أبلِغ عَزيزاً
أبلِغ عَزيزاً في ثنايا القلبِ مَنزله
-
-
- أني وإن كُنتُ لا ألقاهُ ألقاهُ
-
وإن طرفي موصولٌ برؤيتهِ
-
-
- وإن تباعد عَن سُكناي سُكناهُ
-
يا ليته يعلمُ أني لستُ أذكرهُ
-
-
- وكيف أذكره إذ لستُ أنساهُ
-
يا من توهم أني لستُ أذكرهُ
-
-
- واللهُ يعلم أني لستُ أنساهُ
-
إن غابَ عني فالروحُ مَسكنهُ
-
-
- مَن يسكنُ الروح كيف القلبُ ينساهُ؟
-
لمن الدّيار غشيتها بالفدفدِ
لمن الدّيار غشيتها بالفدفدِ؟
-
-
- كالوحيِ في حجر المسيل المخلد
-
وإلى سنان سيْرها ووسيجها
-
-
- حتى تلاقيه بطلق الأسعدِ
-
نعم الفتى المرّيّ أنت إذا هم
-
-
- حضروا لدى الحجَراتِ نار الموقدِ
-
ومفاضة ٍ، كالنهي، تنسجه الصبا
-
-
- بيضاء كفت فضلَها بمهنّدِ
-
وإنْ سدّت به لهوات ثَغْر
-
-
- يشار إلَيهِ جانبه سقيم
-
مخوف بأسه، يكلاكَ منهُ
-
-
- قويٌّ، لا ألفُّ، ولا سؤوم
-
له، في الذاهبينَ، أروم صدق
-
-
- وكان لكُلّ ذي حسبٍ أروم
-
لو كان قومك في أسبابه هلكوا
-
-
- يا حار لا أُرْمين منكم بداهِيَة
-
لم يلقها سوقة ٌ، قبلي، ولا ملك
-
-
- أُرْددْ يَساراً ولا تعنفْ عليه ولا
-
تمعكْ بعرضكَ، إنّ الغادر المعك
-
-
- ولا تكوننْ، كأقْوام علمتهم
-
يلوون ما عندهمْ، حتّى إذا نهكوا
-
-
- طابتْ نفوسهم عن حقّ خصمهم
-
مخافة َ الشرِّ، فارتدُّوا، لما تركوا
-
-
- تعلمنْها ـ لعمر الله ـ ذا قسماً
-
فاقدرْ بذرْعِكَ وانظرْ أين تَنسلك
-
-
- لئنْ حللْتَ بجوّ في بني أسدٍ
-
في دين عمرٍو، وحالتْ بيننا فدك
-
-
- ليأتينْك منّي منطقٌ قذع
-
أَهاجَكَ أَم لا بِالمَداخِلِ مَربَعُ
أَهاجَكَ أَم لا بِالمَداخِلِ مَربَعُ
-
-
- وَدارٌ بِأَجراعِ الغَديرَينِ بَلقَعُ
-
ديارٌ لِسَلمى إِذ نَحِلُّ بِها مَعاً
-
-
- وَإِذ نَحنُ مِنها بِالمَوَدَّةِ نَطمَعُ
-
وَإِن تَكُ قَد شَطَّت نَواها وَدارُها
-
-
- فَإِنَّ النَوى مِمّا تُشِتُّ وَتَجمَعُ
-
إِلى اللَهِ أَشكو لا إِلى الناسِ حُبَّها
-
-
- وَلا بُدَّ مِن شَكوى حَبيبٍ يُرَوَّعُ
-
أَلا تَتَّقينَ اللَهَ فيمَن قَتَلتِهِ
-
-
- فَأَمسى إِلَيكُم خاشِعاً يَتَضَرَّعُ
-
فَإِن يَكُ جُثماني بِأَرض سِواكُمُ
-
-
- فَإِنَّ فُؤادي عِندكِ الدَهرَ أَجمَعُ
-
إِذا قُلتُ هَذا حينَ أَسلو وَأَجتَري
-
-
- عَلى هَجرِها ظَلَّت لَها النَفسُ تَشفَعُ
-
أَلا تَتَّقينَ اللَهَ في قَتلِ عاشِقٍ
-
-
- لَهُ كَبِدٌ حَرّى عَلَيكِ تَقَطَّعُ
-
غَريبٌ مَشوقٌ مولَعٌ بِاِدِّكارِكُم
-
-
- وَكُلُّ غَريبِ الدارِ بِالشَوقِ مولَعُ
-
فَأَصبَحتُ مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ موجِعاً
-
-
- وَكُنتُ لِرَيبِ الدَهرِ لا أَتَخَشَّعُ
-
فَيا رَبِّ حَبِّبني إِلَيها وَأَعطِني المَوَدَّةَ
-
-
- مِنها أَنتَ تُعطي وَتَمنَعُ
-
وَإِلّا فَصَبِّرني وَإِن كُنتُ كارِهاً
-
-
- فَإِنّي بِها يا ذا المَعارِجِ مولَعُ
-
وَإِن رمتُ نَفسي كَيفَ آتي لِصَرمِها
-
-
- وَرمتُ صدوداً ظَلَّتِ العَينُ تَدمَعُ
-
جَزِعتُ حِذارَ البَينِ يَومَ تَحَمَّلوا
-
-
- وَمَن كانَ مِثلي يا بُثَينَةُ يَجزَعُ
-
تَمَتَّعتُ مِنها يَومَ بانوا بِنَظرَةٍ
-
-
- وَهَل عاشِقٌ مِن نَظرَةٍ يَتَمَتَّعُ
-
كَفى حَزَناً لِلمَرءِ ما عاشَ أَنَّهُ
-
-
- بِبَينِ حَبيبٍ لا يَزالُ يُرَوَّعُ
-
فَوا حَزَناً لَو يَنفَعُ الحزنُ أَهلَهُ
-
-
- وَواجَزَعاً لَو كانَ لِلنَفسِ مَجزَعُ
-
فَأَيُّ فُؤادٍ لا يَذوبُ لِما أَرى
-
-
- وَأَيُّ عُيونٍ لا تَجودُ فَتَدمَعُ
-
أبيات أخرى عن العتاب
- عاهدتني أن لا تميل عن الهوى
-
-
- وحلفت لي يا غصنُ أن لا تنثني
-
هبّ النسيم ومال غصن مثله
-
-
- أين الزّمان وأين ما عاهدتني.
-
- أسرّ بداخلي عتبي عليه
ومن حبي له أبدي ودادي
مرادي أن أسوق له عتاب
وحين أراه أنسى ما مرادي.
- إذا ذهب العتابُ فليس وُدّ
-
-
- ويبقى الوُدُّ ما بقي العتابُ.
-
- أقلل عتابك فالبقاءُ قليلُ
-
-
- والدهرُ يعدلُ تارة ويميلُ
-
وكيف يتمُّ بأسُك في أُناس
-
-
- تُصيبُهُمُ فيُؤلمُك المُصابُ
-
ترفّق أيُّها المولى عليهم
-
-
- فإنّ الرفق بالجاني عتابُ
-
- يا ذات العيون السود سرحي
-
-
- ولا تكوني مثل الذي هجرا
-
أو إن أحببتني في حالة
-
-
- تركتني مثل الذي عبرا
-
- يا خجلتي من عتاب الله يوم غد
-
-
- إن قال خالفت أمري أيها الرجلُ
-
دعوا ذكر ذاك العتب منّا ومنكُمُ
-
-
- إلى كم كتاب بيننا ورسُولُ
-
- كُلّ يوم لنا عتاب جديدُ
-
-
- وهوانا على العتاب يزيدُ
-
كُلُّ حُبّ يبيدُ يوما فيفنى
-
-
- وهوانا وهجرُنا لا يبيدُ
-
- أعاتب ذا المودة من صديق
-
-
- إذا ما رابني منه اجتنابُ
-
إذا ذهب العتاب فليس ود
-
-
- ويبقى الود ما بقي العتابُ
-
وماذا عليها لو أشارت وودعت
-
-
- إلينا بأطراف البنان واومت
-
- عجبا لقوم يحسُدون فضائلي
-
-
- ما بين عُتّاب إلى عُذّال
-
عتبُوا على فضلي وذمُّوا حكمتي
-
-
- واستوحشوا من نقصهم وكمالي.
-