أسباب غزوة أحد
وقعت غزوة أحد بين المسلمين ومشركي قريش في السنة الثالثة للهجرة، وكانت هنالك أسبابٌ أدّت إلى حدوثها، ويمكن إجمال أسباب غزوة أحد في الأمور الآتية:1
- رغبة قريش في الثأر بعد أن هُزمت على يد المسلمين في غزوة بدر، وسعيهم لاسترداد هيبتهم بين القبائل العربية بتحقيق انتصار على المسلمين.
- تضرّر تجارة قريش؛ بسبب تعرض سرايا المسلمين للقوافل التجارية وقطع الإمدادات عنهم وإضعافها.
وقد دفعت هذه الأسباب قريش إلى الاستعداد لملاقاة المسلمين في واقعةً أخرى؛ فخطّطوا لإعداد العدّة والجيش، فجمع أبو سفيان ما يقارب من ثلاثة آلاف رجل ومئتي فارس من قريش وما حولها من القبائل، وأمر الجيش بأن يأخذوا معهم إلى الغزوة نساءهم وعبيدهم؛ حتى يدفع ذلك المقاتلين إلى بذل كل جهدهم في الدفاع عن أعراضهم، ثم قرّروا الانطلاق نحو المدينة.2
استعداد النبي لغزوة أحد
وصل إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- عن طريق عمه العباس بن عبد المطلب والذي كان مشركاً حينها، فبعثَ الرسول بالحباب بن منذ للتأكد من الخبر واستطلاع حال المشركين؛ فعادَ إليهِ بعدَ أن تأكد من ذلك، فاجتمع الرسول بأصحابه وشاورهم، فاختار بعضهم البقاء في المدينة والتحصن، وقتال قريش إذا اقتربت من المدينة، ومالَ الرسول إلى هذا الرأي، واختار أكثر الصحابة الخروج ولقاء العدو؛ فنزل النبي عند رأي الغالبية، وتجهّز المسلمون للخروج إلى القتال في ليلة الجمعة.3
وخرجَ جيش المسلمين بجيش بلغ عدد أفراده ألف مقاتل، بينهم مئة دارعٍ -أي لابس للدرع- وخمسون فارسًا،1 وبعد خروج جيش النبي بفترةٍ قرّر عبدالله بن أبيّ بن سلول زعيم المنافقين الانسحاب مع أصحابه من هذه المعركة، وبلغ عدد أصحابه ثلث عدد جيش المسلمين، ورغم تناقص عدد جيش المسلمين، إلا أنّهم استمروا بالتقدّم حتى وصلوا عند جبل أحد،2 وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- كان قد قسّم الجيش إلى ثلاث كتائب، وهي:1
- كتيبة المهاجرين بقيادة مصعب بن عمير.
- كتيبة الأوس من الأنصار بقيادة أسيد بن حُضير.
- كتيبة الخزرج من الأنصار بقيادة الحباب بن المنذر.
ملخص قصة غزوة أحد
بعد بدء غزوة أحد كانت الغلبة للمسلمين، حيث شدَّ الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود على المشركين فهزموهم، وهزم جيش المسلمين جيش أبي سفيان، حتى هربوا من ساحة المعركة، وخلال الجولة الأولى من المعركة وصل المسلمين إلى قلب معسكر قريش، وعندما رأى الرماة الذي كانوا على الجبل يحمون المسلمين أنّ المشركين بدأوا بالفرار من المعركة، نزل عددٌ منهم عن الجبل؛ ظنًا أنّ الغزوة انتهت>
عندما رأى خالد بن وليد -وكان مشركًا حينها- انسحاب الرماة عن الجبل، التفّ بخيله وذهب باتجاه الرماة وقتلهم، ثمَ تابع قتال المسلمين، وعندما رأت قريش ذلك عادت إلى المعركة، وانقلبَ الأمر على المسلمين، وقد كان لنزول الرماة عن الجبل، وانتشار شائعة أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قُتل أثرٌ كبير في تراجع المسلمين.4
مواقف بارزة في غزوة أحد
شهدت غزوة أحد مواقف وأحداث عظيمة، ومن هذه المواقف:54
- إعطاء النبي -عليه الصلاة والسلام- سيفه لأبي دجانة ليقاتل به المشركين حتى ينحني السيف.
- قتل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- لحملة ألوية المشركين.
- جرح رأس النبي -عليه الصلاة والسلام- وكسرت رباعيته -أي أسنانه التي بين الثنية والناب-، وثبت حوله مجموعة قليلة من أصحابه يدافعون عنه، منهم سعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله، واللذان قاتلا بشجاعة وتمكنا من صد المشركين عن الرسول.
- استجماع جيش المسلمين لقوته وعودتهم لقتال العدو، حتى أجهد كلا الطرفين، فانسحب الرسول إلى أحد، وصعدَ أحدَ شعابه مع المسلمين، وتعب المشركون وتخلوا عن قتل الرسول بعدما رأوا شجاعة المسلمين وبطولتهم.
نتائج غزوة أحد
فيما يأتي ذكرٌ لنتائج غزوة أحد:54
- استشهاد سبعين من المسلمين، بما فيهم حمزة بن عبد المطلب عم النبي -عليه الصلاة والسلام-، ومثّل المشركون بجثث بعض المسلمين، وقد دفنهم النبي بعد الغزوة.6
- قُتل اثنان وعشرون من المشركين وأُسر منهم واحد.
- خروج النبي -عليه الصلاة والسلام- في اليوم الذي يلي عودته من غزوة أحد مع عدد من الصحابة الذين شهدوا غزوة أحد إلى غزوة حمراء الأسد؛ خشية أن يخرج أبو سفيان إلى المدينة لقتال المسلمين.6
المراجع
- ^ أ ب ت صفي الدين المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 224-239. بتصرّف.
- ^ أ ب “غزوة أحد”، www.articles.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2006. بتصرّف.
- أحمد أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، صفحة 330-337. بتصرّف.
- ^ أ ب ت د. محمد منير الجنباز (12-1-2017)، “أحداث غزوة أُحد”، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2018. بتصرّف.
- ^ أ ب إيهاب كمال أحمد (3/3/2015)، “عرض إجمالي لغزوة أحد”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 25/6/2024. بتصرّف.
- ^ أ ب المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 253-259. بتصرّف.