قصيدة إن كبرت سني فلي همة
يقول عمارة اليمني:
إن كبرت سني فلي همة
-
-
-
-
- لم يتأثر فضلها بالكبر
-
-
-
ما ضرني غدر الليالي وقد
-
-
-
-
- وفي لي السمع ونور البصر
-
-
-
ولا خبا مصباح ذكري ولي
-
-
-
-
- فكر سليم ولسان ذكر
-
-
-
قصيدة أين أزمعت أيهذا الهمام
يقول المتنبي:
أَينَ أَزمَعتَ أَيُّهَذا الهُمامُ
-
-
-
-
- نَحنُ نَبتُ الرُبى وَأَنتَ الغَمامُ
-
-
-
نَحنُ مَن ضايَقَ الزَمانُ لَهُ فيـ
-
-
-
-
- ـكَ وَخانَتهُ قُربَكَ الأَيّامُ
-
-
-
في سَبيلِ العُلى قِتالُكَ وَالسِلـ
-
-
-
-
- ـمُ وَهَذا المَقامُ وَالإِجذامُ
-
-
-
لَيتَ أَنّا إِذا اِرتَحَلتَ لَكَ الخَيـ
-
-
-
-
- ـلُ وَأَنّا إِذا نَزَلتَ الخِيامُ
-
-
-
كُلَّ يَومٍ لَكَ اِحتِمالٌ جَديدُ
-
-
-
-
- وَمَسيرٌ لِلمَجدِ فيهِ مُقامُ
-
-
-
وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً
-
-
-
-
- تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ
-
-
-
وَكَذا تَطلُعُ البُدورُ عَلَينا
-
-
-
-
- وَكَذا تَقلَقُ البُحورُ العِظامُ
-
-
-
وَلَنا عادَةُ الجَميلِ مِنَ الصَبـ
-
-
-
-
- ـرِ لَوَ أَنّا سِوى نَواكَ نُسامُ
-
-
-
كُلُّ عَيشٍ ما لَم تُطَبهُ حِمامٌ
-
-
-
-
- كُلُّ شَمسٍ ما لَم تَكُنها ظَلامُ
-
-
-
أَزِلِ الوَحشَةَ الَّتي عِندَنا يا
-
-
-
-
- مَن بِهِ يَأنَسُ الخَميسُ اللُهامُ
-
-
-
وَالَّذي يَشهَدُ الوَغى ساكِنَ القَلـ
-
-
-
-
- ـبِ كَأَنَّ القِتالَ فيها ذِمامُ
-
-
-
وَالَّذي يَضرِبُ الكَتائِبَ حَتّى
-
-
-
-
- تَتَلاقى الفِهاقُ وَالأَقدامُ
-
-
-
وَإِذا حَلَّ ساعَةً بِمَكانٍ
-
-
-
-
- فَأَذاهُ عَلى الزَمانِ حَرامُ
-
-
-
وَالَّذي تُنبِتُ البِلادُ سُرورٌ
-
-
-
-
- وَالَّذي تَمطُرُ السَحابُ مُدامُ
-
-
-
كُلَّما قيلَ قَد تَناهى أَرانا
-
-
-
-
- كَرَماً ما اِهتَدَت إِلَيهِ الكِرامُ
-
-
-
وَكِفاحاً تَكِعُّ عَنهُ الأَعادي
-
-
-
-
- وَاِرتِياحاً يَحارُ فيهِ الأَنامُ
-
-
-
إِنَّما هَيبَةُ المُؤَمَّلِ سَيفِ الـ
-
-
-
-
- ـدَولَةِ المَلكِ في القُلوبِ حُسامُ
-
-
-
فَكَثيرٌ مِنَ الشُجاعِ التَوَقّي
-
-
-
-
- وَكَثيرٌ مِنَ البَليغِ السَلامُ
-
-
-
قصيدة على قدر أهل العزم تأتي العزائم
يقول المتنبي أيضاً:
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
-
-
-
-
- وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
-
-
-
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
-
-
-
-
- وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
-
-
-
يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ
-
-
-
-
- وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
-
-
-
وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ
-
-
-
-
- وَذَلِكَ مالا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ
-
-
-
يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمراً سِلاحُهُ
-
-
-
-
- نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ
-
-
-
وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ
-
-
-
-
- وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ
-
-
-
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها
-
-
-
-
- وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ
-
-
-
سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ
-
-
-
-
- فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
-
-
-
بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا
-
-
-
-
- وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ
-
-
-
وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت
-
-
-
-
- وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ
-
-
-
طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها
-
-
-
-
- عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ
-
-
-
تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ
-
-
-
-
- وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ
-
-
-
إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعاً
-
-
-
-
- مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ
-
-
-
وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها
-
-
-
-
- وَذا الطَعنُ آساسٌ لَها وَدَعائِمُ
-
-
-
وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ
-
-
-
-
- فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ
-
-
-
أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُم
-
-
-
-
- سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ
-
-
-
إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ
-
-
-
-
- ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ
-
-
-
خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ
-
-
-
-
- وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ
-
-
-
تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍ
-
-
-
-
- فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلّا التَراجِمُ
-
-
-
فَلِلَّهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُ
-
-
-
-
- فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ
-
-
-
تَقَطَّعَ مالا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا
-
-
-
-
- وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ
-
-
-
وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ
-
-
-
-
- كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ
-
-
-
تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً
-
-
-
-
- وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ
-
-
-
تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى
-
-
-
-
- إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ
-
-
-
ضَمَمتَ جَناحَيهِم عَلى القَلبِ ضَمَّةً
-
-
-
-
- تَموتُ الخَوافي تَحتَها وَالقَوادِمُ
-
-
-
بِضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُ
-
-
-
-
- وَصارَ إِلى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ
-
-
-
حَقَرتَ الرُدَينِيّاتِ حَتّى طَرَحتَها
-
-
-
-
- وَحَتّى كَأَنَّ السَيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ
-
-
-
وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما
-
-
-
-
- مَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ
-
-
-
نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ كُلِّهِ
-
-
-
-
- كَما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ
-
-
-
تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرى
-
-
-
-
- وَقَد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ
-
-
-
تَظُنُّ فِراخُ الفُتخِ أَنَّكَ زُرتَها
-
-
-
-
- بِأُمّاتِها وَهيَ العِتاقُ الصَلادِمُ
-
-
-
إِذا زَلِفَت مَشَّيتَها بِبِطونِها
-
-
-
-
- كَما تَتَمَشّى في الصَعيدِ الأَراقِمُ
-
-
-
أَفي كُلِّ يَومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌ
-
-
-
-
- قَفاهُ عَلى الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ
-
-
-
أَيُنكِرُ ريحَ اللَيثَ حَتّى يَذوقَهُ
-
-
-
-
- وَقَد عَرَفَت ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ
-
-
-
وَقَد فَجَعَتهُ بِاِبنِهِ وَاِبنِ صِهرِهِ
-
-
-
-
- وَبِالصِهرِ حَملاتُ الأَميرِ الغَواشِمُ
-
-
-
مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى
-
-
-
-
- بِما شَغَلَتها هامُهُم وَالمَعاصِمُ
-
-
-
وَيَفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّةِ فيهِمِ
-
-
-
-
- عَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ
-
-
-
يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَن جَهالَةٍ
-
-
-
-
- وَلَكِنَّ مَغنوماً نَجا مِنكَ غانِمُ
-
-
-
وَلَستَ مَليكاً هازِماً لِنَظيرِهِ
-
-
-
-
- وَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ
-
-
-
تَشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ
-
-
-
-
- وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ
-
-
-
لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ
-
-
-
-
- فَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّيَ ناظِمُ
-
-
-
وَإِنّي لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى
-
-
-
-
- فَلا أَنا مَذمومٌ وَلا أَنتَ نادِمُ
-
-
-
عَلى كُلِّ طَيّارٍ إِلَيها بِرِجلِهِ
-
-
-
-
- إِذا وَقَعَت في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ
-
-
-
أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَداً
-
-
-
-
- وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ
-
-
-
هَنيئاً لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلى
-
-
-
-
- وَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّكَ سالِمُ
-
-
-
وَلِم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقى
-
-
-
-
- وَتَفليقُهُ هامَ العِدا بِكَ دائِمُ
-
-
-
قصيدة إذا الشعب يوما أراد الحياة
يقول أبو القاسم الشابي:
إذا الشـــعبُ يومًــا أراد الحيــاة
-
-
-
-
- فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ
-
-
-
ولا بــــدَّ لليـــل أن ينجـــلي
-
-
-
-
- ولا بــــدّ للقيـــد أن ينكســـرْ
-
-
-
ومــن لــم يعانقْـه شـوْقُ الحيـاة
-
-
-
-
- تبخَّـــرَ فــي جوِّهــا واندثــرْ
-
-
-
فــويل لمــن لــم تَشُــقهُ الحيـا
-
-
-
-
- ة مــن صفْعــة العــدَم المنتصـرْ
-
-
-
كـــذلك قــالت لــيَ الكائنــاتُ
-
-
-
-
- وحـــدثني روحُهـــا المســـتترْ
-
-
-
ودمــدمتِ الــرِّيحُ بيــن الفِجـاج
-
-
-
-
- وفــوق الجبــال وتحـت الشـجرْ
-
-
-
إذا مـــا طمحــتُ إلــى غايــةٍ
-
-
-
-
- ركــبتُ المُنــى ونسِـيت الحـذرْ
-
-
-
ولــم أتجــنَّب وعــورَ الشِّـعاب
-
-
-
-
- ولا كُبَّـــةَ اللّهَـــب المســـتعرْ
-
-
-
ومن يتهيب صعود الجبال
-
-
-
-
- يعش أبَــدَ الدهــر بيــن الحــفرْ
-
-
-
فعجَّــتْ بقلبــي دمــاءُ الشـباب
-
-
-
-
- وضجَّــت بصـدري ريـاحٌ أخَـرْ
-
-
-
وأطـرقتُ أصغـي لقصـف الرعـودِ
-
-
-
-
- وعــزفِ الريــاحِ ووقـعِ المطـرْ
-
-
-
وقـالت لـي الأرضُ لمـا سـألت:
-
-
-
-
- أيــا أمُّ هــل تكــرهين البشــرْ؟
-
-
-
أُبــارك فـي النـاس أهـلَ الطمـوح
-
-
-
-
- ومــن يســتلذُّ ركــوبَ الخــطرْ
-
-
-
وألْعــنُ مــن لا يماشــي الزمـانَ
-
-
-
-
- ويقنـــع بــالعيْشِ عيشِ الحجَــرْ
-
-
-
هــو الكــونُ حـيٌّ يحـبُّ الحيـاة
-
-
-
-
- ويحــتقر المَيْــتَ مهمــا كــبُرْ
-
-
-
فـلا الأفْـق يحـضن ميْـتَ الطيـورِ
-
-
-
-
- ولا النحــلُ يلثــم ميْــتَ الزهـرْ
-
-
-
ولــولا أمُومــةُ قلبِــي الــرّؤوم
-
-
-
-
- لَمَــا ضمّــتِ الميْـتَ تلـك الحُـفَرْ
-
-
-
فــويلٌ لمــن لــم تشُــقه الحيـا
-
-
-
-
- ة مِــن لعنــة العــدم المنتصِـرْ!
-
-
-
وفــي ليلــة مـن ليـالي الخـريف
-
-
-
-
- مثقَّلـــةٍ بالأســـى والضجـــرْ
-
-
-
ســكرتُ بهـا مـن ضيـاء النجـوم
-
-
-
-
- وغنَّيْــتُ للحُــزْن حــتى ســكرْ
-
-
-
سـألتُ الدُّجـى: هـل تُعيـد الحيـاةُ
-
-
-
-
- لمـــا أذبلتــه ربيــعَ العمــرْ؟
-
-
-
فلـــم تتكـــلّم شــفاه الظــلام
-
-
-
-
- ولــم تــترنَّمْ عــذارى السَّــحَرْ
-
-
-
وقــال لــيَ الغــابُ فــي رقَّـةٍ
-
-
-
-
- مُحَبَّبَـــةٍ مثــل خــفْق الوتــرْ:
-
-
-
يجــئ الشــتاءُ شــتاء الضبـاب
-
-
-
-
- شــتاء الثلــوج شــتاء المطــرْ
-
-
-
فينطفــئُ السِّـحرُ سـحرُ الغصـونِ
-
-
-
-
- وســحرُ الزهــورِ وسـحرُ الثمـرْ
-
-
-
وســحرُ السـماءِ الشـجيُّ الـوديعُ
-
-
-
-
- وســحرُ المـروجِ الشـهيُّ العطِـرْ
-
-
-
وتهـــوِي الغصــونُ وأوراقُهــا
-
-
-
-
- وأزهــارُ عهــدٍ حــبيبٍ نضِــرْ
-
-
-
وتلهــو بهـا الـريحُ فـي كـل وادٍ
-
-
-
-
- ويدفنُهَــا الســيلُ أنَّــى عــبرْ
-
-
-
ويفنــى الجــميعُ كحُــلْمٍ بــديعٍ
-
-
-
-
- تـــألّق فـــي مهجــةٍ واندثــرْ
-
-
-
وتبقــى البــذورُ التــي حُـمِّلَتْ
-
-
-
-
- ذخــيرةَ عُمْــرٍ جــميلٍ غَــبَرْ
-
-
-
وذكــرى فصــولٍ ورؤيـا حيـاةٍ
-
-
-
-
- وأشــباحَ دنيــا تلاشــتْ زُمَـرْ
-
-
-
معانقــةً وهـي تحـت الضبـابِ
-
-
-
-
- وتحــت الثلـوجِ وتحـت المَـدَرْ
-
-
-
لِطَيْــفِ الحيــاةِ الــذي لا يُمَــلُّ
-
-
-
-
- وقلــبِ الــربيعِ الشــذيِّ الخـضِرْ
-
-
-
وحالمـــةً بأغـــاني الطيـــورِ
-
-
-
-
- وعِطْــرِ الزهــورِ وطَعـمِ الثمـرْ
-
-
-
ويمشـي الزمـانُ فتنمـو صـروفٌ
-
-
-
-
- وتــذوِي صــروفٌ وتحيـا أُخَـرْ
-
-
-
وتُصبِـــحُ أحلامُهـــا يقظَـــةً
-
-
-
-
- مُوَشَّـــحةً بغمـــوضِ السَّــحَرْ
-
-
-
تُســائل: أيــن ضبـابُ الصبـاحِ
-
-
-
-
- وسِــحْرُ المسـاء وضـوء القمـرْ؟
-
-
-
وأســرابُ ذاك الفَــراشِ الأنيــق
-
-
-
-
- ونحــلٌ يغنِّــي وغيــمٌ يمــرْ؟
-
-
-
وأيـــن الأشـــعَّةُ والكائنــاتُ
-
-
-
-
- وأيــن الحيــاةُ التــي أنتظــرْ؟
-
-
-
ظمِئـتُ إلـى النـور فـوق الغصونِ!
-
-
-
-
- ظمِئـتُ إلـى الظـلِ تحـت الشـجرْ!
-
-
-
ظمِئـتُ إلـى النَّبْـعِ بيـن المـروجِ
-
-
-
-
- يغنِّــي ويــرقص فـوقَ الزّهَـرْ!
-
-
-
ظمِئــتُ إلــى نَغَمــاتِ الطيـورِ
-
-
-
-
- وهَمْسِ النّســيمِ ولحــنِ المطــرْ
-
-
-
ظمِئـتُ إلـى الكـونِ! أيـن الوجـودُ
-
-
-
-
- وأنَّـــى أرى العــالَمَ المنتظــرْ؟
-
-
-
هـو الكـونُ خـلف سُـباتِ الجـمودِ
-
-
-
-
- وفـــي أُفــقِ اليقظــاتِ الكُــبَرْ
-
-
-
ومـــا هــو إلا كخــفقِ الجنــا
-
-
-
-
- حِ حــتى نمــا شــوقُها وانتصـرْ
-
-
-
فصَـــدّعت الأرضَ مــن فوقهــا
-
-
-
-
- وأبْصــرتِ الكـونَ عـذبَ الصُّـوَرْ
-
-
-
وجـــاء الـــربيعُ بأنغامِـــه
-
-
-
-
- وأحلامِـــه وصِبـــاه العطِــرْ
-
-
-
وقبَّلهـــا قُبَـــلاً فــي الشــفاهِ
-
-
-
-
- تعيــدُ الشــبابَ الــذي قـد غَـبَرْ
-
-
-
وقــال لهــا: قـد مُنِحْـتِ الحيـاةَ
-
-
-
-
- وخُــلِّدْتِ فــي نســلكِ المُدّخَــرْ
-
-
-
وبـــاركَكِ النُّـــورُ فاســتقبلي
-
-
-
-
- شــبابَ الحيــاةِ وخِــصْبَ العُمـرْ
-
-
-
ومَــن تعبــدُ النــورَ أحلامُــه
-
-
-
-
- يُبَارِكُـــهُ النّــورُ أنّــى ظهــرْ
-
-
-
إليــكِ الفضــاءَ إليــكِ الضيـاءَ
-
-
-
-
- إليــك الــثرى الحـالم المزدهـرْ!
-
-
-
إليــكِ الجمــالَ الــذي لا يَبيــدُ!
-
-
-
-
- إليــكِ الوجـودَ الرحـيبَ النضِـرْ!
-
-
-
فميـدي – كمـا شئتِ – فوق الحقولِ
-
-
-
-
- بحــلوِ الثمــارِ وغــضِّ الزّهَــرْ
-
-
-
ونــاجي النســيمَ ونـاجي الغيـومَ
-
-
-
-
- ونــاجي النجــومَ ونـاجي القمـرْ
-
-
-
ونـــاجي الحيـــاةَ وأشــواقَها
-
-
-
-
- وفتنــةَ هــذا الوجــود الأغــرْ
-
-
-
وشـفَّ الدجـى عـن جمـالٍ عميـقٍ
-
-
-
-
- يشُــبُّ الخيــالَ ويُــذكي الفِكَـرْ
-
-
-
ومُــدّ عـلى الكـون سِـحرٌ غـريبٌ
-
-
-
-
- يُصَرّفــــه ســـاحرٌ مقتـــدرْ
-
-
-
وضـاءت شـموعُ النجـومِ الوِضـاءِ
-
-
-
-
- وضــاع البَخُــورُ بخـورُ الزّهَـرْ
-
-
-
ورفــرف روحٌ غــريبُ الجمـال
-
-
-
-
- بأجنحــةٍ مــن ضيــاء القمــرْ
-
-
-
ورنَّ نشـــيدُ الحيـــاةِ المقـــدّ
-
-
-
-
- سُ فــي هيكـلٍ حـالمٍ قـد سُـحِرْ
-
-
-
وأعْلِــنَ فــي الكـون أنّ الطمـوحَ
-
-
-
-
- لهيـــبُ الحيــاةِ ورُوحُ الظفَــرْ
-
-
-
إذا طمحـــتْ للحيـــاةِ النفــوسُ
-
-
-
-
- فــلا بــدّ أنْ يســتجيبَالقــدر
-
-
-