمَي الوَطيسْ.
- لَم نَزَلْ.. مِن نِصْفِ قَرنٍ
- نُغلِقُ القبرَ
- على جُثَّةِ وَغْدٍ خاسئ
- كَيْ نَفتَحَ القَصْرَ
- علي مَوْلِدِ أفّاقٍ خَسيسْ!
- وَشُعاعُ الشَّمسِ
- يَبدو ساخِراً مِنّا
- على الأُفْقِ الغَطِيسْ
- سَتَظَلُّونَ تَنامونَ
- وَتَصْحونَ عَلي لَيلٍ جَديد
- قَد هَرَبتُم للِكَري بالأمسِ
- مِن نُوري السَّعيدْ
- ثُمَّ ها أنتُمْ تُفيقونَ
- عَلي نُوري التَّعيسْ!