قصيدة أقِلِّي عَلَيَّ اللِّوْمَ يا ابْنَة مُنْذِرِ لعروة بن الورد
قال عروة بن الورد:
أقِلِّي عَلَيَّ اللِّوْمَ يا ابْنَة َ مُنْذِرِ
-
-
- ونامِي، فإنْ لم تَشْتَهي النَّومَ فاسْهَرِي
-
ذَرِيني ونَفسي أُمَّ حَسَّانَ، إنني
-
-
- بها قبل أن لا أملك البيع مشتري
-
أحاديثُ تَبْقَى والفَتى غيرُ خالدٍ
-
-
- إذا هو أمسى هامة فوق صير
-
تُجَاوِبُ أحْجَارَ الكِنَاسِ وتَشْتَكِي
-
-
- إلى كلِّ معروفٍ تراهُ ومُنْكَرِ
-
ذَرِيني أُطَوِّفْ فِي البلادِ لعلَّنِي
-
-
- أخَلِّيكِ أو أغْنِيكِ عن سُوءِ مَحْضَرِ
-
فإن فاز سهم للمنية لم أكن
-
-
- جَزُوعاً، وهَلْ عن ذاكِ من مُتَأخَّرِ
-
وإن فاز سهمي كفكم عن مقاعد
-
-
- لكم خلف أدبار البيوت ومنظر
-
تقول لك الويلات هل أنت تارك
-
-
- ضَبُوءَاً بِرَجْلٍ تارة ً وبِمنسرِ
-
ومستثبت في مالك العام إنني
-
-
- أرَاكَ عَلَى أقْتَادِ صَرْماءَ مُذْكِرِ
-
فَجُوعٍ بها لِلصَّالِحِينَ مَزِلَّة ٍ
-
-
- مخوف رداها أن تصيبك فاحذر
-
أبى الخفض من يغشاك من ذي قرابة
-
-
- ومن كل سوداء المعاصم تعتري
-
ومستهنيء زيد أبوه فلا أرى
-
-
- له مدفعاً فاقني حياءك واصبري
-
لَحَى الله صَعْلُوكاً إذَا جَنَّ ليلُهُ
-
-
- مصافي المشاش آلفاً كل مجزر
-
يَعُدُّ الغِنى مِن نَفسِهِ كُلَّ لَيلَةٍ
-
-
- أَصابَ قِراها مِن صَديقٍ مُيَسَّرِ
-
يَنامُ عِشاءً ثُمَّ يُصبِحُ ناعِساً
-
-
- يَحُتُّ الحَصى عَن جَنبِهِ المُتَعَفِّرِ
-
قَليلُ اِلتِماسِ الزادِ إِلّا لِنَفسِهِ
-
-
- إِذا هُوَ أَمسى كَالعَريشِ المُجَوَّرِ
-
يُعَينُ نساءَ الحَيِّ ما يَسْتَعِنَّهُ
-
-
- ويمسي طليحاً كالبعير المسحر
-
ولكن صعلوكاً صفيحة وجهه
-
-
- كَضَوْءِ شِهَابِ القابِسِ المُتَنَوِّرِ
-
مطلاً على أعدائه يزجرونه
-
-
- بساحتهم زجر المنيح المشهر
-
وإنْ بَعِدُوا لا يَأْمَنُونَ اقْتِرَابَهُ
-
-
- تَشَوُّفَ أهلِ الغائبِ المُتَنَظَّرِ
-
فذلكَ إنْ يَلْقَ المنيّة َ يلْقَها
-
-
- حَمِيداً، وإنْ يَسْتَغْنِ يوماً فأجْدِرِ
-
أيهلك معتم وزيد ولم أقم
-
-
- على ندب يوماً ولي نفس مخطر
-
ستفزع بعد اليأس من لا يخافنا
-
-
- كواسع في أخرى السوام المنفر
-
يطاعن عنها أول القوم بالقنا
-
-
- وبيض خفاف ذات لون مشهر
-
فَيَوماً عَلى نَجدٍ وَغاراتِ أَهلِها
-
-
- وَيَوماً بِأَرضٍ ذاتِ شَتٍّ وَعَرعَرِ
-
يناقلن بالشمط الكرام أولي القوى
-
-
- نِقَابَ الحِجَازِ في السَّرِيح المُسَيَّرِ
-
يُرِيحُ عليَّ اللَّيلُ أضَيافَ ماجدٍ
-
-
- كريم، ومالِي سَارحاً مالُ مُقْتِر
-
قصيدة هلْ رسمُ دارسة ِ المقامِ يبابِ لحسّان بن ثابت
قال حسّان بن ثابت:
هلْ رسمُ دارسة ِ المقامِ، يبابِ
-
-
- متكلكٌ لمسائلٍ بجوابِ
-
ولَقَدْ رَأيْتُ بِهَا الحُلولَ يَزِينُهُمْ
-
-
- بِيضُ الوُجُوهِ ثَوَاقِبُ الأحْسَابِ
-
فدعِ الديارَ وذكرَ كلّ خريدة
-
-
- بَيْضَاءَ، آنِسَة ِ الحدِيثِ، كَعَابِ
-
واشْكُ الهُمُومَ إلى الإلهِ وَمَا تَرَى
-
-
- مِنْ مَعْشَرٍ مُتَألَبِينَ غِضَابِ
-
أمُّوا بِغَزْوِهِمِ الرّسُولَ، وألّبُوا
-
-
- أهْلَ القُرَى ، وَبَوَادِيَ الأعْرَابِ
-
جَيْشٌ، عُيَيْنَة ُ وَابنُ حَرْبٍ فيهِم،
-
-
- متخمطينَ بحلبة ِ الأحزابِ
-
حتّى إذا وَرَدُوا المَدينة وارتَجَوْا
-
-
- قَتْلَ النّبيّ وَمَغْنَمَ الأسْلابِ
-
وَغَدَوْا عَلَيْنَا قَادِرِينَ بأيْدِهِمْ،
-
-
- ردوا بغيظهمِ على الأعقابِ
-
بهُبُوبِ مُعصِفَة ٍ تُفَرِّقُ جَمْعَهُمْ،
-
-
- وجنودِ ربكَ سيدِ الأربابِ
-
وكفى الإلهُ المؤمنينَ قتالهمْ
-
-
- وَأثَابَهُمْ في الأجْرِ خَيْرَ ثَوَابِ
-
مِنْ بَعدِ ما قَنَطوا، فَفَرّجَ عَنهُمُ
-
-
- تنزيلُ نصّ مليكنا الوهابِ
-
وَأقَرَّ عَيْنَ مُحَمّدٍ وَصِحابِهِ،
-
-
- وأذلَّ كلَّ مكذبٍ مرتابِ
-
مُسْتَشْعِرٍ لِلْكُفْرِ دونَ ثِيابِهِ،
-
-
- والكفرُ ليسَ بطاهرِ الأثوابِ
-
عَلِقَ الشّقَاءُ بِقَلْبِهِ، فَأرَانَهُ
-
-
- في الكُفْرِ آخِرَ هذِهِ الأحْقَاب
-
قصيدة لَقَدْ هَتَفَ اليَوْمَ الحَمامُ ليُطرِبَا لجرير
قال جرير:
لَقَدْ هَتَفَ اليَوْمَ الحَمامُ ليُطرِبَا و
-
-
- عنيَّ طلابَ الغانيات وشيبا
-
وَأجْمَعْنَ منكَ النَّفْرَ مِن غيرِ رِيبَة ٍ
-
-
- كما ذعرَ الرامي بفيحانَ ربربا
-
عَجِبتُ لما يَفري الهوَى يومْ مَنعِجٍ
-
-
- ويوماً بأعلى عاقل كانَ أعجبا
-
وأحببتُ أهلَ الغور منْ حب ذي فناً
-
-
- وأحببتُ سلمانينَ منْ حبَّ زينبا
-
يُحَيُّونَ هِنداً، والحِجابانِ دونَها
-
-
- بنفسي أهلٌ أنْ تحيا وتحجبا
-
تَذكّرْتَ والذّكرَى تَهيجُك وَاعتَرى
-
-
- خيالٌ بموماة حراجيجَ لغبا
-
لَئِنْ سَكَنَتْ تَيْمٌ زَماناً بغِرّة ٍ،
-
-
- لقدْ حديتْ تيمٌ حداءً عصبصبا
-
لقَدْ مَدّني عَمروٌ وزيدٌ من الثّرى
-
-
- بأكثرَ مما عندَ تيم وأضيبا
-
إذا اعتركَ الآورادُ يا تيمُ لم تجدْ
-
-
- عناجاً ولا حبلاً بدلوكَ مكربا
-
وَأعلَقتُ أقْرَاني بتَيمٍ لَقَدْ لَقوا
-
-
- قطوعاً لأعناق القرائنَ مجذبا
-
ولو غضبتْ يا تيمُ أوزيلَ الحصا
-
-
- عَلَيكَ تَميمٌ لم تجدد لكَ مغصْبا
-
وما تعرفونَ الشمسَ إلاَّ لغيركمْ
-
-
- ولا منْ منيرات الكواكبَ كوكبا
-
فَإنّ لَنَا عَمْراً وسَعداً عَلَيكُمُ،
-
-
- وَقَمْقَامَ زَيْدٍ والصّريحَ المُهَذَّبَا
-
سَأُثْني عَلى تَيْمٍ بِمالا يَسُرُّها،
-
-
- إذا أرْكُبٌ وَافَوْا بنَعمانَ أرْكُبَا
-
فإنّكَ لَوْ ضَمّتْكَ يا تَيْمُ ضَمّة ً
-
-
- مَنَاكِبُ زَيْدٍ لم تُرِدْ أنْ تَوَثَّبَا
-
فودتْ نساءُ الدارميينَ لو ترى
-
-
- عُتَيْبَة َ أوْ عايَنّ في الخَيلِ قَعْنَبَا
-
أزيدَ بنَ عبدِ اللهِ هلاَّ منعتمُ
-
-
- أُمَامَة َ يَوْمَ الحَارِثيّ وزَيْنَبَا
-
أخَيْلُكَ أم خَيْلي تَدارَكنَ هانِئاً
-
-
- يثرنَ عجاجاً بالغبيطينِ أصهبا
-
فهلْ جدعُ تيمٍ لا أبالكَ زاجرٌ
-
-
- كنَانَة َ، أوْ نَاهٍ زُهَيراً وتَولَبَا
-
فلا يضغمن الليثُ عكلاً بغرة ٍ
-
-
- وعكلٌ يشمونَ الفريسَ المنيبا
-
وَأخْبِرتُ تَيْماً نادِمِينَ فَسَرّني
-
-
- ملامة ُ تيمٍ أمرها المتعقبا
-
قصيدة أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ لأبي فراس الحمداني
قال أبو فراس الحمداني:
أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ،
-
-
- أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ ؟
-
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ ،
-
-
- ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ !
-
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى
-
-
- وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ
-
تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي
-
-
- إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْرُ
-
معللتي بالوصلِ ، والموتُ دونهُ ،
-
-
- إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ!
-
حفظتُ وضيعتِ المودة َ بيننا
-
-
- وأحسنَ ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ ، العذرُ
-
وما هذهِ الأيامُ إلا صحائفٌ
-
-
- لأحرفها ، من كفِّ كاتبها بشرُ
-
بنَفسي مِنَ الغَادِينَ في الحَيّ غَادَة ً
-
-
- هوايَ لها ذنبٌ ، وبهجتها عذرُ
-
تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ، وإنّ لي
-
-
- لأذْناً بهَا، عَنْ كُلّ وَاشِيَة ٍ، وَقرُ
-
بدوتُ ، وأهلي حاضرونَ ، لأنني
-
-
- أرى أنَّ داراً ، لستِ من أهلها ، قفرُ
-
وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ، وإنّهُمْ
-
-
- وإيايَ ، لولا حبكِ ، الماءُ والخمرُ
-
فإنْ كانَ ما قالَ الوشاة ُ ولمْ يكنْ
-
-
- فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ مَا شَيّدَ الكُفرُ
-
وفيتُ ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلة ٌ
-
-
- لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُ
-
وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَا يَسْتَفِزّها،
-
-
- فتأرنُ ، أحياناً ، كما يأرنُ المهرُ
-
تسائلني: منْ أنتَ؟ وهي عليمة ٌ،
-
-
- وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلى حَالِهِ نُكرُ؟
-
فقلتُ ، كما شاءتْ، وشاءَ لها الهوى :
-
-
- قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟ فهُمُ كُثرُ
-
فقلتُ لها: لو شئتِ لمْ تتعنتي ،
-
-
- وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِ بي خُبرُ!
-
قالتْ: لقد أزرى بكَ الدهرُ بعدنا!
-
-
- فقلتُ: “معاذَ اللهِ! بلْ أنت لاِ الدهرُ،
-
وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ، مَسلَكٌ
-
-
- إلى القلبِ؛ لكنَّ الهوى للبلى جسرُ
-
وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِ والجِدّ مُهجَة ٌ
-
-
- إذا مَا عَداها البَينُ عَذّبَها الهَجْرُ
-
فأيقنتُ أنْ لا عزَّ، بعدي، لعاشقٍ
-
-
- وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُ بِهِ صِفْرُ
-
وقلبتُ أمري لا أرى لي راحة ً
-
-
- إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَ الهَجْرُ
-
فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِ وَحكمِها،
-
-
- لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى به وَليَ العُذْرُ
-
كَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَ ظَبْيَة ً
-
-
- على شرفٍ ظمياءَ جللها الذعرُ
-
تجفَّلُ حيناً ، ثم تدنو كأنما
-
-
- تنادي طلا ـ، بالوادِ ، أعجزهُ الحضرُ
-
فلا تنكريني ، يابنة َ العمِّ ، إنهُ
-
-
- ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِ البَدْوُ وَالحَضْرُ
-
ولا تنكريني ، إنني غيرُ منكرٍ
-
-
- إذا زلتِ الأقدامِ ؛ واستنزلَ النضرُ
-
وإني لجرارٌ لكلِّ كتيبة ٍ
-
-
- معودة ٍ أنْ لا يخلَّ بها النصرُ
-
وإني لنزالٌ بكلِّ مخوفة ٍ
-
-
- كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُ
-
فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُ وَالقَنَا
-
-
- وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُ وَالنّسرُ
-
وَلا أُصْبِحُ الحَيَّ الخَلُوفَ بِغَارَة
-
-
- وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِه قَبليَ النُّذْرُ
-
وَيا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني، مَنِيعَة ٍ
-
-
- طلعتُ عليها بالردى ، أنا والفجرُ
-
وحيّ ٍرددتُ الخيلَ حتى ملكتهُ
-
-
- هزيماً وردتني البراقعُ والخمرُ
-
وَسَاحِبَة ِ الأذْيالِ نَحوي، لَقِيتُهَا
-
-
- فلمْ يلقها جهمُ اللقاءِ ، ولا وعرُ
-
وَهَبْتُ لهَا مَا حَازَهُ الجَيشُ كُلَّهُ
-
-
-
- ورحتُ ، ولمْ يكشفْ لأثوابها سترُ
-
-
ولا راحَ يطغيني بأثوابهِ الغنى
-
-
- ولا باتَ يثنيني عن الكرمِ الفقر
-
وما حاجتي بالمالِ أبغي وفورهُ؟
-
-
- إذا لم أفِرْ عِرْضِي فَلا وَفَرَ الوَفْرُ
-
أسرتُ وما صحبي بعزلٍ، لدى الوغى ،
-
-
- ولا فرسي مهرٌ ، ولا ربهُ غمرُ !
-
ولكنْ إذا حمَّ القضاءُ على أمرىء ٍ
-
-
- فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ، ولا بحرُ !
-
وقالَ أصيحابي: الفرارُ أوالردى ؟
-
-
- فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ، أحلاهُما مُرّ
-
وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لا يَعِيبُني،
-
-
- وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهما الأسْرُ
-
يقولونَ لي: بعتَ السلامة َ بالردى
-
-
- فَقُلْتُ: أمَا وَالله، مَا نَالَني خُسْرُ
-
وهلْ يتجافى عني الموتُ ساعة ً
-
-
- إذَا مَا تَجَافَى عَنيَ الأسْرُ وَالضّرّ؟
-
هُوَ المَوْتُ، فاختَرْ ما عَلا لك ذِكْرُه،
-
-
- فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَ الذكرُ
-
ولا خيرَ في دفعِ الردى بمذلة ٍ
-
-
- كما ردها ، يوماً بسوءتهِ ” عمرو”
-
يمنونَ أنْ خلوا ثيابي ، وإنما
-
-
- عليَّ ثيابٌ ، من دمائهمُ حمرُ
-
وقائم سيفي ، فيهمُ ، اندقَّ نصلهُ
-
-
- وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّمَ الصّدرُ
-
سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ،
-
-
- (وفي الليلة ِ الظلماءِ ، يفتقدُ البدرُ)
-
فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذي يَعْرِفُونَه
-
-
- وتلكَ القنا، والبيضُ والضمرُ الشقرُ
-
وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّ مَيّتٌ
-
-
- وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ، وَانْفَسَحَ العمرُ
-
ولوْ سدَّ غيري ، ما سددتُ، اكتفوا بهِ؛
-
-
- وما كانَ يغلو التبرُ ، لو نفقَ الصفرُ
-
وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا،
-
-
- لَنَا الصّدرُ، دُونَ العالَمينَ، أو القَبرُ
-
تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَا،
-
-
- ومنْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهرُ
-
أعزُّ بني الدنيا، وأعلى ذوي العلا،
-
-
- وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ
-
قصيدة شفّها السيرُ وقتحامُ البوادي لصفي الدين الحلي
قال صفي الدين الحلي:
شفّها السيرُ وقتحامُ البوادي،
-
-
- ونزولي في كلّ يومٍ بوادٍ
-
ومقيلي ظلُّ المطيّة، والتُّرْ
-
-
- بُ فِراشي، وساعداها وسادي
-
وضَجيعي ماضي المَضاربِ عَضْبٌ
-
-
- أصلحتهُ القيونُ من عهدِ عادِ
-
أبيضٌ أخضرُ الحديدة ِ ممّا
-
-
- شقّ قدماً مرائرَ الآسادِ
-
وقميصي درعٌ كأنّ عُراها
-
-
- حبكُ النّملِ أو عيونُ الجرادِ
-
ونَديمي لَفظي، وفكري أنيسي،
-
-
- وسروري مائي، وصبريَ زادي
-
ودليلي من التوسّمِ في البيـ
-
-
- ـدِ لِبادي الأعلامِ والأطوادِ
-
وإذا ما هدَى الظّلامُ، فكَمْ لي
-
-
- من نُجومِ السّماءِ في السبل هادي
-
ذاكَ أنّي لا تَقبَلُ الضّيمَ نَفسي،
-
-
- ولو أنّي افترشتُ شوكَ القتادِ
-
هذه عادّتي، وقد كُنتُ طِفلاً،
-
-
- وشَديدٌ عليّ غَيرُ اعتِيادي
-
فإذا سرتُ أحسبُ الأرضَ ملكي،
-
-
- وجَميعَ الأقطارِ طوعَ قِيادي
-
وإذا ما أقَمتُ، فالنّاسُ أهلي،
-
-
- أينَما كنتُ، والبلادُ بلادي
-
لا يَفوتُ القُبولُ مَن رُزِقَ العَقـ
-
-
- ـلَ وحُسنَ الإصدارِ والإيراد
-
وإذا صَيّرَ القَناعة دِرْعاً
-
-
- كانَ أدعى غل بلوغِ المُرادِ
-
لَستُ ممّنْ يَدِلُّ مَع عَدَمِ الجَـ
-
-
- ـدّ بفِعْلِ الآباءِ والأجداد
-
ما بَنيتُ العَلياءَ إلاّ بجَديّ،
-
-
- وركوبي أخطارَها واجتهادي
-
وبلَفظي، إذا ما نَطَقتُ، وفَضلي،
-
-
- وجدالي عن منصبي وجلادي
-
غَيرَ أنّي، وإنْ أتَيتُ منَ النّظْـ
-
-
- ـمِ بلَفْظٍ يُذيبُ قَلبَ الجَماد
-
لَستُ كالبحتريّ أفخَرُ بالشّعْـ
-
-
- ـرِ وأَثني عِطفَيّ في الأبراد
-
وإذا ما بَنَيتُ بَيتاً تَبَختَرْ
-
-
- تُ كأنّي بنيتُ ذاتَ العِمادِ
-
إنّما مَفخَري بنفسي، وقَومي،
-
-
- وقناتي، وصارمي، وجوادي
-
معشرٌ أصبحتْ فضائلُهم في الأرْ
-
-
- ضِ تُتلَى بألسُنِ الحُسادِ
-
ألبسوا الآملينَ أثوابَ عزِّ،
-
-
- وأذلّوا أعناقَ أهلِ العِنادِ
-
كم عَنيدٍ أبدى لنا زُخرُفَ القَوْ
-
-
- لِ وأخفَى في القلبِ قدحَ الزّنادِ
-
ورمانا من غدرهِ بسهامٍ،
-
-
- نَشِبَتْ في القُلُوبِ والأكباد
-
فسرينا إليهِ في أجمِ السُّمْـ
-
-
- ـرِ بغابٍ يسيرُ بالآسادِ
-
وأتَينا مِن الخُيولِ بسَيْلٍ
-
-
- سالَ فوقَ الهِضابِ قبلَ الوِهاد
-
وبرزنا منَ الكماة ِ بأطوا
-
-
- دِ حُلومٍ تَسري على أطواد
-
كلّما حاولوا الهوادَة َ منّا
-
-
- شاهدوا الخيلَ مُشرفاتِ الهَوادي
-
وأخذنا حقوقنا بسيوفٍ
-
-
- غنيتْ بالدّما عنِ الأغمادِ
-
فكأنّ السيوفَ عاصِفُ ريحٍ
-
-
- وهُمُ في هبوبِها قومُ عادِ
-
حاولتْ رؤوسهمْ صعوداً فنالتـ
-
-
- ـهُ ولكنْ من رؤوسِ الصِّعادِ
-
فَلَئِنْ فَلّتِ الحَوادِثُ حَدّي
-
-
- بعدَما أخلصَ الزّمانُ انتقادي
-
فلقد نلتُ من مُنى النّفسِ ما رُمْـ
-
-
- ـتُ وأدركتُ منهُ فوقَ مُرادي
-
وتحَقّقتُ انّما العَيشُ أطوا
-
-
- رٌ كلٌّ مصيرُهُ لنفادِ
-
قصيدة سَئِمْتُ الحياة َ وما في الحياة ِلأبي القاسم الشّابي
قال أبو القاسم الشّابي:
سَئِمْتُ الحياة، وما في الحياة ِ
-
-
- وما أن تجاوزتُ فجرَ الشَّبابْ
-
سَئِمتُ اللَّيالي، وَأَوجَاعَها
-
-
- وما شَعْشَعتْ مَنْ رَحيقِ بصابْ
-
فَحَطّمتُ كَأسي، وَأَلقَيتُها
-
-
- بِوَادي الأَسى وَجَحِيمِ العَذَابْ
-
فأنَّت، وقد غمرتها الدموعُ
-
-
- وَقَرّتْ، وَقَدْ فَاضَ مِنْهَا الحَبَابْ
-
وَأَلقى عَلَيها الأَسَى ثَوْبَهُ
-
-
- وَأقبرَها الصَّمْتُ والإكْتِئَابْ
-
فَأَينَ الأَمَانِي وَأَلْحَانُها؟
-
-
- وأَينَ الكؤوسُ؟ وَأَينَ الشَّرابْ
-
لَقَدْ سَحَقَتْها أكفُّ الظَّلاَمِ
-
-
- وَقَدْ رَشَفَتْها شِفَاهُ السَّرابْ
-
فَمَا العَيْشُ فِي حَوْمة ٍ بَأْسُهَا
-
-
- شديدٌ، وصدَّاحُها لا يُجابْ
-
كئيبٌ، وحيدٌ بآلامِه
-
-
- وأَحْلامِهِ، شَدْوُهُ الانْتحَابْ
-
ذَوَتْ في الرَّبيعِ أَزَاهِيرُهَا
-
-
- فنِمْنَ، وقَد مصَّهُنَّ التّرابْ
-
لَوينَ النَّحورَ على ذِلَّة ٍ
-
-
- ومُتنَ، وأَحلامَهنَّ العِذابْ
-
فَحَالَ الجَمَالُ، وَغَاضَ العبيرُ
-
-
- وأذوى الرَّدى سِحرَهُنَّ العُجابْ
-
قصيدة قال السماء كئيبة! وتجهّما لإيليا أبو ماضي
قال إيليا أبو ماضي:
قال السماء كئيبة! وتجهّما
-
-
- قلت: ابتسم يكفي التجهّم في السما!
-
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتــسم
-
-
- لن يُرجع الأسف الصِّبا المُتصرّما!!
-
قال: التي كانت سمائي في الهوى
-
-
- صارت لنفسي في الغرام جــهنّما
-
خانت عــــهودي بعدما ملَّكـتُها
-
-
- قلبي، فكيف أطيق أن أتبسَّــما!
-
قلـــت: ابتسم واطرب فلو قارنتها
-
-
- لقضيتَ عــــمرك كــلّه مُتألّما
-
قال: الــتجارة في صراع هائل
-
-
- مثل المسافر كاد يقتله الـــظّما
-
أو غادة مسلولة محــتاجة
-
-
- لدم، وتنفث كلما لهثت دما!
-
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها
-
-
- وشفائها، فإذا ابتسمت فربما
-
أيكون غيرك مجرماً وتبيت في
-
-
- وَجَلٍ كأنك أنت صرت المجرما؟
-
قال: العدى حولي علت صيحاتهم
-
-
- أَأُسرُّ والأعداء حولي في الحِمى؟
-
قلت: ابتسم، لم يطلبوك بذمّهم
-
-
- لو لم تكن منهم أجل وأعظما!
-
قال: المواسم قد بدت أعلامها
-
-
- وتعرضت لي في الملابس والدمى
-
وعلي للأحباب فرض لازم
-
-
- لكن كفّي ليس تملك درهما
-
قلت: ابتسم، يكفيك أنّك لم تزل
-
-
- حيّاً، ولست من الأحبة معدما!
-
قال: الليالي جرّعتني علقما
-
-
- قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما
-
فلعلّ غيرك إن رآك مُرنّما
-
-
- طرح الكآبة جانباً وترنّما
-
أتُراك تغنم بالتبرّم درهما
-
-
- أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟
-
يا صاح، لا خطرٌ على شفتيك أن
-
-
- تتثلما، والوجه أن يتحطّما
-
فاضحك فإن الشُّهب تضحك والدُّجى
-
-
- متلاطم، ولذا نُحبّ الأنجما!
-
قال: البشاشة ليس تسعد كائناً
-
-
- يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما
-
قلت ابتسم ما دام بينك والرّدى
-
-
- شبرٌ، فإنّك بعد لن تتبسّما
-
قصيدة وَلَقَد مُتّ غَيرَ أَنِّيَ حَيُّ لبدر شاكر السياب
قال بدر شاكر السياب:
وَلَقَد مُتّ غَيرَ أَنِّيَ حَيُّ
-
-
- يَومَ بانَت بِوُدِّها خَنساءُ
-
مِن بَني عامِرٍ شِقُّ نَفسي
-
-
- قِسمَةً مِثلَما يُشَقُّ الرِداءُ
-
أَشرَبَت لَونَ صُفرَة في بَياضٍ
-
-
- وَهيَ في ذاكَ لَدنَةٌ غَيداءُ
-
كُلُّ عَينٍ مِمَّن يَراها مِنَ النا
-
-
- سِ إِلَيها مُديمَةٌ حَولاءُ
-
فَاِنتَهوا إِنَّ لِلشَدائِد أَهلاً
-
-
- وَذَروا ما تُزَيِّنُ الأَهواءُ
-
لَيتَ شَعري وَأَينَ مِنّي لَيتٌ
-
-
- إِن لَيتاً وَإِن لَوّاً عَناءُ
-
أَيُّ ساعٍ سَعى لِيَقطَعَ شِربي
-
-
- حينَ لاحَت لِلصابِحِ الجَوزاءُ
-
وَاِستَظَلَّ العُصفورُ كُرهاً مِعَ الضَب
-
-
- ب وَأَوفى في عودِهِ الحِرباءُ
-
وَنَفى الجُندُبُ الحَصى بِكُراعَي
-
-
- وأذكَت نيرانَها المَعزاءُ
-
مِن سُمومٍ كَأَنَّها حَرُّ نارٍ
-
-
- سَعَفتَها ظَهيرَةٌ غَرّاءُ
-
وَإِذا أَهلُ بَلدَةٍ أَنكَروني
-
-
- عَرَفَتني الدَوُيَّةُ المَلساءُ
-
عَرَفَت ناقَتي الشَمائِلَ مِنّي
-
-
- فَهيَ إِلّا بُغامها خَرساءُ
-
عَرَفَت لَيلَها الطَويلَ وَلَيلى
-
-
- إِنَّ ذا اللَيلَ لِلعُيونِ غِطاءُ
-
قصيدة سُرُورا جنينا وسرّا عجيبا لعلي الغراب الصفاقسي
قال علي الغراب الصفاقسي:
سُرُورا جنينا وسرّا عجيبا
-
-
- أعاد الشّباب وزان المشيبا
-
وقد عمّ كلّ الورى أنسه
-
-
- فلم تر في النّاس شخصا كئيبا
-
فلم يشكُ دهرا أخُو حاجة
-
-
- ولا أوحش البينُ يوما غريبا
-
بختن بني الملك من لم تجد
-
-
- لهم في بني الدّهر يوما ضريبا
-
أُسودُ شرى ونُجومُ سُرى
-
-
- شُموسُ ضُحى في العلى لن تغيبا
-
سليمان يتلوهُ حمّودةٌ
-
-
- ونجلا مليك تسامى حسيبا
-
أيا ملك الفضل فاهنأ وطب
-
-
- بذا الختن قلبا وصدرا رحيبا
-
وأصغ لما قال تاريخهُ
-
-
- ختانٌ به اللهُ زادك طيبا
-
قصيدة هَاجَكَ مِنْ أَرْوَى كَرَسِّ الأَسْقَامْ لرؤبة بن العجاج
قال رؤبة بن العجاج:
هَاجَكَ مِنْ أَرْوَى كَرَسِّ الأَسْقَامْ
-
-
- وَمَنْزِلٍ بَالٍ كَخَطِّ الأَقْلامْ
-
وَالدَهْرُ يَهْوِي بِالفَتَى فِي أَسْوامْ
-
-
- إِلَى تَقَضِّي أَجَلٍ أَوْ إِهْرامْ
-
وِمِنْ عَناءِ المَرْءِ طُولُ التَهْيَامْ
-
-
- وَبَلْدَةٍ فِي ضَاحِلٍ وَأَقْتامْ
-
عَلَى هَوَادِيهَا أُرُومُ الآرامْ
-
-
- خَوْصَاءَ تَرْمِي رَكْبَهَا بِالأَجْرَامْ
-
بَيْنَ البَيَادِي مِنْ صَدَاها الهَيَّامْ
-
-
- مِنْ صائِحِ الهامِ وَبُوم الأَبْوامْ
-
بادَرْتُ وِرْداً مِنْ قَطَاهَا النَأَّامْ
-
-
- إِلَى مُحِيلَاتِ المَسَاقِي أَسْدامْ
-
مِنْ دَاثِرٍ دَفْرٍ وَمِنْ داوٍ طامْ
-
-
- يَصْدُرْنَ فِي عَارِي المَعَارِي نَهَّامْ
-
بِقُلُصٍ يَصْدُعْنَ بَيْن الأَوْجَامْ
-
-
- ضَرْحَ المَعَالِي عَنْ قِيَاس الأَنْشامْ
-
تَرَى ذُرَى أَصْوَائِهَا فِي الآكامْ
-
-
- يَقْمِصْنَ فِي الآلِ اهْتِزازَ الدُوَّامْ
-
وَقُلْت أَقْوَالَ مُحِيطٍ عَمَّامٍْ
-
-
- لَا يَنْبَغِي الذِكْرُ بِضِبْسٍ شَتّامْ
-
وَمِدْحَتِي قَوْمِي بِمَنْعِي الأَحْشامْ
-
-
- إِنَّ تَمِيماً بِمُنىً بِالإِتْمَامْ
-
وَنَجَلَتْ كُلُّ حَصانٍ مِتْآمْ
-
-
- لَهُ عَلَى رَغْمِ الحَسُودِ الرَغَّامْ
-
بِكُلِّ مَحْمُودِ الدَسِيعِ هِلْقامُ
-
-
- إِنَّ تَمِيماً تُبْتَلَى بِأَقْوامْ
-
لَيْسُوا بِأَخْوَالٍ وَلَا بِأَعْمَامْ
-
-
- لَنَا إِذَا اهْتَزَّ الشَبَا فِي الأَشْطامْ
-
لَا يَتَوَقُّونَ حُدُودَ الإِسْلَامْ
-
-
- مِنْ رِقَّةِ الدِينِ وَبُعْد الأَرْحامْ
-
أَخْبَثُ أَحْزابٍ وَشَرُّ أَحْزامْ
-
-
- ناصِرُهُمْ مِنْ فَاسِقٍ وَخَدَّامْ
-
مِنْهُمْ لُكَيْزٌ وَهْيَ شَنُّ الأَصْرَامْ
-
-
- وَنُكْرُهَا العَادُّونَ طُور الأَقْسامْ
-
وَالأَسْدُ وَالأَسْدُ صِغَار الأَحْلامْ
-
-
- رُدُّوا إِلَى قَمَاءَةٍ وَأَلآمْ
-