السيارات – كافحت فورد من أجل العودة نحو إنتاج السيارات المدنية بعد الحرب العالمية الثانية، وعلى الرغم من أن طرازاتها الجديدة استخدمت تحديثات ميكانيكية مهمة ساعدت في إنقاذ الشركة من الإفلاس، إلا أن هذه التغييرات لم ترتفع إلى مستوى التحسينات الهندسية المتوقعة، وبدلاً من ذلك اعتمدت الشركة الأمريكية على أفكار ما قبل الحرب ولكن كاديلاك كان لها موقف مختلف حيث غيرت عالم السيارات بهذا الطراز.
تفوق ملهم
على النقيض من ذلك، قدمت تشكيلة كاديلاك محركات V8 الجديدة والتي كان لها دور فعال في دفع الصناعة إلى الأمام، خصوصاً محرك الصمام العلوي الجديد والذي قام بإثارة إعجاب الشركات المصنعة الأخرى ودفعتهم لاستخدام التصميم مسطح الرأس، وهو الأمر الذي حقق العديد من المكاسب في جوانب مثل كفاءة استهلاك الوقود، وتخفيض الوزن، وزيادة إنتاج الطاقة، وتعزيز قوة التحمل في سيارات الدفع الرباعي الجديدة خصوصاً مع محرك الـ V8 سعة 5.4 لتر والذي تفوق على كل ما في جعبة فورد، حيث كان وزنه أقل بحوالي 90 كجم وأكثر قوة بمقدار 10 حصان بالمقارنة مع المحرك الذي يستبدله، مما جعله المحرك الأقوى في السوق حينها، بقوة إنتاجية تصل إلى 160 حصان.
نعتبر نحن في عالم اليوم التقدم في التصميم جزءً رئيسياً لاختيار سيارة العام، لكننا هذه المرة سنذهب في الاتجاه المعاكس، حيث أن عدم إجراء كاديلاك أي تغييرات كبيرة في التصميم لسيارة العام 1949 كان خياراً موفقاً، ولن يستطيع أحد سوى الخبراء فقط اكتشاف الاختلافات المرئية بين طراز ’48 و’ 49، وهو عكس ما كانت تفعله شركة مثل جنرال موتورز حينها والتي كانت تقدم طراز فيس ليفت جديد لكل عام.
براعة هندسة كاديلاك
الغريب والمثير للإعجاب في نفس الوقت، هو مدى سلاسة وهدوء المحرك حتى بمعايير اليوم، حيث يُعتبر ما قدمته كاديلاك شيئاً مميزاً، ففي كل مرة لمسنا هذه السيارة من عام 1949 الفئة 62 Sedanette، توقفنا ودققنا آذاننا للتأكد مما إذا كان المحرك قد تم تشغيله بالفعل أم لا، وفيما يخص تجربة قيادة هذه السيارة الكلاسيكية، فلا يمكن وصفها بأي شيء أخر سوى “الفخامة”، فالمحرك يتسارع بهدوء، وهو الأمر الذي يوفر طاقة كافية فقط لتحريك السيارة بوتيرة مريحة تنافس حتى بعض السيارات ذات ناقل الحركة الآلي هذه الأيام، كما أن المكابح تعطي ثقة وسلاسة ملحوظة، أما بالنسبة للتوجيه، فإنه يُعتبر بطيئاً بأي معيار، ويحتاج إلى 90 درجة من تحريك المقود لبدء الدوران و 90 درجة أخرى لإكماله.
كل هذه الأشياء جعلت كاديلاك تحتفظ بعرشها آن ذاك كمعيار قياسي للسيارات على مستوى العالم، وعلى الرغم من طرازات فورد المختلفة التي ساعدت الشركة الأمريكية على البقاء، إلا أنها لم يكن لها تأثيراً ملحوظاً في عالم السيارات، على عكس ما قدمته كاديلاك.