على قدر أهل العزم
المتنبي يمدح سيف الدولة في قصيدته:
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
-
-
- وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
-
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
-
-
- وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
-
يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ
-
-
- وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
-
وَيَطلِبُ عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسِهِ
-
-
- وَذَلِكَ ما لا تَدَّعيهِ الضَراغِمُ
-
يُفَدّي أَتَمُّ الطَيرِ عُمرًا سِلاحَهُ
-
-
- نُسورُ المَلا أَحداثُها وَالقَشاعِمُ
-
وَما ضَرَّها خَلقٌ بِغَيرِ مَخالِبٍ
-
-
- وَقَد خُلِقَت أَسيافُهُ وَالقَوائِمُ
-
هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها
-
-
- وَتَعلَمُ أَيُّ الساقِيَينِ الغَمائِمُ
-
سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولِهِ
-
-
- فَلَمّا دَنا مِنها سَقَتها الجَماجِمُ
-
بَناها فَأَعلى وَالقَنا تَقرَعُ القَنا
-
-
- وَمَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ
-
وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فَأَصبَحَت
-
-
- وَمِن جُثَثِ القَتلى عَلَيها تَمائِمُ
-
طَريدَةُ دَهرٍ ساقَها فَرَدَدتَها
-
-
- عَلى الدينِ بِالخَطِّيِّ وَالدَهرُ راغِمُ
-
تُفيتُ اللَيالي كُلَّ شَيءٍ أَخَذتَهُ
-
-
- وَهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ
-
إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعًا
-
-
- مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ
-
وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها
-
-
- وَذا الطَعنُ آساسٌ لَها وَدَعائِمُ
-
وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ
-
-
- فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ
-
أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُم
-
-
- سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ
-
إِذا بَرَقوا لَم تُعرَفِ البيضُ مِنهُمُ
-
-
- ثِيابُهُمُ مِن مِثلِها وَالعَمائِمُ
-
خَميسٌ بِشَرقِ الأَرضِ وَالغَربِ زَحفُهُ
-
-
- وَفي أُذُنِ الجَوزاءِ مِنهُ زَمازِمُ
-
تَجَمَّعَ فيهِ كُلُّ لِسنٍ وَأُمَّةٍ
-
-
- فَما تُفهِمُ الحُدّاثَ إِلا التَراجِمُ
-
فَلِلهِ وَقتٌ ذَوَّبَ الغِشَّ نارُهُ
-
-
- فَلَم يَبقَ إِلّا صارِمٌ أَو ضُبارِمُ
-
تَقَطَّعَ ما لا يَقطَعُ الدِرعَ وَالقَنا
-
-
- وَفَرَّ مِنَ الأَبطالِ مَن لا يُصادِمُ
-
وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ
-
-
- كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ
-
تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً
-
-
- وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ
-
تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى
-
-
- إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ
-
ضَمَمتَ جَناحَيهِم عَلى القَلبِ ضَمَّةً
-
-
- تَموتُ الخَوافي تَحتَها وَالقَوادِمُ
-
بِضَربٍ أَتى الهاماتِ وَالنَصرُ غائِبُ
-
-
- وَصارَ إِلى اللَبّاتِ وَالنَصرُ قادِمُ
-
حَقَرتَ الرُدَينِيّاتِ حَتّى طَرَحتَها
-
-
- وَحَتّى كَأَنَّ السَيفَ لِلرُمحِ شاتِمُ
-
وَمَن طَلَبَ الفَتحَ الجَليلَ فَإِنَّما
-
-
- مَفاتيحُهُ البيضُ الخِفافُ الصَوارِمُ
-
نَثَرتَهُمُ فَوقَ الأُحَيدِبِ نَثرَةً
-
-
- كَما نُثِرَت فَوقَ العَروسِ الدَراهِمُ
-
تَدوسُ بِكَ الخَيلُ الوُكورَ عَلى الذُرى
-
-
- وَقَد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ
-
تَظُنُّ فِراخُ الفُتخِ أَنَّكَ زُرتَها
-
-
- بِأُمّاتِها وَهيَ العِتاقُ الصَلادِمُ
-
إِذا زَلِقت مَشَّيتَها بِبِطونِها
-
-
- كَما تَتَمَشّى في الصَعيدِ الأَراقِمُ
-
أَفي كُلِّ يَومٍ ذا الدُمُستُقُ مُقدِمٌ
-
-
- قَفاهُ عَلى الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ
-
أَيُنكِرُ ريحَ اللَيثَ حَتّى يَذوقَهُ
-
-
- وَقَد عَرَفَت ريحَ اللُيوثِ البَهائِمُ
-
وَقَد فَجَعَتهُ بِاِبنِهِ وَاِبنِ صِهرِهِ
-
-
- وَبِالصِهرِ حَملاتُ الأَميرِ الغَواشِمُ
-
مَضى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبا
-
-
- بِما شَغَلَتها هامُهُم وَالمَعاصِمُ
-
وَيَفهَمُ صَوتَ المَشرَفِيَّةِ فيهِمُ
-
-
- عَلى أَنَّ أَصواتَ السُيوفِ أَعاجِمُ
-
يُسَرُّ بِما أَعطاكَ لا عَن جَهالَةٍ
-
-
- وَلَكِنَّ مَغنومًا نَجا مِنكَ غانِمُ
-
وَلَستَ مَليكًا هازِمًا لِنَظيرِهِ
-
-
- وَلَكِنَّكَ التَوحيدُ لِلشِركِ هازِمُ
-
تَشَرَّفُ عَدنانٌ بِهِ لا رَبيعَةٌ
-
-
- وَتَفتَخِرُ الدُنيا بِهِ لا العَواصِمُ
-
لَكَ الحَمدُ في الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ
-
-
- فَإِنَّكَ مُعطيهِ وَإِنِّي ناظِمُ
-
وَإِنّي لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى
-
-
- فَلا أَنا مَذمومٌ وَلا أَنتَ نادِمُ
-
عَلى كُلِّ طَيّارٍ إِلَيها بِرِجلِهِ
-
-
- إِذا وَقَعَت في مِسمَعَيهِ الغَماغِمُ
-
أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَدًا
-
-
- وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ
-
هَنيئًا لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلا
-
-
- وَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّكَ سالِمُ
-
وَلِم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقى
-
-
- وَتَفليقُهُ هامَ العِدا بِكَ دائِمُ
-
الخيل والليل والبيداء تعرفني
قال المتنبي مادحاً نفسه :
وَاحَـرّ قَلبـاهُ مـمّن قَلبُـهُ شَبِـمُ
-
-
- وَمَن بجِسمـي وَحالي عِنـدَهُ سَقَـمُ
-
ما لي أُكَتِّمُ حُبًّا قَد بَـرَى جَسَـدي
-
-
- وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّولـةِ الأممُ
-
إن كَـانَ يَجمَعُنَـا حُـبٌّ لِغُرّتِـهِ
-
-
- فَلَيتَ أنّـا بِقَـدرِ الحُـبّ نَقتَسِـمُ
-
قد زُرتُهُ وَسُيُـوفُ الهِنـدِ مُغمَـدَةٌ
-
-
- وَقـد نَظَـرتُ إلَيـهِ وَالسّيُـوفُ دَمُ
-
فكـانَ أحسَـنَ خَلـقِ الله كُلّهِـمِ
-
-
- وَكانَ أحسنَ ما فِي الأحسَنِ الشّيَـمُ
-
فَوتُ العَـدُوّ الـذي يَمّمتَـهُ ظَفَـرٌ
-
-
- فِـي طَيّـهِ أسَـفٌ فِي طَيّـهِ نِعَـمُ
-
قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ وَاصطنعت
-
-
- لَكَ المَهـابَـةُ ما لا تَصنَـعُ البُهَـمُ
-
ألزَمتَ نَفسَكَ شَيئـاً لَيـسَ يَلزَمُهـا
-
-
- أن لا يُـوارِيَهُـم أرضٌ وَلا عَـلَـمُ
-
أكُلّمَا رُمتَ جَيشـاً فانثَنَـى هَرَبـاً
-
-
- تَصَرّفَـت بِـكَ فِي آثَـارِهِ الهِمَـمُ
-
عَلَيـكَ هَزمُهُـمُ فِي كـلّ مُعتَـرَكٍ
-
-
- وَمَا عَلَيـكَ بِهِم عَـارٌ إذا انهَزَمُـوا
-
أمَا تَرَى ظَفَراً حُلـواً سِـوَى ظَفَـرٍ
-
-
- تَصافَحَت فيهِ بِيضُ الـهِندِ وَاللِّمـمُ
-
يا أعدَلَ النّـاسِ إلاّ فِـي مُعامَلَتـي
-
-
- فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصمُ وَالحكَـمُ
-
أُعِيذُهـا نَظَـراتٍ مِنـكَ صادِقَـةً
-
-
- أن تحسَبَ الشّحمَ فيمن شحمـهُ وَرَمُ
-
وَمَا انتِفَـاعُ أخـي الدّنيَـا بِنَاظِـرِهِ
-
-
- إذا استَوَت عِنـدَهُ الأنـوارُ وَالظُّلَـمُ
-
سَيعلَمُ الجَمعُ مـمّن ضَـمّ مَجلِسُنـا
-
-
- بأنّني خَيـرُ مَن تَسعَـى بـهِ قَـدَمُ
-
أنَا الذي نَظَـرَ الأعمَـى إلى أدَبـي
-
-
- وَأسمَعَت كَلِماتـي مَن بـهِ صَمَـمُ
-
أنَامُ مِلءَ جُفُونـي عَـن شَوَارِدِهَـا
-
-
- وَيَسهَـرُ الخَلـقُ جَرّاهَـا وَيختَصِـمُ
-
وَجاهِلٍ مَـدّهُ فِي جَهلِـهِ ضَحِكـي
-
-
- حَتَّـى أتَتـه يَـدٌ فَـرّاسَـةٌ وَفَـمُ
-
إذا رَأيـتَ نُيُـوبَ اللّيـثِ بـارِزَةً
-
-
- فَـلا تَظُـنّـنّ أنّ اللّيـثَ يَبتَسِـمُ
-
وَمُهجَةٍ مُهجَتـي من هَمّ صَاحِبـها
-
-
- أدرَكتُـهَا بجَـوَادٍ ظَـهـرُه حَـرَمُ
-
رِجلاهُ فِي الرّكضِ رِجلٌ وَاليدانِ يَـدٌ
-
-
- وَفِعلُـهُ مَا تُريـدُ الكَـفُّ وَالقَـدَمُ
-
وَمُرهَفٍ سرتُ بينَ الجَحفَلَيـنِ بـهِ
-
-
- حتَّى ضرَبتُ وَمَوجُ المَـوتِ يَلتَطِـمُ
-
الخَيـلُ وَاللّيـلُ وَالبَيـداءُ تَعرِفُنـي
-
-
- وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرطاسُ وَالقَلَـمُ
-
صَحِبتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
-
-
- حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ
-
يَا مَـن يَعِـزّ عَلَينَـا أن نُفَارِقَهُـم
-
-
- وَجدانُنا كُلَّ شـيءٍ بَعدَكـم عَـدَمُ
-
مَا كـانَ أخلَقَنَـا مِنكُـم بتَكرِمَـةٍ
-
-
- لَـو أنّ أمرَكُـمُ مِـن أمرِنَـا أمَـمُ
-
إن كـانَ سَرّكُـمُ ما قالَ حاسِدُنَـا
-
-
- فَمَـا لجُـرحٍ إذا أرضـاكُـمُ ألَـمُ
-
وَبَينَنَـا لَـو رَعَيتُـم ذاكَ مَعـرِفَـةٌ
-
-
- إنّ المَعارِفَ فِي أهـلِ النُّهَـى ذِمَـمُ
-
كم تَطلُبُونَ لَنَـا عَيبـاً فيُعجِزُكـم
-
-
- وَيَكـرَهُ الله مـا تَأتُـونَ وَالكَـرَمُ
-
ما أبعدَ العَيبَ والنّقصانَ من شَرَفِـي
-
-
- أنَـا الثّرَيّـا وَذانِ الشّيـبُ وَالهَـرَمُ
-
لَيتَ الغَمَامَ الذي عنـدي صَواعِقُـهُ
-
-
- يُزيلُهُـنّ إلـى مَـن عِنـدَهُ الدِّيَـمُ
-
أرَى النّـوَى يَقتَضينـي كلَّ مَرحَلَـةٍ
-
-
- لا تَستَقِـلّ بِهَـا الوَخّـادَةُ الرُّسُـمُ
-
لَئِـن تَرَكـنَ ضُمَيـراً عَن مَيامِنِنـا
-
-
- لَيَحـدُثَـنّ لـمَن وَدّعتُهُـم نَـدَمُ
-
إذا تَرَحّلـتَ عن قَـومٍ وَقَد قَـدَرُوا
-
-
- أن لا تُفـارِقَهُـم فالرّاحِلـونَ هُـمُ
-
شَرُّ البِـلادِ مَكـانٌ لا صَديـقَ بِـهِ
-
-
- وَشَرُّ ما يَكسِبُ الإنسـانُ ما يَصِـمُ
-
وَشَـرُّ ما قَنّصَتـهُ رَاحَتـي قَنَـصٌ
-
-
- شُهبُ البُـزاةِ سَـواءٌ فيهِ والرَّخَـمُ
-
بأيّ لَفـظٍ تَقُـولُ الشّعـرَ زِعنِفَـةٌ
-
-
- تَجُوزُ عِنـدَكَ لا عُـربٌ وَلا عَجَـمُ
-
هَـذا عِتـابُـكَ إلاّ أنّـهُ مِـقَـةٌ
-
-
- قـد ضُمّـنَ الـدُّرَّ إلاّ أنّـهُ كَلِـمُ
-
يؤمم ذا السيف آماله
إليكم أيضًا هذه الأبيات الشعرية للمتنبي في المدح:
يُؤمِّمُ ذا السّيفُ آمَالَهُ
-
-
- وَلا يَفعَلُ السّيفَ أفعَالَهُ
-
إذا سارَ في مَهمَهٍ عَمَّهُ
-
-
- وَإن سارَ في جَبل طَالَهُ
-
وَأنتَ بِمَا نُلتَنَا مَالِكٌ
-
-
- يُثَمرُ مِن مَالِهِ مَالَهُ
-
كأنّكَ ما بَينَنَا ضَيغَمٌ
-
-
- يُرَشِّحُ للفَرسِ أشبَالَهُ
-
لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ
في مدح القاضي أبي الفضل الأنطاكي :
لَكِ يا مَنازِلُ في القُلوبِ مَنازِلُ
-
-
- أَقفَرتِ أَنتِ وَهُنَّ مِنكِ أَواهِلُ
-
يَعلَمنَ ذاكِ وَما عَلِمتِ وَإِنَّما
-
-
- أَولاكُما بِبُكى عَلَيهِ العاقِلُ
-
وَأَنا الَّذي اِجتَلَبَ المَنِيَّةَ طَرفُهُ
-
-
- فَمَنِ المُطالَبُ وَالقَتيلُ القاتِلُ
-
تَخلو الدِيارُ مِنَ الظِباءِ وَعِندَهُ
-
-
- مِن كُلِّ تابِعَةٍ خَيالٌ خاذِلُ
-
اللاءِ أَفتَكُها الجَبانُ بِمُهجَتي
-
-
- وَأَحَبُّها قُرباً إِلَيَّ الباخِلُ
-
الرامِياتُ لَنا وَهُنَّ نَوافِرٌ
-
-
- وَالخاتِلاتُ لَنا وَهُنَّ غَوافِلُ
-
كافَأنَنا عَن شِبهِهِنَّ مِنَ المَها
-
-
- فَلَهُنَّ في غَيرِ التُرابِ حَبائِلُ
-
مِن طاعِني ثُغَرِ الرِجالِ جَآذِرٌ
-
-
- وَمِنَ الرِماحِ دَمالِجٌ وَخَلاخِلُ
-
وَلِذا اِسمُ أَغطِيَةِ العُيونِ جُفونُها
-
-
- مِن أَنَّها عَمَلَ السُيوفِ عَوامِلُ
-
كَم وَقفَةٍ سَجَرَتكَ شَوقاً بَعدَما
-
-
- غَرِيَ الرَقيبُ بِنا وَلَجَّ العاذِلُ
-
دونَ التَعانُقِ ناحِلَينِ كَشَكلَتَي
-
-
- نَصبٍ أَدَقَّهُما وَصَمَّ الشاكِلُ
-
اِنعَم وَلَذَّ فَلِلأُمورِ أَواخِرٌ
-
-
- أَبَداً إِذا كانَت لَهُنَّ أَوائِلُ
-
ما دُمتَ مِن أَرَبِ الحِسانِ فَإِنَّما
-
-
- رَوقُ الشَبابِ عَلَيكَ ظِلٌّ زائِلُ
-
لِلَّهوِ آوِنَةٌ تَمُرُّ كَأَنَّها
-
-
- قُبَلٌ يُزَوَّدُها حَبيبٌ راحِلُ
-
جَمَحَ الزَمانُ فَما لَذيذٌ خالِصٌ
-
-
- مِمّا يَشوبُ وَلا سُرورٌ كامِلُ
-
حَتّى أَبو الفَضلِ اِبنُ عَبدِ اللَهِ رُؤ
-
-
- يَتُهُ المُنى وَهيَ المَقامُ الهائِلُ
-
مَمطورَةٌ طُرقي إِلَيها دونَها
-
-
- مِن جودِهِ في كُلِّ فَجٍّ وابِلُ
-
مَحجوبَةٌ بِسُرادِقٍ مِن هَيبَةٍ
-
-
- تَثني الأَزِمَّةَ وَالمَطِيُّ ذَوامِلُ
-
لِلشَمسِ فيهِ وَلِلرِياحِ وَلِلسَحا
-
-
- بِ وَلِلبِحارِ وَلِلأُسودِ شَمائِلُ
-
وَلَدَيهِ مِلعِقيانِ وَالأَدَبِ المُفا
-
-
- دِ وَمِلحَياةِ وَمِلمَماتِ مَناهِلُ
-
لَو لَم يُهَب لَجَبُ الوُفودِ حَوالَهُ
-
-
- لَسَرى إِلَيهِ قَطا الفَلاةِ الناهِلُ
-
يَدري بِما بِكَ قَبلَ تُظهِرُهُ لَهُ
-
-
- مِن ذِهنِهِ وَيُجيبُ قَبلَ تُسائِلُ
-
وَتَراهُ مُعتَرِضاً لَها وَمُوَلِّياً
-
-
- أَحداقُنا وَتَحارُ حينَ يُقابِلُ
-
كَلِماتُهُ قُضُبٌ وَهُنَّ فَواصِلٌ
-
-
- كُلُّ الضَرائِبِ تَحتَهُنَّ مَفاصِلُ
-
هَزَمَت مَكارِمُهُ المَكارِمَ كُلَّها
-
-
- حَتّى كَأَنَّ المَكرُماتِ قَنابِلُ
-
وَقَتَلنَ دَفراً وَالدُهَيمَ فَما تُرى
-
-
- أُمُّ الدُهَيمِ وَأُمُّ دَفرٍ هابِلُ
-
عَلّامَةُ العُلَماءِ وَاللُجُّ الَّذي
-
-
- لا يَنتَهي وَلِكُلِّ لُجٍّ ساحِلُ
-
لَو طابَ مَولِدُ كُلِّ حَيٍّ مِثلَهُ
-
-
- وَلَدَ النِساءُ وَما لَهُنَّ قَوابِلُ
-
لَو بانَ بِالكَرَمِ الجَنينُ بَيانَهُ
-
-
- لَدَرَت بِهِ ذَكَرٌ أَمُ أنثى الحامِلُ
-
لِيَزِد بَنو الحَسَنِ الشِرافُ تَواضُعاً
-
-
- هَيهاتَ تُكتَمُ في الظَلامِ مَشاعِلُ
-
سَتَروا النَدى سَترَ الغُرابِ سِفادَهُ
-
-
- فَبَدا وَهَل يَخفى الرَبابُ الهاطِلُ
-
جَفَخَت وَهُم لا يَجفَخونَ بِهابِهِم
-
-
- شِيَمُ عَلى الحَسَبِ الأَغَرِّ دَلائِلُ
-
مُتَشابِهِي وَرَعِ النُفوسِ كَبيرُهُم
-
-
- وَصَغيرُهُم عَفُّ الإِزارِ حُلاحِلُ
-
يا اِفخَر فَإِنَّ الناسِ فيكَ ثَلاثَةٌ
-
-
- مُستَعظِمٌ أَو حاسِدٌ أَو جاهِلُ
-
وَلَقَد عَلَوتَ فَما تُبالي بَعدَما
-
-
- عَرَفوا أَيَحمَدُ أَم يَذُمُّ القائِلُ
-
أُثني عَلَيكَ وَلَو تَشاءُ لَقُلتَ لي
-
-
- قَصَّرتَ فَالإِمساكُ عَنّي نائِلُ
-
لا تَجسُرُ الفُصَحاءُ تُنشِدُ هَهُنا
-
-
- بَيتاً وَلَكِنّي الهِزَبرُ الباسِلُ
-
ما نالَ أَهلُ الجاهِلِيَّةِ كُلُّهُم
-
-
- شِعري وَلا سَمِعَت بِسِحرِيَ بابِلُ
-
وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ
-
-
- فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ
-
مَن لي بِفَهمِ أُهَيلِ عَصرٍ يَدَّعي
-
-
- أَن يَحسُبَ الهِندِيَّ فيهِم باقِلُ
-
وَأَما وَحَقِّكَ وَهوَ غايَةُ مُقسِمٍ
-
-
- لِلحَقُّ أَنتَ وَما سِواكَ الباطِلُ
-
الطيبُ أَنتَ إِذا أَصابَكَ طيبُهُ
-
-
- وَالماءُ أَنتَ إِذا اِغتَسَلتَ الغاسِلُ
-
ما دارَ في الحَنَكِ اللِسانُ وَقَلَّبَت
-
-
- قَلَماً بِأَحسَنَ مِن نَثاكَ أَنامِلُ
-