قصيدة: إلهي لا تعذّبني فإنّي
نُقِل عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّه قال:1
إِلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّي
-
-
- مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي
-
فَما لي حِيلَةٌ إِلا رَجائي
-
-
- بِعَفوِكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنِ ظَنّي
-
فَكَم مِن زَلَّةٍ لِي في الخطايا
-
-
- عَضَضتُ أَناملي وَقَرَعتُ سِنّي
-
يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي
-
-
- لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عَنّي
-
وَبَينَ يَديَّ مُحتَبسٌ طَويلٌ
-
-
- كَأَنّي قَد دُعِيتُ لَهُ كَأَنّي
-
أَجُنُّ بِزَهرَةِ الدُنيا جُنوناً
-
-
- وَأَفنِي العُمرَ مِنها بِالتَمَنّي
-
فَلَو أَنّي صَدَقتُ الزَهدَ فيها
-
-
- قَلَبتُ لَها حَقّاً ظَهرَ المُجَنِّ
-
قصيدة: قلبي برحمتك اللهم ذو أنس
يقول الإمام الشافعي:2
قَلبي بِرَحمَتِكَ اللَهُمَّ ذو أُنُسِ
-
-
- في السِرِّ وَالجَهرِ وَالإِصباحِ وَالغَلَسِ
-
ما تَقَلَّبتُ مِن نَومي وَفي سِنَتي
-
-
- إِلّا وَذِكرُكَ بَينَ النَفسِ وَالنَفَسِ
-
لَقَد مَنَنتَ عَلى قَلبي بِمَعرِفَةٍ
-
-
- بِأَنَّكَ اللَهُ ذو الآلاءِ وَالقُدسِ
-
وَقَد أَتَيتُ ذُنوباً أَنتَ تَعلَمُها
-
-
- وَلَم تَكُن فاضِحي فيها بِفِعلِ مَسي
-
فَاِمنُن عَلَيَّ بِذِكرِ الصالِحينَ وَلا
-
-
- تَجعَل عَلَيَّ إِذاً في الدينِ مِن لَبَسِ
-
وَكُن مَعي طولَ دُنيايَ وَآخِرَتي
-
-
- وَيَومَ حَشري بِما أَنزَلتَ في عَبَسِ
-
قصيدة: لله في الآفاق آيات
قال الشاعر:3
لله في الآفاق آيات لعل
-
-
- أقلها هو ما إليه هداك
-
ولعل ما في النفس من آياته
-
-
- عجب عجاب لو ترى عيناك
-
والكون مشحون بأسرار إذا
-
-
- حاولْتَ تفسيرًا لها أعياك
-
قل للطبيب تخطَّفته يد الردى
-
-
- من يا طبيب بطبِّه أرْدَاك؟
-
قل للمريض نجا وعُوفيَ بعدما
-
-
- عجزت فنون الطب من عافاك؟
-
قل للصحيح يموت لا من علة
-
-
- من بالمنايا يا صحيح دهاك؟
-
قل للبصير وكان يحذر حفرة
-
-
- فهَوَى بها من ذا الذي أهواك؟
-
بل سائل الأعمى خَطَا بين الزحام
-
-
- بلا اصطدام من يقود خطاك؟
-
قل للجنين يعيش معزولا بلا
-
-
- راعٍ ومرعى ما الذي يرعاك؟
-
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء
-
-
- لدى الولادة ما الذي أبكاك؟
-
وإذا ترى الثعبان ينفث سمَّهُ
-
-
- فاسأله من ذا بالسموم حَشَاكَ؟
-
واسأله كيف تعيش يا ثعبان
-
-
- أو تحيى وهذا السمُّ يملأ فَاكَ؟
-
واسأل بطون النَّحل كيف تقاطرت
-
-
- شهدًا وقل للشهد من حلاَّك؟
-
بل سائل اللبن المُصَفَّى كان
-
-
- بين دم وفرث ما الذي صفَّاك؟
-
وإذا رأيت الحي يخرج من
-
-
- حَنَايا ميتٍ فاسأله من أحياك؟
-
قل للهواء تحثُّه الأيدي ويخفى
-
-
- عن عيون الناس من أخفاك؟
-
قل للنبات يجفُّ بعد تعهُّدٍ
-
-
- ورعاية من بالجفاف رَمَاك؟
-
وإذا رأيت النَّبت في الصحراء
-
-
- يربو وحده فاسأله من أَرْبَاكَ؟
-
وإذا رأيت البدر يسري ناشرًا
-
-
- أنواره فاسأله من أسْرَاك؟
-
واسأل شعاع الشمس يدنو وهي
-
-
- أبعد كل شيء ما الذي أدناك؟
-
قل للمرير من الثمار من الذي
-
-
- بالمرِّ من دون الثمار غذاك؟
-
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى
-
-
- فاسأله من يا نخل شقَّ نواك؟
-
وإذا رأيت النار شبَّ لهيبها
-
-
- فاسأل لهيب النار من أوراك؟
-
وإذا ترى الجبل الأشَمَّ مناطحًا
-
-
- قِمَمَ السَّحاب فسَلْه من أرساك؟
-
وإذا ترى صخرًا تفجر بالمياه
-
-
- فسله من بالماء شقَّ صَفَاك؟
-
وإذا رأيت النهر بالعذب الزُّلال
-
-
- جرى فسَلْه من الذي أجراك؟
-
وإذا رأيت البحر بالملح الأُجاج
-
-
- طغى فسَلْه من الذي أطغاك؟
-
وإذا رأيت الليل يغشى داجيًا
-
-
- فاسأله من يا ليل حاك دُجاك؟
-
وإذا رأيت الصُّبح يسفر ضاحيًا
-
-
- فاسأله من يا صبح صاغ ضُحَاك؟
-
ستجيب ما في الكون من آياته
-
-
- عجب عجاب لو ترى عيناك
-
ربي لك الحمد العظيم لذاتك
-
-
- حمدًا وليس لواحد إلاَّك
-
يا مدرك الأبصار والأبصار
-
-
- لا تدري له ولِكُنْهِهِ إدراكًا
-
إن لم تكن عيني تراك فإنني
-
-
- في كل شيء أستبين عُلاك
-
قصيدة: يا من يجيب دعا المضطر
قال الأصمعي: “بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة إذ رأيت شاباً متعلقاً بأستار الكعبة وهو يقول”:4
يا مَنْ يجيبُ دُعَا المضْطرِّ في الظَلَمِ
-
-
- ياَ كَاشِفَ الضُّرِّ والبَلوى مع السقَمِ
-
قد نَامَ وَفدُك حولَ البيتِ وانتبهُوا
-
-
- وأنتَ يا حيُّ يا قُّيومُ لم تَنَمِ
-
أدعوكَ ربِّي حزينَاً هـــــائمـــاً قـــلــقـــاً
-
-
- فارحَمْ بُكائي بحقِّ البيتِ والحَرمِ
-
إن كان جودُك لا يرجوه ذو سفهٍ
-
-
- فمَنْ يجودُ علَىَ العاصينَ بِالكَرَمِ
-
قصيدة: مولاي ضاقت بي الأرجاء فخذ بيدي
قال الشاعر:5
مولاي ضاقت بي الأرجاء فخذ بيدي
-
-
- مالي سواك لكشف الضّر يا سندي
-
حسبي الوقوف بباب الذلّ مُنكسراً
-
-
- أُمرّغ الخـدّ في الأعتاب لم أَحِـد
-
مولاي جُد بالرّضا والعفو عمّا مضى
-
-
- لقد أتيت ذنوباً أتلفت جسدي
-
ساء المصير إذا لم تنجلي أمـلي
-
-
- طال المدى فأغثني منك بالمدد
-
قصيدة: كفى يا نفس ما كان
قال الشاعر:6
كفى يا نفس ما كان
-
-
- كفاكِ هوى وعصيانا
-
كفاك ففي الحشى صوت
-
-
- من الإشفاق نادانا
-
أما آن المآب، بلى
-
-
- بلى يا نفس قد آن
-
خطوت خطاك مخطئة
-
-
- فسرت الدرب حيرانا
-
فؤاد يشتكي ذنبي
-
-
- ويشكو منك ما كان
-
أعيدي للحمى قلبي
-
-
- وعودي، عودي الآن
-
تجاذبني هواً وهدى
-
-
- وقلبي بعد ما لانا
-
كأني ما سمعت وما
-
-
- رأيت الهدي إذ بانا
-
كأني صخرة فمتى
-
-
- يلين الصخر إيمانا
-
أرى آلام أمتنا
-
-
- كسقف الليل يغشانا
-
وأمضي مغضياً طرفي
-
-
- وراء النفس هيمانا
-
نسيت همومها فمتى؟
-
-
- أعيش الهم إنسانا
-
أيا نفسي خبا نفسي
-
-
- بضيق الصدر أحزانا
-
ظننت سعادتي لهواً
-
-
- يزيح الهم سلوانا
-
فلم أزدد سوى هم
-
-
- ولو أُضحكت أحيانا
-
يسافر بالهوى قلبي
-
-
- بدور اللهو نشوانا
-
فتوقفه محطات
-
-
- تهز عراه إيمانا
-
ألا فارجع وأرجع ما
-
-
- مضى بالقرب أزمانا
-
سياط التوب تزجرني
-
-
- فأحن الرأس إذعانا
-
وأطرق والحشى يغلي
-
-
- بما أسرفت نيرانا
-
أصيح بتوبتي ندما
-
-
- كفى يا نفس ما كان
-
المراجع
- “إلهي لا تعذبني فإني”، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2022.
- أحمد بن عثمان المزيد، تعظيم الله جل جلاله، صفحة 201.
- “لله في الآفاق آيات”، جامع الكتب الإسلامية، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2022.
- “مجموعة الفوائد الثانية”، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2022.
- “مولاي ضاقت بي الأرجاء فخذ بيدي”، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2022.
- “كفى يا نفس ما كان”، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2022.