ألا بديارهم جن الكرام
-
-
- ألا بديارهم جن الكرام
-
وشفهم بليلاها الغرام
-
-
- بلاد أسفر الميلاد عنها
-
وصرحت الرضاعة والفطام
-
-
- وخالط تربها وارفضّ فيه
-
رفات من حبيب أو عظام
-
-
- بناء من أبوتنا الأوالي
-
يتمم بالبنين ويستدام
-
-
- توالى المحسنون فشيدوه
-
وأيدي المحسنون هي الدعام
-
-
- وأبلج في عنان الجود فرد
-
كمنزلة السموال لا يرام
-
-
- يبيت النجم يقبس من ضياه
-
ويلمسها فيرتجل الجهام
-
-
- له في الأعصر الأولى سمىٌّ
-
إذا ذكر اسمه ابتسم الذمام
-
-
- كلا الجبلين حر عبقري
-
لدى محرابه ملك همام
-
-
- أُزيلوا عن معاقلهم فأمسي
-
لهم في معقل الصخر اعتصام1
يا ساكني مصر إنا لا نزال على
-
-
- يا ساكني مِصرَ إنّا لا نَزالُ على
-
عَهْدِ الوَفاءِ وإنْ غِبْنا مُقِيمِينَا
-
-
- هَلاَّ بَعَثتُمْ لنا من ماءِ نَهرِكُمُ
-
شيئاً نَبُلُّ به أَحْشاءَ صادِينَا
-
-
- كلُّ المَناهِلِ بَعدَ النِّيلِ آسِنَة ٌ
-
ما أَبْعَدَ النِّيلَ إلاّ عَنْ أَمانِينَا2
يقولون عن مصر بلاد عجائب
-
-
- يقولون عن مصر بلاد عجائب
-
نعم ظهرت في أرض مصر العجائب
-
-
- تقدّم فيها القائلون لشبهة
-
ونيلت بسجن الأبرياء المناصب
-
-
- وأخر فيها كل أهل لرفعة
-
وقدم فهمي وحده والأقارب
-
-
- فيالورد هذا الحكم والله مطلق ومن مطلق
-
الأحكام تأتي المصائب
-
-
- ولم يبق إلا أنت فينا وقيصر
-
وقيصر مغلوب وإن قيل غالب3
اليوم نَسود بوادينا
-
-
- اليوم نَسود بوادينا
-
ونُعيدُ محاسنَ ماضينا
-
-
- وَيُشيدُ العِزُّ بَأَيدينا
-
وطنٌ نَفديه ويَفدينا
-
-
- وطنٌ بالحق نؤيِّدُه
-
وَبِعَينِ اللَهِ نُشَيِّدُهُ
-
-
- ونحسِّنُه ونزيِّنُه
-
بمآثرنا ومساعينا
-
-
- سرُّ التاريخ وعُنصرُه
-
وسريرُ الدهرِ وِمنبرُه
-
-
- وجِنانُ الخلد وكوثرُهُ
-
وكفى الآباءُ رياحينا
-
-
- نتخذُ الشمسَ له تاجا
-
وَضُحاها عَرشًا وَهّاجا
-
-
- وسماءَ السُّودَدِ أبراجا
-
وكذلك كان أوالينا
-
-
- العصرُ يراكُمْ والأممُ
-
وَالكَرنَكُ يَلحَظُ وَالهَرَمُ
-
-
- أبني الأوطان ألا هِمَمُ
-
كبناءِ الأوّلِ يبنينا
-
-
- سعياً أَبداً سعياً سعياً
-
لِأَثيلِ المَجدِ وَلِلعَليا
-
-
- وَلنَجعَل مِصرَ هِيَ الدُنيا
-
وَلنَجعَل مِصرَ هِيَ الدُنيا4
يا مصر سماؤك جوهرة
-
-
- يا مصر سماؤك جوهرة
-
وثراك بحار عسجده
-
-
- والنيل حياة دافقة
-
ونعيم عذب مورِده
-
-
- والملك سعيد حاضره
-
لك في الدنيا حر غده
-
-
- والعصر إليك تقرّبه
-
وإلى حاميك تودّده
-
-
- والشرق رقيك مظهره
-
وحضارة جيلك سؤدده
-
-
- لسريرك بين أسرّته
-
أعلى التاريخ وأمجده
-
-
- بعلو الهمة نرجعه
-
وبنشر العلم نجدّده5
تاج البلاد تحية وسلام
-
-
- تاجَ البلادِ تحية وسلامُ
-
رَدّتك مصرُ وصحَّت الأَحلامُ
-
-
- العلمُ والملك الرفيعُ كلاهما
-
لك يا فؤاد جلالة ومقام
-
-
- فكأَنك المأْمونُ في سُلطانه
-
في ظلِّك الأَعلامُ والأَقلامُ
-
-
- أَهدَى إليك الغربُ من أَلقابه
-
في العلمِ ما تسمو له الأَعلام
-
-
- من كلِّ مملكة وكلِّ جماعة
-
يسعى لك التقديرُ والإعظام
-
-
- ما هذه الغرفُ الزواهرُ كالضحى
-
الشامخاتُ كأَنها الأَعلامُ
-
-
- من كلِّ مرفوعِ العمودِ منَوِّرٍ
-
كالصبحِ مُنْصَدِعٌ به الإظلام
-
-
- تتحطَّم الأمية الكبرى على
-
عَرَصاتِه وتمزَّقُ الأَوهام
-
-
- هذا البناءُ الفاطِميُّ مَنارة ٌ
-
وقواعدٌ لحضارة ودعام
-
-
- مهدٌ تهيَّأَ للوليدِ وأيكة ٌ
-
سيرنُّ فيها بلبلٌ وحمام
-
-
- شرفاته نورُ السبيلِ وركنه
-
للعبقرية منزلٌّ ومقام
-
-
- وملاعبٌ تجري الحظوظ مع
-
الصِّبا في ظلهنَّ وتوهبُ الأقسام
-
-
- يمشي بها الفتيانُ هذا ما له
-
نفس تسوِّدهُ وذاك عصامُ
-
-
- ألقى أواسيهُ وطال بركنهِ
-
نَفْسٌ من الصِّيدِ الملوكِ كُرام
-
-
- من آلِ إسماعيلَ ولا العمَّاتُ قد
-
قصَّرن عن كرم ولا الأعمام
-
-
- لم يُعْطَ هِمَّتَهم ولا إحسانَهم
-
بان على وادي الملوك هُمام
-
-
- وبنى فؤادٌ حائطَيْه يُعِينُه
-
شعبٌ عن الغاياتِ ليس يَنام
-
-
- أنظر أبا الفاروقِ غرسكَ هل دنتْ
-
ثمراتهُ وبدت له أعلامُ
-
-
- وَهَل اِنثَنى الوادي وَفي فَمِهِ الجَنى
-
وأتى العراقُ مشاطراً والشام
-
-
- في كلِّ عاصمةٍ وكلِّ مدينة
-
شبانُ مصرَ على المناهل حاموا
-
-
- كم نستعيرُ الآخرِين وَنَجْتَدِي
-
هيهات ما للعارِيات دَوام
-
-
- اليومَ يَرْعَى في خمائلِ أَرضِهم
-
نشأٌ إلى داعي الرحيلِ قيام
-
-
- حبٌّ غرستَ براحتيكَ ولم يزلْ
-
يَسقيه من كِلتا يديك غَمام
-
-
- حتى أنافَ على قوائمِ سوقهِ
-
ثمراً تنوءُ وراءه الأكمام
-
-
- فقريبه للحاضرين وليمة ٌ
-
وبعيده للغابرين طعام
-
-
- عِظة ٌ لفاروقٍ وصالحِ جِيلهِ
-
فيما ينيلُ الصبرُ والإقدام
-
-
- ونموذجٌ تحذو عليه ولم يزلْ
-
بسراتهمْ يتشبَّهُ الأقوام
-
-
- شيَّدت صرحاً للذخائرِ عالياً
-
يأوي الجمالُ إليه والإلهام
-
-
- رَفٌّ عُيونُ الكُتْبِ فيه طوائفٌ
-
وجلائلُ الأسفارِ فيه ركام
-
-
- إسكندرية ٌ عاد كنزكِ سالماً
-
حتى كأنْ لم يلتهمه ضرامُ
-
-
- لمَّتهُ من لهبِ الحريق أنامٌ
-
بَرْدٌ على ما لامَسَتْ وسَلام
-
-
- وأَسَتْ جِراحَتَك القديمة راحة ٌ
-
جُرْحُ الزمانِ بعُرْفِها يَلتام
-
-
- تَهَبُ الطريفَ من الفَخارِ وربّما
-
بَعَثَتْ تَليدَ المجدِ وهْوَ رِمام
-
-
- أرأيتَ ركنَ العلم كيف يقامُ
-
أرأيتَ الاستقلالَ كيف يرام
-
-
- العلمُ في سبلِ الحضارة ِ والعلا
-
حادٍ لكلِّ جماعة ٍ وزمام
-
-
- باني الممالكِ حينَ تنشدُ بانياً
-
ومثابة ُ الأوطانِ حينَ تضام
-
-
- قامت رُبوعُ العلم في الوادي فهل
-
للعبقرية والنبوغِ قيام
-
-
- فهما الحياة ُ وكلُّ دورِ ثقافة
-
أَو دُورِ تعليمٍ هي الأَجسام
-
-
- ما العلمُ ما لم يَصْنعاه حقيقة
-
للطالبين ولا البيانُ كلام
-
-
- يا مهرجانَ العلمِ حولك فرحة
-
وعليك من آمالِ مصرَ زحام
-
-
- ما أَشبهتْكَ مواسمُ الوادي ولا
-
أعياده في الدهر وهي عظام
-
-
- إلا نهاراً في بشاشة صُبحِه
-
قعد البناة وقامت الأهرام
-
-
- وأَطال خوفو من مواكبِ عِزِّه
-
فاهتزَّت الرَّبَواتُ والآكام
-
-
- يومي بتاجٍ في الحضارة معرقٍ
-
تعْنُو الجِباهُ لعِزِّه والهام
-
-
- تاجٌ تنقَّلَ في العصورِ معظَّماً
-
وتأَلفتْ دُوَلٌ عليه جِسام
-
-
- لما اضطلعتَ به مَشَى فيه الهدى
-
ومراشدُ الدستورِ والإسلام
-
-
- سبقتْ مواكبك الربيعَ وحسنه
-
فالنيلُ زهوٌ والضفافُ وسام
-
-
- الجيزة ُ الفيحاءُ هزَّت منكباً
-
سبغ النوالُ عليه والإنعام
-
-
- لبست زخارفها ومسَّتْ طيبها
-
وتردّدتْ في أَيْكها الأَنغامُ
-
-
- قد زدتها هرماً يحجُّ فناؤه
-
ويُشدُّ للدنيا إليه حِزام
-
-
- تقفُ القرونُ غداً على درجاتِه
-
تُمْلِي الثناءَ وتكتبُ الأَيام
-
-
- أَعوامُ جهدٍ في الشبابِ وراءَها
-
من جهد خيرِ كهولة ٍ أعوام
-
-
- بلغَ البناءُ على يديك تمامهُ
-
ولكل ما تبني يداك تمام6
المراجع
- احمد شوقي، “ألا بديارهم جن الكرام”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-25.
- احمد شوقي، “يا ساكني مصر إنا لا نزال على”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-25.
- احمد شوقي، ” يقولون عن مصر بلاد عجائب”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-25.
- احمد شوقي، “اليوم نسود بوادينا”، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-25.
- احمد شوقي، “يا مصر سماؤك جوهرة”، poetsgate.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-25.
- احمد شوقي، “تاج البلاد تحية وسلام”، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-25.