شعر أبو العتاهية
قصيدة أشد الجهاد جهاد الهوى
أَشَدُّ الجِهادِ جِهادُ الهَوى
-
-
- وَما كَرَّمَ المَرءَ إِلّا التُقى
-
وَأَخلاقُ ذي الفَضلِ مَعروفَةٌ
-
-
- بِبَذلِ الجَميلِ وَكَفِّ الأَذى
-
وَكُلُّ الفُكاهاتِ مَملولَةٌ
-
-
- وَطولُ التَعاشُرِ فيهِ القِلى
-
وَكُلُّ طَريفٍ لَهُ لَذَّةٌ
-
-
- وَكُلُّ تَليدٍ سَريعُ البِلى
-
وَلا شَيءَ إِلّا لَهُ آفَةٌ
-
-
- وَلا شَيءَ إِلّا لَهُ مُنتَهى
-
وَلَيسَ الغِنى نَشَبٌ في يَدٍ
-
-
- وَلَكِن غِنى النَفسِ كُلُّ الغِنى
-
وَإِنّا لَفي صُنُعٍ ظاهِرٍ
-
-
- يَدُلُّ عَلى صانِعٍ لا يُرى
-
قصيدة طلبتك يا دنيا فأعذرت في الطلب
طَلَبتُكِ يا دُنيا فَأَعذَرتُ في الطَلَب
-
-
- فَما نِلتُ إِلّا الهَمَّ وَالغَمَّ وَالنَصَب
-
فَلَمّا بَدا لي أَنَّني لَستُ واصِلاً
-
-
- إِلى لَذَّةٍ إِلّا بِأَضعافِها تَعَب
-
وَأَسرَعتُ في ديني وَلَم أَقضِ بُغيَتي
-
-
- هَرَبتُ بِديني مِنكِ إِن نَفَعَ الهَرَب
-
تَخَلَّيتُ مِمّا فيكِ جُهدي وَطاقَتي
-
-
- كَما يَتَخَلّى القَومُ مِن عَرَّةِ الجَرَب
-
فَما تَمَّ لي يَوماً إِلى اللَيلِ مَنظَرٌ
-
-
- أُسَرُّ بِهِ لَم يَعتَرِض دونَهُ شَغَب
-
وَإِنّي لَمِمَّن خَيَّبَ اللَهُ سَعيَهُ
-
-
- إِذا كُنتُ أَرعى لَقحَةً مُرَّةَ الحَلَب
-
أَرى لَكَ أَن لا تَستَطيبَ لِخِلَّةٍ
-
-
- كَأَنَّكَ فيها قَد أَمِنتَ مِنَ العَطَب
-
أَلَم تَرَها دارَ افتِراقٍ وَفَجعَةٍ
-
-
- إِذا ذَهَبَ الإِنسانُ فيها فَقَد ذَهَب
-
أُقَلِّبُ طَرفي مَرَّةً بَعدَ مَرَّةٍ
-
-
- لِأَعلَمَ ما في النَفسِ وَالقَلبُ يَنقَلِب
-
وَسَربَلتُ أَخلاقي قُنوعاً وَعِفَّةً
-
-
- فَعِندي بِأَخلاقي كُنوزٌ مِنَ الذَهَب
-
فَلَم أَرَ خُلقاً كَالقُنوعِ لِأَهلِهِ
-
-
- وَأَن يُجمِلَ الإِنسانُ ما عاشَ في الطَلَب
-
وَلَم أَرَ فَضلاً تَمَّ إِلّا بِشيمَةٍ
-
-
- وَلَم أَرَ عَقلاً صَحَّ إِلّا عَلى أَدَب
-
وَلَم أَرَ في الأَعداءِ حينَ خَبَرتُهُم
-
-
- عَدُوّاً لِعَقلِ المَرءِ أَعدى مِنَ الغَضَب
-
وَلَم أَرَ بَينَ اليُسرِ وَالعُسرِ خُلطَةً
-
-
- وَلَم أَرَ بَينَ الحَيِّ وَالمَيتِ مِن سَبَب
-
قصيدة إمام الهدى أصبحت بالدين معنيا
إِمامَ الهُدى أَصبَحتَ بِالدينِ مَعنِيا
-
-
- وَأَصبَحتَ تَسقي كُلَّ مُستَمطِرٍ رِيّا
-
لَكَ اسمانِ شُقّا مِن رَشادٍ وَمِن هُداً
-
-
- فَأَنتَ الَّذي تُدعى رَشيداً وَمُهدِيّا
-
إِذا ما سَخِطتَ الشَيءَ كانَ مُسَخَّطاً
-
-
- وَإِن تَرضَ شَيئاً كانَ في الناسِ مَرضِيّا
-
بَسَطتَ لَنا شَرقاً وَغَرباً يَدَ العُلا
-
-
- فَأَوسَعتَ شَرقِيّاً وَأَوسَعتَ غَربِيّا
-
وَوَشَّيتَ وَجهَ الأَرضِ بِالجودِ وَالنَدى
-
-
- فَأَصبَحَ وَجهُ الأَرضِ بِالجودِ مَوشِيّا
-
وَأَنتَ أَميرَ المُؤمِنينَ فَتى التُقى
-
-
- نَشَرتَ مِنَ الإِحسانِ ما كانَ مَطوِيّا
-
قَضى اللَهُ أَن يَبقى لِهارونَ مُلكُهُ
-
-
- وَكانَ قَضاءُ اللَهِ في الخَلقِ مَقضِيّا
-
تَحَلَّبَتِ لدُنيا لِهارونَ بِالرِضا
-
-
- وَأَصبَحَ نَقفورٌ لِهارونَ ذِمِّيّا
-
قصيدة قولا لمن يرتجي الحياة
قولا لِمَن يَرتَجي الحَياةَ أَما
-
-
- في جَعفَرٍ عِبرَةٌ وَيَحياهُ
-
كانا وَزيرَي خَليفَةِ اللَهِ ها
-
-
- رونَ هُما ما هُما سَليلاهُ
-
فَذاكُمُ جَعفَرٌ بِرِمَّتِهِ
-
-
- في حالِقٍ رَأسُهُ وَنِصفاهُ
-
وَالشَيخُ يَحيى الوَزيرُ أَصبَحَ قَد
-
-
- نَحّاهُ عَن نَفسِهِ وَأَقصاهُ
-
شُتِّتَ بَعدَ التَجميعِ شَملُهُمُ
-
-
- فَأَصبَحوا في البِلادِ قَد تاهوا
-
كَذاكَ مَن يُسخِطُ الإِلَهَ بِما
-
-
- يُرضي بِهِ العَبدَ يَجزِهِ اللَهُ
-
سُبحانَ مَن دانَتِ المُلوكُ لَهُ
-
-
- أَشهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلّاهُ
-
طوبى لِمَن تابَ بَعدَ غِرَّتِهِ
-
-
- فَتابَ قَبلَ المَماتِ طوباهُ
-