السيارات – تعتبر شركة رولز رويس هي رمز الفخامة بين صناع السيارات، ويعتبر السادس من شهر فبراير الماضي هو ذكرى عزيزة للغاية على قلوب عشاق ومحبي العلامة التجارية، حيث أنه يوم الذكرى السنوية لاعتماد شعار الشركة، وهو تمثال روح النشوة الذي يقف على غطاء المحرك الذي ما زال يزين واجهة السيارة منذ عام 1911، فما هي قصته؟
تعود قصة هذا الشعار إلى أربعة أشخاص، وهم مونتاجو وسايكس وجونسون وثورنتون، حيث بدأت القصة عام 1902 عندما قام جون والتر دوغلاس مونتاجو وهو نبيل أرستقراطي إنجليزي، بإنشاء مجلة اسمها “ذا كار إلسترايتد” الخاصة بالسيارات، وعين مصمم ورسام إنجليزي اسمه تشارلز سايكس للعمل في المجلة، وقد كان مونتاجو صديقاً لكل من تشارلز رولز أحد مؤسسي رولز رويس، وكلود جونسون، وهو الشخص الذي عرف رولز على رويس في الأصل، وكان جونسون حينها مدير عام الشركة، وسكرتير في نادي السيارات البريطاني، حينها طلب جونسون من مونتاجو خدمة وهي تعيين سكرتيرته في النادي في المجلة، والتي تدعى إيلانور ثورنتون، وذلك بهدف مساعدتها في الانطلاق في مهنة الصحافة، بعد ذلك وقع مونتاجو في حب إيلانور، وأصبحا حديث المجتمع البريطاني.
وفي بداية القرن التاسع عشر في إنجلترا، كانت السيارات سلعة نادرة وغالية الثمن، وكان الزبائن يميزون أنفسهم عن طريق طلب شعارات خاصة لسياراتهم لوضعها على الواجهة الأمامية، حيث تكون شعارات لعائلاتهم النبيلة، أو لحيوان يحبونه، وهنا طلب مونتاجو من صديقه سايكس أن يصمم شعار لسيارته، وقام سايكس باستعمال زميلته إيلانور كمصدر إلهام له، حيث صنع تمثال لسيدة يلف جسدها العاري وشاح وتنحني إلى الأمام قليلاً وترفع يدها إلى الخلف كأنها تطير ووشاحها يرفرف في الهواء كأنه أجنحة، وقام سايكس بتسمية التمثال “الهمسة” وأعجب مونتاجو به ووضعه على سيارته، وكان أحد أسباب اختيار سايكس لإيلانور هي أنها كانت تعمل كعارضة أزياء أيضاً.
بعد ذلك، كانت الشركة منزعجة من قيام الزبائن بتزويد سياراتهم بشعارات خاصة مختلفة، ما جعلها تقلق من أن الأمر قد يؤثر سلباً حيث أن هذا الأمر قد يخفض من قيمة الشركة، حينها قررت صنع شعار موحد، وكان اختيار الشعار مسؤولية كلود جونسون، حينها سمع كلود أن صديقه مونتاجو اختار شعاراً رائعاً لسيارته من تنفيذ سايكس، وقام بالطلب من سايكس تصميم شعار خاص بالشركة، حينها قام سايكس بإجراء بعض التعديلات على شعار مونتاجو القديم، وغير اسم التمثال من “الهمسة” إلى “روح السرعة” وسرعان ما غيرته الشركة إلى “روح النشوة” وهو الاسم الذي يطلق عليه حتى اليوم.
والمثير للدهشة، أن تشارلز رولز أحد مؤسسي الشركة، لم يمهله الوقت لرؤية الشعار، حيث توفى قبل ظهوره بعام في 1910، في حين أن شريكه الآخر هنري رويس لم يعجب كثيراً بالشعار وطلب أن يكون تجهيزاً إضافياً للسيارات حسب الطلب، في حين توفت إيلانور خلال رحلة على سفينة أثناء الحرب العالمية الأولى عام 2015 وكانت تقلها هي ومونتاجو إلى الهند، وتعرضت السفينة إلى الهجوم من الغواصات الألمانية، ونجا مونتاجو إلا أن إيلانور لقت حتفها وتوفت.
وبالعودة إلى الشعار، فقد بدأت الشركة باستخدامه في كافة سياراتها بداية من عام 1920 بعد أن كان تجهيزاً إضافياً، وقد تم صناعته من الفضة في 1911 حتى 1914، وبعد ذلك استبدلت الشركة الفضة بالكروم والنيكل اللامع، بسبب انتشار سرقة الشعار من السيارات، وفي عام 1925 قامت الشركة بصناعة شعار واحد من الذهب، وذلك للمشاركة في مسابقة أجمل شعار للسيارات والتي أقيمت في باريس، وقررت بعدها جعل هذا الشعار الذهبي خياراً متاحاً لكل السيارات، ويذكر أن الشعار نال العديد من التعديلات والتي تقدر بـ 11 تعديلاً في الطول والوزن ومعالم وجه المرأة والشعر وغير ذلك، وفي عام 1930 طلبت الشركة من سايكس مجدداً تصميم شعار صغير الحجم ليتناسب مع سياراتها الجديدة.
والجدير بالذكر أنه قد تم تصميم بعض الشعارات الخاصة لطرازات معينة أو لأشخاص معينين، مثل تصميم ظهر في عام 1934 للسيدة وهي جالسة على ركبتها، والذي صنع لطراز فانتوم 3 موديل عام 1936، وشعارات خاصة للأميرات إليزابيث ومارغريت، والذي يوجد في سيارتين فقط، الأولى كانت للأميرة إليزابيث، وذلك قبل أن تصبح ملكة وهي سيارة فانتوم 4 موديل عام 1950، حيث قامت الشركة باستبدال شعارها بشعار آخر خاص بالملكة إليزابيث، اما السيارة الثانية فكانت لشقيقتها الملكة مارجريت، حيث قامت الشركة باستخدام شعار خاص لها وهو حصان بيجاسوس الطائر، والذي يعد أحد الأساطير اليونانية الشهيرة.
أما اليوم، فقد تم تثبيت شكل وحجم الشعار بشكل نهائي، حيث يأتي بارتفاع 7.6 سنتيمتر، ولتأمينه من السرقة يقوم الشعار بالدخول في تجويف خاص به أسفل قاعدته عندما يقوم أحد ما بلمسه بقوة، وهناك زر أيضاً في المقصورة يمكن السائق من رفع أو إنزال الشعار كما يريد، ويمكن طلب الشعار إما مطلياً بالكروم أو الفضة أو من الذهب عيار 24.